المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة جدا جدا رووووووووعة لا تفوتكم



sloom
28-01-2002, 09:11 AM
استيقظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي , صغيرتي ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا, كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي و أوراقي.
تسألني ابنتي : ماما ماذا تكتبين ؟
* اكتب رسالة إلى الله !!

هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟

* لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد.

خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك فرفضي لها كان باستمرار..

مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم ولأول مرة ترتبك ريم لدخولي... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟

* ريم .. ماذا تكتبين ؟
زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , إنها أوراقي الخاصة..

ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه؟!!

* اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..

قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه يا ماما؟
* طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..

لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد كي اقرأ له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له
ممرضة .. كي تعتني به وتخفف عليّ هذا العبء..
يا الهي لم أُرد أن يفكّر هكذا ..
فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم, واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. أوضحت له سبب حزني وشرودي...
ذهبت ريم إلى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المُقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.
أوضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف..
تناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع , انهارت ريم وظلت تبكي وتردد:

* لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟

* ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شئ.. فأنتِ ابنته الكبيرة والوحيدة.

أنصتت ريم إلى أمها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت :

* لن يموت أبي!! .

في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي . ؟؟

غمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال:
* إن شاء الله سيأتي يوما و أوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق أن إعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..
أوصلتُ ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ.. وبعد بحث طويل .. لا جدوى ..
ترى أين هي رسائلها ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟
ربما تكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها إلى الله!
* يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!!

* يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت !!!

* يا رب ... ينجح ابن خالتي , لأني احبه !!!

* يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة
أعطيها معلمتي!!!
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة...

من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :

* يا رب ... يا رب ... كبّر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي ..

يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من أسبوع !!

قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الأزهار و ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ... يا الهي لماذا لِم لا تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! ....
شردت كثيرا ليتها تدعوا له ..

ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني :
سيدتي المدرسة ...
* المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟

أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ...

كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد ... ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام !
-لماذا ماتت ريم ؟
لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة...

كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها ...
كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها ...
أتذكّر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ...

مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ...

في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم...
يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟
هذا جنون ...
* أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم..
أصر راشد على أن اذهب وارى ماذا هناك..
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم
أتمالك نفسي ..
جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز
.. آه تذكرت
قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت
أن اجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ...
لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زُينِّت بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها, وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه !
يا الهي إنها إحدى الرسائل .....
يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ..

ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. ؟؟؟!!

إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله !!

كان مكتوب :


.

.

.

.

* يا رب ... يا رب ... اموت انا ويعيش بابا

قاضي المنتدى
28-01-2002, 09:22 AM
مشكور اخوي

جاكور
28-01-2002, 12:46 PM
شكرا اقصه حلوه ومؤثره جدا

بحـــ الشوق ـــور
28-01-2002, 01:05 PM
مشكوووووووور

فوارس 555
29-01-2002, 12:55 AM
سلمت :)

سوليدس سنيك
29-01-2002, 07:32 PM
مشكور أخوي