المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية " سكوت الحملان" في العالم العربي!



Black_Horse82
06-02-2002, 10:34 PM
22/11/1422 5:35 م
05/02/2002
نشرت الصحيفة الفرنسية " جون أفريك " مقالاً حول حالة الشعوب العربية المزرية والتي فقدت القدرة على التعبير كما يعبر المقال التالي . وهو يناقش طروحات المعلق التونسي رضى كفي .


أعلن الصحافي التونسي رضى كفي في مجلة " جون أفريك " ( العدد 2140 الصادرة من 15 إلى 21يناير2002 ) عن استقالة شعوب العالم العربي ورضوخها تحت وطأة الاستبداد والإرهاب .
لقد صرخ المعلق التونسي في المجلة المذكورة ، صرخة غضب وثورة وتساءل عن الموقف الخامل والمستقبل الذي يعبر عنه العالم العربي والإسلامي تجاه تراكم المعاناة والمهانة التي يتعرض لها .
كنا نتوقع حدوث ردود فعل حيوية بعد القصف الجوي الأمريكي الأول لأفغانستان لكن الشارع العربي لم يتحرك ماعدا بعض المظاهرات التي وقعت أثناء الأسبوع الأول من هذا القصف الجوي .
وأشار الكاتب أنه لم يتم أي تحرك ثوري كرد فعل لما يتعرض له الفلسطينيون من معاملة قاسية من طرف الجيش الإسرائيلي . ويسود في العالم العربي خليط من الشعور بالغضب وعدم القدرة على الفعل . ويتساءل بمرارة كيف يمكن تفسير هذا السكوت الذي وصفه بـ " سكوت الحملان " في العالم العربي الذي يقابله نزول إلى الشوارع من طرف شعوب القارات الخمس لأسباب تقل أهمية مما هو عليه الحال في العالم العربي . وذكر أن نسبة البطالة في الأرجنتين تبلغ 18 % من قوة العمل بينما تتجاوز نسبة البطالة 20 % في غالب الأحيان في الدول العربية . كما أن مديونية الأرجنتين وهي 132 مليار دولار وهي تقل عن مديونية عدة دول عربية . فلماذا يتأخر العرب في النزول إلى الشوارع وعندهم حجج قوية لفعل ذلك ؟
وقد طرح سؤال في صحيفة " القدس العربي " الصادرة في لندن مفاده أن "الوضعية الاقتصادية في الأرجنتين تعد أحسن بكثير عن وضعية أغلب الدول العربية وأن ظاهرة الفساد فيها أقل خطراً مما هو موجود في بلدان عربية كثيرة ، فكيف يثور الأرجنتينيون ضد السلطة في بلادهم ويرغمون الحكومة على الإستقالة بينما يتخذ العرب موقفاً يعبر عن الذل والخضوع ؟ " إن ديكتاتورية تشاويسكو في رومانيا وسوهارتو في إندونيسيا وملوسوفيتش في يوغسلافيا على شهرتها كان مصيرها إلى الزوال تحت ضغوطات شعبية وتم استبدالها بأنظمة ديموقراطية نسبياً .
فلماذا فقد العرب القدرة على التحرك لإظهار عدم رضاهم عن هذا الوضع المزري الذي يعانون فيه من البطالة والفساد والاستبداد ؟ هل يعيش العالم العربي خارج التاريخ حيث لا يستطيع مواكبة العولمة وتحقيق نقلة في اتجاه المسار الديموقراطي ؟
ولا يتحمل الحكام المستبدون وحدهم المسؤولية عن هذا الخنوع الحاصل في الأمة حيث يخافون من المحاسبة عن أفعالهم الشنيعة التي ارتكبوها أثناء فترة حكمهم بل هناك أصناف من الناس متهمون ومسؤولون عن إسكات هذه الشعوب وفي مقدمتهم مديرو المصالح الأمنية في هذه الدول . فهم يستخدمون شتى وسائل القمع والتعذيب لضمان بقاء هذه الأنظمة غير الشعبية حيث إنهم " قتلوا كل شعور وطني أو أخلاقي عند المواطنين" كما يلقي الصحافيون التهمة على " النخبة المثقفة والسياسية المتورطة في قضايا الفساد ووسائل الإعلام التي تستخدم كأدوات الدعاية لصالح الحكام العاضين على العروش بدلاً من أن توظف كوسائل لترسيخ الديموقراطية ودعمها ".
هل يمكن أن نتجاوز هذه الوضعية المزرية وألا يستمر وجود المستبدين وصداهم المغاير وهم الإرهابيون ؟