المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية >>> قصة مؤثرة .. عجوز تقضي حاجتها على نفسها في باص المسافرين على معبر رفح



دموع وطن
29-08-2011, 12:26 AM
,


http://www.barqnews.com/ar/news.php?id=4467 (http://www.barqnews.com/ar/news.php?id=4467)




وكالة برق الإخبارية – خاص - مصر قبل 25 يناير ليست هي مصر بعد 25 يناير .. مقولة لطالما تغنى بها الكثيرين على شاشات التلفزة العالمية لا سيما المصرية منها والتي كانت تردد دوماً شعار مصر العروبة ومصر الإسلام .. وهكذا هو املنا بهم ولا يزال كذلك ولكن ..

على واقع الأرض هناك الكثير من الهموم التي يحملها الفلسطيني على كاهلة منذ أن جثم الصهاينة على أرضه المحتلة .. فلا ماء ولا هواء ولا دواء .. والقصف يلاحقه والموت يطارده في كل مكان .. مغلوب على أمره فلم يرى منذ ذلك الأمد من أمته سوى الشجب والإستنكار .. إلى أن جاءت الثورات العربية لاسيما المصرية تحمل معها بارقة أمل .. فهل حقاً ستعود فلسطين لحضنها العربي الإسلامي الدافئ ؟ ما يترجم هذه الكلمات هي الأفعال فتعالوا معنا نعيش واقعاً صعباً يعلم به المسئولين في مصر ..

إنه معبر الإذلال رفح حيث الثورة التي وضعت مبارك وحاشيته في أسفل سافلين .. ولكن الوجوه التي تتحكم في المعبر لم تتغير بعد .. بل نبرة الصوت للجندي المصري المستجد لم تتغير في وجه حرائرنا وكبار السن في الدخول والخروج .. ساعات من التأخير والإذلال والصراخ والرفض دون مبرر ..

تعالوا من جديد ندخل في عمق قصتنا .. إنها عجوز فلسطينية بلغت الستين من عمرها جمعت ما في يديها من أجل أن تزور بيت الله الحرام لأداء العمرة حالها كحال المسلمين في بقاع الأرض .. إنتظرت طويلاً لفتح المعبر حتى جاء دورها فغادرت في سيارات التراحيل المذلة التي لا تصلح إلا للكلاب والتي لا يركبها إلا من يحمل الجنسية الفلسطينية ملطماً على خديه بالإهانة وهو سيد الأمة ورمز عزتها .. فسافرت أمنا الحجة إلى رحلتها بعد طول عذاب وسفر إلى أن أنهت عمرتها على خير وهي سعيدة لا تستطيع أن توصف فرحتها في بلاد الحرمين .. فحزمت أمتعتها وحجزت تذكرتها للسفر إلى غزة عن طريق مطار القاهرة ..

ركبت الطيارة وانطلقت بحمد الله .. ثم حطت بها الطائرة وإذا بميكروفون يقول " أهلا وسهلا بكم على أرض مصر الثورة " أنتم في مطار القاهرة .. ففرحت أمنا بقرب وصولها إلى غزة ولكن تنهدت ثم قالت .. جاء منادي ينادي من بعيد .. من يحمل الجنسية الفلسطينية يأتي إلى هنا وأشار باصبعه إلى زاوية في المطار .. وقلت أنهم سيكرموننا بعد الثورة فشأننا أصبح عظيم لديهم .. وإذا به يقول إنتظروا هنا قليلاً .. والفاجعة ان القليل 6 ساعات متواصلة ونحن أمام البشر .. كلهم يدخلون ويخرجون ونحن نفترش الأرض رجالاً ونساء وكأننا متهمين بقتل السادات أو تفجير أبراج التجارة الأمريكية أو أكثر .. يا ويحها مصر العظيمة أهكذا تفعل بزوار بيت الله الحرام ؟ ممنوع الخروج وممنوع التحرك فأنت فلسطيني متهم ..

واستطردت السيدة لـ"وكالة برق الإخبارية" قائلة : وبعد انقضاء الساعات الطويلة والتي نغصت علينا فرحة العبادة .. قالوا لنا هيا الآن وقد كانت الساعة الثالثة فجراً تقريباً ونحن لم نأكل شيئاً بعد .. وإذا بهم يدخلوننا كالخراف إلى باصات الـ50 راكب ويضعون فيها أكثر من 200 راكب رجال ونساء كأننا والعياذ بالله في حظيرة أغنام أغلبهم يقفون على أرجلهم .. ماذا نفعل مضطرين للسفر والإنتهاء من هذه المشقة ..

إنطلقت بنا باصات التراحيل إلى معبر رفح إلى أن وصلنا بوابة المعبر بحمد الله فدخل ضابط مصري ليتأكد من جوازات السفر .. فناديت عليه وقلت له : يا ولدي إني أستأذنك قضاء حاجتي فلم أعد أحتمل .. فرد عليها : إعمليها في الباص أو في أي مكان ممنوع النزول .. فأخذت أتوسله وانا أرتجف ولكن لا حياة لمن تنادي .. فاضطررت أن أقضي حاجتي على نفسي وأنا أبكي حسرة على ما أصابني .. جن جنون الراكبين معي وأرادوا أن ينزلوا من الباص ولكن الضابط هددهم باعتقال واعادة كل من يحاول رفع صوته .. فسكت الجميع .. مغلوبين على أمرهم .. فغزة تنتظرهم ليقسموا أن لا يعودوا عبر معبر رفح .

فأين هي ثورة 25 يناير من ظلم ذوي القربى في معبر رفح ؟؟