holly_smoke
08-02-2001, 08:33 PM
حدث القرن
على الرغم من أن بداية القرن الحادي والعشرين ستكون مع مطلع العام 2001، وليس مع العام 2000، كما يظن البعض، إلا أن وسائل الإعلام تتناول اقتراب العام 2000 بأهمية استثنائية، ربما بسبب المبالغة في تصوير مشكلة العام 2000، أو جرياً مع الطبيعة اللاهثة لهذا العصر، في محاولة لاستباق الزمن، أو بكل بساطة، لأن وجود ثلاثة أصفار في العدد 2000، بشير خير للبعض، ونذير شؤم لدى البعض الآخر..!
وتشجع المفاصل الزمنية بعض الناس، على التوقف قليلاً، لالتقاط أنفاسهم، وإلقاء نظرة نقدية مقارنة، على الإنجازات التي حدثت في حقل معين، وخلال فترة محددة، لتقييم تلك المنجزات، وإعطاء الفضل لأصحابها، ومحاولة سبر التوجهات المستقبلية.
تركت نفسي تندفع مع السيل الجارف، المحتفي بالألفية الثالثة قبل موعدها بعام كامل، وأحببت أن أختتم أعداد العام 1999 من مجلتنا، بعرض أهم الأحداث والمخترعات التي ظهرت في مجال تقنية المعلومات، في القرن العشرين، واختيار أكثرها أهمية، والذي يستحق أن نطلق عليه لقب "حدث القرن".
إذا عرضنا الأحداث الرئيسية لتقنية المعلومات، حتى الآن، نجد أن أول حاسوب إلكتروني بني العام 1946 وكان يعمل بالصمامات. وفي السنة التالية اخترع الترانزستور، ثم اخترعت الرقاقات الميكروية (microchips) العام 1958، وأنشئت شبكة إنترنت العام 1969، ثم ظهر الحاسوب الشخصي عام 1982، واخترعت شبكة ويب العام 1991. فأي هذه المخترعات هو الأهم؟
قد يقول قائل: أن الحاسوب الإلكتروني الأول، هو أهم هذه الاختراعات، وما تلاه كان تحصيل حاصل.. فبدونه، لما فكر العلماء بتطويره والعمل على الاختراعات التالية، من ترانزستور ورقاقات وغيرها، وما كانت لتقوم لشبكة إنترنت قائمة بدون الحاسوب.. فهو بلا منازع، أهم اختراعات تقنية المعلومات.
لا ننكر ما للحاسوب الأول من أهمية، والتي لا تقل عنها أيضاً، أهمية حاسوب IBM الشخصي. لكنه أداة لمعالجة البيانات وإعداد المعلومات، ويمكنه تبادلها عبر الشبكة، أو المودم، مع أجهزة أخرى محددة. ويبقى الحاسوب، في الحالة العامة، كجزيرة بيانات منفصلة. لكن شبكة ويب تشكل في المقابل، وسيلة لنشر المعلومات. وعلى الرغم من أن ويب تتألف من شبكات من ملايين الحواسيب المرتبطة ببعضها، ويتم إعداد المعلومات المنشورة فيها باستخدام الحواسيب أيضاً، إلا أنها لم تعد مقتصرة عليها، حيث بدأت تستقبل تجهيزات أخرى من فئة أجهزة ما بعد الحاسوب الشخصي، مثل المساعدات الرقمية الشخصية (PDAs)، وأجهزة الهاتف النقال متعددة الوظائف، والصناديق الخاصة المعدة للاتصال بإنترنت (set-top boxes).
ويمكننا تلخيص هذه النقطة بالقول، أن الحاسوب أداة لإعداد المعلومات، وشبكة ويب وسيلة لنشرها. ونعتقد أن نشر المعلومات أكثر أهمية، نسبياً، من إعدادها.. فكم من الكتب والدراسات والمعلومات لم تجد طريقها للانتشار، إلا بعد ظهور شبكة ويب؟
ليس لدي أي شك في أن شبكة ويب أكثر أهمية من الحاسوب ومكوناته، ولكنني كنت في حيرة بين تحديد أيهما أكثر أهمية: إنترنت؟ أم شبكة ويب؟
تألفت شبكة إنترنت في بداياتها، من حواسيب تضم مخازن ملفات، ومراسلات البريد الإلكتروني والمجموعات الإخبارية. ولم يكن استخدامها سهلاً، فكانت حكراً على التقنيين، في مراكز الأبحاث والجامعات وبعض الإدارات الحكومية. أما شبكة ويب، وهي شبكة جزئية من إنترنت، تتألف من حواسيب تضم صفحات HTML فقط، فكانت سهلة وبمتناول مستخدم الحاسوب العادي، وهو ما ساعد على انتشارها بسرعة خارقة.
أنشئت شبكة إنترنت العام 1969 من أربعة حواسيب، ونمت حتى 313000 حاسوب عام 1990، ثم توسعت إلى أكثر من 1136000 حاسوب حتى العام 1992 (ومعظمها حواسيب ويب)، إلى أن وصلت إلى أكثر من 56.2 مليون حاسوب منتصف العام الراهن. وتشير هذه الإحصائيات، التي أعدها Robert H’obbes’ Zakon إلى أن صفحات ويب هي التي ساعدت على الانتشار المذهل للشبكة، حيث أصبحت تشكل معظم إنترنت، بعد ظهورها العام 1991. وتستخدم كلمتا إنترنت وويب، حالياً، كمترادفين.
وأعتقد أن شبكة ويب تستحق بجدارة، أن يطلق عليها لقب "حدث القرن" في مجال تقنية المعلومات.
وخلافاً لمعظم الاختراعات الأخرى التي عملت على تطويرها فرق عمل أو لجان كاملة، كان وراء اختراع ويب رجل واحد. فمن هو أبو شبكة ويب؟
إنه الإنجليزي Tim Berners-Lee، ولد في لندن العام 1955، وحاز على إجازة في العلوم الفيزيائية من جامعة أكسفورد العام 1976. عمل تيم في المختبر الأوروبي للفيزياء الجزيئية (CERN) في جنيف العام 1980، لمدة ستة أشهر، كمهندس برمجيات استشاري، كتب خلالها برنامج Enquire لاستخدامه الخاص، لمساعدته في تخزين وتنظيم ملاحظاته المتشعبة. وشكل برنامج Enquire بالنسبة لتيم، الأساس المبدئي لتقديم مشروعه World Wide Web عام 1989، ويتلخص في تقديم طريقة لجمع المعلومات وتخزينها في مجموعة وثائق ذات نصوص متشعبة، باستخدام لغة أسماها HTML. وبدأ تيم في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1990 كتابة أول برنامج مزود ويب httpd، وأول محرر ومتصفح لويب WorldWideWeb. واستخدم المتصفح لأول مرة ضمن مختبرات CERN، في ديسمبر 1990، ثم طرح على الملأ عبر إنترنت، منتصف العام 1991.
لم يطمع تيم في أي مكاسب مادية من اختراعه، بل على العكس من ذلك، عمل كل ما في وسعه لتبقى شبكة ويب مفتوحة ومجانية. وانضم تيم إلى مختبر علوم الحاسوب في معهد ماساشوستس للتقنية (MIT) العام 1994، وهو يترأس حالياً الهيئة العالمية لشبكة ويب، المؤلفة من فرق أكاديمية أمريكية وفرنسية ويابانية، ومهمتها تطوير معايير الشبكة، وضمان استقرارها خلال مراحل تطورها وتغير استخداماتها، والتي تحدث بوتائر عالية السرعة.
بحثت في شبكة ويب، وهي التي تضم مليارات الصور لمن هب ودب، عن صورة لأبي الشبكة، أو جوتنبرج عصر المعلومات، كما يحلو للبعض تسميته، فلم أجد له سوى بضع صور! وتجدون إحداها في صفحة هيئة W3، على العنوان:
http://www.w3.org/People/Berners-Lee/#Bio
على الرغم من أن بداية القرن الحادي والعشرين ستكون مع مطلع العام 2001، وليس مع العام 2000، كما يظن البعض، إلا أن وسائل الإعلام تتناول اقتراب العام 2000 بأهمية استثنائية، ربما بسبب المبالغة في تصوير مشكلة العام 2000، أو جرياً مع الطبيعة اللاهثة لهذا العصر، في محاولة لاستباق الزمن، أو بكل بساطة، لأن وجود ثلاثة أصفار في العدد 2000، بشير خير للبعض، ونذير شؤم لدى البعض الآخر..!
وتشجع المفاصل الزمنية بعض الناس، على التوقف قليلاً، لالتقاط أنفاسهم، وإلقاء نظرة نقدية مقارنة، على الإنجازات التي حدثت في حقل معين، وخلال فترة محددة، لتقييم تلك المنجزات، وإعطاء الفضل لأصحابها، ومحاولة سبر التوجهات المستقبلية.
تركت نفسي تندفع مع السيل الجارف، المحتفي بالألفية الثالثة قبل موعدها بعام كامل، وأحببت أن أختتم أعداد العام 1999 من مجلتنا، بعرض أهم الأحداث والمخترعات التي ظهرت في مجال تقنية المعلومات، في القرن العشرين، واختيار أكثرها أهمية، والذي يستحق أن نطلق عليه لقب "حدث القرن".
إذا عرضنا الأحداث الرئيسية لتقنية المعلومات، حتى الآن، نجد أن أول حاسوب إلكتروني بني العام 1946 وكان يعمل بالصمامات. وفي السنة التالية اخترع الترانزستور، ثم اخترعت الرقاقات الميكروية (microchips) العام 1958، وأنشئت شبكة إنترنت العام 1969، ثم ظهر الحاسوب الشخصي عام 1982، واخترعت شبكة ويب العام 1991. فأي هذه المخترعات هو الأهم؟
قد يقول قائل: أن الحاسوب الإلكتروني الأول، هو أهم هذه الاختراعات، وما تلاه كان تحصيل حاصل.. فبدونه، لما فكر العلماء بتطويره والعمل على الاختراعات التالية، من ترانزستور ورقاقات وغيرها، وما كانت لتقوم لشبكة إنترنت قائمة بدون الحاسوب.. فهو بلا منازع، أهم اختراعات تقنية المعلومات.
لا ننكر ما للحاسوب الأول من أهمية، والتي لا تقل عنها أيضاً، أهمية حاسوب IBM الشخصي. لكنه أداة لمعالجة البيانات وإعداد المعلومات، ويمكنه تبادلها عبر الشبكة، أو المودم، مع أجهزة أخرى محددة. ويبقى الحاسوب، في الحالة العامة، كجزيرة بيانات منفصلة. لكن شبكة ويب تشكل في المقابل، وسيلة لنشر المعلومات. وعلى الرغم من أن ويب تتألف من شبكات من ملايين الحواسيب المرتبطة ببعضها، ويتم إعداد المعلومات المنشورة فيها باستخدام الحواسيب أيضاً، إلا أنها لم تعد مقتصرة عليها، حيث بدأت تستقبل تجهيزات أخرى من فئة أجهزة ما بعد الحاسوب الشخصي، مثل المساعدات الرقمية الشخصية (PDAs)، وأجهزة الهاتف النقال متعددة الوظائف، والصناديق الخاصة المعدة للاتصال بإنترنت (set-top boxes).
ويمكننا تلخيص هذه النقطة بالقول، أن الحاسوب أداة لإعداد المعلومات، وشبكة ويب وسيلة لنشرها. ونعتقد أن نشر المعلومات أكثر أهمية، نسبياً، من إعدادها.. فكم من الكتب والدراسات والمعلومات لم تجد طريقها للانتشار، إلا بعد ظهور شبكة ويب؟
ليس لدي أي شك في أن شبكة ويب أكثر أهمية من الحاسوب ومكوناته، ولكنني كنت في حيرة بين تحديد أيهما أكثر أهمية: إنترنت؟ أم شبكة ويب؟
تألفت شبكة إنترنت في بداياتها، من حواسيب تضم مخازن ملفات، ومراسلات البريد الإلكتروني والمجموعات الإخبارية. ولم يكن استخدامها سهلاً، فكانت حكراً على التقنيين، في مراكز الأبحاث والجامعات وبعض الإدارات الحكومية. أما شبكة ويب، وهي شبكة جزئية من إنترنت، تتألف من حواسيب تضم صفحات HTML فقط، فكانت سهلة وبمتناول مستخدم الحاسوب العادي، وهو ما ساعد على انتشارها بسرعة خارقة.
أنشئت شبكة إنترنت العام 1969 من أربعة حواسيب، ونمت حتى 313000 حاسوب عام 1990، ثم توسعت إلى أكثر من 1136000 حاسوب حتى العام 1992 (ومعظمها حواسيب ويب)، إلى أن وصلت إلى أكثر من 56.2 مليون حاسوب منتصف العام الراهن. وتشير هذه الإحصائيات، التي أعدها Robert H’obbes’ Zakon إلى أن صفحات ويب هي التي ساعدت على الانتشار المذهل للشبكة، حيث أصبحت تشكل معظم إنترنت، بعد ظهورها العام 1991. وتستخدم كلمتا إنترنت وويب، حالياً، كمترادفين.
وأعتقد أن شبكة ويب تستحق بجدارة، أن يطلق عليها لقب "حدث القرن" في مجال تقنية المعلومات.
وخلافاً لمعظم الاختراعات الأخرى التي عملت على تطويرها فرق عمل أو لجان كاملة، كان وراء اختراع ويب رجل واحد. فمن هو أبو شبكة ويب؟
إنه الإنجليزي Tim Berners-Lee، ولد في لندن العام 1955، وحاز على إجازة في العلوم الفيزيائية من جامعة أكسفورد العام 1976. عمل تيم في المختبر الأوروبي للفيزياء الجزيئية (CERN) في جنيف العام 1980، لمدة ستة أشهر، كمهندس برمجيات استشاري، كتب خلالها برنامج Enquire لاستخدامه الخاص، لمساعدته في تخزين وتنظيم ملاحظاته المتشعبة. وشكل برنامج Enquire بالنسبة لتيم، الأساس المبدئي لتقديم مشروعه World Wide Web عام 1989، ويتلخص في تقديم طريقة لجمع المعلومات وتخزينها في مجموعة وثائق ذات نصوص متشعبة، باستخدام لغة أسماها HTML. وبدأ تيم في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1990 كتابة أول برنامج مزود ويب httpd، وأول محرر ومتصفح لويب WorldWideWeb. واستخدم المتصفح لأول مرة ضمن مختبرات CERN، في ديسمبر 1990، ثم طرح على الملأ عبر إنترنت، منتصف العام 1991.
لم يطمع تيم في أي مكاسب مادية من اختراعه، بل على العكس من ذلك، عمل كل ما في وسعه لتبقى شبكة ويب مفتوحة ومجانية. وانضم تيم إلى مختبر علوم الحاسوب في معهد ماساشوستس للتقنية (MIT) العام 1994، وهو يترأس حالياً الهيئة العالمية لشبكة ويب، المؤلفة من فرق أكاديمية أمريكية وفرنسية ويابانية، ومهمتها تطوير معايير الشبكة، وضمان استقرارها خلال مراحل تطورها وتغير استخداماتها، والتي تحدث بوتائر عالية السرعة.
بحثت في شبكة ويب، وهي التي تضم مليارات الصور لمن هب ودب، عن صورة لأبي الشبكة، أو جوتنبرج عصر المعلومات، كما يحلو للبعض تسميته، فلم أجد له سوى بضع صور! وتجدون إحداها في صفحة هيئة W3، على العنوان:
http://www.w3.org/People/Berners-Lee/#Bio