المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر هباء في ذاكرة



AMINWALID
02-05-2011, 12:42 PM
هباء في ذاكرة





يخطو الهوينى على عتبة الزمن المنصرم .
يتسلق الدرج ببطء .
مودعا ردحا ، مرحبا بقادم .
شديد التمسك بالذراع الغائرة في الوله .
الأدراج تتهاوى تباعا أمام عناد خطوه في السديم .
نسي كم قضى وكم قطع ....
سها عن مراحل بحثه في أسرار الريح التي تتلوى في نهر الانتظار الحالك .
حلت لعنة المحو بذاكرته .
ظل تائها موغلا في ساعته كالهواء .
تسوقه الواحة الأزلية نحو دائرة أرجوانية لبحر رتيب .
نقرت نفسه على أديم حاله وقالت :
- لا أرى نهاية لهذه الفلوات .
- ولا يوجد حد لمستودعات المهج المتراكمة مع توالي نزيف الأيام .
تراكم شكل حلل الشواء على أعتاب السماء .
- ضاع الركب .
- كل السلاح .
- طفقت اليوم مجرد كائن متعب كالح .
- لن ألتفت إلى خيالك .
- فلربما بلزوجته ستتعثر في الطريق .

بادرها بابتسامة قاتمة .
لا يلوي على شيئ .
استهوته مسالك المشي القمري .
نط عصفوره ، طلقا بالفجاءة .
بنشد راحته الأبدية .
يستعد لاحتساء كأس عصارة كبده المتبخر .
وقف طويلا يتأملها .
لم يرها .
بالكاد يسمع أنينا في داخله يردد :

- ما الذي ستصنعه الرغبة المدججة بالتحدي ؟
- فرحتك مدفوعة إلى حبل مشنقة الزمن .

همست له ، وتدحرجت إلى حافة صخور شاطئه .
قهقهت عاليا .
فردد الفضاء صوتها المتموج بأثيره .
- سيأتي الدور على الجميع .
- ستسقط كل الجدران المائلة .
- ستعج المسالك بالحجارة الملطخة بدماء الظلام .
لمعت نافذة أطلت من سماء الفقد .
انجذب إليها ، فدنا وتهاوى ونفذ .
أخذته المجاهل .
غدا هباء في ذاكرة الأيام .