المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصحّح ((النبي إسماعيل، نشأته وزواجه، وقِصَّة بِئْر زَمَزَم))



المستشار الأسعد
08-08-2010, 01:01 AM
(( النبي إسماعيل، نشأته وزواجه، وقِصَّة بِئْر زَمَزَم ))


http://www.albdoo.info/imgcache/9ced31024f9450a278c0b963829eb39d.gif
<(###)> هو نبي الله [إسماعيل] الإبن البِكر لنبيّ الله إبراهيم الخليل عليهما السلام.. وهو إبن السيدة [هاجر] القبطية المصرية ، تلك المرأة العاقلة الصالحة الصابرة والمثالية ، رضوان الله عليها ..
ــ وكان [إسماعيل] صغيراً رضيعاً عندما هاجر به أبوه ومعه أمّه [هاجر] من بيت المقدس ووضعهما في وهاد الجبال التي حول مكّة ، وتركهما هنالك ليس معهما من الزاد والماء إلاّ القليل.. وذلك ثقة بالله تعالى ، وتوكّلاً عليه ، وإلهاما منه سبحانه وتعالى في حكمته ومقاديره.. فقد احاطهما بعنايته وكفايته ، فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل‏ .
ــ فعندما وَلَدَتْ هاجر إبنها [إسماعيل] كان عمر والده إبراهيم ستّ وثمانون سنة (86) ، ولما وصل الى المائة سنة (100) وُلِدَ له إبنه الثاني [إسحاق] إبن السيدة العظيمة [سَارَة] ، رضوان الله عليها .. والتي كانت قد إشتدّت غيرتها من ضُرّتِها [هاجر] لمّا ولدت إبنها [إسماعيل]عليه السلام.. ولهذا طلبت من زوجها الخليل عليه السلام أن يُغيِّب وجهها ويُبعدها عنها..
ــ فذهب بها وبرضيعها إسماعيل من فلسطين إلى مكّة المُكرّمة حتى وضعهما حيث موقع " الكعبة " ، وفوق " بِِئْر زَمْزَم " اليوم‏.‏.
==> فلما تركهما وولّى ظهره عنهما، قامت إليه [هاجر] وتعلّقت بثيابه، وقالت‏:‏ (( يا [إبراهيم] أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا))؟!
<!!!> فلم يجبها ،،،
===> فلمّا ألحـَّت عليه وهو لا يجيبها ،،،
ــ قالت له ‏:‏ ((‏ آا الله أمرك بهذا‏ )) ؟؟؟‏
<!!!> قال ‏:‏ (( نعم‏ )).‏
ــ فقالت وكلّها ثقة ‏بالله :‏ (( فإذاًً لا يضيِّعنا )).. وهنا إرتاحت نفسها وهدأ روعها وذهب خوفها ،، ولم تعد تفكّر لا بوحشة تلك الوادي المجهولة ، ولا بخطر ذلك المكان النائي عن الناس والعمران والماء والزرع ، والذي تسرح فيه الوحوش والعقارب والأفاعي ، الباحثين عن أي شيئ يفترسوه او يلدغوه بسُمّهم القاتِل..

**************************

*** وإليكم ما جاء في صحيح البخاري‏عن تلك السيّدة العظيمة [هاجر] وإبنها [إسماعيل].. فقد ورد عن ابن عبّاس انه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم : [[ ثم جاء بها إبراهيم وبإبنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت ، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد. (ويومها لم يكن يوجد هناك أي شيء من ذلك ،، لا زمزم ولا مسجد). >>> وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر ، وسقاء فيه ماء‏ ..‏ ثم قفى إبراهيم منطلقاً..
==> فلما تركهما وولّى ظهره عنهما ، قامت إليه [هاجر] وتعلّقت بثيابه،
ــ وقالت‏:‏ (( يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا))؟!
<!!!> فلم يجبها ،،،
===> فلمّا ألحـَّت عليه وهو لا يجيبها ،،،
ــ قالت له ‏:‏ ((‏ آا الله أمرك بهذا‏ )) ؟؟؟‏
<!!!> قال ‏:‏ (( نعم‏ )).‏
ــ فقالت وكلّها ثقة ‏بالله :‏ (( فإذاًًً لا يُضيِّعنا ))..
( وفي رواية أُخرى..) فتبعته أم إسماعيل فقالت‏:‏ (( يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء‏ )) ؟‏ .. ــ ثم رجعت‏ (الى نفس الموقع الذي وضعهما به نبي الله الخليل)..‏
<##> فإنطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية ، حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال‏:‏ ‏{ ‏رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏}‏ (‏سورة إبراهيم‏: آية‏ 37‏) ..‏ <##> وجعلت أم إسماعيل تُرضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوّى، أو قال‏:‏ يتلبّط ..
>>> فإنطلقت كراهية أن تنظر إليه (وهو يتألّم ويحتضر من الجوع)، فوجدت (جبل) [الصفا] اقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه‏.‏. ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً، فلم ترَى أحدا ،، فهبطت من (جبل) الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي ، رفعت طرف ذراعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود ، حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت (جبل) [المروة] فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً، فلم تر أحداً‏.‏. ففعلت ذلك سبع مرّات‏.‏
*** قال ابن عباس‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ [[ ‏فلذلك سعى الناس بينهما‏]]‏‏.‏
{(!!!)} فلما أشرفت على [المَرْوَة] سمعت صوتاً ، فقالت‏:‏ ((صه)) !! تريد (تُسْكِت) نفسها.. ثم تسمّعَت !!! فسمعتْ أيضاًً (نفس الصوت)...
{(!!!)} فقالت‏:‏(( قد أسمعتَ إن كان عندك غوّاث (أي ما يغيث طفلي من الموت)))!!
{(!!!)} فإذا هي بالمَلَك (اي جبريل عليه السلام واقفا بجوار رضيعها) عند موضع [زمزم] .. فبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء ..
<{!!!}> فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهي تفور بعد ما تغرف‏ (منها)..
*** قال ابن عباس‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[[ ‏يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم‏ ]]، أو قال‏:‏ ‏[[ لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عَيْناً معيناً‏ ]] ..
### > فشربت (هاجر) وأرضعتْ ولدها ..
<(*)> فقال لها الملَك‏ (جبريل):‏ << لا تخافي الضيعة (الضياع)، فإنّ ههُنا بَيْت الله.. يبني هذا الغلام وأبوه ( أي سيبني إسماعيل ووالده إبراهيم الكعبة التي كانت موجودة منذ زمن نبيّ الله آدم عليهم السلام ).. وإنّ الله لا يضيع أهله‏ (أي أهل هذا البيت المُعظّم) >>.‏
< ###> وكان البيت مُرتفعاً من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله .. فكانت كذلك حتى مرّت بهم رفقة من جَرْهَم، أو أهل بيت من جرهم ( وهم من اليمن ) ، مُقبلين من طريق كذا.. فنزلوا في أسفل مكّة .. فرأوا طائراً عائفاً‏.‏. ===> فقالوا‏:‏ إن هذا الطائر ليدور على الماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء .. ===> فأرسلوا جرياً أو جريين (شخصين) فإذا هم بالماء.. فرجعوا فأخبروهم بالماء.. فأقبلوا ،، قال‏:‏ وأم إسماعيل عند الماء‏.‏.
ــ فقالوا‏ (لهاجر) :‏ (هل) تأذنين لنا أن ننزل عندك‏ ؟‏
ــ قالت‏:‏ (( نعم .. ولكن لا حقّ لكم في الماء‏)).‏ ــ قالوا‏ :‏ (( نعم )) ‏.‏
*** قال عبد الله بن عباس‏؛‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ [[ فألفى (أي ألِفَتْ وإستحسنتْ) ذلك أم إسماعيل وهي تُحبّ الإنس ، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم ، وشبّ الغلام وتعلّم العربية منهم ، (فهو أوّل من تكلم بها باللُغة الفصيحة والبليغة) ، وأنفسهم وأعجبهم حين شبّ.. فلما أدرك (سِنّ البُلوغ) زوّجوه إمرأة منهم..
{###}> وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوّج إسماعيل يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ..
<***> فسأل امرأته (عنه) ؟؟ <><> ــ فقالت‏:‏ (( خرج يبتغي لنا‏ (شيئا نأكله) )).‏
<***> ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ؟؟ <><> ــ فقالت‏:‏ (( نحن بشر في ضيق وشدّة وشكت إليه ))..
<***> قال‏:‏ (( فإذا جاء زوجك أقرئي عليه السلام وقولي له‏ يغيّر عتبة بابه ))..
<{###}> فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً فقال‏:‏ (( هل جاءكم من أحد )) ‏؟‏ <><> فقالت‏:‏ (( نعم جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك ؟ فأخبرته.. وسألني كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنّا في جهد وشدة‏ ))..‏
<(***)> قال‏:‏ (( فهل أوصاك بشيء‏ ))؟‏ <><> قالت‏:‏ ((نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك‏:‏ غيّر عتبة بابك‏ )).‏
<(***)> قال‏:‏ (( ذاك أبي ،، وأمرني أن أفارقك ،، فإلحقي بأهلك )).. فطلّقها وتزوّج منهم (أي من إمرأة) أخرى‏.‏
<###> ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بعد فلم يجده ، فدخل على امرأته ،، <***> فسألها عنه ؟؟ <><> فقالت‏:‏ (( خرج يبتغي لنا ))‏.‏
<**> قال‏:‏ ((كيف أنتم‏ ))؟‏ وسألها عن عيشهم وهيئتهم‏.‏
<><> فقالت‏:‏ نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله‏ .‏
<***> فقال‏:‏ (( ما طعامكم‏ )) ؟؟‏ قالت‏:‏ (( اللحم‏ )).‏
<***> قال‏:‏ (( فما شرابكم‏ )) ؟‏ قالت‏:‏ (( الماء‏ )).‏
<***> قال‏:‏ (( اللهم بارك لهم في اللحم والماء‏ )).‏
*** قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[[ ‏ولم يكن لهم يومئذ حَبّ (وهي أنواع الحُبوب المعروفة، كالقمح والرُزّ والذُرى والشعير وغيرهم)، ولو كان لهم حَبّ لدعا لهم فيه‏.. قال‏:‏ فهما لا يخلو عليهما أحد بعين مكة إلا لم يوافقاه‏.‏
<***> قال‏:‏ (( فإذا جاء زوجك فإقرئي عليه السلام، ومريه يُثَبِّت عتبة بابه ))‏.‏
<{###}> فلما جاء إسماعيل قال‏:‏ ((هل أتاكم من أحد))‏؟‏ <><> قالت‏:‏ (( نعم، أتانا شيخ حَسَنُ الهيئة .. وأثنت عليه ، فسألني عنك ؟؟ فأخبرتُه .. فسألني كيف عيشنا؟؟ فأخبرتُه أنّا بخير‏ )).‏
<(***)> قال‏:‏ (( فأوصاك بشيء ))‏؟‏ قالت‏:‏ (( نعم، هو يقرأ عليك السلام،، ويأمرك أن تُثبِّت عتبة بابك ))‏.‏
<(***)> قال‏:‏ (( ذاك أبي ، وأنتِ العَتَبَة ، وأمرني أن أُمْسِكَكِ‏ ))،، (اي امره بمتابعة حياته معها لأنها إمرأة صالحة وعاقلة وقنوعة)..‏ ))). صحيح ‏‏البخاري
################################
وللحديث بقيّة بإذن الله تتعلّق بـ (( إضاءة على بنائه للكعبة ونجاته من الذبح )) ..
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد