المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ذق إنك أنت العزيز الكريم( الأربعاء16ذوالقعدة)



aslam
30-01-2002, 07:20 AM
د.وسيم فتح الله
كتب الدكتور الكاتب وسيم فتح الله مقالا جميلا جدا في مجلة العصر الإلكترونية بعنوان ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) بتاريخ 27-1-2002
--------------------------------------------------------------------------------
يقول فيه :
قد يتسرب شعور الانكسار إلى قلوبنا ونحن نرى حال إخواننا في الدين ممن وقعوا في الأسر الصليبي الحاقد، بل لعلي لا أبالغ إذا قلت إن من لم يتفطر قلبه لحال إخواننا ولخذلان من خذلهم منا لهو بعيد كل البعد عن أقل معاني الأخوة الإيمانية. وقد يتحول شعور الانكسار هذا إلى مزيج من الغيظ والهوان يكاد يفت في عضدنا لولا أن ثبتنا الله تعالى بثوابت هذا الدين العظيم الذي من أجله سقط هؤلاء فيما نحسب؛ فلا بد لنا ولإخواننا بدايةً من استحضار الثابتة العقدية التي لا تتخلف أبداً والمتمثلة في قوله تعالى:" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"(آل عمران 139)، نعم؛ فالمؤمن هو الأعلى رغم هزيمة عابرة أو جولة خاسرة، والمؤمن هو الأعز رغم الأصفاد والقيود الظاهرة، والمؤمن هو الحر رغم سجونٍ ومعتقلاتٍ آسرة. ولا بد أن يكون مقتضى هذه العزة الإيمانية عملٌ ومثابرة فلا نسلم ولا نتهاون ولا نتوانى عن صب وقود المعركة من أشلائنا ولا عن أن تثج عروقنا ثجاً بدماء الشهادة الزكية، يقول تعالى :" فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم"(محمد 35) فليست المسألة مجرد شعور بالعزة ولكنه حقيقة تترتب عليها تكاليف جمة، تكاليف مغايرة لما قد يتسرب إلى النفس من تقهقر وتراجع أمام واقع الانكسار الظاهر، فلا حجة إذاً للدعوة إلى السلم ولا مسوغ البتة لإلقاء السيف وإخماد جذوة الجهاد أو وضع القلم والبيان في موضع الرمح والسنان، وإنما ثباتٌ على المبدأ ومضي على السبيل مهما كانت شائكة مقرحة ومؤلمة، قال تعالى:" وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين"(الأنفال 7) ، فلله تعالى حكمته فيما يقضي وليس لنا إلا السمع والطاعة.

فإذا تجاوزنا بهذه المحكمات القرآنية شعور الهوان والانكسار كما تقدم، بقي لدينا ذلك الغيظ المكتوم وتلك الحرقة الأليمة لما يعتري إخواننا من ابتلاء، ولعمر الحق لقد تأملت فما وجدت لهذا الغيظ شفاءً إلا بالتزام قوله تعالى :" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين. ويُذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم"(التوبة 14-15) فنسأل الله تعالى أن تكون هذه لنا في الدنيا، أما أولئك الحمقى رؤوس الصليبية الحاقدة وأذنابها ممن يتقلدون أوسمة الكبرياء الفارغ ويتسلقون عروش العزة الواهمة ويرون في أنفسهم التافهة مؤهلات العزة والكرامة فإن لهم موعداً آخر مع سورة الدخان حيث يقول الملك الجبار:"إن شجرة الزقوم. طعام الأثيم. كالمهل يغلي في البطون. كغلي الحميم. خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق إنك أنت العزيز الكريم"( الدخان 43-49)، فيا لشفاء صدري منكم يا رؤوس الكفر والإجرام، ويا لذهاب غيظي منكم يا رموز الصليبية الحقود، ولن يضرني ما أنتم قاضون في هذه الحياة الدنيا فإن ربي قد وعدني بشفاء صدري وذهاب غيظي، ولئن كان رأس النفاق قد قالها من قبلكم:" ليخرجن الأعز منها الأذل" فإننا نقولها بملئ أفواهنا :" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"( المنافقون 8)

أما أنتم الذين رضيتم أن تترب أجسادكم من أجل أن تسمو أرواحكم فوق هذا الركام، فعذراً إن لم أستطع أن أنصركم بغير الكلام، ولعلي أمني نفسي وأواسيها بأن من هو خير مني قد نصر من هو خير منكم ذات يوم بكلمة الحق فحسب، فقال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم : صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة. فأقول لكم ولنفسي صبراً عسى أن نكون من أهل الجنة.

د.وسيم فتح الله

نقلا عن : مجلة العصر الإلكترونية