المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعات القاعدة المؤيدة من الأفغان ، تثير هلع حكومة قرضاي ...



محب للسنه
05-02-2002, 01:58 PM
بعيدا عن ترهات الإعلام الغربي ، و إشكالياته المفتعلة عن الأوضاع الأفغانية ، فإن هناك تطورات هامة على أرض الواقع ، ذات تأثير كبير على الأحداث ، و لكن يتم تجاهلها عن عمد ، و من أهم تلك التطورات أن معظم مقاتلي القاعدة لا يزالون داخل أفغانستان ، لم يقتلوا ، و لم يقعوا في الأسر ، و أن أغلب من تم أسرهم من مقاتلي طالبان الذين لم يكن الاختباء بالنسبة لهم يمثل نفس الأهمية لدى مقاتلي القاعدة – و ليسوا من الصفوف الأولى في الحركة - أو من موظفي الإغاثة المتواجدين داخل البلاد ، و أما القلة القليلة من أسرى القاعدة فأغلبهم من المتطوعين الجدد في أفغانستان ، و ليس بينهم عناصر قيادية ، و قد اعترفت بذلك حكومة قرضاي نفسها ، و قالت أن أكثر مقاتلي القاعدة يتحركون بحرية في افغانستان ...

أمر آخر تتعمد وسائل الإعلام الإعراض عنه ، و لكن اضطرت الحكومة الأفغانية المؤقتة مؤخرا أن تعترف به ، و قد سبق أن أشارت إليه المفكرة في مقالات سابقة ، و هو توزع مقاتلي القاعدة إلى مجموعات صغيرة منتشرة في شرق أفغانستان ، و قيامهم ببعض العمليات و المناوشات مع القوات الحكومية التابعة للتحالف الأميركي ، و قد تسبب وجود تلك المجموعات و انتشارها في قلق كبير للحكومة العاجزة عن فرض سيطرتها ، خاصة مع تأكد الأنباء ان هؤلاء المقاتلين يتمتعون بتأييد أعداد متزايدة من الأهالي ، و هو ما يجعل قتالهم يأخذ صورة شعبية ، و يؤمن انتشارهم و اختفاءهم ، و مصادر التموين و الإمداد ، و لا شك أن قيام الأهلي بهذا التأييد يدحض الدعاوى التي روجها و يروجها الشماليون و الأميركيون أن طالبان و القاعدة كانوا يحظون بكراهية شديدة ، و أن الاهالي كانوا يبغضون المقاتلين العرب على وجه الخصوص ، لتدخلهم في شئون بلادهم ، فهذا التأييد الذي يتمتع به هؤلاء المقاتلين دحض لدعاوى الغربيين و عملاءهم ...

و مع هذا التوزع إلى مجموعات صغيرة ، فإن احتمالات تعرض مقاتلي القاعدة للقصف الأميركي تتضاءل بقوة ، نتيجة سرعة الحركة ، و قلة عددهم التي لا تشجع على شن حملة كبيرة لتعقبهم أو ضربهم ...

و يتوقع بعض المحللين أن تكون المهمة الرئيسية لتلك المجموعات الآن الاختفاء ، و استغلال الهدوء الحالي النسبي في ترسيخ و بلورة الاستراتيجية التي سيتم التعامل بها مستقبلا في أفغانستان ، على ضوء التطورات الأخيرة ...