المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زلت قدمي



AMINWALID
13-12-2011, 12:23 AM
زلت قدمي




رغم أني لا أميل إلى قضاء وقت الفراغ بين أحضان الأشجار
وعلى الممرات الضيقة للأدغال .
لأن قدري ربطني منذ طفولتي بأدراج السلالم الثابتة المتآكلة .
وشدني إلى زحمة مسالك الأسواق المكتضة .
الصخب جزء مني .
يتغذى من غدوي ورواحي .
يقضم أطرافي .
يمتص ماء عروقي .
إلى أن أذوب على حافة لسانه الإسفنجي الملتهب .
زلت قدمي التائهة فوطأت رقعة نقية .
تزهو بخضرة الأغصان المنسدلة في انسياب تلقائي .
تلامس رداء العشب المنتشر بلا حدود .
وقفت بجوار صخرة ضخمة تتربع في السفح .
تراقب في صمت ، مناجاة الخمائل ، وهدير أسراب الطيور .
أبحث عن كلماتي المختفية .
فقدتها في غمرة الصراع من أجل البقاء .
أهملتها مدة ، فاختفت ،
لم تخلف أثرا يدل على وجهتها .
أتوقع أنها رافقت الحمام البري إلى أحد المنتجعات .
أو قصدت رمس الشيخ " سدي مفتاح "
الذي يزعمون أنه طوح بالصخرة الضخمة الجاثية بين يدي قبره
من قمة الجبل ، تعبيرا عن غضبه وامتعاضه .
إنها تصدق ما كانت تهذي به جدتي وتختلق .
أقمت أياما معتصما بالأدغال .
أحتمي بدفء الصخر وظلاله .
أشفق الصخر من حالي ودلني على مرفإ كلماتي .
إنها جاثمة واجمة بالمساحة الصامتة من مخي
تحت قبة رأسي .
انتصبت قائما بجوارها .
نختلس النظر لبعضنا .
نتبادل العتاب عبر رقة نسيم المساء .
يحدث كل منا نفسه بما لا يدري الآخر .
بادرتها بالقول :
- أعياني البحث عنك .
كنت أظنك مغرقة في ذهولك بين شذو الزهور وشجن هيام القمر .
تنط بين مواقع الصخور بحبو طفل تائه .
تهفو لملمس كف منعش ،
وذبيب أنامل قمر شجي .
تلملم أطراف رفات رمس دارس ،
يقيك شظف الكر بساحة العنوسة القاتمة المبكرة .
ألم يشفع لنا ، أننا عشنا نقتسم نفس النبض .
نعب من عصارة قلب مثخن بجراح الفقد والألم .
حتى تصاب أطرافنا بنزيف حاد مميت .
فنموت ثم نحيا لنموت كيف نشاء ؟
فردت مع خرير المجاري .
- تبادلنا أول عشق على أباريق الصحو الدافئ .
بنينا قصائد الحياة .
رددنا زغاريد الانعتاق .
لما اهتزت وربت سماء خيالك .
وتناسلت بلورات الدمع المنسكب من مقل الغيم الناذر .
فكنا نقفو أثر الملهمين .
نمشي فوق دروب الحلم .
نسبح في مجاري المياه العابسة المتربصة .
موكبنا يمخر بالجواري المجدفات
إلى أعالي اليم المستلقي على مسافة مد البصر .
فنكثت عهدك وانسحبت إلى الخلف ،
متفرغا لتدبير مركب كسب عيشك .
أغلقت منافذ النور .
أظلمت جوانحك .
اختنقت أحلامك .
فانزويت بعيدا ، أردد : -
أتراها خاتمة المطاف ؟
أجبتها : -
لقد توهمت ردحا أن ما أقوله ، أكتبه ،
كأنه وشم يرتسم أمامي على شاشة مخيلتي ،
حتى تواريت في ضباب وهمي الكثيف .
فصرت لا أبصر إلا ما أرى .
ولا أسمع غير النعيق .
وجدتني فريدا عاري الذهن .
محدود القدرة على البوح والبث .
أسكن وحدة الجنين ببطن أمه .
أناجي صمتي .
أسوق جرحي إلى مديته .
اليوم وقد عثرت عليك .
سأنسحب من وحدتي .
وأمضي بك هاربا إليك .
لأسترجع دفء روحي .
وأودع غربتي وانفرادي .
وأبصم بكل أناملي على أن كلماتي
هي سر وجودي ووشاحه الوحيد .

دمية الخيط
16-12-2011, 10:06 PM
كلمات كعبير الزهور .. تناثرت يمنة ويسرة على سطوح صفحتك البيضاء
لينتشي بشذى روائحها الزكية
من هو مثلي ..يعشق الحرف والاحساس

من بين السطور يتضح لي نوعاً من خطأ ..
هو سبب عنوان الخاطرة
لا يهم أن حدث ..المهم أن نتعظ من أخطاؤنا
ولا نُعيدها ..
ونُراجع أوراقنا جيداً ..
قبل القدوم على إختبارات الحياة الصعبة
وعندما نعترف بالخطأ .. صدقني ..سيسهلُ تداركه وحله

هذا ما أحببت طرحه ..وأتمنى أن لايُضايقك أخي الكريم

سلمت أناملك أخي وروعة مشاعرك
حرفك راقي ..فلا تحرمنا منه
دمت بود وسعادة

أختك ..دمية الخيط

هــمـسـة
19-12-2011, 10:09 PM
كلمات رائعة أخي الكريمة
تقبل تواضع مروري
دمت بخير

amal dhibi
20-12-2011, 01:47 PM
قصة رائعة
جزاك الله كل خير

AMINWALID
21-12-2011, 01:11 AM
الفاضلة

دمية الخيط

ما انزعجت يوما ولن أنزعج من توجيهات

إخوة أصدقاء . ومن يدعي الكمال نعزيه في

مساره ونؤكد فشله .

لذا تلقيت ملاحظاتك بصدر رحب وترحاب كبير

إلا أني لم أفهم قصدك .

فهلا وضحت أكثر كي أستفيد

تقبلي شكري وتحيتي

AMINWALID
21-12-2011, 01:12 AM
الفاضلة همسة

مشكورة على المرور

والقراءة والتقييم

والتشجيع

AMINWALID
21-12-2011, 01:13 AM
الفاضلة

أمال الذهيبي

مشكورة على الاهتمام

والقراءة والتقييم والتشجيع

amal dhibi
21-12-2011, 07:34 PM
الفاضلة

أمال الذهيبي

مشكورة على الاهتمام

والقراءة والتقييم والتشجيع
العفو
أمل الذيبي

AMINWALID
24-12-2011, 10:35 PM
معذرة أمال الذيبي

وأجدد شكري وتبجيلي

على

الاهتمام والتتبع والمشاركة

amal dhibi
24-12-2011, 10:46 PM
معذرة أمال الذيبي

وأجدد شكري وتبجيلي

على

الاهتمام والتتبع والمشاركة

ليست مشكلة
العفو
أمل

AMINWALID
21-04-2012, 03:55 PM
مرة أخرى أعتدر أمل

وأرجو أن تقبلي اعتداري