المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكمبيوتر المجاني.. حقيقة أم خيال؟



holly_smoke
08-02-2001, 08:27 PM
الكمبيوتر المجاني.. حقيقة أم خيال؟

هل يمكن أن يحصل من يشاء من البشر على كمبيوتر مجاناً؟

قد يبدو هذا السؤال عبثياً للوهلة الأولى، فم يحدث في تاريخ البشرية أن وزع منتج معين مهما تدنت تكلفته مجاناً (باستثناء المعونات التي تقدم في حالات خاصة)، إذ كان يبادل قديماً، بمنتج آخر، ثم بالمال فيما بعد، فكيف يمكن أن يحدث ذلك مع تقنية راقية كالكمبيوتر؟!

تشير المعلومات التي تجمعت لدينا خلال الشهور الماضية، إلى اقتراب اليوم الذي سيتمكن فيه المرء من تسلم كمبيوتر بدون أن يدفع فلساً واحداً لقاء ذلك! لكن، مهلاً.. فسوف يترتب على متسلم الكمبيوتر، دفع مبلغ صغير من المال شهرياً، بشكل منظور أو خفي.

يتحدث الجميع اليوم، عن الكمبيوتر المجاني، ويرى أنه سيصبح ممكناً بفضل عاملين أساسيين، هما: انتشار إنترنت على نطاق جماهيري، وانخفاض أسعار الكمبيوتر بشكل حاد. إليكم السيناريو التالي، للحصول على الكمبيوتر المجاني:

تشترك إنترنت عن طريق أحد مزودي الخدمة، فتحصل فوراً على كمبيوتر مجاني للإبحار في عباب الشبكة العالمية. أما ثمن الكمبيوتر، فتوجد طريقتان محتملتان لتسديده: الأولى، أن تدفع، مع فاتورة الاشتراك الشهري، مبلغاً إضافياً يتراوح بين 10 و20 دولاراً. أما الثانية، فلا تتطلب دفع مبلغ إضافي، لأن مزود الخدمة سيضيف، بشكل خفي، ثمن الكمبيوتر إلى تكاليف الخدمة، بعد أن يوزعه على عشرات الشهور.

لنتفحص مدى واقعية العاملين المذكورين:

انتشار إنترنت: تملك إنترنت، حالياً، جاذبية كبيرة بفضل الكم الهائل من المعلومات والخدمات التي توفرها، لكن المستقبل القريب يعد بتنامي هذه الجاذبية إلى حدود ما كان يمكن تخيلها قبل عدة أعوام. تصور نفسك جالساً أمام الكمبيوتر، تتجول في عشرات آلاف دكاكين تأجير أشرطة الفيديو، المنتشرة في معظم بلدان العالم.. وما عليك سوى دفع دولار واحد (وربما نصف الدولار)، لتشاهد فيلم الفيديو المفضل لديك، معروضاً على كامل شاشة كمبيوترك، لمدة ساعة أو ساعتين (إذا لم يضع مزودك بخدمات إنترنت عائقاً في طريقك). وتصور نفسك تتجول في دكاكين الموسيقى العربية والعالمية، تجلب منها المقطوعات التي تحبها، وتحفظها ضمن جهاز تسجيل صغير، زهيد الثمن (أصبح هذا النوع من الأجهزة متوفراً حالياً)، لتعيد الاستماع إليها فيما بعد، متى وأين تشاء. لن أطيل عليكم في عرض حجم المغريات التي ستوفرها إنترنت، في السنوات المقبلة، لكافة البشر على اختلاف اهتماماتهم، سواءً على صعيد الأعمال، أو التسوق، أو الدراسة، أو الترفيه (سأتناول هذا الموضوع، بالتفصيل في مقالة أخرى)، بل أود التأكيد على أن المعطيات الراهنة، تشير إلى أن إنترنت تتجه نحو المستهلكين بسرعة خاطفة، وسوف تنال اهتمام سكان العالم قاطبة، كما هو حال التلفزيون الآن، بل وأكثر. وسوف تلعب، لهذا السبب، دوراً أساسياً، في تحويل الكمبيوتر إلى سلعة استهلاكية واسعة الانتشار.

انخفاض أسعار الكمبيوتر: عرضت شركة IBM، أثناء معرض كومدكس لاس فيجاس، الذي أقيم الخريف الماضي، كمبيوتر Aptiva E، بسعر 599 دولاراً. يحتوي هذا الكمبيوتر على معالج بسرعة 300 ميجاهرتز، مسلح بتقنية MMX، وذاكرة بسعة 32 ميجابايت، وقرص صلب بسعة 3.2 جيجابايت، وسواقة أقراص مدمجة بسرعة 32X، ومودم بسرعة 56 كيلوبت (السعر بدون مرقاب). ويعتبر هذا الكمبيوتر أكثر من كافٍ لاستخدام إنترنت. ومنذ ذلك الحين تتنافس شركات الكمبيوتر العالمية، بشكل محموم على صناعة كمبيوترات بأسعار تقل عن 500 دولار. ويتوقع الكثير من المحللين ظهور فئة من أجهزة الكمبيوتر بسعر يتراوح بين 300 و500 دولار، خلال هذا العام، خاصة بعد أن خفضت شركتا إنتل وAMD، أسعار معالجاتها (وطواقم الرقاقات، أيضاً) الموجهة لكمبيوترات المستهلكين. ويقول بعض المحللين أن كمبيوتر الخمسمائة دولار، سيكون قادراً على تشغيل أقراص DVD، واستخدام إنترنت بكفاءة، وعرض الرسوم ثلاثية الأبعاد، أيضاً. ويشكك بعض كبار اللاعبين في مجال صناعة الكمبيوتر، في إمكانية ولادة كمبيوتر الخمسمائة دولار، قريباً، فيقول مايكل ديل، رئيس شركة ديل: "يرجع الانخفاض الحالي في أسعار أجهزة الكمبيوتر، إلى الانخفاض المصطنع في أسعار مكونات الكمبيوتر، وعندما ينفد المخزون الكبير المتراكم حالياً في المستودعات، ستعود الأسعار للارتفاع من جديد". لكن معظم المحللين يرى أنه حتى إن عادت الأسعار للارتفاع، فلن يستمر ذلك لفترة طويلة، وسوف تنخفض ثانية، لسببين: المنافسة المحمومة بين مصنعي أجهزة الكمبيوتر ومكوناته، ونمو الإنتاج بفعل انتشار إنترنت السريع.

ومع انحدار أسعار الكمبيوتر إلى ما دون الخمسمائة دولار، وانتشار إنترنت على نطاق واسع، سيصبح الكمبيوتر المجاني حقيقة واقعة. وتشير التوقعات إلى أن هذا سيحدث خلال عام أو عامين، لكن المفاوضات بين مصنعي أجهزة الكمبيوتر ومزودي خدمات إنترنت تدور منذ الآن، لوضع الترتيبات المناسبة للطرفين، قبل أن تحين ساعة الصفر.

إمكانية الحصول على كمبيوتر مجاني أو شبه مجاني، بدأت تتحول إلى حقيقة، لكن هل يكفي هذا كي يتدافع أبناء آدم على امتلاك كمبيوتر؟

لا، إذ يجب أن يتوفر شرط آخر، هو الرغبة في امتلاك كمبيوتر، ولن يتم هذا إلا إذا قاربت سهولة استخدامه، سهولة استخدام الهاتف والتلفزيون، وهو ما تكثف مايكروسوفت، وشركات البرمجيات العالمية الأخرى، جهودها لتحقيقه، حالياً. وإذا ما نجحت في ذلك (وهو أمر متوقع)، فسوف ينضم الكمبيوتر إلي فئة الأدوات الإلكترونية الاستهلاكية، كالتلفزيون والفيديو، والغسالة الأتوماتيكية، والهاتف، خلال بضع سنين.