أحمد الأنصاري
07-02-2011, 04:07 PM
كاميرون: التعددية الثقافية دعمت "التطرف الإسلامي"
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن سياسة التعددية الثقافية في بلاده سببا لما أسماه "صعود التطرف الإسلامي". وأثارت تصريحاته استياء كبيرا في أوساط المسلمين الذين اعتبروا أن تحليله "خاطئا"، بنظرته للمسلمين البريطانيين على أنهم "جزء من المشكلة وليس جزء من الحل".
وقال كاميرون في خطاب ألقاه أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ إن عددا كبيرا من البريطانيين المسلمين لجأوا إلى أيديولوجيا عنيفة لأنهم لم يجدوا هوية جماعية بريطانية قوية.
وقال كاميرون في خطابه أمام عدد كبير من القادة الأروبيين بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "إذا كنا نريد دحر هذا التهديد أعتقد أنه حان الوقت لطي صفحة سياسات الماضي الفاشلة".
واعتبرت تصريحات كاميرون مؤشرا علي تبدل في السياسة البريطانية حيال الأقليات الاتنية والدينية في بريطانيا، خاصة أنه دعى إلى ما أسماه "ليبرالية أكثر فاعلية وقوة" تعتمد على المساواة في الحقوق وحكم القانون وحرية التعبير والديموقراطية من أجل بناء هوية قومية أقوى.
ويعد هذا أول خطاب لكاميرون حول مسمى "التطرف الإسلامي" المستخدم بشكل واسع من جانب اليمين المتطرف الذين يعتبرون الإسلام مصدر قلق كبير للحكومات البريطانية مستندين إلى الهجوم الذي نفذه انتحاريون مسلمون في محطة قطارات في يوليو 2005 وأدى إلى مقتل 52 شخصا.
وأثارت تصريحات كاميرون انتقادات حادة داخل بريطانيا. وعبر مجلس مسلمي بريطانيا عن غضبه لأن المسلمين في هذا البلد ما زالوا يعاملون "كجزء من المشكلة وليس كجزء من الحل".
وانتقد آخرون توقيت الخطاب الذي جاء يوم تنظيم رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة مسيرة في مدينة لوتن التي تضم تنوعا عرقيا كبيرا، من أجل الاحتجاج على انتشار الإسلام في بريطانيا.
ولم يشر كاميرون إلى الرابطة لكن النائب في حزب العمال المعارض صديق خان اتهمه "بالترويج للحملة الدعائية التي تقوم بها رابطة الدفاع البريطانية".
وفي لوتن شمال لندن، تظاهر مئات من أنصار رابطة الدفاع البريطانية للاحتجاج على انتشار الإسلام وخصوصا الإسلام السياسي. وردد المتظاهرون هتافات تدعو "الانتحاريين المسلمين إلى الخروج من شوارعنا" و"لا مساجد إضافية".
من جهته، دان عناية بونغلاوالا العضو في مجموعة "مسلمون من أجل المملكة المتحدة" في تصريح للبي بي سي "التحليل الخاطىء" لكاميرون.
وأضاف العضو في المجموعة التي تحارب التطرف أن كاميرون "ربط بين مشاكل الاستيعاب (الاندماج) ومشاكل الإرهاب".
واعتبر أن "المسلمين يعيشون بأعداد كبيرة في هذا البلد منذ الستينيات وقد شهدنا القليل من الأعمال الإرهابية من قبل مسلمين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات".
وتابع: "يجب أن يفكر كاميرون بما جرى في 2001، منذ اجتياح أفغانستان واجتياح العراق اللذين حسب المعلقين كانا السبب في تطرف الشبان المسلمين".
وأكد "أنها النقطة الأساسية وليس الاندماج. أخطأ كاميرون الهدف".
وجاءت تصريحات كاميرون بعد تعليقات مماثلة أدلت بها المستشارة الألمانية قبل عام واحد. وقد رأت حينذاك أن ألمانيا لم تول اهتماما كافيا لاستيعاب المهاجرين وإدماجهم في المجتمع.
وأكد رئيس الوزراء الجديد الذي تولى السلطة في مايو 2010 أنه "وفق مبادىء التعددية الثقافية شجعنا مختلف الثقافات على العيش منفصلة عن بعضها البعض وبعيدة عن التيار العام".
وأوضح أن هذا أدى إلى إضعاف الهوية الوطنية في بريطانيا مما جعل شبانا مسلمين يلتفتون إلى عقيدة متطرفة على حد قوله.
وأضاف كاميرون "بصراحة، نحن نحتاج إلى درجة تسامح أقل من تلك التي سادت في السنوات الأخيرة وإلى فرض الليبرالية بقوة وفاعلية".
وتابع أن "مجتمعا متسامحا يقول لمواطنيه طالما التزمتم بالقانون فسنترككم لشأنكم، ويبقى بذلك محايدا بين مختلف القيم". وأضاف أن "مجتمعا ليبراليا أصيلا يفعل أكثر من ذلك بكثير. إنه يؤمن ببعض القيم ويروج لها (...) ويقول لمواطنيه: هذا ما يحدد هويتنا كمجتمع".
واعتبر أن المنظمات غير العنيفة التي تقدم نفسها على أنها ملاذ للمسلمين لكنها غير واضحة حيال القيم الغربية، يجب ألا تحصل بعد اليوم على مساعدة من الدولة ويجب منعها من دخول حرم الجامعات.
ونددت منظمات إسلامية بريطانية عدة بتصريحات كاميرون.
وقال فيصل هنجره نائب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني الذي يضم حوالى 500 منظمة، للبي بي سي إن كلام كاميرون "مخيب للأمل"، مضيفا أن تصريحاته لا تكشف أي تغيير في أسلوب مكافحة الإرهاب.
وأضاف: "مرة ثانية يبدو أن الجالية المسلمة تحت الأضواء وتعامل على أنها جزء من المشكلة لا جزءا من الحل".
وأخيرا قال اعتبر محمد شفيق رئيس مؤسسة رمضان التي تعنى بالتربية، أن "التركيز على المسلمين (...) لا يولد سوى الخوف من الإسلام والمسلمين".
http://almoslim.net/node/141055
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن سياسة التعددية الثقافية في بلاده سببا لما أسماه "صعود التطرف الإسلامي". وأثارت تصريحاته استياء كبيرا في أوساط المسلمين الذين اعتبروا أن تحليله "خاطئا"، بنظرته للمسلمين البريطانيين على أنهم "جزء من المشكلة وليس جزء من الحل".
وقال كاميرون في خطاب ألقاه أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ إن عددا كبيرا من البريطانيين المسلمين لجأوا إلى أيديولوجيا عنيفة لأنهم لم يجدوا هوية جماعية بريطانية قوية.
وقال كاميرون في خطابه أمام عدد كبير من القادة الأروبيين بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "إذا كنا نريد دحر هذا التهديد أعتقد أنه حان الوقت لطي صفحة سياسات الماضي الفاشلة".
واعتبرت تصريحات كاميرون مؤشرا علي تبدل في السياسة البريطانية حيال الأقليات الاتنية والدينية في بريطانيا، خاصة أنه دعى إلى ما أسماه "ليبرالية أكثر فاعلية وقوة" تعتمد على المساواة في الحقوق وحكم القانون وحرية التعبير والديموقراطية من أجل بناء هوية قومية أقوى.
ويعد هذا أول خطاب لكاميرون حول مسمى "التطرف الإسلامي" المستخدم بشكل واسع من جانب اليمين المتطرف الذين يعتبرون الإسلام مصدر قلق كبير للحكومات البريطانية مستندين إلى الهجوم الذي نفذه انتحاريون مسلمون في محطة قطارات في يوليو 2005 وأدى إلى مقتل 52 شخصا.
وأثارت تصريحات كاميرون انتقادات حادة داخل بريطانيا. وعبر مجلس مسلمي بريطانيا عن غضبه لأن المسلمين في هذا البلد ما زالوا يعاملون "كجزء من المشكلة وليس كجزء من الحل".
وانتقد آخرون توقيت الخطاب الذي جاء يوم تنظيم رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة مسيرة في مدينة لوتن التي تضم تنوعا عرقيا كبيرا، من أجل الاحتجاج على انتشار الإسلام في بريطانيا.
ولم يشر كاميرون إلى الرابطة لكن النائب في حزب العمال المعارض صديق خان اتهمه "بالترويج للحملة الدعائية التي تقوم بها رابطة الدفاع البريطانية".
وفي لوتن شمال لندن، تظاهر مئات من أنصار رابطة الدفاع البريطانية للاحتجاج على انتشار الإسلام وخصوصا الإسلام السياسي. وردد المتظاهرون هتافات تدعو "الانتحاريين المسلمين إلى الخروج من شوارعنا" و"لا مساجد إضافية".
من جهته، دان عناية بونغلاوالا العضو في مجموعة "مسلمون من أجل المملكة المتحدة" في تصريح للبي بي سي "التحليل الخاطىء" لكاميرون.
وأضاف العضو في المجموعة التي تحارب التطرف أن كاميرون "ربط بين مشاكل الاستيعاب (الاندماج) ومشاكل الإرهاب".
واعتبر أن "المسلمين يعيشون بأعداد كبيرة في هذا البلد منذ الستينيات وقد شهدنا القليل من الأعمال الإرهابية من قبل مسلمين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات".
وتابع: "يجب أن يفكر كاميرون بما جرى في 2001، منذ اجتياح أفغانستان واجتياح العراق اللذين حسب المعلقين كانا السبب في تطرف الشبان المسلمين".
وأكد "أنها النقطة الأساسية وليس الاندماج. أخطأ كاميرون الهدف".
وجاءت تصريحات كاميرون بعد تعليقات مماثلة أدلت بها المستشارة الألمانية قبل عام واحد. وقد رأت حينذاك أن ألمانيا لم تول اهتماما كافيا لاستيعاب المهاجرين وإدماجهم في المجتمع.
وأكد رئيس الوزراء الجديد الذي تولى السلطة في مايو 2010 أنه "وفق مبادىء التعددية الثقافية شجعنا مختلف الثقافات على العيش منفصلة عن بعضها البعض وبعيدة عن التيار العام".
وأوضح أن هذا أدى إلى إضعاف الهوية الوطنية في بريطانيا مما جعل شبانا مسلمين يلتفتون إلى عقيدة متطرفة على حد قوله.
وأضاف كاميرون "بصراحة، نحن نحتاج إلى درجة تسامح أقل من تلك التي سادت في السنوات الأخيرة وإلى فرض الليبرالية بقوة وفاعلية".
وتابع أن "مجتمعا متسامحا يقول لمواطنيه طالما التزمتم بالقانون فسنترككم لشأنكم، ويبقى بذلك محايدا بين مختلف القيم". وأضاف أن "مجتمعا ليبراليا أصيلا يفعل أكثر من ذلك بكثير. إنه يؤمن ببعض القيم ويروج لها (...) ويقول لمواطنيه: هذا ما يحدد هويتنا كمجتمع".
واعتبر أن المنظمات غير العنيفة التي تقدم نفسها على أنها ملاذ للمسلمين لكنها غير واضحة حيال القيم الغربية، يجب ألا تحصل بعد اليوم على مساعدة من الدولة ويجب منعها من دخول حرم الجامعات.
ونددت منظمات إسلامية بريطانية عدة بتصريحات كاميرون.
وقال فيصل هنجره نائب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني الذي يضم حوالى 500 منظمة، للبي بي سي إن كلام كاميرون "مخيب للأمل"، مضيفا أن تصريحاته لا تكشف أي تغيير في أسلوب مكافحة الإرهاب.
وأضاف: "مرة ثانية يبدو أن الجالية المسلمة تحت الأضواء وتعامل على أنها جزء من المشكلة لا جزءا من الحل".
وأخيرا قال اعتبر محمد شفيق رئيس مؤسسة رمضان التي تعنى بالتربية، أن "التركيز على المسلمين (...) لا يولد سوى الخوف من الإسلام والمسلمين".
http://almoslim.net/node/141055