أحمد الأنصاري
26-01-2012, 12:46 AM
السومرية نيوز/ بغداد / الأنبار
لم يكن خروج فاضل الملحمي من باب منزله الطيني الواقع في إحدى ضواحي الفلوجة بالأمر السهل، فالمشي على ساق واحدة بعدما بترت الأخرى قبل أشهر، والخوف من أن يكون "صيدا سهلا" لتنظيم القاعدة جعلا الخطوات القليلة التي قطعها من داخل المنزل وحتى بابه "أشبه بالمغامرة"، كما يقول، ليعود ويلتقط انفاسه ويضيف أن حاله باتت شبيهة لحال معظم عناصر الصحوة الذين قارعوا تنظيم القاعدة وأهملتهم الحكومة العراقية.
ويواصل الملحمي (40 سنة) حديثه لـ"السومرية نيوز" ويده على مسدسه "البيريتا " الذي وضعه في جيبه، ويقول أنه اضطر للمجيء مع عائلته والعيش في منزل طيني بعد موجة التفجيرات التي طالت منازل عناصر الصحوة، ويزيد قائلا "حتى أصحاب الشقق لا يؤجرون تأجير عناصر الصحوة خوفا من أن تستهدف شققهم".
ويلفت الملحمي إلى ان معانته لا تقتصر على خوفه المستمر من تنظيم القاعدة، ويوضح أنه فقدانه لرجله بعبوة ناسفة زرعها له تنظيم القاعدة بالقرب من منزله السابق وادت إلى مقتل زميل له لم يؤلمه بقدر "تجاهل الحكومة" له "وتخلفها عن تحقيق الوعود التي قطعتها لعناصر الصحوة".
ويوضح أنه اضطر لدفع مبلغ خمسة الاف دولار من جيبيه "الخاص" لتركيب رجل اصطناعية في احد مستشفيات أربيل، ويعلق بالقول "اين كانت الحكومة؟ راتبي ال 120 الف دينار لم استلمه منذ ثمانية اشهر، وسابقا عندما كنا نستلمه من مقر الجيش لم نكن نسمع سوى الاستهزاء من الجنود والضباط". ويتابع عنصر الصحوة السابق حديثه وقد ارتسمت عليه علامات الحسرة "انا نادم على عملي السابق بقدر ما كنت افتخر به، والحكومة تتعمد بسياستها مع الصحوة دفعنا لارتكاب امور نحن في غنى عنها".
ويوضح الملحمي تحذيره بالقول "القاعدة ستعفو عنا حال إعلاننا التوبة والعودة إلى مهادنتها وقد نفعل ذلك إن ضاقت بنا السبل"، ويصف ما حدث بأنه "رسالة تحذير لكل من يحاول التعاون مع الحكومة في المستقبل".
الذيب تحول إلى "دجاج" ولم يبق سوى التويوتا
ولا يختلف حال فاضل الملحمي عن حال متعب عبدالله القيادي السابق في الصحوة والذي اشتهر باسم "ذيب الجزيرة" بسبب قيادته معارك عنيفة مع تنظيم القاعدة في منطقة الجزيرة المحصورة بين مدينتي الفلوجة وسامراء في خريف العام 2007 ، الذي يعلق على لقبه ويقول "يا ذيب يا بلوط.. والله دجاج صايرين.. مطاردين من مكان لمكان".
ويعيش عبد الله (43 سنة) الأب لسبعة أطفال في منزل متهاو مكون من غرفتين وصالة استقبال كان ينظر إلى صوره وزملائه خلال سنوات قتال القاعدة التي ملأت جدرانها، ثم يسحب سيجارة من جيبه ويشعلها ويشير بأصبعه إلى واحدة منها ويقول "هذا شقيقي وابني قتلا على يد تنظيم القاعدة بسبب ملاحقتهم لي"، ويضيف "أين اهتمام المجلس المحلي او الحكومة المركزية مقابل هذه التضحيات".
ويتابع عبد الله حديثه لـ"السومرية نيوز" "لم اسلم راتبي من الحكومة منذ تسعة اشهر ولا أعرف السبب"، ويضيف "لم يعد لدي سوى التويوتا وحتى إن بعتها لن تكفي لسد الديون".
ويلفت القيادي السابق في الصحوة إلى ان أيامه تحولت إلى ترقب وخوف من ما سيحمله المستقبل، فهم حاليا لا يفتح الباب لطارقيه إلا بعد النظر من فتحة الباب أو من على سطح منزله هوية الطارق بسبب تهديدات القاعدة له، وثم يتابع معلقا بالقول "تركنا بعدما تم استخدامنا كمعبر للجيش الامريكي والحكومة العراقية للسيطرة على المناطق الساخنة، الحكومة صادرت انتصارتنا لصالحها والمالكي اراد الايحاء بأنه هو الذي فرض الامن ونسي دورنا".
عشرة قياديين في الصحوة قتلوا منذ بداية 2012 فقط ببغداد
وقد لا يكون شعور صحوة العراق بالاهمال الحكومي والتقصير في حمايتهم مبالغ فيه، فحادث اغتيال القيادي السابق في الصحوة والمنشق عن تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري ليل الثلاثاء (24 كانون الثاني 2012) في بغداد
يعد الحادث العاشر من نوعه في العاصمة وحدها منذ بداية العام الحالي.
ويكشف القائد العسكري لصحوة ابو غريب سلمان الزوبعي ان "نحو 30 عنصرا بينهم عشرة قيادين قتلوا في أبو غريب والتاجي والمحمودية واللطيفية والدورة منذ اكتمال الانسحاب الامريكي من البلاد"، ويضيف بالقول "هذا في بغداد وحدها اما في المناطق الأخرى فلا توجد لدينا معلومات دقيقة عن القتلى من الصحوات".
ويعتبر الزوبعي في حديث لـ"السومرية نيوز ان القاعدة عازمة على اخذ الثار من الصحوة بعد انسحاب الجيش الامريكي "ولو بسكاكين المطبخ ان شح السلاح"، ويعلق وملامح عدم الرضا بادية على وجهه "لم تعد لدينا حتى القدرة على الدفاع عن انفسنا بعدما منعتنا الحكومة من الاحتفاظ بأي قطعة سلاح"، متهما في الوقت نفسه "جهات متنفذة" في بغداد بـ"قتل قيادات بارزة في الصحوة لدفن اسرار خطيرة معها لا ترغب بظهورها في الاعلام".
ابو ريشة: الجيش فشل في حماية الصحوات
لكن حديث قيادة الجيش عن انتفاء دور الصحوات في المرحلة الحالية ينفده قادة الصحوة بل يتهمون الجيش العراقي بـ"الفشل" في حماية عناصر الصحوات وتامين الوضع الامني في البلاد عموما.
ويقول رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد أبو ريشة في حديث لـ"السومرية نيوز" ان عناصر الصحوات أن بعد وفروا الامن للحكومة في بغداد وباقي المناطق الساخنة اصبحوا اليوم بلا حماية"، ويؤكد أن "ما يحدث اليوم من استهداف لقادة الصحوات دليل على فشل الجيش في ضبط الامن"، معتبرا ان توفير الامن لعناصر الصحوات "اهم من توفير لقمة العيش لهم في الوقت الحالي".
http://www.alsumarianews.com/ar/iraq-insights/-4-35267.html
لم يكن خروج فاضل الملحمي من باب منزله الطيني الواقع في إحدى ضواحي الفلوجة بالأمر السهل، فالمشي على ساق واحدة بعدما بترت الأخرى قبل أشهر، والخوف من أن يكون "صيدا سهلا" لتنظيم القاعدة جعلا الخطوات القليلة التي قطعها من داخل المنزل وحتى بابه "أشبه بالمغامرة"، كما يقول، ليعود ويلتقط انفاسه ويضيف أن حاله باتت شبيهة لحال معظم عناصر الصحوة الذين قارعوا تنظيم القاعدة وأهملتهم الحكومة العراقية.
ويواصل الملحمي (40 سنة) حديثه لـ"السومرية نيوز" ويده على مسدسه "البيريتا " الذي وضعه في جيبه، ويقول أنه اضطر للمجيء مع عائلته والعيش في منزل طيني بعد موجة التفجيرات التي طالت منازل عناصر الصحوة، ويزيد قائلا "حتى أصحاب الشقق لا يؤجرون تأجير عناصر الصحوة خوفا من أن تستهدف شققهم".
ويلفت الملحمي إلى ان معانته لا تقتصر على خوفه المستمر من تنظيم القاعدة، ويوضح أنه فقدانه لرجله بعبوة ناسفة زرعها له تنظيم القاعدة بالقرب من منزله السابق وادت إلى مقتل زميل له لم يؤلمه بقدر "تجاهل الحكومة" له "وتخلفها عن تحقيق الوعود التي قطعتها لعناصر الصحوة".
ويوضح أنه اضطر لدفع مبلغ خمسة الاف دولار من جيبيه "الخاص" لتركيب رجل اصطناعية في احد مستشفيات أربيل، ويعلق بالقول "اين كانت الحكومة؟ راتبي ال 120 الف دينار لم استلمه منذ ثمانية اشهر، وسابقا عندما كنا نستلمه من مقر الجيش لم نكن نسمع سوى الاستهزاء من الجنود والضباط". ويتابع عنصر الصحوة السابق حديثه وقد ارتسمت عليه علامات الحسرة "انا نادم على عملي السابق بقدر ما كنت افتخر به، والحكومة تتعمد بسياستها مع الصحوة دفعنا لارتكاب امور نحن في غنى عنها".
ويوضح الملحمي تحذيره بالقول "القاعدة ستعفو عنا حال إعلاننا التوبة والعودة إلى مهادنتها وقد نفعل ذلك إن ضاقت بنا السبل"، ويصف ما حدث بأنه "رسالة تحذير لكل من يحاول التعاون مع الحكومة في المستقبل".
الذيب تحول إلى "دجاج" ولم يبق سوى التويوتا
ولا يختلف حال فاضل الملحمي عن حال متعب عبدالله القيادي السابق في الصحوة والذي اشتهر باسم "ذيب الجزيرة" بسبب قيادته معارك عنيفة مع تنظيم القاعدة في منطقة الجزيرة المحصورة بين مدينتي الفلوجة وسامراء في خريف العام 2007 ، الذي يعلق على لقبه ويقول "يا ذيب يا بلوط.. والله دجاج صايرين.. مطاردين من مكان لمكان".
ويعيش عبد الله (43 سنة) الأب لسبعة أطفال في منزل متهاو مكون من غرفتين وصالة استقبال كان ينظر إلى صوره وزملائه خلال سنوات قتال القاعدة التي ملأت جدرانها، ثم يسحب سيجارة من جيبه ويشعلها ويشير بأصبعه إلى واحدة منها ويقول "هذا شقيقي وابني قتلا على يد تنظيم القاعدة بسبب ملاحقتهم لي"، ويضيف "أين اهتمام المجلس المحلي او الحكومة المركزية مقابل هذه التضحيات".
ويتابع عبد الله حديثه لـ"السومرية نيوز" "لم اسلم راتبي من الحكومة منذ تسعة اشهر ولا أعرف السبب"، ويضيف "لم يعد لدي سوى التويوتا وحتى إن بعتها لن تكفي لسد الديون".
ويلفت القيادي السابق في الصحوة إلى ان أيامه تحولت إلى ترقب وخوف من ما سيحمله المستقبل، فهم حاليا لا يفتح الباب لطارقيه إلا بعد النظر من فتحة الباب أو من على سطح منزله هوية الطارق بسبب تهديدات القاعدة له، وثم يتابع معلقا بالقول "تركنا بعدما تم استخدامنا كمعبر للجيش الامريكي والحكومة العراقية للسيطرة على المناطق الساخنة، الحكومة صادرت انتصارتنا لصالحها والمالكي اراد الايحاء بأنه هو الذي فرض الامن ونسي دورنا".
عشرة قياديين في الصحوة قتلوا منذ بداية 2012 فقط ببغداد
وقد لا يكون شعور صحوة العراق بالاهمال الحكومي والتقصير في حمايتهم مبالغ فيه، فحادث اغتيال القيادي السابق في الصحوة والمنشق عن تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري ليل الثلاثاء (24 كانون الثاني 2012) في بغداد
يعد الحادث العاشر من نوعه في العاصمة وحدها منذ بداية العام الحالي.
ويكشف القائد العسكري لصحوة ابو غريب سلمان الزوبعي ان "نحو 30 عنصرا بينهم عشرة قيادين قتلوا في أبو غريب والتاجي والمحمودية واللطيفية والدورة منذ اكتمال الانسحاب الامريكي من البلاد"، ويضيف بالقول "هذا في بغداد وحدها اما في المناطق الأخرى فلا توجد لدينا معلومات دقيقة عن القتلى من الصحوات".
ويعتبر الزوبعي في حديث لـ"السومرية نيوز ان القاعدة عازمة على اخذ الثار من الصحوة بعد انسحاب الجيش الامريكي "ولو بسكاكين المطبخ ان شح السلاح"، ويعلق وملامح عدم الرضا بادية على وجهه "لم تعد لدينا حتى القدرة على الدفاع عن انفسنا بعدما منعتنا الحكومة من الاحتفاظ بأي قطعة سلاح"، متهما في الوقت نفسه "جهات متنفذة" في بغداد بـ"قتل قيادات بارزة في الصحوة لدفن اسرار خطيرة معها لا ترغب بظهورها في الاعلام".
ابو ريشة: الجيش فشل في حماية الصحوات
لكن حديث قيادة الجيش عن انتفاء دور الصحوات في المرحلة الحالية ينفده قادة الصحوة بل يتهمون الجيش العراقي بـ"الفشل" في حماية عناصر الصحوات وتامين الوضع الامني في البلاد عموما.
ويقول رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد أبو ريشة في حديث لـ"السومرية نيوز" ان عناصر الصحوات أن بعد وفروا الامن للحكومة في بغداد وباقي المناطق الساخنة اصبحوا اليوم بلا حماية"، ويؤكد أن "ما يحدث اليوم من استهداف لقادة الصحوات دليل على فشل الجيش في ضبط الامن"، معتبرا ان توفير الامن لعناصر الصحوات "اهم من توفير لقمة العيش لهم في الوقت الحالي".
http://www.alsumarianews.com/ar/iraq-insights/-4-35267.html