bethoven
08-02-2001, 11:03 PM
في استباق واضح للأحداث.. قام الرئيس الأمريكي: كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني: بلير أمس الأول (الإثين25-6-2000م) بالإعلان عن التوصل إلى معرفة الجزء الأكبر من شفرة الجينات الوراثية البشرية، في إطار ذلك المشروع الذي تشارك فيه ثماني عشرة دولة مشاركة كاملة، إضافة إلى مشاركة عدد آخر من الدول مشاركة جزئية، وهو المشروع المقرر له أن ينتهي عام 2003، وقد حرص الزعيمان الأمريكي والبريطاني على التبشير بالوجه الحسن والمشرق للمشروع، من حيث فتحة الطريق أمام الطب لتشخيص وعلاج الكثير من الأمراض غير القابلة للعلاج حتى الآن، مطلقين ذلك الاسم الرومانتيكي "خريطة الحياة" على الاكتشاف الجديد.
ومن المتوقع أن تؤدي الخريطة الجديدة إلى كشف كامل لخريطة الجينات الوراثية الـ 46، والأحماض الأمينية الـ 100 ألف المكونة لها، وهو ما يؤدي إلى فتح آفاق هائلة في مجالات علمية عديدة، بداية بالطب الجزيئي، بما يتيحه من تشخيص مبكر للأمراض، ومن تصميم الأدوية والعلاج الجيني للأمراض المختلفة، إلى علم الحفريات الحيوي والأنثروبولوجيا، ودراسة التطور والهجرة البشرية، وكذا الطب الشرعي المعتمد على الـ DNA (البصمة الوراثية)، وما يتيحه من التعرف على المجرمين عن طريق ما يتركونه من آثار في مسرح الجريمة تسهل التعرف على هويتهم، أو تبرئة ساحة المتهمين خطأ، والتعرف على الضحايا… إلخ، وإنتهاءً بالزراعة والثروة الحيوانية، وما تتيحه الخرائط الجينية من استحداث محاصيل مقاومة للآفات والأمراض والجفاف، وحيوانات أكثر صحة وإنتاجًا ومقاومة للأمراض…إلخ، إلا أن كل ذلك لا يخفي المخاوف المحتملة من المشروع، وما يتيحه من سيطرة وتحكم البعض، من خلال المعلومات والخرائط الجينية للعالم، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، أو حتى على المستوى الدولي، فما الذي يمنع الدول الكبرى –وهي الضلع الأساسي القائم بالمشروع- من استخدام تلك المعلومات في نوع جديد من الحروب البيولوجية؛ لاستكمال عناصر "السوبرمان"، والسيطرة على البشرية، واستكمال عناصر عصر العولمة الذي دشنه بوش؟!!.
وقد طرحت الهرولة الأمريكية – البريطانية لإعلان "خريطة الجينات الجديدة" عددًا من تساؤلات من قبيل: ما الذي يمنع الدول من المزيد من التغول على شعوبها؟ وما الذي يمنع الشركات والقطاع الخاص – المشارك في تمويل المشروع – من الاستغلال التجاري والاستثماري للمعلومات المتاحة لأهداف ليست بالبراءة التي أعلنها الزعيمان؟ ما الذي يمنع أن يصير الفرد نفسه ضحية لفرد آخر، يملك المعلومات الجينية الخاصة به؟.
كما أن ذلك كله أيضًا لا يمنع من التساؤل والدهشة حول سر استباق الرئيس كلينتون –المغادر للبيت الأبيض قريبًا، والراغب في تلميع عهده بعدما تلوث بالفضائح-، ورئيس الوزراء البريطاني: بلير –الذي اهتزت ثقة قواعده الحزبية، وجماهيره البريطانية فيه-، لماذا استباق الشركاء الآخرين في الإعلان؟ ولماذا الآن والمشروع سينتهي بعد ثلاثة أعوام؟! هل هي مرحلة فارقة في تاريخ المشروع من الناحية العلمية سبّبت اختيارهما لذلك التوقيت؟! لا يبدو ذلك؛ فلا زال العلماء يستكملون العمل في مراكز أبحاثهم، دون أي علامات فارقة في مسيرة الأبحاث تبرر استباق الحدث
ومن المتوقع أن تؤدي الخريطة الجديدة إلى كشف كامل لخريطة الجينات الوراثية الـ 46، والأحماض الأمينية الـ 100 ألف المكونة لها، وهو ما يؤدي إلى فتح آفاق هائلة في مجالات علمية عديدة، بداية بالطب الجزيئي، بما يتيحه من تشخيص مبكر للأمراض، ومن تصميم الأدوية والعلاج الجيني للأمراض المختلفة، إلى علم الحفريات الحيوي والأنثروبولوجيا، ودراسة التطور والهجرة البشرية، وكذا الطب الشرعي المعتمد على الـ DNA (البصمة الوراثية)، وما يتيحه من التعرف على المجرمين عن طريق ما يتركونه من آثار في مسرح الجريمة تسهل التعرف على هويتهم، أو تبرئة ساحة المتهمين خطأ، والتعرف على الضحايا… إلخ، وإنتهاءً بالزراعة والثروة الحيوانية، وما تتيحه الخرائط الجينية من استحداث محاصيل مقاومة للآفات والأمراض والجفاف، وحيوانات أكثر صحة وإنتاجًا ومقاومة للأمراض…إلخ، إلا أن كل ذلك لا يخفي المخاوف المحتملة من المشروع، وما يتيحه من سيطرة وتحكم البعض، من خلال المعلومات والخرائط الجينية للعالم، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، أو حتى على المستوى الدولي، فما الذي يمنع الدول الكبرى –وهي الضلع الأساسي القائم بالمشروع- من استخدام تلك المعلومات في نوع جديد من الحروب البيولوجية؛ لاستكمال عناصر "السوبرمان"، والسيطرة على البشرية، واستكمال عناصر عصر العولمة الذي دشنه بوش؟!!.
وقد طرحت الهرولة الأمريكية – البريطانية لإعلان "خريطة الجينات الجديدة" عددًا من تساؤلات من قبيل: ما الذي يمنع الدول من المزيد من التغول على شعوبها؟ وما الذي يمنع الشركات والقطاع الخاص – المشارك في تمويل المشروع – من الاستغلال التجاري والاستثماري للمعلومات المتاحة لأهداف ليست بالبراءة التي أعلنها الزعيمان؟ ما الذي يمنع أن يصير الفرد نفسه ضحية لفرد آخر، يملك المعلومات الجينية الخاصة به؟.
كما أن ذلك كله أيضًا لا يمنع من التساؤل والدهشة حول سر استباق الرئيس كلينتون –المغادر للبيت الأبيض قريبًا، والراغب في تلميع عهده بعدما تلوث بالفضائح-، ورئيس الوزراء البريطاني: بلير –الذي اهتزت ثقة قواعده الحزبية، وجماهيره البريطانية فيه-، لماذا استباق الشركاء الآخرين في الإعلان؟ ولماذا الآن والمشروع سينتهي بعد ثلاثة أعوام؟! هل هي مرحلة فارقة في تاريخ المشروع من الناحية العلمية سبّبت اختيارهما لذلك التوقيت؟! لا يبدو ذلك؛ فلا زال العلماء يستكملون العمل في مراكز أبحاثهم، دون أي علامات فارقة في مسيرة الأبحاث تبرر استباق الحدث