المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية عبد ربه منصور هادي.. "المشير" الذي يخلف صالح



أحمد الأنصاري
21-02-2012, 09:09 PM
يطوي اليمنيون الثلاثاء صفحة الرئيس علي عبدالله صالح - الذي حكم اليمن لما يقرب من ثلاثة عقود ونصف - ليبدأ فتح صفحة جديدة مع "المشير" عبد ربه منصور هادي، الذي بدأ بالفعل ممارسة مهام الرئاسة منذ 23 نوفمبر الماضي، بعدما تخلى صالح "طواعيةً" عن السلطة.وكما كان الرئيس "المتنحي" يحب أن يصف فترة حكمه بأنها تشبه "الرقص على رؤوس الأفاعي"، في إشارة إلى المشكلات والصراعات الداخلية التي شهدتها اليمن طوال تلك الفترة، فإن الرئيس "الجديد" وهو أول جنوبي يصل إلى هذا المنصب سوف تكون بانتظاره مشكلات أخرى ربما تتطلب منه أن يبدأ بتعلم ما كان يمارسه سلفه.

عبد ربه منصور هادي في سطور:
ولد هادي في الأول من مايو عام 1945، في قرية ذكين بمديرية الوضيع في محافظة أبين بجنوب البلاد، وتلقى تعليمه الأوَّلي هناك قبل أن ينتقل إلى عدن التي تخرج في مدرسة محميتها البريطانية عام 1964، وهي مدرسة عسكرية خاصة بأبناء ضباط الجيش الاتحادي للجنوب العربي، كما كان يسمى حينها.
ولـ"هادي" مسيرة حافلة في التأهيل العسكري، فقد درس في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1966، قبل أن يلتحق بالدراسة في العاصمة المصرية القاهرة التي تخرج منها في مجال سلاح الدبابات عام 1970, وبعد ذلك ابتعث للدراسة لأربع سنوات في الاتحاد السوفياتي السابق في مجال القيادة والأركان.
وبعد دراسته الخارجية، حددت أحداث اليمن مصيره، إذ كان من بين الذين فروا عام 1986 من جنوب اليمن عقب أحداث الحرب الأهلية في يناير إلى شمال البلاد، وظل هناك.
وبعد الوحدة كان ضمن اليمنيين الجنوبيين الذين شاركوا إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح في الحرب الأهلية عام 1994، بين شريكي الوحدة اليمنية، الشمال والجنوب، وتحديدًا المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني.
وأثناء الحرب عُيِّن وزيرًا للدفاع وهو برتبة لواء، وقبل أسابيع قليلة رُقِّي من قبل صالح إلى رتبة مشير ركن، وهي أعلى رتبة عسكرية في اليمن، ولا يحوزها سوى الرئيس صالح وهادي، وقبلهما الرئيس اليمني الأسبق عبد الله السلال.
ثم عُيِّن عقب الحرب نائبًا للرئيس وحتى انتقلت إليه صلاحيات الرئيس علي عبد الله صالح كاملة، في الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتوقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية التي تنحى بموجبها.
ويعد عبد ربه منصور هادي اليوم في اليمن، هو الرجل الأول، الذي حظي بثقة أطراف مختلفة ليكون مرشح توافق وطني، من قبل القوى السياسية في الساحة في ضوء المبادرة الخليجية، كما أنه حظي بدعم كبير من قبل القوى الإقليمية والدولية، ومن المفترض أن يشغل منصب الرئاسة للفترة الانتقالية لمدة عامين، قبل إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وهادي جاء من مدرسة اليسار والشيوعية، ولكن التطورات السياسية في اليمن جرفته نحو حزب المؤتمر الشعبي العام الليبرالي الذي يشغل فيه حاليًا منصب نائب رئيس الحزب أي نائب صالح، وفي القريب سيكون الرجل الأول في الدولة بحكم القانون.
ولعل أبرز التحديات التي تواجه هادي تتمثل في إعادة بناء القوات المسلحة، التي ما زال أنصار صالح يسيطرون على معظمها، خاصة في مؤسسة الحرس الجمهوري، التي ظلت طويلاً تحت قيادة أحد أبناء الرئيس السابق، بالإضافة إلى انشقاق عدد كبير من العسكريين مع اللواء علي محسن الأحمر.
كما يواجه هادي تحديًا بالغًا - ربما يكون الأصعب بانتظاره - يتمثل في تزايد حركات "التمرد" التي تهدد بتقسيم الجمهورية اليمنية، بدءًا من "الحراك الجنوبي"، الذي يدعو للانفصال عن الشمال، ومرورًا بـ"الحوثيين" في شمال البلاد، بالإضافة إلى تزايد نشاط شبكة "القاعدة" في الوسط والجنوب.


http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/entekhabat-Yamen/2012/02/21/144460.html