المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة الإمام أحمد بن حنبل------>



o3000
08-02-2002, 10:29 AM
عقيدة الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرًا.
رواية مسدد بن مسرهد

روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات، والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد، وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد: أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال: لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة - يعني في القول بخلق القرآن، وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء- كتب إلى أحمد بن حنبل : أن اكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالاً عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فكتب إليه :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى، ويحيون بكتاب الله الموتى، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن آثارهم على الناس: ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًاـ وفي كتابه بغير علم، فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما.
أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته، وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه، واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ذلك .
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة، فقد علمتم ما حل بمن خالفها وما جاء فيمن اتبعها، فإنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله ليدخل العبدَ الجنة بالسنة يتمسك بها. وآمركم ألا تؤثروا على القرآن شيئا فإنه كلام الله، وما تكلم الله به فليس بمخلوق، وما أخبر به عن القرون الماضية فليس بمخلوق، وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وصف فهو كلام الله غير مخلوق. فمن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم، ومن لم يكفره فهو كافر.. ثم من بعد كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والحديث عنه وعن المهديين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم والتصديق بما جاءت به الرسل، واتباع السنة نجاة وهي التي نقلها أهل العلم كابرًا عن كابر .

التحذير من الجهمية
واحذروا رأي جهم فإنه صاحب رأي وكلام وخصومات .
وأما الجهمية فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: إن الجهمية افترقت ثلاث فرق: فقالت طائفة منهم: القرآن كلام الله وهو مخلوق، وقالت طائفة: القرآن كلام الله وسكتت، وهي الواقفة الملعونة، وقالت طائفة منهم: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة .. فهؤلاء كلهم جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا.
وأجمع من أدركنا من أهل العلم على أن من هذه مقالته ـ إن لم يتب ـ لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته .

الإيمان قول وعمل
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، زيادته إذا أحسنت ونقصانه إذا أسأت .
ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، فإن تاب رجع إلى الإيمان، ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله العظيم أو برد فريضة من فرائض الله جاحدا لها فإن تركها كسلا أو تهاونا بها كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .

المعتزلة
وأما المعتزلة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفِّرون بالذنب، ومن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كان كافرًا وأن إخوة يوسف حين كذبوا أباهم عليه السلام كانوا كفارًا .

وأجمعت المعتزلة على أن من سرق حبة فهو كافر، وفي لفظ في النار تبين منه امرأته ويستأنف الحج إن كان حج .. فهؤلاء الذين يقولون بهذه المقالة كفار، وحكمهم ألا يكلموا، ولا يناكحوا، ولا تؤكل ذبائحهم، ولا تقبل شهادتهم حتى يتوبوا.

الرافضة

وأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: إن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر الصديق، وإن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر .. فمن زعم أن عليا بن أبي طالب أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة، يقول الله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه ... الآية " فقدم الله أبا بكر بعد النبي ولم يقدم عليا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن الله قد اتخذ صاحبكم خليلاً ( يعني نفسه) ولا نبي بعدي .
ومن زعم أن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فقد أخطأ؛ لأن أبا بكر أسلم وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة وعلي يومئذ ابن سبع سنين لم تجر عليه الأحكام والحدود والفرائض.

الإيمان بالقدر
ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله، وأن الله خلق الجنة قبل خلق الخلق وخلق لها أهلاً، ونعيمها دائم، فمن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر.
وخلق النار قبل خلق الخلق وخلق لها أهلاً، وعذابها دائم، وأن الله يخرج أقواما من النار بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة .
وأن الله كلم موسى تكليما واتخذ إبراهيم خليلا.
والميزان حق، والصراط حق، والأنبياء حق، وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وكلمته .
والإيمان بالحوض والشفاعة ،والإيمان بالعرش والكرسي، والإيمان بملك الموت وأنه يقبض الأرواح ثم ترد إلى الأجساد في القبور ويسألون عن الإيمان والتوحيد والرسل.
والإيمان بمنكر ونكير وعذاب القبر والإيمان بالنفخ في الصور، والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل.
وأن القبر الذي هو بالمدينة قبر النبي صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر وعمر.
وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل.
والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة، وينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيقتله بباب لدٍّ، وما أنكرته العلماء من أهل السنة من الشبهة فهو منكر . واحذروا البدع كلها.
تفاضل الصحابة
ولا عين تطرف بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبي بكر، ولا عين تطرف بعد أبي بكر أفضل من عمر، ولا بعد عمر عين تطرف أفضل من عثمان، ولا بعد عثمان بن عفان عين تطرف أفضل من علي ابن أبي طالب .
قال أحمد: كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت عن علي حتى صح لنا حديث ابن عمر بالتفضيل .
قال: أحمد هم والله الخلفاء الراشدون المهديون .
ونشهد للعشرة أنهم في الجنة أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح .. فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها.
ورفع اليدين في الصلاة زيادة في الحسنات والجهر بـ "آمين" عند قول الإمام ولا الضالين، والصلاة على من مات من أهل هذه القبلة، وحسابهم على الله عز وجل، والخروج مع كل إمام خرج في غزوة وحجة، والصلاة خلف كل بر وفاجر صلاة الجمعة والعيدين ،والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا نخرج عليهم بالسيف، ولا نقاتل في الفتنة، ولا نتألى على أحد من المسلمين أن يقول فلان في الجنة وفلان في النار إلا العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة .
والكف عن مساوىء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحدثوا بفضائلهم وأمسكوا عما شجر بينهم.
التحذير من أهل البدع
ولا تشاور أهل البدع في دينك، ولا ترافق أحدًا منهم في سفرك.
وصِفوا الله بما وصف به نفسه، وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه، واحذروا الجدال مع أصحاب الأهواء.
ولا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل، والمتعة حرام إلى يوم القيامة، والتكبير على الجنائز أربع، فإن كبر الإمام خمسا فكبِر معه كفعل علي بن أبي طالب، قال عبد الله بن مسعود: كبر ما كبر إمامك. قال أحمد: خالفني الشافعي فقال: إن زاد على أربع تكبيرات تعاد الصلاة، واحتج عليَّ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه صلى على جنازة فكبر أربعًا)، وفي رواية ( صلى على النجاشي فكبر أربعا).
والمسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة، وصلاة الليل والنهار مثنى مثنى، ولا صلاة قبل العيد، وإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد، والوتر ركعة والإقامة فرادى .. أحبوا أهل السنة على ما كان منهم . أماتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة، ورزقنا وإياكم العلم، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

الموضوع منقول من موقع:

الشبكة الاسلامية (http://www.islamweb.net)