شموع لا تنطفئ
02-02-2002, 08:12 PM
كثيرا ما نسمع عن محادثات بين الرجال والنساء على المسنجر أو عبر البريد أو حتى عبر الشات!
وكثيرا ما نسمع أن المحادثة تكون لغرض ديني كدعوة أو استسفار أو ما شابه ذلك
وقد لا تلاحظ هذه الفتاة أو هذا الشاب أنهما على مزلق عظيم, وطريق غويص.
قرأت هذه القصة في كتاب تلبيس إبليس.. وأحببت أن أشارككم بها...
نفعنا الله وإياكم بما نقرأ.
رُوي عن وهب بن منبه رضي الله عنه: أن عابداً كان في بني إسرائيل وكام من أعبد أهل زمانه, وكان في زمانه ثلاثة إخوة لهم أخت وكانت بكراً ليس لهم أخت غيرها. فخرج البعث على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ولا من يأمنون عليها ولا عند من يضعونها.
قال: فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل. وكان ثقة في أنفسهم, فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كفنه وجواره إلى أن يرجعوا من غزاتهم, فأبى ذلك وتعوّذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم قال: فلم يزالوا به حتى أطاعهم فقال: أنزلوها في بيت حذاء صومعتي,
قال: فأنزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا وتركوها, فمكثت في جوار
ذلك العابد زماناً ينزل إليها بالطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ثم يغلق بابه ويصعد إلى صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام قال: فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغِّبه في الخير ويعظِّم عليه خروج الجارية من بيتها نهاراً ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك قال: فلم يزل به حتى مشى أليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها, قال: فلبث على هذه الحالة زماناً. ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير والأجر وحضَّه عليه, وقال: لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى في بيتها كان أعظم لأجرم قال: فلم يزل به حتى مشى غليها بالطعام ثم وضعه في بيتها, فلبث على ذلك زماناً. ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير وحضَّه عليه, فقال: لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد استوحشت وحشة شديدة, قال: فلم يزل به حتى حدثها زماناً يطلع إليها من فوق صومعته, فقال: ثم اتاه إبليس بعد ذلك فقال: لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها, فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها, قال: فلبثا زماناً يتحدثان.
ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير والثواب فيما يصنه بها وقال: لو خرجت من باب صومعتك ثم جلست قريباً من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها, فلم يزل به حتى فعل, قال: فلبثا زماناً. ثم جاءه فرغَّبه في الخير وما له عند الله سبحانه عالى من حسن الثواب فيما يصنع بها, وقال له: لو دنوت منها وجلست عند باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها ففعل فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها, فلبثا على ذلك حيناً. ثم جاءه إبليس فقال: لو دخلت البيت فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك, فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته, قال: ثم اتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل به يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبَّلها. فلم يزل به إبليس يُحسِّنها في عينه ويسوَِل له حتى وقع عليها فأحبلها, فولدت له غلاماً.
فجاء إبليس فقال: أرأيت إن جاء إخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها ففعل فقال له: أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها, قال: خذها وأذبحها وادفنها مع ابنها فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع ابنها وأطبق عليهما صخرة عظيمة وسوّى عليهما وصعد إلى صومعته يتعبد فيها فمكث ما شاء الله أن يمكث حتى أقبل إخوتها من الغزو, فجاءوا فسألوه عنها فنعاهم لها وترحّم عليها وبكاها, وقال: كانت خير امرأة وهذا قبرها فانظروا إليه, فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها فأقاموا على قبرها أياماً ثم انصرفوا إلى أهاليهم, فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل مسافر فبدأ بأكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها فكذّبه الشيطان, وقال: لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاماً فذبحه وذبحها معه فزعاً منكم وألقاهما في حفيرة اختفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فإنهم ستجدونها كما أخبرتكم هناك جميعاً, وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك, ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك, فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم, فأقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم: لقد رأيت الليلة عجباً فأخبر بعضهم بعضاً بما رأى, فقال كبيرهم: هذا حلم ليس بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم قال: أصغرهم والله لا أمضي حتى آتي إلى هذا المكان فأنظر فيه, قال: فانطلقوا جميعاً متى أتوا البيت الذي كان فيه أختهم ففتحوا الباب وبحثوا الموضع الذي وصف لهم في مكانهم فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم, فسألوا عنها العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما.
فاستعدوا عليه ملكهم فأنزل من صومعته وقدم ليصلب فلما أوثقوه على الخبشة أتاه الشيطان, فقال له: قد علمت أني أنا صاحبم الذي فتنتك بالمرأة حتى أحبلتها, وذبحتها وابنها فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقم وصورك خلصتك مما أنت فيه, قال: فكفر العابد فلما كفر بالله تعالى خلى بينه وبين أصحابه فصلبوه, قال: ففيه نزات هذه الآية: (كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إذ قَالَ لِلإنسانِ اكفُر فَلَمَّا كفر قال إني بَرِيءٌ مِنكَ ـ إلى قوله ـ جَزَاءُ الظَّالمِينَ)
ـ تــلــبــيــس إبــلــيــس, ص 27-29 ـ .
وكثيرا ما نسمع أن المحادثة تكون لغرض ديني كدعوة أو استسفار أو ما شابه ذلك
وقد لا تلاحظ هذه الفتاة أو هذا الشاب أنهما على مزلق عظيم, وطريق غويص.
قرأت هذه القصة في كتاب تلبيس إبليس.. وأحببت أن أشارككم بها...
نفعنا الله وإياكم بما نقرأ.
رُوي عن وهب بن منبه رضي الله عنه: أن عابداً كان في بني إسرائيل وكام من أعبد أهل زمانه, وكان في زمانه ثلاثة إخوة لهم أخت وكانت بكراً ليس لهم أخت غيرها. فخرج البعث على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ولا من يأمنون عليها ولا عند من يضعونها.
قال: فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل. وكان ثقة في أنفسهم, فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كفنه وجواره إلى أن يرجعوا من غزاتهم, فأبى ذلك وتعوّذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم قال: فلم يزالوا به حتى أطاعهم فقال: أنزلوها في بيت حذاء صومعتي,
قال: فأنزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا وتركوها, فمكثت في جوار
ذلك العابد زماناً ينزل إليها بالطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ثم يغلق بابه ويصعد إلى صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام قال: فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغِّبه في الخير ويعظِّم عليه خروج الجارية من بيتها نهاراً ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك قال: فلم يزل به حتى مشى أليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها, قال: فلبث على هذه الحالة زماناً. ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير والأجر وحضَّه عليه, وقال: لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى في بيتها كان أعظم لأجرم قال: فلم يزل به حتى مشى غليها بالطعام ثم وضعه في بيتها, فلبث على ذلك زماناً. ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير وحضَّه عليه, فقال: لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد استوحشت وحشة شديدة, قال: فلم يزل به حتى حدثها زماناً يطلع إليها من فوق صومعته, فقال: ثم اتاه إبليس بعد ذلك فقال: لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها, فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها, قال: فلبثا زماناً يتحدثان.
ثم جاءه إبليس فرغَّبه في الخير والثواب فيما يصنه بها وقال: لو خرجت من باب صومعتك ثم جلست قريباً من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها, فلم يزل به حتى فعل, قال: فلبثا زماناً. ثم جاءه فرغَّبه في الخير وما له عند الله سبحانه عالى من حسن الثواب فيما يصنع بها, وقال له: لو دنوت منها وجلست عند باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها ففعل فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها, فلبثا على ذلك حيناً. ثم جاءه إبليس فقال: لو دخلت البيت فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك, فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته, قال: ثم اتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل به يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبَّلها. فلم يزل به إبليس يُحسِّنها في عينه ويسوَِل له حتى وقع عليها فأحبلها, فولدت له غلاماً.
فجاء إبليس فقال: أرأيت إن جاء إخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها ففعل فقال له: أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها, قال: خذها وأذبحها وادفنها مع ابنها فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع ابنها وأطبق عليهما صخرة عظيمة وسوّى عليهما وصعد إلى صومعته يتعبد فيها فمكث ما شاء الله أن يمكث حتى أقبل إخوتها من الغزو, فجاءوا فسألوه عنها فنعاهم لها وترحّم عليها وبكاها, وقال: كانت خير امرأة وهذا قبرها فانظروا إليه, فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها فأقاموا على قبرها أياماً ثم انصرفوا إلى أهاليهم, فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل مسافر فبدأ بأكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها فكذّبه الشيطان, وقال: لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاماً فذبحه وذبحها معه فزعاً منكم وألقاهما في حفيرة اختفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فإنهم ستجدونها كما أخبرتكم هناك جميعاً, وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك, ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك, فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم, فأقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم: لقد رأيت الليلة عجباً فأخبر بعضهم بعضاً بما رأى, فقال كبيرهم: هذا حلم ليس بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم قال: أصغرهم والله لا أمضي حتى آتي إلى هذا المكان فأنظر فيه, قال: فانطلقوا جميعاً متى أتوا البيت الذي كان فيه أختهم ففتحوا الباب وبحثوا الموضع الذي وصف لهم في مكانهم فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم, فسألوا عنها العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما.
فاستعدوا عليه ملكهم فأنزل من صومعته وقدم ليصلب فلما أوثقوه على الخبشة أتاه الشيطان, فقال له: قد علمت أني أنا صاحبم الذي فتنتك بالمرأة حتى أحبلتها, وذبحتها وابنها فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقم وصورك خلصتك مما أنت فيه, قال: فكفر العابد فلما كفر بالله تعالى خلى بينه وبين أصحابه فصلبوه, قال: ففيه نزات هذه الآية: (كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إذ قَالَ لِلإنسانِ اكفُر فَلَمَّا كفر قال إني بَرِيءٌ مِنكَ ـ إلى قوله ـ جَزَاءُ الظَّالمِينَ)
ـ تــلــبــيــس إبــلــيــس, ص 27-29 ـ .