المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال سعيد راضي



مسلمة 1
17-11-2010, 07:08 PM
منقول
لم ألتق في حياتي بشخص أكثر سعادة من السيرلانكي روشان داسن (37 عاما). فهو يبتسم على الدوام. يبتسم وهو يستقبلك. ويبتسم وهو يودعك. ويبتسم بينهما. لا يملك سوى ثلاثة قمصان يكررها على مدار العام. لكنه يشعرك أنه يملك الدنيا وما عليها. درست معه مادة قبل 9 شهور في مانشستر ببريطانيا ومازلت أقصده كلما حزنت. فهو يملك قدرة فائقة على إطفاء أي حزن بابتسامة واسعة وتفاؤل غفير.
روشان لا يغادر جامعة سالفورد ببريطانيا التي يدرس فيها الدكتوراه في الهندسة. فإما تجده في غرفة طلاب الدكتوراه يكتب ويقرأ. أو تجده داخل دورات مياهها ينظف ويكنس. مستعد أن يقوم بأي عمل شريف يساعده على تسديد رسومه الدراسية وإيجار شقته.
لم أره متذمرا قط. ولم أره يأكل طوال معرفتي به. عفوا رأيته مرة واحدة. وكان يأكل مثل العصافير، قليلا جدا. وعندما شاهدني أعاد علبة طعامه الصغيرة إلى حقيبته بسرعة فائقة وابتسم.
يقرأ التايمز والجارديان يوميا في مكتبة الجامعة. ولا يتابع التلفزيون إلا لماماً. لكنه يتابع برنامجا شهيا على إذاعة (ريل راديو نورث ويست). هذا البرنامج يمتد إلى ساعة واحدة. يذيع فقط أنباء سعيدة طريفة يستقبلها من مستمعيه. مثلا: مارك جون من ليفربول استطاع أخيرا أن يعرف كيف يربط ربطة عنق. وجينفر وجدت قبل لحظات نظارتها الشمسية على وجهها بعد عناء استغرق ساعات في البحث عنها. ومرة سمعت اسم روشان في البرنامج محتفلا بكوب شاي ارتشفه في منزل صديقه.
لدى روشان ميزة استثنائية تكمن بالاحتفال بالأشياء الصغيرة. سعادة تفيض من وجهه عندما يعثر على كتاب أو جملة جذابة في رواية.
تجاوز روشان الفقر المدقع الذي كان يرزح تحت وطأته في مسقط رأسه، وظروف صعبة عاشها في بريطانيا بفضل ابتسامته التي ورثها من والدته. يتذكر أمامي دائما كلمات أمه عندما كان صغيرا: "لا تحزن لأنك لا تملك حذاء، بل افرح لأن لديك جوربا".
على النقيض تماما من روشان لدي صديق عابس وقانط على الدوام. لم أشاهده مبتسما قط. كل الأفراح يحولها إلى أتراح. عندما باركت له التخرج صعقني قائلا: "اخفض صوتك. من يسمعك سيعتقد أنني حصلت على وظيفة أو ورثت مالا؟". وحينما هنأته بطفله الأول، سحب يدي بصرامة حتى كاد أن ينزعها ثم قال: "احذر. لا تنجب مبكرا. منذ أن أبصر طفلي النور وأنا لا أعرف النوم". إذا ابتسمت أمامه عاقبني قائلا: "سيجيء لك يوم وتبكي". وإذا وجدني مهموما زاد همي هما بقوله: "قطعا، تفكر في دراهمك؟".
صديقي لا يمثل حالة شخصية، بل واقع الكثير من إخواننا وأخواتنا في وطننا العربي الكبير الذين ينظرون للحياة بتشاؤم. ينظرون للنصف الفارغ من الكأس. وينقلون عدوى الإحباط لأترابهم ليسود جو عارم من الانهزامية والخيبة والحزن. يقول الفيلسوف الفرنسي، أوغست كونت: "لكي تحتفظ بالسعادة عليك أن تتقاسمها مع الآخرين". فالابتسامة التي تسكبها من وجهك ستعود لك. ستذهب بعيدا. لكنها حتما ستعود.
قضيت سنوات عديدة في الغربة أدرس ولا أختلط إلا بأبناء جلدتي. فأمسيت على الدوام أنتقد حجم المكافأة وارتفاع غلاء المعيشة وتجاهل الملحقية الثقافية الرد على اتصالاتي. أهدرت سنوات طويلة مكفهرا ومتجهما. ضيعت شهورا جمة غاضبا وحانقا. لكن عندما تعرفت على روشان أدركت أن الحياة تستحق أن نتعلق بها أكثر. ونتشبث بها بأقدامنا وأيدينا. جعلني أستمتع بكوب الشاي، وأبتهج بقميصي الجديد. جعلني أحتفل برسالة نصية هاتفية، وأطرب لمحاضرة تقليدية. جعلني أفرح أكثر وأحزن أقل. جعلني أبتسم كثيرا.
تفشى الإحباط في مجتمعاتنا لأننا تخلينا عن الفرح. انصرفنا عن البهجة. ونسينا أن الأفراح الصغيرة وقود للأفراح الكبيرة. وأن البحر يبدأ بقطرة. والشجر ينهض من بذرة.
عبدالله المغلوث (http://www.alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=41)
منقول

chris
18-11-2010, 02:19 PM
شكرا على هذه القصة اللطيفة يا اختي الفاضلة مسلمة 1
وانا اقرا هذه القصة تذكرت كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث اصحابه على التفائل و الاستبشار خيرا
وان السعادة الحقيقية للمسلم هيا بمعرفته لربه و تنفيذ اوامره فيحصل الرضا و القناعة بما رزقك الله من رزق فتتم السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ))
كما ان سيرته الطيبة العطرة وسيرة اصحابه تجعلك تعلم كيف عاشوا بسعادة ورضا كبير رغم قلة العيش و الطعام حتى
فالاسلام يعلمنا ان الرزق بيد الله وحده وان المسلم يرضى بما قسمه الله له ويقتنع به
فيبارك الله له فيه و يعيش بهذا القليل سعادة لا يشعر بها الاغنياء حتى

واتذكر المقولة المعروفة ( تفاءلوا خيراً تجدوه) وهيا من الاقوال العربية الدقيقة وهو ليس حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام بالطبع بل هو مجرد قول


ومن الناحية العلمية فالفرح يساعد على التفاؤل و ارتفاع المعنويات وشحذ الطاقات وحتى وصل بعضهم الى ان الفرح قد يطيل العمر واخرون يرون ان الفرح افضل طريقة للقضاء على التجاعيد حيث يكون الوجه مشدودا عن الابتسام


وشكرا لهذا الموضوع الطيب





سلام chris

مسلمة 1
22-11-2010, 06:03 AM
شكرا على هذه القصة اللطيفة يا اختي الفاضلة مسلمة 1
وانا اقرا هذه القصة تذكرت كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث اصحابه على التفائل و الاستبشار خيرا
وان السعادة الحقيقية للمسلم هيا بمعرفته لربه و تنفيذ اوامره فيحصل الرضا و القناعة بما رزقك الله من رزق فتتم السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ))
كما ان سيرته الطيبة العطرة وسيرة اصحابه تجعلك تعلم كيف عاشوا بسعادة ورضا كبير رغم قلة العيش و الطعام حتى
فالاسلام يعلمنا ان الرزق بيد الله وحده وان المسلم يرضى بما قسمه الله له ويقتنع به
فيبارك الله له فيه و يعيش بهذا القليل سعادة لا يشعر بها الاغنياء حتى

واتذكر المقولة المعروفة ( تفاءلوا خيراً تجدوه) وهيا من الاقوال العربية الدقيقة وهو ليس حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام بالطبع بل هو مجرد قول


ومن الناحية العلمية فالفرح يساعد على التفاؤل و ارتفاع المعنويات وشحذ الطاقات وحتى وصل بعضهم الى ان الفرح قد يطيل العمر واخرون يرون ان الفرح افضل طريقة للقضاء على التجاعيد حيث يكون الوجه مشدودا عن الابتسام


وشكرا لهذا الموضوع الطيب




سلام chris
بارك الله فيك على الاضافة المفيدة جدا