USAMA KEPPA
04-02-2011, 06:40 AM
أكتب هذه الكلمات وقبل ساعات قليله على جمعه الرحيل أو ما يسمى يوم الحساب والحسم
من خلال تجربتى الشخصيه وخبرتى السياسيه المحدوده ودراستى المحدوده أيضاُ لعلم الإستراتيجيات أروى وأشهد على أصعب لحظات قد يمر بها وطنى العظيم مصر وأساهم فى تسطير تاريخ أمتى, أسأل الله الحكمه والعلم للجميع والقدره على إداره أزمه من أخطر أزمات مصر فى عصرها الجديد,
أبدأ ببعض شهادات على ماحدث بالتسلسل الزمنى والفكرى الخاص بى "أسامه المواطن الذى لم يخرج قط فى مظاهره من قبل" والحكم على الأحداث بناءً على ما قد مررت به من تصاعد للأحداث وما يترتب عنها بعد ذلك من مصائر أدعو الله رافعاً يداى طالباً بعبور تلك الفتره المصيريه فى تاريخ الأمم.
استيقظ أكثر من عشرين مليون نسمه فى عاصمه المعز فقط على عزله إتصالاتيه من أغرب القرارات التى بثت بداخل الجميع إحساس الحرب والرهبه بعد ثلاثه أيام من المظاهرات التى لم تكن أبداً من الأشياء الغريبه على مجتمع القاهره,
فقد تعودنا على مسيرات بوسط البلد على أيدى حركات كفايه والسادس من ابريل بالإضافه إلى وقفات نقابتى الصحافه والمحامون وأيضاً القضاه أنفسهم
ولكن هذه المره كانت البدايه من الثلاثاء الخامس والعشرون من يناير يوم الشرطه أو ما سمى بعد ذلك لعقود قد تستمر مستقبلاً بإسم يوم الغضب
لم يكن الأمر بالحجم الضخم لملايين عده من سكان القاهره إلا بعض الصور والأخبار التى تصور البطش والقمع الذى لم يكن أيضاً غريباً على هذه المجتمعات والملايين
ولكن بعد عمليه العزل الهاتفى والمعلوماتى التى حدثت بالعاصمه يوم الجمعه الذى سمى بعد ذلك بجمعه الغضب كان بمثابه دعوى مفتوحه لسكان القاهره والمحافظات للذعر المتصاعد والتلبيه أيضاً السريعه,
تلك الجمعه التى تطورت أحداثها إلى ثوره عارمه فى وجه جهاز ظالم مستبد استمر قهره للشعب منذ عمر ثورته الأولى وحتى تلك الجمعه
فقد فزعجنا على حرب فى وسط البلد, حرب تماماُ كما شاهدناها أيضاُ تليفزيونيا من قبل مع أفغانستان البعيده والعراق الشقيقه, حرب بث مباشر وتغطيه شامله,
قنابل مسيله للدموع ورصاص مطاطى وأعيره ناريه حيه وقتلى تسقط وجرحى تصرخ وبطش يتصاعد ويتصاعد وفجأه انسحاب
أشبه ما يكون بإنسحاب الجيوش فى نكسه يوينو 67
اختفاء تام لكل رموز الدوله, فر المسؤلون وارتفع صوت الصمت ليشاهد ألسنه النيران تشتعل فى مرافق الدوله وأبنيه الحزب الحاكم وأجهزه الشرطه ومبانى المحافظات فالأمر كان على مستوى القطر كله
أين الشرطه, النظام, أولى الأمر الكل اختفى
كانت أخبار السجون المفتوحه والنهب والسلب تختطف أنظارنا من قناه لأخرى كواحده من أجدد الظواهر التى ظهرت فى عصرنا الحديث, حرب التليفزيونات War delivery
وبعد كثير من الترقب قرار الحاكم العسكرى بوضع البلاد تحت تصرف جهاز الجيش ومن ثم القرارت العسكريه بحظر التجول.
دخل الجيش الشوارع وشاهدنا واحده من أقوى العناوين دبابه فى ميدان التحرير
ميدان التحرير الذى تحول إلى ظفر طالما اقتتلا عليه المتظاهرون والشرطه لساعات وساعات
خرج آلاف الشباب والعائلات إلى الشارع لتلبيه دعوه وزير الإتصلات ولمكافحه بطش وزير الداخليه ولنصره شباب 25 يناير وفضح ما نشرته وسائل الإعلام بأمر وزير الإعلام ليجد مواقف المؤسسه الغسكريه فى الميدان.
نجح الشباب فى الوقوف فى وجه النظام الذى استمر وعلى مدار ثلاثون عام مر من خلالهم بثلاث مراحل دقيقه جداُ
1981 : 1994
1994 : 2000
2000 : 2010
خرجنا وخرجوا وخرجت لنجد سيارات الشرطه ترفع البنادق فى وجه الشباب وهذه المره الشعب وليس المتظاهرون
تضرب الأعيره الحيه للدفاع عن أقسام الشرطه والتى كانت هدفاً أساسياً كرد فعل طبيعى جداً للشعب لما حدث خلال ثلاثون عاماً وليس ثلاثه أيام
خرجنا وخرجوا وخرجت لنصل ميدان التحرير الذى سقط أمام أعيننا فيه المصريين جثثاً بأيدى المصريين أنفسهم
دماء شهداء ورصاص قوات وحرائق جماعات
جثث على الأكتاف وهتاف إلى القصاص
رجعت هذه المره كاسراً حظر التجول لأشاهد القاهره العاصمه التى لاتنام صامته خافته مرعبه منكسره وحزينه مفزوعه من آن لآخر على أصوات نيران الجيش والدبابات وممتلئه بسحب الدخان المتصاعد من مبان لم تبعد سوى مترات عن متحف مصر ما يوازى ثلثى آثار العالم.
حملنا الأخشاب متوجهين إلى بيوتنا والتى شاع الخبر بإقتحام سبعه عشر ألف سجين هارب هو عدد من سمحت وزاره الداخليه بهروبهم ليكونوا الجيش الثانى الميدانى ضد للشعب متحداً مع بلطجيه الأمس لصوص اليوم.
واجهنا آخرين حاملين مترقبين باهتين والريبه تتبادل صفينا المتقابلين فالكل مواطنين والكل بلطجيين
رجعنا لبيوتنا وفى أذهاننا صور ضحايا ميدان المرابطين.
خرجت علينا آلاف الشائعات وخرج منا آلاف الوعود بعدم ترك ساحه الميدان لمزيد من الشهداء وقررنا العوده فى الصباح لحمايه اخواننا الايجابيين,
عدنا لنرى مقاتلات وطائرات اف 16 تحلق على مستوى منخفض فوق رؤوسنا نحن شباب الـ25
شباب انتظرتهم الأمه على مدار ثلاثون عاماً ليفتحوا لنا ميدان الشهداء ويرفعوا المطالب بتحضر لم نألفه نحن أنفسنا أبناء هذه المنطقه من العالم
شباب عزل مدنيين مسالمين مثقفين مسلمين ومسيحيين
رافعين نفس المطالب بذات المبادىء دون توجهات أو دين
تلك المره محاصرين بالدبابات والمقاتلات الوطنيه التى وقفت دائماً على الحياد السلبى بأمر وزير الدفاع
تلك الليله التى كانت بارده الطقس دافئه المشاعر ساخنة الهتافات الشعب يريد اسقاط النظام
هذا النظام الذى بات ثلاثون عاماً يحنط الوطن.
قبل الخامس والعشرين من يناير 2011 لم يكن يعلم مصرى من سيحكم مصر
أو حتى نيه الرئيس فى الترشح
أو حتى نائب الرئيس المنتظر
أو حتى مستقبل نجل الرئيس المتغطرس
ليحبس الوطن فى كنف رجل يبلغ من العمر بضع وثمانين عاماً ليصبح وطنا بلا رئيس باحثين عن رجل لم يسمح نظامه أبداً بإعداده لنجد أنفسنا طالبين بأنفسنا إيداع الوطن بين أيدى المتغطرس
تحنيط وتكريس لمنع أيه كوادر قادره على القياده فى مرحله ما بعد الأب.
صلينا وهتفنا واحتفلنا بتحطيم مسله فرعون مصر الحديث الذى بات ليتنازل بقائمه مسلسه مجهزه من الطلبات التى لم تكن أبداً على قائمه الإنتظار للتنفيذ
تنازل الفرعون دون أن يطلب منه هذه المره نفس الطلبات, لم يكن يدرى أن الوقت قد فات.
فالشعب يريد اسقاط الرئيس وليس سواه إلا نظامه الذى حلمنا ونحن فى شوارع الميدان أن نستيقظ ولا نرى رؤساء مجلسى الشعب والشورى المزورين حاملين أعضاؤه وبلاط رئيسهم الذى لم يكن شرعياً أبداً لهؤلاء الثوار.
شاهدنا فى تلك الليله شعباً جديداً بمظهر جديد بإراده عظيمه بتجانس رائع بين كل الأفكار ولكن دون قياده.
تربى على وحده الهتاف من أجل مصر فى التفاهات والآن حان وقت التغيير فقط بالهتافات
تربى على صحف المعارضه التى كانت دليل النظام على مساحه الحريه التى يوفرها وغفل أن جيشاً جديداً يصعد ليترك مصمصه الشفاه لأجيال سبقته كتعليقاً عن مواثقه فى أحداث الوطن,
رجعت صبيحه هذه الليله وأنا أشاهد قاهره الصباح منفصمه الأهداف.
رجعنا ولم يرجعوا بل توعدوا بالمليونيه بعد سبعه أيام من ميلاد الثوره تلك السبع نفسها التى تتلو كل الميلادات.
وخرجت المليونيه بدوننا وبهم خرجت لتفجر واحده من أكبر التدفقات البشريه المتجمعه فى نقطه تلاق واحده على عكس كل آبار الخير فى هذه الأرض
خرجت لتعلن إصرارها على نفس المطالب لتثور ليلاً على خطاباً فى نهايه اليوم كعاده النظام المفلس محملاً بالإنكسار ومصبوغاً بالمشاعر التى كانت ودوماً سلاحاً موجهاً ضد الأجيال التى سبقت هذا الجيل البكر.
عندها تنبأت بخروج الملتهبين والمنافقين والمجاملين من الحرس القديم ليساهموا أكثر فأكثر فى تطويق هذا النظام اللعين.
واستيقظنا على جمالاٍ وخيولاً تقتحم ميدان المرابطين لتسقط مزيداً من الشهداء فى ساحه الشهداء
وعلى الطريقه الأميركيه كانت غزوه المفلسين تنقل على شاشات العالم لتكون الركن الرابع فى مسلسل تصفيه الصيد الثمين.
على مدار أقل من ثمانيه أيام كنا شاهدين على اصدار عده قرارت لم نشهد بعضها فى حقبه النائمين
ورفعت أمامها الهتافات والقرارت أيضاً الشعبيه بحلول جمعه الرحيل بعد سبعه أيام أيضاُ من جمعه الغضب.
جمعه الرحيل تلك التى هى يوم الفصل بين تاريخ مصر ومستقبلها.
جمعه الرحيل تلك التى روج لها الإعلام والأحزاب الذين كانوا خارج الميدان إلا زائرين عابرين
جمعه الرحيل التى زايد عليها المعارضين لتصفيه الحسابات مع نظام الزعيم.
أننى اقرأ ومن خلال تلك الأحداث والتحاليل والتفاسير والمتابعه اليوميه والمشاهده الحيه لكل أطرف الصراع وما يدعم كلاهما بأن النظام قد سقط رسمياً على الورق فى أروقه المخابرات العالميه
خرجت بعض أجهزه الإعلام مطروده وهى واثقه وعلى موعد بالرجوع قريباً مع حلول النظام الجديد
خرج علينا المثقفون والفنانون ووسائل الإعلام العربيه والعالميه بثقه تامه بنفاذ صلاحيه الرئيس كما ولو أنهم لا يضعون رهاناً واحداً على رجوع الموقف للمربع رقم واحد مما يدفعها لمغازله النظام مع انتقاده أحياناً كما تعودت وثابرت حفاظاً على استمرار نشطاها ونشاطهم الفنى فى ظل نظام الرئيس فيما قبل,
خرجت بتلك النتائج المحتمله كأفلام الخيال العلمى الأميركيه التى يتحقق ما بها بعد فتره
هذه المره على ما يتسرب إلى مروجى الأخبار وصناع الفتن الأشرار أصداء القرار.
شجب الحلفاء وفشل الشركاء فى حمايه نظام الرئيس
والرهان تلك المره على صبر الجمال من طرفى الصراع الذى تحول إلى كرسى وشخص فى مواجهه وطن وشعب.
تللك الحقبه التى شراره بدايتها بعد ساعات قليله لتدخل مصر مسلسل الفوضى الخلاقه فى كتاب أميركا المقدس "الشرق الأوسط الجديد" الملطخ بدماء الشعوب
لتصبح مصر بعد بضع سنين لقمه سائغه فى فم أى محتل طامع أو مسيطر
منهج الإحتلال الجديد على الهويه الأميركيه لا البريطانيه هذه المره
لقد ساهم النظام ثلاثون عاماً فى أمان اسرائيل وخرج من الدائره العربيه بمواقفه الغير واضحه منفذاً للأجندات وقابضاً المساعدات التى حان الوقت لتكون الولايات المتحده فى حل منها فى المستقبل القريب.
لقد نجح هذا السيناريو المختبر فى أزمه مصر والجزائر لتخرج النتائج بالآتى
1- كيف تصنع أزمه
2- كيف تضخم من هذه الأزمه لأقصى حد
3- كيف تخرج من هذه الأزمه بنتائج معجزه فى وقت زمنى معجز
4- ما قابليه هذه الشعوب للتلاعب بأفكارها ونشر الفتنه بينها
وكانت النتيجه بامتياز بتمزيق روابط بين بلدين كان من المستحيل كسرها عبر عقود بأتفه الأسباب وأبشع القرارات وبأيدى الشعوب أنفسها ودون ظهور الأعداء
الرهان هذه المره يا شعب مصر عليكم أنتم
سبعه أشهر من حمامات الدم محتمله بين رجل عسكرى يتصور الأمر أزمه يمكن احتوائها والخروج منها مثلها كمثل كل أزمات فتره حكمه الطويله ولم ولن يتنازل ويخرج مهزوماً أمام شعبه
وبين شعب لا يقدر على التحمل ولو ساعات متعلماً من درس النظام أن ما يأخذ بالقهر لا يسترد إلا بالضغط
وقد حان ميقات رد كل الحقوق بأقصى حد للضغط,
لقد اشتركت كل أركان البيت فى التساقط تباعاً فوق رأس النظام لتقتله تاريخياً وليس الشعب هذه المره
فقد اختير السيناريو ليكون من شباب حر مثقف أمام العالم وسرقت الثوره وأجهضت
لا من جماعه دينيه لتصبح إيران
أو انقلاب على السلطه لتكون موريتانيا يتفق أو يختلف معها الرأى العام الداخلى والخارجى
أو من الخارج ليكون الكل ضدها للدفاع عن السيادة
إنها من شباب الشعب الواجهه الثابته دائماً فى الأذهان مع تغير كل أوراق اللعبه فيما بعد خطاب الإلتزام
تلك المؤامره المدروسه لجمع كل الأنظار وفتح ساحات الميدان أمام حمامات من دماء المصريين
أنى استحلفكم بالله شباب مصر بالكف فوراً عن أيه طلبات مشروعه أو غير مشروعه
إن الأمر أكبر من كل أطراف اللعبه, الخطه المتبعه فى بدايه لعبه الشطرنج ليست دائماً الخطه الأخيره الحاسمه فى الأنتصار على الخصم
لابد من مراجعه المواقف فالأمر يتعلق بسقوط وطن وليس سقوط نظام حاكم
فليكف الجميع فوراً من يملك الحق ومن لايملكه
ارفعوا أيديكم وأيدينا كما رفعت يدى حين خرج الشرفاء عن هذه المؤامره, لا تعصفوا بالوطن ولا تجعلوه رهانا يخطفه بعضكم من بعضكم.
الخيانه تمت من كل أركان النظام نفسه ضد النظام, سقط النظام من داخله ولا يدرى أحد ما مستقبل الوطن فى ظل انقساماته
كفوا عن الإنصياع والمساهمه فى تنفيذ المؤامره
والتاريخ لا يغفر للشعوب الجهل بالأمور, فالحظر كل الحظر فيما يتعلق بمستقبل الأوطان.
والوقت لا يحتمل للقتال لسبعة شهور فالفتنه خامده لعن الله من أيقظها.
من خلال تجربتى الشخصيه وخبرتى السياسيه المحدوده ودراستى المحدوده أيضاُ لعلم الإستراتيجيات أروى وأشهد على أصعب لحظات قد يمر بها وطنى العظيم مصر وأساهم فى تسطير تاريخ أمتى, أسأل الله الحكمه والعلم للجميع والقدره على إداره أزمه من أخطر أزمات مصر فى عصرها الجديد,
أبدأ ببعض شهادات على ماحدث بالتسلسل الزمنى والفكرى الخاص بى "أسامه المواطن الذى لم يخرج قط فى مظاهره من قبل" والحكم على الأحداث بناءً على ما قد مررت به من تصاعد للأحداث وما يترتب عنها بعد ذلك من مصائر أدعو الله رافعاً يداى طالباً بعبور تلك الفتره المصيريه فى تاريخ الأمم.
استيقظ أكثر من عشرين مليون نسمه فى عاصمه المعز فقط على عزله إتصالاتيه من أغرب القرارات التى بثت بداخل الجميع إحساس الحرب والرهبه بعد ثلاثه أيام من المظاهرات التى لم تكن أبداً من الأشياء الغريبه على مجتمع القاهره,
فقد تعودنا على مسيرات بوسط البلد على أيدى حركات كفايه والسادس من ابريل بالإضافه إلى وقفات نقابتى الصحافه والمحامون وأيضاً القضاه أنفسهم
ولكن هذه المره كانت البدايه من الثلاثاء الخامس والعشرون من يناير يوم الشرطه أو ما سمى بعد ذلك لعقود قد تستمر مستقبلاً بإسم يوم الغضب
لم يكن الأمر بالحجم الضخم لملايين عده من سكان القاهره إلا بعض الصور والأخبار التى تصور البطش والقمع الذى لم يكن أيضاً غريباً على هذه المجتمعات والملايين
ولكن بعد عمليه العزل الهاتفى والمعلوماتى التى حدثت بالعاصمه يوم الجمعه الذى سمى بعد ذلك بجمعه الغضب كان بمثابه دعوى مفتوحه لسكان القاهره والمحافظات للذعر المتصاعد والتلبيه أيضاً السريعه,
تلك الجمعه التى تطورت أحداثها إلى ثوره عارمه فى وجه جهاز ظالم مستبد استمر قهره للشعب منذ عمر ثورته الأولى وحتى تلك الجمعه
فقد فزعجنا على حرب فى وسط البلد, حرب تماماُ كما شاهدناها أيضاُ تليفزيونيا من قبل مع أفغانستان البعيده والعراق الشقيقه, حرب بث مباشر وتغطيه شامله,
قنابل مسيله للدموع ورصاص مطاطى وأعيره ناريه حيه وقتلى تسقط وجرحى تصرخ وبطش يتصاعد ويتصاعد وفجأه انسحاب
أشبه ما يكون بإنسحاب الجيوش فى نكسه يوينو 67
اختفاء تام لكل رموز الدوله, فر المسؤلون وارتفع صوت الصمت ليشاهد ألسنه النيران تشتعل فى مرافق الدوله وأبنيه الحزب الحاكم وأجهزه الشرطه ومبانى المحافظات فالأمر كان على مستوى القطر كله
أين الشرطه, النظام, أولى الأمر الكل اختفى
كانت أخبار السجون المفتوحه والنهب والسلب تختطف أنظارنا من قناه لأخرى كواحده من أجدد الظواهر التى ظهرت فى عصرنا الحديث, حرب التليفزيونات War delivery
وبعد كثير من الترقب قرار الحاكم العسكرى بوضع البلاد تحت تصرف جهاز الجيش ومن ثم القرارت العسكريه بحظر التجول.
دخل الجيش الشوارع وشاهدنا واحده من أقوى العناوين دبابه فى ميدان التحرير
ميدان التحرير الذى تحول إلى ظفر طالما اقتتلا عليه المتظاهرون والشرطه لساعات وساعات
خرج آلاف الشباب والعائلات إلى الشارع لتلبيه دعوه وزير الإتصلات ولمكافحه بطش وزير الداخليه ولنصره شباب 25 يناير وفضح ما نشرته وسائل الإعلام بأمر وزير الإعلام ليجد مواقف المؤسسه الغسكريه فى الميدان.
نجح الشباب فى الوقوف فى وجه النظام الذى استمر وعلى مدار ثلاثون عام مر من خلالهم بثلاث مراحل دقيقه جداُ
1981 : 1994
1994 : 2000
2000 : 2010
خرجنا وخرجوا وخرجت لنجد سيارات الشرطه ترفع البنادق فى وجه الشباب وهذه المره الشعب وليس المتظاهرون
تضرب الأعيره الحيه للدفاع عن أقسام الشرطه والتى كانت هدفاً أساسياً كرد فعل طبيعى جداً للشعب لما حدث خلال ثلاثون عاماً وليس ثلاثه أيام
خرجنا وخرجوا وخرجت لنصل ميدان التحرير الذى سقط أمام أعيننا فيه المصريين جثثاً بأيدى المصريين أنفسهم
دماء شهداء ورصاص قوات وحرائق جماعات
جثث على الأكتاف وهتاف إلى القصاص
رجعت هذه المره كاسراً حظر التجول لأشاهد القاهره العاصمه التى لاتنام صامته خافته مرعبه منكسره وحزينه مفزوعه من آن لآخر على أصوات نيران الجيش والدبابات وممتلئه بسحب الدخان المتصاعد من مبان لم تبعد سوى مترات عن متحف مصر ما يوازى ثلثى آثار العالم.
حملنا الأخشاب متوجهين إلى بيوتنا والتى شاع الخبر بإقتحام سبعه عشر ألف سجين هارب هو عدد من سمحت وزاره الداخليه بهروبهم ليكونوا الجيش الثانى الميدانى ضد للشعب متحداً مع بلطجيه الأمس لصوص اليوم.
واجهنا آخرين حاملين مترقبين باهتين والريبه تتبادل صفينا المتقابلين فالكل مواطنين والكل بلطجيين
رجعنا لبيوتنا وفى أذهاننا صور ضحايا ميدان المرابطين.
خرجت علينا آلاف الشائعات وخرج منا آلاف الوعود بعدم ترك ساحه الميدان لمزيد من الشهداء وقررنا العوده فى الصباح لحمايه اخواننا الايجابيين,
عدنا لنرى مقاتلات وطائرات اف 16 تحلق على مستوى منخفض فوق رؤوسنا نحن شباب الـ25
شباب انتظرتهم الأمه على مدار ثلاثون عاماً ليفتحوا لنا ميدان الشهداء ويرفعوا المطالب بتحضر لم نألفه نحن أنفسنا أبناء هذه المنطقه من العالم
شباب عزل مدنيين مسالمين مثقفين مسلمين ومسيحيين
رافعين نفس المطالب بذات المبادىء دون توجهات أو دين
تلك المره محاصرين بالدبابات والمقاتلات الوطنيه التى وقفت دائماً على الحياد السلبى بأمر وزير الدفاع
تلك الليله التى كانت بارده الطقس دافئه المشاعر ساخنة الهتافات الشعب يريد اسقاط النظام
هذا النظام الذى بات ثلاثون عاماً يحنط الوطن.
قبل الخامس والعشرين من يناير 2011 لم يكن يعلم مصرى من سيحكم مصر
أو حتى نيه الرئيس فى الترشح
أو حتى نائب الرئيس المنتظر
أو حتى مستقبل نجل الرئيس المتغطرس
ليحبس الوطن فى كنف رجل يبلغ من العمر بضع وثمانين عاماً ليصبح وطنا بلا رئيس باحثين عن رجل لم يسمح نظامه أبداً بإعداده لنجد أنفسنا طالبين بأنفسنا إيداع الوطن بين أيدى المتغطرس
تحنيط وتكريس لمنع أيه كوادر قادره على القياده فى مرحله ما بعد الأب.
صلينا وهتفنا واحتفلنا بتحطيم مسله فرعون مصر الحديث الذى بات ليتنازل بقائمه مسلسه مجهزه من الطلبات التى لم تكن أبداً على قائمه الإنتظار للتنفيذ
تنازل الفرعون دون أن يطلب منه هذه المره نفس الطلبات, لم يكن يدرى أن الوقت قد فات.
فالشعب يريد اسقاط الرئيس وليس سواه إلا نظامه الذى حلمنا ونحن فى شوارع الميدان أن نستيقظ ولا نرى رؤساء مجلسى الشعب والشورى المزورين حاملين أعضاؤه وبلاط رئيسهم الذى لم يكن شرعياً أبداً لهؤلاء الثوار.
شاهدنا فى تلك الليله شعباً جديداً بمظهر جديد بإراده عظيمه بتجانس رائع بين كل الأفكار ولكن دون قياده.
تربى على وحده الهتاف من أجل مصر فى التفاهات والآن حان وقت التغيير فقط بالهتافات
تربى على صحف المعارضه التى كانت دليل النظام على مساحه الحريه التى يوفرها وغفل أن جيشاً جديداً يصعد ليترك مصمصه الشفاه لأجيال سبقته كتعليقاً عن مواثقه فى أحداث الوطن,
رجعت صبيحه هذه الليله وأنا أشاهد قاهره الصباح منفصمه الأهداف.
رجعنا ولم يرجعوا بل توعدوا بالمليونيه بعد سبعه أيام من ميلاد الثوره تلك السبع نفسها التى تتلو كل الميلادات.
وخرجت المليونيه بدوننا وبهم خرجت لتفجر واحده من أكبر التدفقات البشريه المتجمعه فى نقطه تلاق واحده على عكس كل آبار الخير فى هذه الأرض
خرجت لتعلن إصرارها على نفس المطالب لتثور ليلاً على خطاباً فى نهايه اليوم كعاده النظام المفلس محملاً بالإنكسار ومصبوغاً بالمشاعر التى كانت ودوماً سلاحاً موجهاً ضد الأجيال التى سبقت هذا الجيل البكر.
عندها تنبأت بخروج الملتهبين والمنافقين والمجاملين من الحرس القديم ليساهموا أكثر فأكثر فى تطويق هذا النظام اللعين.
واستيقظنا على جمالاٍ وخيولاً تقتحم ميدان المرابطين لتسقط مزيداً من الشهداء فى ساحه الشهداء
وعلى الطريقه الأميركيه كانت غزوه المفلسين تنقل على شاشات العالم لتكون الركن الرابع فى مسلسل تصفيه الصيد الثمين.
على مدار أقل من ثمانيه أيام كنا شاهدين على اصدار عده قرارت لم نشهد بعضها فى حقبه النائمين
ورفعت أمامها الهتافات والقرارت أيضاً الشعبيه بحلول جمعه الرحيل بعد سبعه أيام أيضاُ من جمعه الغضب.
جمعه الرحيل تلك التى هى يوم الفصل بين تاريخ مصر ومستقبلها.
جمعه الرحيل تلك التى روج لها الإعلام والأحزاب الذين كانوا خارج الميدان إلا زائرين عابرين
جمعه الرحيل التى زايد عليها المعارضين لتصفيه الحسابات مع نظام الزعيم.
أننى اقرأ ومن خلال تلك الأحداث والتحاليل والتفاسير والمتابعه اليوميه والمشاهده الحيه لكل أطرف الصراع وما يدعم كلاهما بأن النظام قد سقط رسمياً على الورق فى أروقه المخابرات العالميه
خرجت بعض أجهزه الإعلام مطروده وهى واثقه وعلى موعد بالرجوع قريباً مع حلول النظام الجديد
خرج علينا المثقفون والفنانون ووسائل الإعلام العربيه والعالميه بثقه تامه بنفاذ صلاحيه الرئيس كما ولو أنهم لا يضعون رهاناً واحداً على رجوع الموقف للمربع رقم واحد مما يدفعها لمغازله النظام مع انتقاده أحياناً كما تعودت وثابرت حفاظاً على استمرار نشطاها ونشاطهم الفنى فى ظل نظام الرئيس فيما قبل,
خرجت بتلك النتائج المحتمله كأفلام الخيال العلمى الأميركيه التى يتحقق ما بها بعد فتره
هذه المره على ما يتسرب إلى مروجى الأخبار وصناع الفتن الأشرار أصداء القرار.
شجب الحلفاء وفشل الشركاء فى حمايه نظام الرئيس
والرهان تلك المره على صبر الجمال من طرفى الصراع الذى تحول إلى كرسى وشخص فى مواجهه وطن وشعب.
تللك الحقبه التى شراره بدايتها بعد ساعات قليله لتدخل مصر مسلسل الفوضى الخلاقه فى كتاب أميركا المقدس "الشرق الأوسط الجديد" الملطخ بدماء الشعوب
لتصبح مصر بعد بضع سنين لقمه سائغه فى فم أى محتل طامع أو مسيطر
منهج الإحتلال الجديد على الهويه الأميركيه لا البريطانيه هذه المره
لقد ساهم النظام ثلاثون عاماً فى أمان اسرائيل وخرج من الدائره العربيه بمواقفه الغير واضحه منفذاً للأجندات وقابضاً المساعدات التى حان الوقت لتكون الولايات المتحده فى حل منها فى المستقبل القريب.
لقد نجح هذا السيناريو المختبر فى أزمه مصر والجزائر لتخرج النتائج بالآتى
1- كيف تصنع أزمه
2- كيف تضخم من هذه الأزمه لأقصى حد
3- كيف تخرج من هذه الأزمه بنتائج معجزه فى وقت زمنى معجز
4- ما قابليه هذه الشعوب للتلاعب بأفكارها ونشر الفتنه بينها
وكانت النتيجه بامتياز بتمزيق روابط بين بلدين كان من المستحيل كسرها عبر عقود بأتفه الأسباب وأبشع القرارات وبأيدى الشعوب أنفسها ودون ظهور الأعداء
الرهان هذه المره يا شعب مصر عليكم أنتم
سبعه أشهر من حمامات الدم محتمله بين رجل عسكرى يتصور الأمر أزمه يمكن احتوائها والخروج منها مثلها كمثل كل أزمات فتره حكمه الطويله ولم ولن يتنازل ويخرج مهزوماً أمام شعبه
وبين شعب لا يقدر على التحمل ولو ساعات متعلماً من درس النظام أن ما يأخذ بالقهر لا يسترد إلا بالضغط
وقد حان ميقات رد كل الحقوق بأقصى حد للضغط,
لقد اشتركت كل أركان البيت فى التساقط تباعاً فوق رأس النظام لتقتله تاريخياً وليس الشعب هذه المره
فقد اختير السيناريو ليكون من شباب حر مثقف أمام العالم وسرقت الثوره وأجهضت
لا من جماعه دينيه لتصبح إيران
أو انقلاب على السلطه لتكون موريتانيا يتفق أو يختلف معها الرأى العام الداخلى والخارجى
أو من الخارج ليكون الكل ضدها للدفاع عن السيادة
إنها من شباب الشعب الواجهه الثابته دائماً فى الأذهان مع تغير كل أوراق اللعبه فيما بعد خطاب الإلتزام
تلك المؤامره المدروسه لجمع كل الأنظار وفتح ساحات الميدان أمام حمامات من دماء المصريين
أنى استحلفكم بالله شباب مصر بالكف فوراً عن أيه طلبات مشروعه أو غير مشروعه
إن الأمر أكبر من كل أطراف اللعبه, الخطه المتبعه فى بدايه لعبه الشطرنج ليست دائماً الخطه الأخيره الحاسمه فى الأنتصار على الخصم
لابد من مراجعه المواقف فالأمر يتعلق بسقوط وطن وليس سقوط نظام حاكم
فليكف الجميع فوراً من يملك الحق ومن لايملكه
ارفعوا أيديكم وأيدينا كما رفعت يدى حين خرج الشرفاء عن هذه المؤامره, لا تعصفوا بالوطن ولا تجعلوه رهانا يخطفه بعضكم من بعضكم.
الخيانه تمت من كل أركان النظام نفسه ضد النظام, سقط النظام من داخله ولا يدرى أحد ما مستقبل الوطن فى ظل انقساماته
كفوا عن الإنصياع والمساهمه فى تنفيذ المؤامره
والتاريخ لا يغفر للشعوب الجهل بالأمور, فالحظر كل الحظر فيما يتعلق بمستقبل الأوطان.
والوقت لا يحتمل للقتال لسبعة شهور فالفتنه خامده لعن الله من أيقظها.