المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة أليكم..ايها الصديقات



تــوتـه
02-02-2002, 03:23 PM
أحبائي /

هذه مقاله جميله قرأتها وجذبني مافيها من معاني نحتاجها جميعا .. أرجو أن تسمتعوا بقراءتها


النّقد والعِتاب بين الاصدقاء

تمتد العلاقة بين الاصدقاء أزمنة قد تطول سنيناً أو شهوراً، أو ربّما مدى الحياة .. وفي هذه المعايشة الزمنية الطويلة أو القصيرة تظهر طبائع الاصدقاء، ويتجسّد سلوكهم النافع أو الضّار .. والخطأ مسألة طبيعية في حياة الانسان، فليس فينا مَن لا يُخطِئ، والانسان يُخطئ مع ربِّه، ويُخطئ مع نفسه، ويُخطئ مع الناس الذين يعيش معهم ..
ومَن يقع الخطأ عليه، لا بدّ أن يكون له ردّ فعل على ذلك الخطأ .. ويختلف ردّ الفعل على الخطأ حسب حجم الخطأ ونوعه، وحسب شخصيّة الانسان الذي وقع عليه الخطأ، وقدرته العقلية والنفسية في التعامل مع أخطاء الآخرين، فالبعض يغضب ويُقاطع، وتصدر منه كلمات مؤذية، أو نقد جارِح، والبعض قد يسكت على الخطأ، ويغضّ الطّرف عنه، وكأ نّه لم يسمع، ولم يرَ تلك الاخطاء، ويتعامل بهدوء، ويتسامح في كلّ الاحوال، ومهما يكن الخطأ صغيراً أو كبيراً .
وللتعامل مع خطأ الاصدقاء اُصوله الاخلاقية .. فالصديق عندما يُخطئ تجاه صديقه، كأن تصدر منه كلمة مؤذية، أو يتصرّف تصرّفاً ماليّاً أو اجتماعيّاً ... إلخ، ويُسيئ إلى صديقه .. فمن حقّ الصّديق أن يُعاتِب صديقه على خطئه، وطريقة تصرّفه، ولكن يجب أن يكون العتاب بالحُسنى، وإلفات نظره إلى خطئه .
وتحمّل خطأ الاصدقاء الذي يصدر من الناس الطبيعيين مسألة أساسية في حياة الاصدقاء، فمَن لا يتحمّل خطأ الآخرين، لا يسـتطيع أن يتعايَش معهم، أمّا مَن يتجاوز حـدود الآداب، ويُحمِّل صديقـه الضّرر والاساءة بسـبب تصرُّفاته، فليسَ مِنَ الصحيح أن نتّخذ هذا الانسان صديقاً لنا . وعلينا أن نُحاسِبه ونكشف له خطأه، ولكن باُسلوب مُناسِب للموقف .

إنّ القرآن الكريم يدعونا إلى العفو عن المخطئ، وأن ننقد الآخرين دون المسِّ بمشاعرهم وشخصيّتهم ..

قال تعالى :

(والكاظِمِين الغيظ والعافينَ عَنِ النّاسِ واللهُ يُحِبّ الُمحْسِنين ). ( آل عمران / 134 )

(وقُولُوا لِلْنّاسِ حُسْنا ) . ( البقرة / 83 )

(يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ وقُولوا قَوْلاً سَدِيداً ). ( الاحزاب/ 70 )

فإنّ نقد الصّديق ومعاتبته إذا أخطأ موقف صحيح، وضروري لتصحيح الخطأ، ولادامة العلاقة بين الاصدقاء .. ولكن من الخطأ أن نُعاتِب الصّديق في كلِّ قضيّة مهما تكن صغيرة، أو أن يكون نقدك أو عتابك مُثيراً لمشاعر أصـدقائك، أو جارحاً لهم . لا بدّ من احترام مشاعر الصّديق، وتوجيه النّقد والعتاب إليه بلغة مقبولة لديه، بعيدة عن الاستفزاز والاثارة ..

وكم هو جميل قول الشاعر :

إذا كُنتَ في كلِّ الاُمورِ مُعاتِباً *** صديقك لَم تلق الّذي لا تُعاتبه

وإذا كنّا نطلب من الصّديق أن يتقبّل منّا العتاب والنّقد البنّاء، فعلينا أن نتقبّل منه العتاب والنّقد البنّاء . وأن تتّسع قلوبنا وعقولنا لقبول ذلك، فإنّ الانسـان يُخطئ، والنّقد البنّاء يُساهم في حذف الاخطاء، وتقويم الانسان .




تقبلوا تحياتي وحبي ،،،،

تـــــوتــــــــــــــــــــــــــه :) :)