محروم
07-02-2002, 02:01 PM
عندما ينطق الرويبضة وتُفتح لهم صفحات اعلامنا الصفراء للافتاء!!! فماذا ننتظر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من الفرص الرائعة التي أتيحت لي هي تلك اللحظات التي أشارك فيها زوجي ناصر بقراءة النصوص والرسائل التي يرسلها جمهور "طاش ما طاش" الذي فتح باب المشاركة للجمهور منذ ثلاث سنوات، وأجد نفسي فيها أضحك أكثر مما يضحك جمهور طاش ما طاش نفسه. وفي كل مرة أتمنى لو أكتب عن هذا العالم، عالم الناس التي تكتب من بعيد عن همومهم ونوادرهم وأمانيهم ومواقفهم المحرجة والحزينة لكن ليس اليوم بالتأكيد، لأنني بصدد حكاية طريفة لكنها واقعية تحمل معنى ساخناً وتناسب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. تخيلوا أن بطلها أحد القراء كتب وعلى ما يبدو أنها قصة له عندما كان شاباً صغيراً فيقول إنه ذهب يوماً لحضور محاضرة وتصادف أنها عن بلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن دخوله الإسلام وتعذيب المشركين له.. والقصة الشهيرة حين كان المشركون يضعون الصخرة على صدره، وحين كان سيده يجلده وهو ـ رضي الله عنه ـ يصيح "أحد أحد".
عاد هذا الشاب الصغير إلى البيت مملوءاً بالحماس، فوجد والدته ووالده كعادتهما يجلسان أمام التلفزيون "القناة الأولى" قبل الفضائيات "فما كان منه إلا أن أخذ شيئاً صلباً وقذف به شاشة التلفزيون فتهشمت، فزع الأب مما فعل ابنه فنهض غاضباً وحمل العصا وأخذ يضربه، وفوجئ الأب بأن ابنه وهو يضربه يصيح "أحد أحد، أحد أحد". فتوقف عن ضربه مندهشاً ليسأله: ما قصتك؟ ولم يستطع الأب بعد سماع القصة إكمال حصة الضرب المقررة من كثرة الضحك".
هنا تنتهي قصة الشاب الصغير التي ذكرتني بالتفاصيل الكثيرة التي تنشرها صحفنا عن كثير من الشباب الصغار الذين هربوا من أهلهم وذويهم دون رضا وعلم منهم لديار مجهولة وقضايا كبيرة عنهم، كانوا يحملون هذا الحماس المضلل الذي لم يستطع أن يعي دروب الخير الكثيرة والموضوعية التي تتناسب مع أعمارهم وطاقاتهم التي أقرب لهم من الوريد. والمسؤولية هنا لا تقع على هؤلاء الشباب الصغار بل على من بث في وعيهم أن الخير بعيد إلى ذلك الحد المتطرف في الوعي وفي الفهم. والتطرف لايزال أخطر ما يترصد بشبابنا اليوم ببعدهم عن فهم الخير في ابسط صوره التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن الخطاب الإسلامي هو خطاب تسامح ومحبة إنه خطاب: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} وهو خطاب {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، ومن يستغل هذه الدعوات لبث روح التطرف الأعمى هو كمن يشعل ناراً في مرعى خصيب، يهفو للأجر والعمل في سبيل الله وهو سبيل طويل ومتنوع المصادر والطرق يبدأ في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أدخل السعادة إلى بيت أهله دخل الجنة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وفي إعالة والديك وعيالك وإزالة الأذى عن الطريق صدقة، ومن جهز غازياً فقد غزا، ومن كفل يتيماً فهو في الجنة أجر".. بينما لا يجد هؤلاء الشباب المتحمس غير أن يتركوا عيالاً صغاراً لهم وزوجة شابة في رعاية قريب من الدرجة الثانية ويتخلوا عن مسؤولياتهم الأولى في الحياة نحو طريق غامض مملوء بالتهلكة.
ترى من الذي يشوش عقول الصغار ويقودهم لهذا الصراخ الذي يشبه صراخ الصغير مقلداً صحابياً الذي ظن أنه وقع تحت يد مشرك يعذبه ولم يكن غير والده الذي عاقبه بسبب تعديه هو وليس العكس. وهذا المفهوم الضيق لعمل المأجور بالثواب والمغفرة والظن بأنه الموت سريعاً وفي الحرب هو الطريق الوحيد للجنة، وقد قال أحد الصحابة وهو عائد من الجهاد عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، إن الصبر على هذه الحياة وتقديم الخير فيها هو أكبر مثوبة.
منقول عبر البريد
من الفرص الرائعة التي أتيحت لي هي تلك اللحظات التي أشارك فيها زوجي ناصر بقراءة النصوص والرسائل التي يرسلها جمهور "طاش ما طاش" الذي فتح باب المشاركة للجمهور منذ ثلاث سنوات، وأجد نفسي فيها أضحك أكثر مما يضحك جمهور طاش ما طاش نفسه. وفي كل مرة أتمنى لو أكتب عن هذا العالم، عالم الناس التي تكتب من بعيد عن همومهم ونوادرهم وأمانيهم ومواقفهم المحرجة والحزينة لكن ليس اليوم بالتأكيد، لأنني بصدد حكاية طريفة لكنها واقعية تحمل معنى ساخناً وتناسب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. تخيلوا أن بطلها أحد القراء كتب وعلى ما يبدو أنها قصة له عندما كان شاباً صغيراً فيقول إنه ذهب يوماً لحضور محاضرة وتصادف أنها عن بلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن دخوله الإسلام وتعذيب المشركين له.. والقصة الشهيرة حين كان المشركون يضعون الصخرة على صدره، وحين كان سيده يجلده وهو ـ رضي الله عنه ـ يصيح "أحد أحد".
عاد هذا الشاب الصغير إلى البيت مملوءاً بالحماس، فوجد والدته ووالده كعادتهما يجلسان أمام التلفزيون "القناة الأولى" قبل الفضائيات "فما كان منه إلا أن أخذ شيئاً صلباً وقذف به شاشة التلفزيون فتهشمت، فزع الأب مما فعل ابنه فنهض غاضباً وحمل العصا وأخذ يضربه، وفوجئ الأب بأن ابنه وهو يضربه يصيح "أحد أحد، أحد أحد". فتوقف عن ضربه مندهشاً ليسأله: ما قصتك؟ ولم يستطع الأب بعد سماع القصة إكمال حصة الضرب المقررة من كثرة الضحك".
هنا تنتهي قصة الشاب الصغير التي ذكرتني بالتفاصيل الكثيرة التي تنشرها صحفنا عن كثير من الشباب الصغار الذين هربوا من أهلهم وذويهم دون رضا وعلم منهم لديار مجهولة وقضايا كبيرة عنهم، كانوا يحملون هذا الحماس المضلل الذي لم يستطع أن يعي دروب الخير الكثيرة والموضوعية التي تتناسب مع أعمارهم وطاقاتهم التي أقرب لهم من الوريد. والمسؤولية هنا لا تقع على هؤلاء الشباب الصغار بل على من بث في وعيهم أن الخير بعيد إلى ذلك الحد المتطرف في الوعي وفي الفهم. والتطرف لايزال أخطر ما يترصد بشبابنا اليوم ببعدهم عن فهم الخير في ابسط صوره التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن الخطاب الإسلامي هو خطاب تسامح ومحبة إنه خطاب: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} وهو خطاب {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، ومن يستغل هذه الدعوات لبث روح التطرف الأعمى هو كمن يشعل ناراً في مرعى خصيب، يهفو للأجر والعمل في سبيل الله وهو سبيل طويل ومتنوع المصادر والطرق يبدأ في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أدخل السعادة إلى بيت أهله دخل الجنة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وفي إعالة والديك وعيالك وإزالة الأذى عن الطريق صدقة، ومن جهز غازياً فقد غزا، ومن كفل يتيماً فهو في الجنة أجر".. بينما لا يجد هؤلاء الشباب المتحمس غير أن يتركوا عيالاً صغاراً لهم وزوجة شابة في رعاية قريب من الدرجة الثانية ويتخلوا عن مسؤولياتهم الأولى في الحياة نحو طريق غامض مملوء بالتهلكة.
ترى من الذي يشوش عقول الصغار ويقودهم لهذا الصراخ الذي يشبه صراخ الصغير مقلداً صحابياً الذي ظن أنه وقع تحت يد مشرك يعذبه ولم يكن غير والده الذي عاقبه بسبب تعديه هو وليس العكس. وهذا المفهوم الضيق لعمل المأجور بالثواب والمغفرة والظن بأنه الموت سريعاً وفي الحرب هو الطريق الوحيد للجنة، وقد قال أحد الصحابة وهو عائد من الجهاد عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، إن الصبر على هذه الحياة وتقديم الخير فيها هو أكبر مثوبة.
منقول عبر البريد