المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المزيد من السرعة مع شبكات ISDN



holly_smoke
10-02-2001, 07:42 PM
المزيد من السرعة مع شبكات ISDN



تحلم الشركات -وليس الأفراد فقط- باليوم الذي تصبح فيه تقنية "المؤتمرات الفيديوية" (video conferencing) أمراً ممكناً بتكلفة معقولة. وهذه التقنية متوفرة حالياً، ولكن لها سلبية جوهرية: فهي بـ طـ يـ ئـ ـة للغاية. وكما هي حال الكثير من التطبيقات المرتكزة على شبكة إنترنت، فإن برامج المؤتمرات الفيديوية تتطلب عرضاً كبيراً لحزمة الناقل، بالإضافة إلى نهمها الشديد للبتات، الذي لا تستطيع حتى أسرع المودمات (التي تعمل بسرعة 33.6 كيلوبت/ثانية) المتوفرة حالياً، إشباعه.

وإذا قلّبت صفحات أي قاموس يتحدث عن مصطلحات إنترنت، فستلاحظ غياب مصطلح في غاية الأهمية، ألا وهو "عرض الحزمة" (bandwidth). ترى هل يعكس غياب هذا المصطلح عدم أهميته في شبكة إنترنت؟ على العكس تماماً، فعرض الحزمة هو العامل الرئيسي الذي يتحكم بكفاءة عمل شبكة إنترنت وشبكة ويب العالمية (WWW) حالياً. ويشير "عرض الحزمة" إلى استطاعة أقنية نقل البيانات في شبكة إنترنت، ويؤثر بشكل مباشر على سرعة نقل المعلومات من مكان لآخر عبر الشبكة.

تتأثر سرعة نقل المعلومات بالعديد من العوامل، بعض هذه العوامل متغير، مثل عدد مستخدمي الشبكة في لحظة ما. وهناك عوامل أخرى ثابتة، مثل نوعية خط الاتصالات الذي تستخدمه للاتصال مع مزوّد شركة تقديم خدمة إنترنت. ويتصل معظم المستخدمين بشبكة إنترنت في البلدان العربية عبر خطوط هاتفية تشابهية (analogue) عادية، والحل لمشكلة بطء نقل البيانات، كالعادة، يجب أن يكون رقمياً.

بين التشابهي والرقمي

تنقل خطوط الهاتف البيانات بشكل تشابهي باستخدام أجهزة المودم، التي تحمّل البيانات الرقمية على إشارات صوتية تشابهية وتبثها عبر خط الهاتف، ثم يعمل المودم المستقبل على عزل البيانات عن الإشارات التشابهية لدى استلامها، وإعادتها إلى حالتها الرقمية. وهذه العملية بطيئة وعرضة للأخطاء الناتجة عن الضجيج والتشويش الذي تتعرض له خطوط الهاتف.

تراوح سرعات أجهزة المودم المنتشرة حالياً بين 14.4 و 33.6 كيلوبت/ثانية، والحل الرقمي الذي بدأ بالانتشار تدريجياً في البلدان العربية هو "شبكة الخدمات المتكاملة الرقمية" (Integrated Services Digital Network, ISDN). تستخدم شبكات ISDN تقنيات رقمية بالكامل، والفكرة التي تكمن وراءها بسيطة للغاية: السماح للمستخدم بالتعامل مع أي جهاز اتصالات (سواءً كان جهاز هاتف أو فاكس أو مودم أو هاتف مرئي)، في أي مكان في العالم، عبر مقبس واحد. ولا تنقل شبكات ISDN كافة الإشارات السابقة بشكلها الرقمي فحسب، بل وفي الوقت ذاته أيضاً، وبسرعات عالية. ولعلك تظن أن السرعة القصوى لنقل البيانات هي 33.6 كيلوبت/ثانية، كما يوفرها لك المودم، إلا أن شبكات ISDN تستطيع نقل البيانات بسرعة 128 كيلوبت/ثانية بسهولة، ويمكنها تحقيق سرعات أعلى بكثير، عند دمج عدة خطوط مع بعضها. وهذا الفرق بين التقنيات الرقمية والتشابهية، هو ما يمكن أن يجعل من المؤتمرات الفيديوية حقيقة واقعة.

نقل سريع للبيانات

هناك نوعان من الخطوط في شبكات ISDN، الأول يعرف باسم "واجهة السرعة الأساسية" (Basic Rate Interface, BRI)، ويتألف من قناتين لنقل الصوت و/أو البيانات في آن واحد، تعرفان باسم قناتي B أو الحامل (bearer) وتعملان بسرعة 64 كيلوبت/ثانية، بالإضافة إلى قناة ثالثة للبيانات D تعمل بسرعة 16 كيلوبت/ثانية. والنوع الثاني معد للمستخدمين التجاريين من ذوي الاحتياجات العالية، واسمه "واجهة السرعة الرئيسية" (Primary Rate Interface, PRI). يتألف خط PRI عادة من 23 قناة من النوع B وقناة بيانات D واحدة تعمل بسرعة 64 كيلوبت/ثانية، مما يرفع السرعة الإجمالية لخطوط PRI إلى 1536 كيلوبت/ثانية. والأرقام السابقة لعرض الحزمة في شبكات ISDN كافية لاستيعاب تطبيقات المؤتمرات الفيديوية، بالإضافة إلى تطبيقات الكمبيوترات الهاتفية والفاكس والهاتف والبريد الإلكتروني واحتياجات التشفير الكثيفة اللازمة في أعمال التجارة الإلكترونية وطلب البضائع عبر إنترنت. وكل ذلك في وقت واحد. كما أن لخطوط ISDN استعمالات وفوائد أخرى أيضاً، إذ يمكن استخدامها لوصل الشبكات المحلية ببعضها البعض، وبكلفة منخفضة، بالإضافة إلى استخدامها كخطوط احتياطية إلى جانب الخطوط المخصصة (leased lines) ولامتصاص الضغوط الزائدة في ساعات الذروة.

وعلى الرغم من كل الفوائد التي كانت تعد بها شبكات ISDN قبل عدة سنوات، فقد تعرضت لانتقادات كثيرة، لعدم وجود معايير قياسية لها، وعدم توفر تجهيزات المبدّلات، مما أخّر تطورها إلى أربع سنوات خلت، عندما تضافرت جهود مصنعي تجهيزات ISDN لتعريف مجموعة مشتركة من المواصفات والواجهات والإمكانيات والوظائف، عرفت باسم مواصفات ISDN الوطنية الأولى NI-1 أو (National ISDN-1)، والتي سرعان ما تلتها مجموعة المواصفات NI-2.

وكانت أسعار الاشتراك بشبكات ISDN من النقاط الرئيسية التي دارت حولها الانتقادات، فكلفة تركيب الخطوط مرتفعة، ويمكن أن تختلف اختلافاً كبيراً بين منطقة وأخرى، حتى ضمن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر بلداً متقدماً في مجال الاتصالات. وعلى الرغم من كل ذلك، فقد بقيت الحاجة إلى شبكات ISDN قائمة، ليس فقط في البلدان التي تمتلك هذه الشبكات، مثل بلدان أوروبا وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة واليابان، بل وفي البلدان التي دخلت إليها شبكة إنترنت حديثاً، كالبلدان العربية.

وربما كان عدم وجود مواصفات قياسية لشبكات ISDN في السابق هو السبب في اتخاذ مؤسسات الاتصالات في بعض الدول العربية موقفاً حذراً منها، بحيث فضلت اتباع سياسة المراقبة وانتظار ما ستأتي به الأيام. إلا أن الوضع تغير الآن بشكل جذري، وتتسابق مؤسسات الاتصالات حالياً إلى إنشاء شبكات ISDN وتوفير خدماتها على نطاق واسع عبر الدول العربية. وقد صرح أحد مسؤولي شركة Cisco في الشرق الأوسط، وهي من كبرى شركات تصنيع تجهيزات ISDN، بأن مصطلح ISDN انتشر وأصبح ما يشبه "الموضة" بين مستخدمي الكمبيوتر في منطقة الخليج العربي. وتتوفر شبكات ISDN حالياً في دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بينما تعمل قطر وعمان على إنشاء البنية التحتية للشبكة، كما يتوقع أن توفر المملكة العربية السعودية خدمات ISDN في القريب العاجل. وإذا كان عام 1996 حافلاً بتكامل خدمات الشبكات في البلدان العربية، فمن المتوقع أن يكون الوضع في عام 1997 أفضل وأكثر تكاملاً. وتتوقع مصادر شركة Cisco أن تبدأ بقية بلدان المنطقة، بما فيها الكويت، بتوفير خدمات ISDN خلال العام الحالي.

لا تزال شبكات ISDN في بداياتها في البلدان العربية، ولذلك من الصعب تقييم فوائدها ومقارنتها بتكاليفها. ومن الأفضل أن تزور صفحة مؤسسة الاتصالات في بلدك على شبكة إنترنت، للاطلاع على إمكانية توفير خدمة ISDN وتكاليفها. ولإعطاء فكرة عن كلفة الحصول على خط ISDN في دولة الإمارات العربية المتحدة، نقول بأن كلفة وصل خط BRI تبلغ حوالي 109 دولارات أمريكية، بالإضافة إلى 109 دولارات كأجور ربع سنوية. بينما يبلغ ثمن الموائم الرقمي 917 دولاراً وكلفة تركيبه 55 دولاراً ورسومه ربع السنوية 14 دولاراً. أما الأجور ربع السنوية لخط PRI فتبلغ 546 دولاراً، بالإضافة إلى أجور التركيب التي تختلف تبعاً لعوامل عديدة. ولا تنس أخذ أجور الاتصالات عبر شبكة ISDN بعين الاعتبار، وهي عادة أعلى من أجور الاتصالات عبر شبكات الهاتف العادية.