المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال الأنانية تحكم كل أفعالنا بلا استثناء



حسام حربى
18-12-2011, 12:43 PM
كل ما يفعله أى إنسان مهما كان فى ظاهره تضحية فى الواقع نابع من أنانيته. فالمؤمن المتصدق على الفقراء يفعل ذلك طمعاً فى دخول الجنة أو فى راحة الضمير، والأم الساهرة على راحة طفلها تفعل ذلك طلباً لراحتها التى لن تتحقق إن نامت وتركته، أما الأب الذى يتعب كى يسعد أولاده فلعله يفعل ذلك هرباً من الشعور بالتقصير فى حقهم ولأنه لا يسعد إلا إذا هم سعدوا.. وفى النهاية لن نجد شيئاً واحداً يمكن تسميته "تضحية" بمعنى الكلمة.

وبتطبيق هذه النظرية علينا يمكننا تفسير حزننا على مآسى المسلمين المختلفة.. فقد تظن يا عزيزى القارىء أن تأثرك بخبر مقتل شاب فلسطينى برصاص جندى صهيونى أو بمقطع يُظهر مقتل خمسون أفغانياً بقنابل غارة أمريكية أو بتقرير عن تعذيب المسلمين بجوانتنمو يرجع لرابطة الأخوّة والدين.. لكنى سأبرهن لك أن هذا لا يمت للموضوع بأدنى صلة: ما شعورك لو قرأت عن مقتل فلسطينى فى حادثة سيارة؟ أو شاهدت قطاراً أفغانياً خرج عن مساره فمات ركابه؟ أو شاهدت تقريراً عن تعذيب صدام حسين للعراقيين؟ مختلف كثيراً أليس كذلك؟ سبب شعورنا بالحزن والتأثر إذاً هو عجْزنا عن صد اللطمات المنهمرة على وجوهنا من الخارج وليس مجرد قتيل هنا وجريح هناك. إن مقتل أحد أهل بيتك على يد مجرم عمداً يولد شعوراً يختلف تماماً عن موت نفس الشخص موتاً طبيعياً، لأن الحزن لا يكون على الشخص فقط فى حالة الجريمة بل هو غضب وتحسر وندم على حالك أنت لعجزك عن صد المجرم، إنه حزن أنانى.

كذا بالنسبة لغضبنا إزاء الرسومات المهينة لسيدنا محمد بالدنمرك وتمزيق المصحف بأمريكا.. لو كان غضبنا هذا دينياً بحتاً لكنا غضبنا على إهانة سيدنا عيسى بإستمرار فى الإعلام الغربى لأن المسلم -بنص القرآن- لا يفرق بين الرسل ولا يفاضل بينهم. بل إن نكاتاً مرسومة ومنطوقة تسخر من الذات الإلهية نفسها فى الغرب ولم نسمع عنها أصلاً ولم نكترث، لماذا؟ هل لأن سيدنا محمد أهم من الله؟ بالطبع لا.. لكن لأن إهتمامنا نابع من رفض "التطاول علينا" وليس من رفض "التطاول على المقدسات". لا يعنى هذا بالطبع أنها أحاسيس بغيضة أو غير مطلوبة بل بالعكس، فهذه الأنانية هى التى تحركنا لمحاولة رفع الظلم وتغيير الوضع القائم، لكنى ذهلت للحظة حين قارنت بين هذه المواقف وتلك لأجد أنى فى الحقيقة لا أغضب على الإساءة الإسلام ولا على إنتهاك أعراض المسلمين.. بل أحزن على حالى أنا وأثور لكرامة نفسى!

وهذا المفهوم الجديد يفتح الباب على مصراعيه حول سؤال هل الإنسان مخيّر أم مسيّر.. فلو كنا نتأثر عاطفياً بناءاً فقط على رغبات أنانية، ولو كانت تلك الرغبات لا إختيار لنا فيها بل نجدها ببساطة فى داخلنا فنتفاعل معها فى شكل قرارات محاولةً لإرضائها.. فهل يكون لدينا إختيار حقيقى فى أفعالنا؟ وهل يكون المحسن محسناً أم يكون مجرد أنانى يسعى وراء إسعاد نفسه؟ وهل يكون السارق سيئاً أم يكون مجرد شخص مختلف لا يتأثر بأحزان الآخرين بسبب تبلد إحساسه -الذى لا خيار له فيه- فاتجه إلى تحقيق سعادته بأذيتهم؟ أسئلة محيرة، وأترك القارىء يجيب عليها بنفسه.. لأن أنانيتى تمنعنى من مساعدته!

حسام حربى

Heartbeat
18-12-2011, 01:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي حسام
ما علاقة الصورة التي وضعتها بالموضوع
مع ان الصورة مخالفة لقوانين المنتدى , ولكني ايضا لم اجد مبرراً لوضعها هنا مع الموضوع

على العموم بخصوص سيدنا عيسى عليه السلام
انا لم اسمع ان هناك من يسيئ إليه
وان كان هذا قد حصل فهذا تقصير من الاعلام الذي لم يهتم بالامر
لأصدقك الحديث انا لو سمعت ان هناك من اساء له سوف اغضب كثيراً ولكني لم اسمع
وهناك امور كثيره تحصل ولا يصلنا اي خبر عنها

انا لست مطلع على الاعلام الغربي حتى اسمع عن مثل هذه الامور
اما الاعلام العربي لم اسمع انه تطرق لهذا

شكراً لك

ام ابـراهيم
18-12-2011, 11:05 PM
بالنسبة لموضوع الصورة أنا وجدتها عادية ما فيها شيء
و كانت في صميم الموضوع

المهم ليست موضوعنا الحين

أخي حسام أنظر لكلامك هنا


إن مقتل أحد أهل بيتك على يد مجرم عمداً يولد شعوراً يختلف تماماً عن موت نفس الشخص موتاً طبيعياً، لأن الحزن لا يكون على الشخص فقط فى حالة الجريمة بل هو غضب وتحسر وندم على حالك أنت لعجزك عن صد المجرم، إنه حزن أنانى.

أتلاحظ معي أنك إقتنعت بكلامي في مقالك { لو كنت مكان من أساء إليك }
إذن أنت تؤمن أننا نغضب لمن يسيء لنا
اكتفي بهذا أظنك فهمت ماذا كنت أريد أن أقوله

بالنسبة لهذا الموضوع الأنانية
نعم توجد لدينا أنانية و حب لذاتنا لكن بنسب مختلفة من شخص لأخر
لكن هذا لا يمنعنا أننا نحزن على كل مسلم يموت ظلما
مثلا إخواننا في فلسطين يموتون يوميا على أيدي الصهاينة
و العالم بأمته يقف صامتا امام مجازر اليهود

لكن لو سمعت فلسطيني مات في حادث سيارة أقول" الله يرحمه هذا حد عمره "

بالطبع أغضب و أغار على كل إنسان سولت له نفسه أن يمس ديننا الحنيف
و أنا مثلا أحاول بكل وسعي أقاطع المنتوجات الأمريكية لنصرة نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و أمنا عائشة رضي الله عنها
و ليس المنطلق هنا الأنانية لا بل غيرة على ديننا الحنيف

بس الحين تقدر تقول لي " شو دخل الإنسان هل هو مسير او مخير في هذا الموضوع "
و كذلك أخي لم أسمع عن تجاوزات الغرب على سيدنا عيسى على الرغم أنني لا أستغرب منهم شيئا

في الختام أقول لك توجد انانية في بعض تصرفاتنا لكن هذا لا يعني أن نمحي كلمة التضحية من قاموسنا
فهي موجودة أيضا

مثلا كم إمرأة تجلس لشهور لوحدها بدون زوجها و هو مسافر تربي أبنائها لحالها و تصبر على زوجها و على أذى من حولها
هل هذه تضحية ام أنانية منها ؟
كم رجل يصبر على زوجته و على تصرفاتها لكي لا يهدم بيته هل هذه تضحية أم أنانية ؟

أما بالنسبة للجنة كلنا نطمح لها و نطمع فيها { هذا هو سبب وجودنا أصلا }
لو نفهم أننا خلقنا لندخل الجنة لن تجد مذنبا على وجه الأرض
لك مني كل الإحترام دام قلمك الرائع

Heartbeat
19-12-2011, 07:03 AM
بالنسبة لموضوع الصورة أنا وجدتها عادية ما فيها شيء
و كانت في صميم الموضوع

المهم ليست موضوعنا الحين


صورة رجل يقبل امرأة بالنسبة لكِ عادية ومافيها شي
وبصميم الموضوع ايضا :)


اعذريني لجهلي اختي استغفار
اتمنى ان تشرحي لي ماهي علاقة الصورة بالموضوع

ام ابـراهيم
19-12-2011, 11:09 AM
صورة رجل يقبل امرأة بالنسبة لكِ عادية ومافيها شي
وبصميم الموضوع ايضا :)


اعذريني لجهلي اختي استغفار
اتمنى ان تشرحي لي ماهي علاقة الصورة بالموضوع


أخي هارت الصورة ما فيها شيء
ليست مخلة بالأداب و لا تبرز مفاتن المرأة لهذا إعتبرتها عادية

بالنسبة لعلاقتها بالموضوع

أراد اخي أن يبرز حبنا لذاتنا ( و حسب رأي أخي حسام أطلق عليها إسم الأنانية )
و ذلك بعكس صورة البنت على المرآة
و الحب يجسد بتلك القبلة
لان القبل دليل الحب
أتمنى أن تكون قد إقتنعت بإجابتي

Heartbeat
19-12-2011, 01:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أعتذر بشدة لأخي حسام

إتضح ان الصورة لرجل يقبل انعكاس صورته في المرءاة
وليس رجل يقبل امرأة
الصورة لم تكن واضحة ولذالك اختلط علي الامر
طبعاً انا لست متأكد من هذا لأن الصورة ماتزال غير واضحة بالنسبة لي
ولكني اعتقد انها لرجل يقبل نفسه

وبما ان الصورة لم تكن لرجل يقبل امرأة
ليس هناك داعي لأكمل النقاش مع الاخت استغفار

لي عودة ان شاء الله لأعلق على الموضوع

اعتذر منك أخي حسام مرة اخرى

ام ابـراهيم
19-12-2011, 01:37 PM
بالفعل هو رجل يقبل نفسه في المرآة
و أنا قلت أنه رجل ولكن عندما قلت لي أنها صورة بنت منه رجل قلت خلاص هارت هو على حق.
و لكن كنت متأكدة أنه كان يقبل نفسه إن كانت صورة رجل أو إمرأة

Heartbeat
19-12-2011, 02:31 PM
استغفار تكتب مرءاة , وليس مرأة :)
وبسبب هذا لم افهم ماتريدين ان تقولي

كنت اعتقد انك تتكلمين عن المرأة , مفرد نساء
وليس عن المرءاة , المرايا -_-

على العموم ارجو ان لا يغضب الاخ حسام
لأننا خرجنا عن الموضوع كثيراً
واتمنى ان يواصل في نقل مقالاته هنا دائماً
لقد اطلعت على صفحته ووجدت بها مقالات كثيرة جميلة ورائعة

ام ابـراهيم
19-12-2011, 08:46 PM
هارت لم أكتب المرأة بل كتبت المرآة
و المرآة هكذا تكتب و لا تكتب هكذا المرءاة
إذن أنا التي على الصواب و راجع ما كتبت ستجدني أنني لم أخطأ في كتابة لفظ المرآة

هذا ما كتبته


و ذلك بعكس صورة البنت على المرآة
تعريف كلمة المرآة

المرآة (بالإنجليزية: Mirror) هي أداة لها القابلية على عكس الضوء أو الصوت بطريقة تحافظ على الكثير من صفاتهما الأصلية قبل ملامسة سطح المرآة. وتعمل بعض المرايا على ترشيح بعض الأطوال الموجية، بينما تحافظ على أطوال موجية أخرى عند الانعكاس، وهذا يختلف عن الأدوات الأخرى العاكسة للضوء، والتي لا تحافظ على الكثير من خواص الموجة الأصلية عدا اللون، وتعمل على تشتيت الضوء المعكوس. أكثر المرايا شيوعاً هي المرآة المسطحة، وقد تستخدم المرايا المنحنية لتكوين صورة مكبرة أو مصغرة أو لتركيز الضوء أو تشتيت الصورة المعكوسة.
تستخدم المرآة للتأنق الشخصي والتزيين والبناء، كما تستخدم المرايا أيضاً في الأدوات العلمية مثلا لتلسكوب و الليزرو الكاميرا والأدوات الصناعية. تصمم معظم المرايا للاستخدام مع الضوء المرئي، وهناك أنواع من المرايا مصممة لأنواع أخرى من الموجات أو الأطوال الموجية أو الموجات الكهرومغناطيسية ، وخاصة في الأدوات غير البصرية.

و شكرا لك أخي هارت بالفعل خرجنا على الموضوع

حسام حربى
24-12-2011, 09:42 AM
على العموم ارجو ان لا يغضب الاخ حسام
لأننا خرجنا عن الموضوع كثيراً
واتمنى ان يواصل في نقل مقالاته هنا دائماً
لقد اطلعت على صفحته ووجدت بها مقالات كثيرة جميلة ورائعة

لم أغضب يا هارت وإن شاء الله أستمر فى وضع مقالاتى هنا فأنا سعيد بالصحبة وبالنقاش.. وأنا سعيد أيضاً لاقتناعك بأن الصورة لرجل وليست لامرأة! فقد رأيت الجدل يثار حولها من بضعة أيام دون الولوج للمنتدى فلم أحب الدخول فى هذه المشاجرة الغير بنّاءة.
بالنسبة لغضبك لسيدنا عيسى أو الذات الإلهية فحتى لو فرضنا هذا فالغالبية العظمى من المسلمين ليسوا على شاكلتك.. متى كانت آخر مرة رأيت فيها مظاهرة من مئات أو آلاف المسلمين ضد نكتة أو فلم يسىء للمسيح؟


أتلاحظ معي أنك إقتنعت بكلامي في مقالك { لو كنت مكان من أساء إليك }
إذن أنت تؤمن أننا نغضب لمن يسيء لنا
اكتفي بهذا أظنك فهمت ماذا كنت أريد أن أقوله

بالتأكيد نغضب يا استغفار وأنا لم أنكر هذا أبداً. وقد شددت عليه فى آخر فقرة من المقال


بالنسبة لهذا الموضوع الأنانية
نعم توجد لدينا أنانية و حب لذاتنا لكن بنسب مختلفة من شخص لأخر
لكن هذا لا يمنعنا أننا نحزن على كل مسلم يموت ظلما
مثلا إخواننا في فلسطين يموتون يوميا على أيدي الصهاينة
و العالم بأمته يقف صامتا امام مجازر اليهود
لكن لو سمعت فلسطيني مات في حادث سيارة أقول" الله يرحمه هذا حد عمره "

آه.. لكنك لا تقولين لمن يُقتل على أيدى الصهاينة الله يرحمه هذا عمره. فغضبك إذاً بسبب الإعتداء على مَن ينتمى لديانتك أو أمّتك وليس لمجرد وفاة إنسان أو مبدأ الظلم. فأنت لم تغضبى لاعتداء الهوتو على التوتسى فى رواندا مثلاً بل ولم تسمعى عنها من الأساس.


و ليس المنطلق هنا الأنانية لا بل غيرة على ديننا الحنيف

وهل الغيرة ليست أنانية يا استغفار؟ :)


بس الحين تقدر تقول لي " شو دخل الإنسان هل هو مسير او مخير في هذا الموضوع "

دخلها هو عجزنا عن التحكم بمشاعرنا وما يغضبنا وما يحركنا فكيف نكون مختارين؟


مثلا كم إمرأة تجلس لشهور لوحدها بدون زوجها و هو مسافر تربي أبنائها لحالها و تصبر على زوجها و على أذى من حولها
هل هذه تضحية ام أنانية منها ؟

أنانية بالطبع. هى تخاف على سمعتها. وبالنسبة لتربيتها لأبنائها فهى أنانية لأنها لا ترتاح ولا تنام إلا عندما يكون الأبناء بخير. إنها تفعل ذلك لتُسعد نفسها فى الحقيقة.

كم رجل يصبر على زوجته و على تصرفاتها لكي لا يهدم بيته هل هذه تضحية أم أنانية ؟

انانية.. فهو يتصور أن هذا هو السبب بينما هو فى الحقيقة سلبى يخشى المواجهة ويخشى كلام الناس. وحتى بافتراض أن نيته الوحيدة هى الحفاظ على البيت فيكون لأنه سيتألم عند تألم أولاده فالتصرف يكون له أيضاً.