المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لماذا تريد إسرائيل عزل القدس ؟



loaiy
31-01-2002, 04:18 PM
العامل المشحون جدا في خطة غلاف القدس التي بلورها رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي اللواء عوزي ديان وقائد شرطة لواء القدس ميكي ليفي لا يرتبط بمسار الغلاف ـ فهو حدود نفوذ القدس ـ بل يرتبط تحديدا بالخط الذي مر داخله ـ أي مسار التماس بين الاحياء اليهودية والاحياء العربية، من شمال ومن جنوب وشرق حدود نفوذ القدس القديمة.

و تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية : ليس من قبيل الصدف ان تتضمن الخطة التي ستعرض اليوم امام المستوي السياسي القليل من الأسيجة والأسوار ووسائل الفصل الملموسة الاخري والكثير من الوسائل الفنية مثل الكاميرات وخاصة القوي البشرية التي ستتواجد علي نحو دائم علي خط التماس المديني.
وحقيقة ان المستوي السياسي ـ رئيس الحكومة ارييل شارون ووزير الامن الداخلي عوزي لنداو ورئيس بلدية القدس ايهود اولمرت ـ كان شريكا فاعلا في بلورة الخطة أدي الي اسقاط فكرة اقامة سياج او سور في الاماكن التي كان من الممكن اقامتها فيها ان تفسر كتقسيم العاصمة من جديد. وبمصطلحات السياسة الاسرائيلية فان الجدار في القدس ليس مجرد وسيلة فصل او حاجز بل يشكل ايضا رمزا.
قبل نحو عقد من الزمان نشب في القدس جدال كبير، بعد ان جاءت مخربة من منطقة جبل المكبر وطعنت الطفل عيدان مزراحي (12 عاما) حين كان يقف لوحده في محطة الباص في طرف شارع برزاني في حي ارمون هنتسيف. تجمع الكثير من سكان الشارع الذين رأوا الولد يهيم علي وجهه بين منازل الحي وسكين طويلة مغروسة في ظهره، في ذات المساء قبالة منازل جبل المكبر، وفي تلك الليلة اندفعوا نحو القرية العربية وأشعلوا حقل أشواك وحطموا النوافذ ودعوا للانتقام من سكانه. وغداة اليوم قام قسم من سكان الحي وطالبوا باقامة جدار يحميهم. عارض آخرون الفكرة، وتذرع الأوائل بـ الأمن في حين اعتبر الأخيرون ذلك تقسيما . والجدار الذي أقيم في نهاية الامر علي طول شارع برزاني لم يوفر الأمن الجسدي الحقيقي لسكانه ولكنه غرس فيهم الاحساس بالأمن. وأقيم جدار آخر منذ سنوات طويلة بين حي النبي يعقوب وضاحية البريد. وفي أبو طور، القرية اليهودية العربية لم يقم جدار في أعقاب معارضة السكان. والجدار الذي أقيم في شارع برزاني لم يكن عاملا لتقسيم القدس عمليا، حيث ان هذا التقسيم يكمن اكثر من أي شيء في الفجوات الكبيرة في مستوي الخدمات والبني التحتية بين شرقي المدينة وغربها، وفي الأطر السلطوية التي أقامتها السلطة الفلسطينية في داخل شرقي القدس، ولكنها كانت تنطوي علي رمزية معينة جويا، يبلغ طول خط التماس في القدس حوالي عشرة كيلومترات ولكنه عمليا يصل الي 47 كيلومترا.
في البداية طلب معدو خطة غلاف القدس نشر سياج، اسوار، معوقات، وحواجز علي طول 11 كيلومترا في داخله. وثمة شك ان يسمح لهم المستوي السياسي بذلك. ربما يمتد الجدار في الاماكن التي لا يرونها ـ ربما علي طول شارع مريدور قبالة جزء صغير من قرية عناتا الخاضعة لحدود نفوذ القدس، وربما ايضا في الضفة الغربية البعيدة شمالي المدينة، في كل الاحوال لن يقام علي طول شارع رقم (1) الذي يمر قبالة أسوار البلدة القديمة، وكذلك ليس بين منازل المصرارة العربية ومنازل المصرارة اليهودية قبالة باب العامود. فهذه أماكن يظهر فيها تماما اقامة جدار.
يفضل شارون واولمرت ولنداو ان يتوقف الانتحاريون والوسائل القتالية علي خط التماس. وموقفهم يتعزز علي طول حقيقة ان تورط سكان شرقي القدس انفسهم في العمليات كان حتي الآن قليلا جدا. كذلك مصلحة الفلسطينيين الاقتصادية بالهدوء في القدس ساعدت في ذلك: حيث يحظي سكان شرقي القدس بمخصصات بطالة وخدمة صحية ويتمتعون بمصادر تشغيل مريحة ودخلهم يزيد بأضعاف عن دخل الفلسطينيين في الضفة الغربية. في المستوي السياسي يمنحون، في هذه الاثناء، معقولية منخفضة لتحذيرات المستوي الامني التي تقضي بأن التمرد الفلسطيني سيثور وسيطال في نهاية الامر السكان في شرقي القدس. وحتي الآن يمنحون وزنا أكبر لاقامة الجدار وآثاره.