المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الوجود الامريكي اوقع الطلقة الاولي بين العائلة السعودية المالكة والمؤسسة الدينية.. وا



Black_Horse82
01-02-2002, 08:27 AM
(ائمة مساجد استقالوا احتجاجا.. وجنازة الشعيبي الاضخم في تاريخ المملكة.. وايكونميست تعتبر ان الشعب اخطر علي ال سعود من صدام)
لندن ـ القدس العربي :
يبدو ان لقب مملكة الصمت الذي كان يطلق علي المملكة العربية السعودية في السابق بسبب انغلاقها، وسكون الحركة السياسية فيها، وفرض حظر شامل علي المعلومات حول تطورات الامور فيها، لم يعد دقيقا في الوقت الحاضر، حيث بدأت البلاد تتخلي تدريجيا عن عزلتها الاعلامية والسياسية، وتدخل مرحلة من الجدل السياسي غير مسبوق، ينعكس بعضه علي صفحات الصحف المحلية، وبعضه الاَخر من خلال الساحات النشطة علي شبكة الانترنت.
ولعل اهم قضية ساخنة حاليا في المملكة هي تلك التي تتعلق بالصراع الدائر حاليا بين رجال الدين والاسرة الحاكمة. وهو صراع يهدد بانهاء العقد التاريخي غير المكتوب الذي تقوم عليه مؤسسة الحكم في المملكة، اي سيف آل سعود والحركة الوهابية. وتساهم الضغوط الامريكية المتصاعدة في الوقت الراهن علي الاسرة الحاكمة لتغيير المناهج الاسلامية، واغلاق الجمعيات الخيرية، وفحص حساباتها، وكبح جماحها، في فسخ هذا التعاقد، وحدوث الطلاق النهائي بين المتعاقدين.
وظهر هذا الخلاف جليا اثناء اللقاء الذي عقده الامير عبدالله بن عبد العزيز مع رجال الدين وطالبهم فيه بالبعد عن التطرف وتقدير ظرف المملكة الحالي، وعدم الاقدام علي اي خطوة من شأنها احراج الاسرة الحاكمة، وبادر العديد من رجال الدين الحاضرين الذين تحدثوا في الجلسة الي تأكيد ولائهم لاولي الامر اي آل سعود، ولكن الشيخ عبد المحسن التركي، رئيس رابطة العالم الاسلامي ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية سابقا، فجر قنبلة في اللقاء نفسه، عندما وقف وقال ان اولي الامر في المملكة هم اَل سعود ورجال الدين، وان هناك شراكة بين الجانبين هي اساس الحكم. واذيع هذا الكلام عبر شاشة التلفزة السعودية، وان كان اعيد حذفه اثناء اعادة وقائع اللقاء.
الامير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق رد علي الشيخ التركي في مقال نشره في الزميلة الشرق الاوسط ، استند فيه الي العديد من الاحكام الشرعية، اكد فيه ان اولي الامر هم آل سعود فقط، وان رجال الدين هم مجرد مستشارين فقط.
واستعرت حدة الجدل مرة اخري عندما نزل الي الحلبة الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلي وساند وجهة نظر الشيخ التركي، وانتقد وجود القوات الامريكية.
ويشعر رجال الدين بقلق شديد من تزايد تدخل عملاء مكتب المباحث الفيدرالي الامريكي بشكل شبه علني في التحقيقات الجارية حاليا في ملفات المؤسسات الدينية وحسابات الجمعيات الخيرية، ويعتقدون ان اقدام مؤسسة النقد المركزي السعودي (ساما) علي اغلاق 150 حسابا مصرفيا لهذه المؤسسات والجمعيات هو ثمرة هذه التحقيقات الامريكية، علي اعتبار ان هذه الجمعيات والمؤسسات لها علاقة بالارهاب.
وتدور تكهنات في مدينة جدة وديوانياتها الخاصة عن استدعاء عملاء مكتب التحقيقات الامريكي للشيخ عبد الله نصيف رئيس رابطة العالم الاسلامي السابق الي الرياض والتحقيق معه حول اموال حولتها الرابطة الي جماعات وجمعيات اسلامية في داخل المملكة وخارجها، بعضها متهم بالارهاب. وقد مكث الدكتور نصيف مدة اسبوع في باريس.
ويعتقد بعض المراقبين ان تسريب الاسرة الحاكمة لانباء عن مطالبتها بخروج القوات الامريكية من البلاد هو محاولة من جانبها لتخفيف الضغوط الداخلية القادمة اساسا من رجال الدين.
ويوجد في المملكة العربية السعودية 4500 جندي امريكي والف جندي بريطاني يتمركزون في قاعدة الخرج وسط الصحراء علي بعد الف كيلومتر من الرياض. وكان اول من طالب بخروج هذه القوات علنا هو الامير طلال بن عبد العزيز احد الامراء الاحرار والمقرب من الامير عبد الله ولي العهد.
واكدت مصادر سعودية واسعة الاطلاع ان العديد من ائمة المساجد في الرياض وبريدة وجدة ومكة استقالوا من مناصبهم احتجاجا علي تدخلات الحكومة في كيفية القاء خطبهم والمسائل التي تتناولها، وتركيزها علي الامور الاسلامية الثانوية والبعد عن الحديث عن قضايا العالم الاسلامي. واحتجاجا علي الوجود الامريكي العسكري في البلاد. ولاحظ المراقبون ان جنازة الشيخ حمود بن عقلة الشعيبي اول من اصدر فتوي بتشريع عملية الهجوم علي مبني التجارة العالمي في نيويورك وبارك منفذيها باعتبارهم مجاهدين، وادان انحياز الاسرة الحاكمة الي المشركين الامريكان في مواجهة المسلمين في افغانستان، لاحظوا ان عشرات الاَلاف شاركوا في هذه الجنازة التي كانت الاكبر في تاريخ المملكة. مثلما لاحظوا ايضا ان الآلاف من المواطنين اتصلوا باهالي افراد تنظيم القاعدة المعتقلين في باكستان وقاعدة كوبا الامريكية للتضامن معهم.
وشكلت الحكومة السعودية لجنة لتغيير المناهج وحذف كل المواد التي تصعد العداء للولايات المتحدة والغرب، وتقليص المواد الاسلامية والتركيز علي السلام والحوار بين الاديان.
ويعتقد العديد من المراقبين ان الاسرة الحاكمة في السعودية غير جادة في طلبها اخراج القوات الامريكية، لانها رغم انفاقها حوالي 35 مليار دولار لشراء اسلحة امريكية في السنوات العشر الماضية ما زالت عاجزة عن حماية نفسها في مواجهة التهديدات العراقية والايرانية.
وقالت مجلة الايكونومست البريطانية الشهيرة، ان مطالبة بعض الامراء السعوديين باخراج القوات الامريكية من بلادهم هو فقط للاستهلاك المحلي وامتصاص النقمة الشعبية. وخلصت المجلة الي القول بأن الشعب السعودي بات يشكل تهديدا اكبر علي الاسرة الحاكمة من الرئيس العراقي صدام حسين.
وكان الشيخ اسامة بن لادن المعارض السعودي المعروف هو أول من طالب باخراج القوات الامريكية من الجزيرة العربية باعتبارها قوات احتلال تدنس الاماكن المقدسة.
وتتهم السلطات الامريكية الشيخ بن لادن بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف هذه القوات في مدينة الخبر وادي الي مقتل 19 امريكيا في انفجار شاحنة ملغومة اقتحمت اماكن تجمعهم.
ويتمتع الشيخ بن لادن بشعبية ضخمة داخل المملكة العربية السعودية، وخاصة في اوساط الشباب ورجال الدين المتشددين، لانه تحدي الولايات المتحدة وطالب برحيل قواتها.