تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية صحيفة إسرائيلية : المجتمع الإسرائيلي في طريقه للتفكك



loaiy
30-01-2002, 07:41 PM
ثمن تفكك السلطة الفلسطينية وانفراط عقدها هو ايضا ثمن تفكك المجتمع الاسرائيلي. لا مقود ولا سائق، والحكومة لا تقود زمام الامور لا من الناحية الامنية ولا من الناحية الاقتصادية. الميزانية لا تطرح حلولا للركود القوي ولا للبطالة. وللمرة الاولى يقدم قانون التسويات للكنيست ويسحب علي الفور.

و تمضي صحيفة هآرتس الإسرائيلية لم يحدث أبدا ان كان الجهاز السياسي وخصوصا الكنيست بهذه الدرجة من الضعف والوهن. من كل الاتجاهات يهاجمون التشريع الخاص . يسألون من أين يأتي المال لتمويل انشاء مستشفي جديد او دمج الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية. ولكنهم لا يسألون من أين يأتي المال طوال 20 سنة لتمويل دعم أرباب العمل، ولماذا لا يفرضون الضريبة علي البورصة ورأس المال.
اغلبية الجمهور تؤيد شارون رغم انه لم يجلب الأمن ولا السلام. يؤيدونه بسبب الجنازات تحديدا لان الموت يتربص بنا في الشوارع، بين الحين والآخر يثور جدل عاصف حول مسألة معينة ولكن ليس هناك جدل حقيقي فعلا. الوزيرة ليمور لفنات مثلا تطالب دمج الكليات اللوائية في تركيبة مجلس التعليم العالي لانها تريد ان تصنع ثورة . ولكنها لم تحول فلسا واحدا اضافيا لهذه الكليات. كيف يمكن اجتراح الثورة؟ من خلال الحديث عنها.
الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يواصل اذن حماية رأس كل احتجاج مدني شعبي. كاتبات المحاكم اضطررن لطي لافتاتهن الاحتجاجية وايقاف مظاهرتهن قبالة مكتب رئيس الحكومة في هذا الاسبوع بسبب العملية في القدس. المشاركون في مظاهرة السلام الآن يوم السبت قبالة وزارة الدفاع قالوا انهم سيحاولون تنظيم مظاهرة كبيرة عما قريب اذا لم تحدث عملية كبيرة، ذلك لان حدوث مثل هذه العملية يضعف احتمالات مشاركة المتظاهرين. قبل شهر نظمت في القدس مظاهرة نسوية كبيرة ضد الاحتلال وتجاهلتها وسائل الاعلام. السلام الآن وكتلة السلام يجدان صعوبة في التعاون لان كل اطار في اليسار المشرذم يلعب وحده في ملعبه هو. هناك احتجاج الا انه احتجاج محطم الأطراف.
احتجاج المعاقين ايضا يرتدي طابعا لا اجتماعيا قائما علي الشفقة بدلا من الغضب والمطالبة باحقاق العدالة. الهستدروت فتح خطا للتبرع من أجل المعاقين لانها الطريقة المتبعة الآن: يجمعون الصدقات والتبرعات لمن يطالب بحقوقه ويصر عليها.
في مثل هذا الوضع من التفكك العام سياسيا واجتماعيا، وحيث لا توجد الشجاعة لدي أحد من أطراف القيادة الاسرائيلية للقول ان من الواجب انهاء الاحتلال من دون انتظار الفلسطينيين، قد يتوصل المزيد من الناس الى الاستنتاج بأنه لا توجد جدوى من التظاهر حتى. لذلك هناك احتمال ان تترسخ حركة رفض الخدمة في الضفة الغربية رويدا رويدا، ويندلع عصيان من دافعي الضرائب ضد سياسة الحكومة الاقتصادية. عندما لا يتوقف رئيس الحكومة عند الضوء الاحمر ويخوض معركة شخصية ضد عرفات، بينما يتفكك المجتمع الاسرائيلي خلال ذلك، سيكون هناك عدد متزايد من المواطنين الذين سيشعرون ان لا جدوى من انتظار الضوء الاخضر.