المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب أميركي: إسرائيل عدوّ الولايات المتحدة



عطر2
08-09-2010, 05:24 AM
كاتب أميركي: إسرائيل عدوّ الولايات المتحدة







ترجمة: حسن عبده حسن عن موقع «إنترناشيونال كليرنغهاوس»




كتب لي قارئ معلقاً على مقالي الذي يحمل عنوان «اسرائيل واختطاف (قافلة الحرية)» التي كانت متجهة بمساعدات انسانية الى غزة قائلاً «ما الذي يفعله الاسرائيليون ليجعلوا سياسيينا يتصرفون كالعاهرات؟ هل هو الخوف من عدم مساعدتهم في حملاتهم الانتخابية؟ انه أمر محرج ومثير للغضب ان ارى أعضاء الكونغرس الاميركي مراراً يدمنون ممارسة هذا النوع من الخزي». كان قارئي قد استخدم تشبيهات بإشارته بكلمة «هذا النوع من الخزي» الى اشياء لا تسمح مواثيق الاخلاق الصحافية بنشرها.

ربما هناك الكثير مما هو خطأ في هذه الاقوال، ولكن في كل الاحوال ما الجواب عن هذا السؤال؟ لقد دأبت اسرائيل على اثارة غضب العالم، وحتى اشد حلفائها نتيجة تصرفاتها، فهناك الاجتياح المتعدد للبنان والهجمات المتعددة ضد غزة والضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات بصورة متواصلة، والعنصرية التي تميز الحكومة الاسرائيلية المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو، والتي تضم حزباً فاشياً علناً يقوده افيغدور ليبرمان. وفي الحقيقة، قائمة آثام اسرائيل طويلة وترجع الى سنوات عدة.

وحتى عندما دمر الاسرائيليون سفينة البحرية الاميركية «يو اس اس ليبرتي» وهي سفينة مراقبة كانت تراقب حركة القوات الاسرائيلية قبيل حرب الخامس من يونيو عام 1967 وافقت واشنطن على رأي اسرائيل التي قالت ان ذلك مجرد حادث.

وتستمر هذه المخازي، والآن وبعد أن تعرض الاميركيون للضرب والاهانة فإنهم نجوا ليخبروا بما حدث على سفينة قافلة غزة، وعادوا ليتحدثوا عن وحشية اسرائيل، وقتل مواطن اميركي، ولكن واشنطن تشيح بوجهها عن المشهد. ولم يكن شبح راشيل كوري مفاجئاً لأن الاسرائيليين في نهاية الامر هم أعداؤنا.

ولننس الحقيقة التي مفادها أنه لولا المساعدات الاميركية لما كان بإمكان المستوطنين فعل أي شيء. ولنتجاهل أمر «العلاقة الخاصة» التي ما انفك السياسيون يتشدقون بها في كلا البلدين الذين حفظوا تصريحاتهم عن ظهر قلب. ولننس الحملات الاعلانية التي تصور العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة على أنهما مجتمعين يربطهما اعجاب متبادل، تأسسا على «قيم مشتركة» والحب للديمقراطية و الحرية.

وتأسست إسرائيل في أعقاب المحرقة النازية. وتتمحور فكرة انشاء اسرائيل ان اليهود غير آمنين في العالم ولا في أي مكان في العالم، ولا حتى في الولايات المتحدة، أي ان جميع دول العالم هم اعداء محتملون. ولابد من القول ان تجاهل القوانين والوحشية التي شهدناها في الهجوم على قافلة غزة موروثة من طبيعة الصهيونية التي ولدت في زمن كان العالم حافلاً بأشد أنواع التعصب القومي عنفاً. وينظر أصدقاء اسرائيل اليها وهم يشعرون بالرعب منها وهي تتطور الى نموذج لجنوب افريقيا زمن التمييز العنصري، وكوريا الشمالية حالياً.



ولقد صعقنا عندما شهد الناجون من القافلة بما حدث، كما أن تقارير تشريح الجثث اظهرت أن أحد القتلى تم اطلاق النار على رأسه اربع مرات، في حين أن آخرين تم اطلاق النار عليهم من مسافة قريبة بأسلوب الاعدام. إن اختطاف قافلة غزة ما هي الا الحادثة الاخيرة من سلسلة عمليات ترجع الى سنوات سابقة. وهناك عملية اختطاف فني السلاح النووي مردخاي فاعنونو، اضافة الى كتائب القتل التي تجوب العالم بحثاً علن أعداء اسرائيل، و تفجير المراكز الدبلوماسية والثقافية في العالم العربي لتبدو كأن العرب مسؤولون عما حدث، وحادثة لافون، ناهيك عن تاريخ اسرائيل في الاعتداء على جيرانها من العرب.

وأدى ذلك الى جعل الاسرائيليين في تناقض كامل مع المدافعين عنها، وهم الولايات المتحدة والنخبة السياسية في اوروبا الغربية، ورغم أنها بقيت مغطاة بقناع الديمقراطية لفترة إلا أن مشاعر الكره المتبادلة تزايدت أخيراً بعدما اسقطت إسرائيل قناعها الغربي، وكانت نتيجة ذلك العديد من المواجهات مع عرابيها ومثال ذلك بناء إسرائيل العديد من المستوطنات ضاربة بخطة السلام التي ترعاها أميركا عرض الحائط، وكان آخرها الاهانة التي تعرض لها نائب الرئيس جو بايدن اثناء زيارته لاسرائيل. ولا يمكن تجاهل الكره الشديد الذي اظهره سياسيو اليمين المتطرف الاسرائيلي للرئيس الاميركي باراك اوباما. وكذلك حالات التجسس الاسرائيلية العديدة على الولايات المتحدة، ولا ننسى النظرية التي يتم تداولها والتي تقول ان اسرائيل كانت جمعت معلومات عن اسوأ حادث تعرضت له الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ،2001 ولكنها لم تنقل تلك المعلومات للادارة الاميركية.



وبالنظر الى ذلك فإنهم قادرون على فعل اي شيء. وهو أحد الاسباب التي تجعل الجميع لا يجرؤون على انتقاد الاسرائيليين لأنهم يمكن ان يقتلوا الاميركيين ويسرقوا اكبر أسرار الدولة الاميركية.

ولابد من القول إن «العلاقة الخاصة» سامة وتفتقر الى الاداء السليم، ويستفيد منها طرف واحد على حساب متزايد للطرف الآخر. وعاجلاً ام آجلاً فإنها ستنتهي، ولكن كيف؟ ربما عبر صراع عنيف، ولا ننسى ان رئيس هيئة الاركان المشتركة الادميرال مايك بولين لم يستبعد امكانية اسقاط الطائرات الاسرائيلية التي ستعبر العراق في طريقها نحو إيران، أو ربما عن طريق عمل اسرائيلي سري وشرير من نوع معين، وفي كل الاحوال فإن واشنطن تخشى الرد على مثل هذا السؤال.