المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى صاحب السمو ( الحمار ) ..!!



محروم
02-02-2002, 07:52 AM
إلى صاحب السمو ( الحمار ) ..!!
مدخل : تأملت بأرضنا .. فلم أخرج إلا بكومة من ( هباء ) .. وحفنة من ( تراب ) ..!!
فهي صديقة حميمة لتلك الحارقة .. وهي القريبة المقربة لذلك السموم ..!!
نعم صحراء .. وتفخر بأنها جرداء ..لم تلوثها فلسفة الحضارة .. ولم تخنقها
ركامات المدنية .. وتبقى عذراء .. وتسمو بعذريتها .. حيث لم يسمها إفرنجي
مستعمر .. ولم يدنسها فكر حاقد .. ولم يعبث بها زنديق دخيل ..!!
تقحط أرضنا طوال العام .. تئن تحت تلك المحرقة .. تنصهر معالمها بأشعة لا ترحم
وينعصر الناس .. ويكتوون بحرها .. ويهربون من فيحها .. ويستظلون بجدر
ويلجؤون لكل شيء يقيهم ذلك الحر الشديد ..!!
أيها الأحبة : ما دعاني لهذه المقدمة .. هو حالنا في هذه الآيام الربيعية ..
فبعد أن تخضر الأرض .. وتزهر ورودها .. وتتحول بكامل ما عليها من صخور وجبال
وحجارة إلى بستان وفير الأشجار .. والأزهار .. حتى تظهر التعاميم الخانقة والمانعة
لكل امرىء بالذهاب إلى تلك الأماكن المربعة المخضرة ..!!
عجباً .. وعجباً .. وألف عجب .. فكيف يحرم البشر الصابرون .. من نعيم أرضهم
فبعد أن مكثوا في حرها شهور طويلة .. ينتظرون مولد العشب .. ونماء الكلأ
وذلك الهواء العليل .. تغلق الأبواب في وجوهم .. ويمنعون من الدخول إلى
تلك القطع المترعة بالخير .. والمشبعة بالماء ..!!
فسألت عن سبب المنع .. ولم هذه الوانع المترامية الأطراف ..؟؟
فقيل لي : حمايةً للبيئة ..ومحافظة على حيواناتها من الانقراض ..!!
الله أكبر .. يا له من هدف نبيل .. ويا له من كرم عظيم ..!!
المرء في بيته .. يُسرق .. ويُنهب .. وربما يقتل .. ولا حماية له ..!!
والريم ترتع .. وتلعب .. في صحراء .. وحولها الآف الحرس ..!!
الطفل في مدرسته يهان ويضرب .. وربما يعتدى عليه قهراً وظلما ..!!
والضبع المفترس في محمية يقتل ويسفك ما لذ وطاب .. وحوله جنود لا يعلم عددهم
إلا ربك .. !!
والمرأة في سوقها .. متسترة .. ومحتشمة .. يعدو عليها ذئاب البشر .. وربما
ألقوا بها أرضاً .. ونالوا منها بشتى طرقهم .. وبأبشع صفات المعشر ..!!
والأرنب البرية في أرضها تتبختر .. وتتمخطر .. بكامل زينتها .. وبرائع المظهر ..
وويل لمن يصوب بندقية .. وويل لمن لها يحفر .. وينظر ..!!
عجبت .. وما زلت أعجب .. من حقوق مصانة لقطيع .. وأخرى مهانة لفتاة .. وطفل
رضيع ..!!
ولن تزول دهشتي .. ولن تمحى غرابتي .. فنحن في زمن انتكست فيه المفاهيم
وتدحرجت فيه القيم .. وتكسرت معاني الفهم ..!!
وقبل أن تقلع طائرة أحرفي .. سألت نفسي سؤالآ حائراً :
هل ياترى الديناصور .. انقرض في تلك العصور .. بسبب سهام الصيادين
ورماح البشر ..؟؟
وكل الذي أعلمه عن تلك الأزمنة :
أن أولى الكائنات بالانقراض .. هو ما يسمى اليوم بـ( الإنسان ) .. فقد كان
الغذاء المفضل لمعاشر الديناصورات ..!!
ومع ذلك انقرض .. وباد .. وغار تحت التراب ..!!
قفلة : ربما حب ( التملك ) .. وحده .. كان السبب .. في الحجب ..!!
-------

منقول