المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي قـصـة حـب لـم تـكـتـمـل (تربينا معاً منذ أيام الطفولة )



محروم
27-01-2002, 06:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما نفقد الحياة وينتحر الامل ….تتجلى قصتي قصة حب لم تكتمل…

قصة حب اتخذت من حياتي مسرحية…أبدع الحزن فيها بطلا واخلاصي ضحية…

عشقتها منذ أن وقعت عيناي عليها……أذهب عنها مبتعداً وقلبي وجهته إليها…

تربينا معاً منذ أيام الطفولة…..كانت ترقبني بأعينٍ ناعسة وخجولة…

فكان قلبي يتفطر حباً وهيام……ولساني تتعثر حروفه أثناء الكلام…

خطبت كحيلة العينين معسولة اللسان……لكن زفافنا شرطه إتمامها العقدان…

…فرقتنا الظروف والسنون……وظللت في حبها مجنون…

بعد عقد من الزمن الاقليلا…..تغير حالي وحال من كان لي خليلا…

فقد جاءت تُبشرني بتمام عامها العشرين...... فتفتقت في داخلي اطلالُ حبٍ دفين...
سقطت مني دمعة رقراقةً كالدرِ الثمين...
...
قالت وهي تمسح دمعتي......ويلي ثم ويلي ياويلتي...
بدلت بالحسراتِ كل فرحتي...
...
قلت لاتثريب عليكِ أيتها الحسناء......فالداءُ دائي وعلي البحثُ عن الدواء...
فافترقنا والكلُ ينتظرُ بلهفةٍ موعدَ اللقاء...
...
التقينا...في ليلةٍ بردها قارس مظلمة وبالمطر غزيرة...
فاختلطت.... دموع حبي بدموع سحبٍ متفرقة كثيرة...
...
فتشكل بحرُ حبٍ كبيرٍ صادقٍ......يتغذى من قلبِ حبيبٍ عاشقٍ...
يضطربُ مع كلِ خفقةِ خافقٍ...
...
قالت هلمَ بنا نخوضُ غِمار امواج حبٍ عاتية...
لننسى بعضاً من ظروفِ حياةٍ قاسية...
...
قلتُ مهلاً ياحياتي ترفقي......فكري بعقلك قبل أن تتعلقي...
...
نظرت إليّ بمقلتين براقةً تملؤها الدموع...
فأطرقتْ برأسها حزينةً يغشاها الخضوع...
...
...قلت لها آن الآوانُ لنا أن نفترقْ...قلتها ونيران الشوق في داخلي تحترقْ...
قلتها وبدموع الحزنِ قلبي بعدها قد غرقْ...
...
قالت ماأقساك وقلباً تحمله...كيف هانَ عليكَ حبي والسنين...
تمتمتُ إن قلبي بهدوءٍ أقتـله…كي أخففَ الشوقَ إليكِ والحنين…

صرخت قائلة..هكذا أنتم دوماً يامعشرَ الرجال...
ليس لوفاء الحبِ والإخلاص عندكم أي مجال...

غصصتُ بآه مكبوته تبحث في داخلي عن مخرج لها…
والدنيا من حولي ممقوته فقدت طعم السعادة التي بها…

ركضت وقلبي المجروح يركض معها ركضت مبتعدة…
ركضت بعد أن خلفت في داخلي آثار نار متقدة…

بعدها دار في داخلي هذا الحوار…بين قلب جريح وعقل حائر…
قلبي يقول أخبرها لما الانتظار…أخبرها لمااتخذت قرارك الجائر…

عقلي يرد بعد أن مكث ملياً مطرقاً صامتا…
لا لــن أقول وسأظل على موقف صامدا…

قلبي يردد ماذنبي وذنبها أن نقاسي آثار عنجهيتك المشؤومة…
عقلي يرد أنت لي وانا لها لكن ظروفنا وأقدارنا جداً محكومة…

عـقـلي يتمـتم مــاذا عساي أن أقـول…
اخترت لها أفضل مالدي من الحلول…
والشرح عليها وعـليّ سـوف يطـول…

أخترت لها الكتمان عن ماكان…رفقاً بها وبماتحمله من الجنان…
ورفقاً بحبها الذي يتشرف فيه بنو الإنسان…فموقفي لايختلف فيه واحد فكيف اثنان…

هذا مادار وماجرى بينهما فإلى هنا تنتهي دفة الحوار…
مع اشراقة شمس يوم يفتقرُ للامل والعزيمة والاصرار…

عندها ذهبتُ إلى أخيها وهو صديقي ….كي أشكو وأبث إليه همي…
استقبلني بإبتسامه عريضة جميلة… أزال بها بعضاً من آثــارغمي…

قال لي أعتقد أن من حقها أن تعلم كل تفاصيل الحكاية…
رددت باقتضاب أرجوك لا….لا تخبرها حتى النهاية…

فغداً سأسافرمع إخوتي للخارج فكل شيء معد ومرتب وجاهز…
سأتصل بك من هناك كي أطمئن عليها فهي المشجع لي والحافز…

ودعته باكياً على أمل أن التقي به مرة أخرى…
وذهبتُ إلى أمي كي أخدعها وأزف إليها البشرى…

بشرى قبولي في الجامعة هناك للدراسة والتعليم…
وفي الحقيقة أنني ذاهب للخبراء هناك للفحص والتقييم…

فأنا مسافر في رحلة علاج..أعاني من مرض ليس له أدنىعلاج…
خدعت أمي ومن بعدها حبيبة قلبي…

سافرت معتمداً عليهم بعد الله في بث روح الامل فيّ من جديد…
وصلت هناك وبعد الكشف عليّ تقرر واتضح لي أنه لا جديد…

فالمرض مسيطر على جسدي النحيل…والموت يرقبني على بعد خطوة أو قليل…

اتصلت على صديقي كي اخبره وأطمئن عليه وعليها…
كلمته فتحدث لي عنها… فكاد يقتلني الشوق إليها…

قال لي إسمع ياعزيزي… لقد اتخذت قراراً جريئا…
سوف أخبرها بالقصة التي أنت من أحداثها بريئا…

أطرقت صامتاً معتقداً أنه سيظهرله في صمتي الرجاء ألا يبوح…
لكنه أصر على موقفه فطفقت أتوسـل إليه بصوتي الجريح والمبحوح…
ولسـوء حظي تجاهلني ممـازاد الام قلبي الضعيف والمجروح…

أغلقتُ سماعة الهاتف……وأنا أرتجف ارتجاف الخائف…

كيف ياترى…كيف سيقع عليها هول الخبر…
كيف سأتحمل حزنها مع ماأعانيه من الضرر…

مضى يوم تِلو أيام…لم أعرف الراحة فيها ولا المنام…
هاجسٌ يرافقني في اليقظة والاحلام…

انتهينا من إجراءات العودة من السفر…
حاملاً هموما أثقل عليّ من نقل الحجر…

فلما وطئت رجلي أرض وطن الحبيب…
استقبلني فيها الأب والصاحب والقريب…
وأنا اقف من بينهم حزيناً حائراً كالغريب…

فجاءة أبصرتُ صديقي قادماً من بعيد يجرُ قدميه متصنعاً الابتسام…
حدقت فيه بعيون يائسة …عاتبته بالكثير والكثير من الملام…

سألته أخبرني بما جرى ومادار من الاحداث…
سلم عليّ ولم يعطي لأسئلتي أي اكتراث…
….
كررت عليه الاسئلة فقال لي لقد أخبرتها لكنها لـم تحتمل الصدمة…
وعلى إثرها سقطت أرضاً فكان من آثارالسقوط على الرأس كدمة…

والان لاتزال حبيبتك طريحة الفراش حتى هذه اللحظة…
خفق قلبي وجِلا..فتسارعت النبضات نبضة تلو نبضة…

ذهبت إليها يسبقني الشوق كي يزفُ بشرى مقدمي…
ياحبيبة قلبي المسكين إني احس بالالام قبلك فاعلمِ…

دخلت عليها..فرأيت القمر هزيلاً مضطجع…
فبكت وبكيت وبكى كل من كان هناك مجتمع…

فارتشفت دمعاً طاهراً من عيون ساحرة…
ارتشفته بعد أن غرقنا بدموع صدق طاهرة…

بعدها بدأت تخاطبني بكلمات تملؤها بحروفٍ من عتاب وملام…
ثم اعقبتها بتنهيد وزفيروأنين تزيد عليها شهيقاً أثناء الكـلام…

لقد قضينا ليلة اشبعتها لوماً وعتاب…
بعدهـا أيقنت أن طعم الحب حلوٌ بعذاب…

خرجتُ من عندها وأنا ضعيف مكسور الجناح…
بعد أن ظللتُ ليلي اطلب منحة العفوِ منها والسماح…

لكن الدموع والاهات لم تدع لها مجال أن تتكلم حتى بحرف…
سحرتني دموعها بعد أن غسلت وجهاً بريئا لاتستطيع أن تغض عنه الطرف…

خرجت وانا يحدوني الأمل أمل في أن نجتمع معاً يوماً من الأيام…
لكن كل البشائرحولي تحتم عليّ أن أقتنع بأن هذا ضرب من الاحلام…

عند ميلاد فجر يومٍ جديد … يرن جرس الهاتف…
يرد عليه أخي وأنا أرقبه وجسدي يرتعش وجلا وخائف…

قلبي تتسارع خفقاته…حبيبتي الصغيرة فـي خطر…
دمعي تتخالط دفقاته…دمعتي بيضت عندي النظر…

التفت عليّ أخي ووجهه يشع نوراً وفرحاً وسرور…
إن الفرح اشتاق إلينا بعد أن غاب عنا اعواماً ودهور…
قال لقد كلمني المشرف على حالتك الصحية وهو مبهور…

لقد أخبرني أن هناك لبس وخلل في الموضوع…
خطأ غير مقصود وهو في العرف الطبي ممنوع…

يقول أن تحليلك سليم لكنه اختلط مع تحليل أخر لمريض…
فعليك السفر غداً للكشف لمجرد التأكد فقط أنك لست مريض…

ذهبنا وبعد الفحوصات ثبت أنه ليس هناك مرض ولا داء عضال…
كل مافي الأمر هو سوء تدبير أو قلة خبرة كما هو معهود أن يقال…

ياإلهي…سوء تدبير , قلة خبرة, خطأ وكأن الخطأ مقبول في مثل هذه الامور…
لكن فرحتي بالعافية جعلتني أغض الطرف كما هي عادتنا منذ أزمانٍ ودهور…

ركضتُ في ردهات المشفى مسرعاً أحدث نفسي كالمجنون…
أريد تبشير من حكمت عليّ أن أظل بين قضبان حبها مسجون…

عندما وصلت إلى سماعة الهاتف حاولت جاهداً تنظيم أنفاسي…
اتصلت فردت علي بصوت هزيل خافت يخبرني بماتعانيه من الألم وتقاسي…
قلت لها أشهدك وأشهد من حولي أنكِ روح قلبي أحبك ياتاج رأسي…

قالت لي ضاحكةً أعلم أنك تريد مني شيئاً قل ماتريد دون مقدمات…
قلت لها وأنا ابكي والذي زرع بذورحبك في قلبي أنتي لي أصلُ الحياة…
وسأظل مخلصا لك طِوال ماامتد بي العمر وسأخلص لك بعد الممات…

قالت صوتك يطربني دوماً لـكنه ازداد طـربا فالحانه اليـوم مختلفة…
فأنت فرحٌ مسرور بشرني يامن أجبرني على أن أكون بحبه معترفه…

قلتُ ابشري ياحياتي وانعمي….فلقد اتضح أني سليم معافى من الاسقام…
قالت بالله عليك لاتقل لي كلام كي تستخف بعقلي ففي قلبي بحار من الالام…

قلتُ صدقي ياحلوتي فأنا اليوم قـادمٌ بـاذن الله لكِ…
فأنا سأعيش حياتي معتمداً على الله سبحانه ثم بكِ…

قلت لها هذا الكلام بعدها أغلقت سماعة الهاتف وطفقتُ جرياً نحو المطار…
ومن كان حولي يستغرب من فعلي واحس بعيونهم تنهشني فأنا محط كل الانظار…

رجعنا إلى ارضنا سالمين بفضل من الكريم المنّان…
فسجدت له سجدتين تعبيراً عن الشكر له والعرفان…
بعدها ذهبت إلى من سلب لي عقلي والوجدان…

وصلت إلى منزلهم ياإلهي أرى الناس أمامه مجتمعه….
ترى ماخطبهم لما أرى على وجوههم حزناً وأثار دمعة…

كان تفكيري أنهم فرحوا بعودتي سالما بموفور من الصحة والعافية…
لكن كان اجتماعهم يحمل اخبارحزن اثاره على وجوههم طافية…
رغم ماعانوه من ان تظل دموع أعينهم عن عيوني خافية…


هرعت مسرعاً إلى غرفة من طيرت لي لب عقلي لكنني فوجئت بأنها خالية…
بحثت وقلبت بين اشياءها لكنني لم أجد غيرملابس وألعاب طفلة صغيرة بالية…

عندها أربكني الخوف وأحسست بالحزن ممسكاً بتلابيب قلبي الضعيف…
احسست باحساس قاسي لااعلم ماهي معالمه لكن الاكيد أنه احساس مخيف…

دخل علي صديقي وهو يقول لي من عينيه كلاماً لستُ أفهم معانيه…
أخبرني بأن قلب قلبي تقف على جانب اخر من بحر بعيدة هي موانيه…

قال لي إنها غادرت دنيانا ففي الامس أكملت يومها الاخير…
بعد ماكلمتها أنت مـن هنـاك وهي تكـاد من فرط فرحتها أن تطير…
أصرت أن تتجمل لك فقامت وهي تتهاوى بيني وبين أمي تحاول أن تسير…
بعد أن تجملت لك خرجت علينا وهي في أبهى حلة يمكن للعروسة فيها أن تصير…

قالت ابتعدوا عني ساحاول أن اسير وحدي واثبت لحبيبي أنني من أجله قد تعافيت…
تركناها كما رغبت لكنها سقطت مرة أخرى وقالت وهي متألمه احملوني لقد اكتفيت…

حملتها وهو تتأوه ألماً إلى المستشفى القريب…
أسف لقد وصلت متأخراً هذا ماقاله لي الطبيب…

أمي بدأت تلطم خدها ومن ثم طفقت شقا في الجيوب…
وأنا ابكى ألماً لتأخري كيف لي أن أنسى كيف لمثلي أن يتوب…
هذا ماقاله لي وأنا مع كل حرف من كلامه قلبي يتقطع حزنا بل أراه الان يذوب…

قلت لهم إن عقلي زال من هول الخبر إنني الان قد ثملت…
دلوني على قبرها أريده فأنا الان على عمري وحظي قد ندمت…

فذهبوا بي للمقبرة ذهبوا بي إلى مكان كل من على الارض لابد له من أن يزوره…
قلت لهم اتركوني وحدي فنزلت مني دموعا أغرقت ماكان في يدي من بقايا لصورة...

مرت أمامي صور لذكرى لها كانت جداً مليئة بالسعادة…
فبدأت اتجرع الحزن واشرب الهم واليأس يبيد أملي إبادة…

الأن أنا أعيش حياة ليس لها روح بل إنها تخلو من الطعم…
حياة كل مافيها مجرد أطياف للحزن يزيدها ألم فيها قد عم…

خرجت بعد أن دفنت إلى جوارها قلباً صدوقا مخلصا…
لن أجد له من يستحقه فقليل هو من يكون صادقا منصفا…

إلى هنا ويسدل الستارعلى أحداث الرواية …بعدأن فقدت من كانت لي اصل لكل غاية…


والله يعطيكم الف عافية

اخوكم
محروم