المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر (( روحي و ذلك الطفل ))



.ahmed.
15-07-2010, 08:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباحكم بالخير أخوتي

---------------

روحي و ذلك الطفل

---------------


في أعالي سماء الفكر ,روحي قد حلقت
فرأت الأعوام قد مرت بي,و أن هذا الجسد قد بلغ أشده وتلك الملامح قد قست
وهاهي تلك الأيدي الصغيرة الناعمة وهاقد أصبحت كبيرة و أشد غلظة...
وهاهي تلك الإبتسامة المنقوشة هاقد أصبحت أكثر بهتانا...
وهاهو ذالك الصوت المرح هاقد أصبح اكثر برودة...
وهاهي تلك الهالة المشرقة هاقد أصبحت أكثر ظلمة...
ورغم كل هذا
مازال هناك شيئاً,كما عهدته لم يتغير
ولم ينمو قط !
ماباله ياترى؟
طفلاً وحيداً قابعُ فوق تلك السحب الداكنة.
كما لو أنه ينتظر...
كما لو أنه يرجوا...
---------------
أقتربت منه وما أن رآني حتى علت وجهه ملامح أشعرتني بالحنين...
فقلت له لاتخف فأنا لا أحمل نوايا سيئه!
جلست بجانبه و حاولت أن أرى مستقر بصره,فلم أجد سوى الفراغ
فقط لاشيء!
على صوت فكري بماهذا؟
فجاوب تساؤلي ذالك الطفل,إنه المجهول!
حقا؟ لم أكن أعلم ماهيته ...كيف أستطعت أنت ذلك؟
فقال لأني أرقبه دائما فلا أعلم ماهو قادم و لا أعلم هيئته ومايحمل
لذى هو فارغ من كل شيء متجسد!
فقلت صدقت ياهذا...
إذا كيف تستطيع مواجهته هكذا؟ ألا تخشاه؟
فرد قائلا:كيف أخشى شيئا لا آراه؟
و أواجهه هكذا , لانه قادم لا محاله حتى وإن أدرت له ظهري!
فقلت يالك من طفل حكيم...
------------------------
فنطق ذالك الصغير قائلا: هل أتى دوري للسؤال؟
فقلت تفضل سئل مابدى لك .
فقال :من أنت؟
قلت: هل تسأل عن الأسم أو عن المكانة؟
فقال: إذا أين أنت؟
فقلت:هل تسأل عما بلغت من طموحي أو موضع قدمي؟
فقال:لماذا يوجد تساؤل في كل جواب؟
قلت:لأني لا أعلم ماالذي تريد!
قال: مجرد أجوبة.
قلت: حسنا إذا ساجيب مايدور في فكري مباشره.
قال:لماذا عيناك أصبحت أكثر حدة؟
ذهلت بغرابة السؤال ولكن عزمت على الجواب
فقلت: لأني لم أعد ذالك الطفل الذي يرى مايخفى...فأنا أرى فقط مايرى!
فقال:وكيف ذلك؟هل يملك الأطفال هذه المقدرة؟
فقلت :نعم
في طفولتي رايت بعد الليل صباح ,بعد الدموع إبتسامة.
بعد الخوف آمن,وبعد السقم شفاء.
فقاطعني قائلا:هذه ليست قدرة محصورة للأطفال!
فألتفت إليه فأكمل ,
هذه تسمى عند أعمى البصيرة آمل.
وعند البصير رجاء
-------------
فالطفل حباه الله فطرة سليمة لذى الرجاء كان جزء من مكنونها
على عكس بعض البالغين الذي أعوجت بهم الطرق
فأنت الآن ترى مايرى !
إذا دعني أسألك,هل تؤمن بالله؟
قلت نعم
قال ولكنك لاتراه!
قلت روحي تعلم أن لها خالق.
قال إذا ألاتعلم روحك ان من خلقها لن يتركها؟
أطبقت شفتاي,فقد أخرسني هذا الصغير
أنهى حواره قائلا :لاتقنط!
وسترى ماكنت تراه سابقا.
بدأ المكان حولي بالتموج.هاه؟ ماالأمر؟
مالي لاآرى بوضوح؟
كانت الدموع تتأرجح في مقلتي ,فأنهمرت
وغسلت معها تلك الغشاوه..وشتت تلك الهاله الداكنة
وبزع من تحتها نور الرجاء...
فنبض مابداخل صدري بقوة..نبضاً كما لو انه في إنابة...
تبسمت للطفل عاجزا عن الحديث .
فقال:لماذا تبتسم؟
أنت لم تتعرف علي؟
انا كما المجهول بالنسبة لك!
----------------------
فتنهدت كل مابي ,فتبعثرت الدموع متلئلة فوق أهدابي كما قطرات المطر فوق بتلات الزهر.
فرددت عليه لأن روحي أستئمنتك ولم تنفر منك,فالأرواح جنود مجندة.
ماتعارف منها ائتلف,وماتناكر منها أختلف.
فقال هل تعي هذا الحديث بمضمونه كاملا؟
هل تطبقه كما هو؟
من أرتاحت له النفس قربته ومن كرهته أبعدته!
فقال ولكن هذا خلل وإجحاف!
فالمعنى أن من نفرته تبحث عن مسبب النفرة لا أن تتخلى عنه !
أن لاتتجنبه! كما لو أنك تدير ظهرك!
أوهذا ماتفعل؟
هل تدوم الألفة مع من أحببت رغم الإسائه؟
هل يدوم النفور عن من كرهت رغم الإحسان؟
قلت صحيح فموازين القلوب متغيره!
--------------------
فقال : سؤالي الاخير!
من أنا؟
فرددت بداخلي مابال هذا السؤال؟
بحق من هو؟
ولماذا وجدته هنا؟
فقاطع حيرتي...
قائلا: ألم تعرفني بعد؟
فأقتربت منه وأمعنت النظر بذالك الوجه الوضاء
هاه!!!
لماذا؟
لماذا صورتك كما صورتي في طفولتي؟
فتبسم قائلا:
بداخل كل نفس جزء ثابت وفطرة سليمة لم تتزعزع
تنتظر صاحبها دائما...
ليعود من مفترق الطرق وليسأل عن وجهته ومسيرته من جديد...
كل ما شعرت بأنك قد تهت !
فعد هنا,لتسأل نفسك !
عن ما أعجزك؟
عن ماقيدك؟
وتذكر!
باب الرجاء لايغلق

------------------
بقلم أحمد بن عبدالعزيز
------------------


في حفظ الرحمن

لعل مافي خاطرتي من محاور قد وصلت إليك عزيزي القارئ

فهي ريشة تتموج فوق سحب الخيال تارة و الواقع تاره

يهمني أن أعلم ماذا أستفدت

او مالذي ستفيدني انا به !!


-

ياسمين الشام
16-07-2010, 12:11 AM
جميلة كلماتك ومعانيك التي أردت إيصالها ...
كلنا نشتاق للطفل القابع داخلنا
هو لم يمت
لكنه ذبل...أذبله عطش الأيام لحب كالذي كان...وبراءة كالتي كانت
بارك الله بك سيدي..
تحياتي..

Akira
16-07-2010, 02:08 AM
كلمات لا توصف من شدة جمالها
أستمتعت كثير بقراة كلماتك وأفكارك

وواصل وموفق بإذن الله .

دمية الخيط
16-07-2010, 04:08 PM
مساء الخير .. أخي
سلمت يمين كتبت ، وذهن فكر .. وقلم أبدع ..
فالى الأمام ..
وفقك الله ولا تحرمنا جديدك .. فإنا نشتاق للأفكار الجديدة وا لأقلام الجميلة ..
دمت اخي بود

مهاجرة إلى الله
16-07-2010, 11:55 PM
رآئع ذلك الحوار الذي نسجته مع ذاك الطفل

وأحسنت بقولك أن الرجاء في هذه الدنيا لا ينقطع

بل هو حي في القلوب أبداً

فبه تصفو الحياة

ويهنأ العيش

جميل قلمك أخي

استمر في هذا العطاء

تحيتي لك.