محروم
07-02-2002, 01:42 PM
كان كل شيء رائعاً ، المجلس المؤثث بكل ذوق ، الضيافة الحاتمية ونسمات الخريف اللطيفة الباردة ، الضيوف ..
كل شيء كان رائعاً ..
(( حياكم الله .. يشرفنا اليوم الطبيب ... عضو لجنة الطبيب المسلم بمؤسسة .. ليحدثنا عن الرحلة الأخيرة له في أفريقيا .. لعلي أتيح له المجال لينثر دوره ولآلئه .. تفضل دكتور .. )) .
(( وش دعوى أبو عبدالله ، درر .. لآلي .. لا تكون فاتح سجل تجاري باسمي وأنا مدري بسوق الذهب .. )) فعلاً كان حاضر الفطرة ،،، أصدقكم القول : لقد أحببته لتواضعه ، لبذله ، لعمقه ، نعم عمقه المعرفي ..
لسيماء الصلاح البادية على محياه .. !
شاع في المجلس جو من الود بعد عبارته تلك ..
ثم بدأ بنثر الدرر واللآلئ ..
حدثنا عن العجوز الوثني الذي أٌجريت له عملية المياه البيضاء فعاد له الإبصار ، فسجد لهم وقال : أنتم إلهي .. أنتم ربي ..
وكيف علموه ولقنوه بعد ذاك الشهادتين .. كان وثنياً .. !
كنت منجذباً إليه بكل حواسي .. بقلبي .. وكذا الحضور ..
(( شكلكم ماتبون العشاء .. ؟؟ .. )) يالله تفضلوا .. تفضل دكتور ..
العشاء كان فاخراً بما تعني الكلمة ..
ألم أقل لكم في البداية أن كل شيء كان رائعاً .. ؟؟
بعد العشاء توجهنا للمجلس واذا بطاولة تتوسط المجلس تحوي أنواع الحلويات ..
العصائر ..
المياه الغازية ..
تناولت علبة بيبسي وهممت بفتحها لصبها في الكأس ..
لولا أن صوت الطبيب استوقفني ، وقال : والله نعمة يا جماعة ..
نعمة الله يديمها ..
تصدقون يا جماعة الخير..
أنه كان يتوفى بعض الاطفال وهم في طابور انتظار الكشف عليهم ..
وكل ما يحتاجون إليه ..
كيس صغير يحوي مسحوق علاج الجفاف ..
ثمنه .. يعادل ثمن علبة البيبسي ..
وأشار لتلك التي بيدي ..
أقبض عليها بعنف ..
أطلب منها البرودة لتخفف الحرارة التي شملتني بعد كلمته ..
أزدردُ لعابي بصعوبة ..
تنفست بعمق ..
أطرقت رأسي ..
وانكفأت على علبة البيبسي ..
ونشجت ..
خفت أن يفضحني دمعي ..
فطلبت دورة المياه ..
فأوصلني لها مضيفي .. (( سلامات وش بلاك )) ..
أبداً .. مزكــم ..
بدأت بغسل وجهي ..
جففته ..
لم تجف عيناي .. !!
أخذت ألتقم عناقيد دمعي ..
حبة .. حبة ..
(( مزكوم .. ما عمري شفت مزكوم .. ترشح عيناه بدلاً من أنفه .. )) ..
أعطيته علبة البيبسي وشكرته على دعوته ..
وغادرت ..
لكنما صورة الطفل النحيل ..
يمد لي يده السمراء المعروفة ..
ويستجدي ويقول : بريال تنقذني .. بريال تنقذني ..
فجأة تمر سارة شركة البيبسي ..
لتنزل كراتينها ..
المحملة بمئات علب البيبسي للسوبرماركت القريب ..
اقتحمت ذاكرتي صورة مئات الأطفال الأفارقة ..
يمدون أيديهم ..
أنقذونا ..
نموت ولا نكفر ..
لا نريد سوى ثمن علبة البيبسي ..
مسحوق علاج الجفاف ..
ــــــــــــــــــ
آآآآآآآآه ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
مسحوق الجفاف
مسحوق الجفاف
يا ترى اليوم إذا أمسكت بعلبة البيبسي .. هل ستذكر مسحوق الجفاف .. ؟؟
منقول
كل شيء كان رائعاً ..
(( حياكم الله .. يشرفنا اليوم الطبيب ... عضو لجنة الطبيب المسلم بمؤسسة .. ليحدثنا عن الرحلة الأخيرة له في أفريقيا .. لعلي أتيح له المجال لينثر دوره ولآلئه .. تفضل دكتور .. )) .
(( وش دعوى أبو عبدالله ، درر .. لآلي .. لا تكون فاتح سجل تجاري باسمي وأنا مدري بسوق الذهب .. )) فعلاً كان حاضر الفطرة ،،، أصدقكم القول : لقد أحببته لتواضعه ، لبذله ، لعمقه ، نعم عمقه المعرفي ..
لسيماء الصلاح البادية على محياه .. !
شاع في المجلس جو من الود بعد عبارته تلك ..
ثم بدأ بنثر الدرر واللآلئ ..
حدثنا عن العجوز الوثني الذي أٌجريت له عملية المياه البيضاء فعاد له الإبصار ، فسجد لهم وقال : أنتم إلهي .. أنتم ربي ..
وكيف علموه ولقنوه بعد ذاك الشهادتين .. كان وثنياً .. !
كنت منجذباً إليه بكل حواسي .. بقلبي .. وكذا الحضور ..
(( شكلكم ماتبون العشاء .. ؟؟ .. )) يالله تفضلوا .. تفضل دكتور ..
العشاء كان فاخراً بما تعني الكلمة ..
ألم أقل لكم في البداية أن كل شيء كان رائعاً .. ؟؟
بعد العشاء توجهنا للمجلس واذا بطاولة تتوسط المجلس تحوي أنواع الحلويات ..
العصائر ..
المياه الغازية ..
تناولت علبة بيبسي وهممت بفتحها لصبها في الكأس ..
لولا أن صوت الطبيب استوقفني ، وقال : والله نعمة يا جماعة ..
نعمة الله يديمها ..
تصدقون يا جماعة الخير..
أنه كان يتوفى بعض الاطفال وهم في طابور انتظار الكشف عليهم ..
وكل ما يحتاجون إليه ..
كيس صغير يحوي مسحوق علاج الجفاف ..
ثمنه .. يعادل ثمن علبة البيبسي ..
وأشار لتلك التي بيدي ..
أقبض عليها بعنف ..
أطلب منها البرودة لتخفف الحرارة التي شملتني بعد كلمته ..
أزدردُ لعابي بصعوبة ..
تنفست بعمق ..
أطرقت رأسي ..
وانكفأت على علبة البيبسي ..
ونشجت ..
خفت أن يفضحني دمعي ..
فطلبت دورة المياه ..
فأوصلني لها مضيفي .. (( سلامات وش بلاك )) ..
أبداً .. مزكــم ..
بدأت بغسل وجهي ..
جففته ..
لم تجف عيناي .. !!
أخذت ألتقم عناقيد دمعي ..
حبة .. حبة ..
(( مزكوم .. ما عمري شفت مزكوم .. ترشح عيناه بدلاً من أنفه .. )) ..
أعطيته علبة البيبسي وشكرته على دعوته ..
وغادرت ..
لكنما صورة الطفل النحيل ..
يمد لي يده السمراء المعروفة ..
ويستجدي ويقول : بريال تنقذني .. بريال تنقذني ..
فجأة تمر سارة شركة البيبسي ..
لتنزل كراتينها ..
المحملة بمئات علب البيبسي للسوبرماركت القريب ..
اقتحمت ذاكرتي صورة مئات الأطفال الأفارقة ..
يمدون أيديهم ..
أنقذونا ..
نموت ولا نكفر ..
لا نريد سوى ثمن علبة البيبسي ..
مسحوق علاج الجفاف ..
ــــــــــــــــــ
آآآآآآآآه ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
علبة بيبسي .. مسحوق الجفاف ..
مسحوق الجفاف
مسحوق الجفاف
يا ترى اليوم إذا أمسكت بعلبة البيبسي .. هل ستذكر مسحوق الجفاف .. ؟؟
منقول