المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال تصنيع السعادة بخداع النفس



حسام حربى
27-02-2012, 01:25 PM
http://i28.fastpic.ru/big/2012/0227/ea/c6f1f34c0b9ea3f860aa7b9cc1f097ea.jpg


لو خيرتك الآن بين أن تأخذ منى مليون جنيه أو لا تأخذها ماذا ستختار؟
هل أنت متأكد؟ فكر قليلاً..
آخر كلام؟ لن تستطيع تغيير رأيك الآن..
حسناً. للأسف لقد كنت أخدعك. لن أعطيك شيئاً
لاحظ ما يدور فى خلدك فى هذه اللحظة
أنت الآن تفكر بأن هذا أفضل لك على كل حال.. وأنك لم تكن تريدها أصلاً.. وأن هذا المبلغ كان سيفسد أخلاقك ويدفعك لمعاقرة الخمر وإدمان المخدرات والصرمحة مع النساء
وهكذا يا عزيزى القارىء تكون قد اكتشفت سر السعادة الصناعية!

فى احصاءات ودراسات علمية كثيرة وُجد أن البشر يلجأون لتصنيع السعادة بأنفسهم عندما لا يكون لهم خيار أفضل من وضعهم الحالى. فعلى سبيل المثال وُجد أن مبتورى الأرجل يتساوون فى مستوى سعادتهم بعد عام مع رابحى اليانصيب[1]! كيف هذا؟ لأن مبتورى الأرجل فعلوا مثلما فعلت أنت منذ ثوان تماماً.. إذ بدأوا يفكرون بأن وضعهم الجديد أفضل لهم، وأنهم الآن لا يحتاجون للذهاب للعمل مثلاً، وأنه بوسعهم قضاء المزيد من وقتهم فى القراءة أو مشاهدة التلفاز الخ حتى صاروا يعتقدون أو يقتربون من الإعتقاد خلال عام من غسيل مخهم بأنفسهم بأن ما حدث كان خيراً لهم بالفعل! وكان متوقع أن يكون هذا النوع من التبرير سائد فى الثقافات المتدينة فقط عملاً بِحِكَم من قبيل "الخيرة فيما اختاره الله" رغم تناقضها مع القرآن نفسه والقائل بأن الإنسان يُبتلى بالشر والخير ويُبتلى أحياناً بما لا يصبر عليه الخ، لكنه فى الحقيقة شعور بشرى عالمى بغض النظر عن الدين والثقافة والجنسية. ونستطيع أن نفكر فى عشرات المواقف التى يخدع الناس فيها أنفسهم ويصنّعون سعادتهم، مثلاً:

واحد لم يأت بمجموع فى الثانوية العامة: لو كنت أتيت بمجموع كبير كنت دخلت كلية الطب وأضعت سبع سنين من عمرى لأعمل فى النهاية بـ700 جنيه فى الشهر.. ثم إنى أكره منظر الدماء
واحد دخل السجن: السجن للجدعان واهو الواحد يريح نفسه يومين من الدنيا وبلاويها
واحد أهله ماتوا: كانوا تعبانين فى مرضهم.. ثم إنها سنة الحياة
واحدة جوزها طلقها: كويس لأنى كنت باكرهه أصلاً ودلوقتى رجعتلى حريتى
واحدة مش عارفة تتجوز: كويس عشان مايحصليش زى ما حصل لفلانة
واحد خلّف عيال مطلعين عينه: لولاهم كنت هاعانى من الفراغ وما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط
واحد مش عارف يخلف: شوف عيال فلان عاملين فيه إيه
واحد اتعمى واتطرش واتشل وكان ظالم: الحمدلله ربنا عايز يكفر عن ذنوبى
واحد اتعمى واتطرش واتشل وكان صالح: الحمدلله ربنا عايز يرفع درجتى فى الجنة

وهكذا يا عزيزى القارىء فمن المحال أن يواجه الإنسان نفسه بأن وضعه الحالى صار أسوأ. ولماذا سيفعل ذلك مادام لا يمكنه تغيير الوضع الجديد؟ لكن تعال إعطى فاشل الثانوية فرصة إعادة أو اعطى المسجون فرصة استئناف أو اعطى المريض فرصة شفاء وستجد الفاشل إذ فجأة يحب منظر الدماء والسجين يشتاق لبلاوى الدنيا والمريض يزهد فى ثواب الصابرين!

الأدهى من ذلك أننا -بحسب دراسة نُشرت فى سجل علم النفس التجريبى- كثيراً ما ننسى أصلاً أننا لم نكن نريد ذلك من قبل حدوثه[2].. فمثلاً الذى دخل السجن سيظل يتذكر اللحظات التى كان يعانى منها خارجه ويقنع نفسه حقاً أنه كان يريد أخذ راحة! كذا للتى طلقها زوجها أو الذى أصيب بمرض.. سيغيرون ماضيهم فى أدمغتهم ليتماشى مع الوضع الجديد وكأنهم كانوا يريدون وقوعه. وقد أظهر أحد الأبحاث المذهلة أنه كلما تم تذكير الأهل بمصاريف أطفالهم الباهظة كلما كانوا أكثر سعادة بإنجابهم! أى أنهم يخلّقون لاشعورياً سعادة صناعية ليس فقط تعادل بل وتزيد على الشعور بالمأساة نتيجة ما يتم تذكيرهم به. وقد جربت شعوراً شبيهاً بنفسى عدة مرات وذُهلت ومازلت أُذهل فى كل مرة يحدث لى.. فمثلاً إن أُصبت فلم أتمكن من مزاولة الرياضة أجدنى أقول لنفسى فوراً أن هذا أفضل لأنى أحتاج لبعض الراحة أو لأنى مشغول هذه الأيام الخ وكأنى لو لم أُصَب كنت سأصيب نفسى على أية حال! وجربها على نفسك فى أول موقف سىء لا خلاص لك منه وستفاجأ مثلى تماما

والآن ما رأيك فى هذا المقال؟ نقول أنه لم يضف جديداً لمعلوماتك وأضاع وقتك؟ لا يهم.. فقد كنت تود إراحة أعصابك بقراءة شىء ممل لمدة عشر دقائق أليس كذلك؟

حسام حربى
https://ubser.wordpress.com

Heartbeat
28-02-2012, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لو خيرتك الآن بين أن تأخذ منى مليون جنيه أو لا تأخذها ماذا ستختار؟
هل أنت متأكد؟ فكر قليلاً..
آخر كلام؟ لن تستطيع تغيير رأيك الآن..
حسناً. للأسف لقد كنت أخدعك. لن أعطيك شيئاً
لاحظ ما يدور فى خلدك فى هذه اللحظة
أنت الآن تفكر بأن هذا أفضل لك على كل حال.. وأنك لم تكن تريدها أصلاً.. وأن هذا المبلغ كان سيفسد أخلاقك ويدفعك لمعاقرة الخمر وإدمان المخدرات والصرمحة مع النساء
وهكذا يا عزيزى القارىء تكون قد اكتشفت سر السعادة الصناعية!

صدقت دائماً أقول لـ نفسي الحمدالله اني لا املك المال الكثير حتى لا أفتن بفتن المال
ومع هذا في داخلي اتمنى لو اني املك الكثير من المال ^_^

فى احصاءات ودراسات علمية كثيرة وُجد أن البشر يلجأون لتصنيع السعادة بأنفسهم عندما لا يكون لهم خيار أفضل من وضعهم الحالى. فعلى سبيل المثال وُجد أن مبتورى الأرجل يتساوون فى مستوى سعادتهم بعد عام مع رابحى اليانصيب[1]! كيف هذا؟ لأن مبتورى الأرجل فعلوا مثلما فعلت أنت منذ ثوان تماماً.. إذ بدأوا يفكرون بأن وضعهم الجديد أفضل لهم، وأنهم الآن لا يحتاجون للذهاب للعمل مثلاً، وأنه بوسعهم قضاء المزيد من وقتهم فى القراءة أو مشاهدة التلفاز الخ حتى صاروا يعتقدون أو يقتربون من الإعتقاد خلال عام من غسيل مخهم بأنفسهم بأن ما حدث كان خيراً لهم بالفعل! وكان متوقع أن يكون هذا النوع من التبرير سائد فى الثقافات المتدينة فقط عملاً بِحِكَم من قبيل "الخيرة فيما اختاره الله" رغم تناقضها مع القرآن نفسه والقائل بأن الإنسان يُبتلى بالشر والخير ويُبتلى أحياناً بما لا يصبر عليه الخ، لكنه فى الحقيقة شعور بشرى عالمى بغض النظر عن الدين والثقافة والجنسية. ونستطيع أن نفكر فى عشرات المواقف التى يخدع الناس فيها أنفسهم ويصنّعون سعادتهم، مثلاً:

بخصوص الإبتلاء بلا شك ان الله سبحانة يبتلي عبادة المؤمنين
ولكنك صادق في ما تقول ان الانسان بعد فترة يبرر لنفسه انه في افضل حال من قبل
ويبحث عن الأمل في وضعه الحالي ولا يستسلم للواقع
وهذا امر محمود لو أنه استسلم للواقع وفقد الامل ماذا سوف يستفيد
سوى الحزن وكره نفسه والأخرين والشعور بالوحدة
نعم الانسان هو من يصنع سعادتة بنفسه مهما كان حاله

واحد لم يأت بمجموع فى الثانوية العامة: لو كنت أتيت بمجموع كبير كنت دخلت كلية الطب وأضعت سبع سنين من عمرى لأعمل فى النهاية بـ700 جنيه فى الشهر.. ثم إنى أكره منظر الدماء

غريب بالفعل ان لا يحتمل الدكتور منظر الدماء
ويضيع تعب دراسته هباء :)
تذكرت احد الاصدقاء قدم استقالته من وظيفة مسعف لأنه لم يحتمل المناظر التي يراها في الحوادث التي تقع
اما بخصوص الراتب الشهري فذالك يختلف من دولة لأخرى
مثلاً في بلادي الدكتور راتبه كبير جداً

واحد دخل السجن: السجن للجدعان واهو الواحد يريح نفسه يومين من الدنيا وبلاويها

أسمع هذا الكلام كثيراً في الافلام العربية :)
منطق غريب

واحد أهله ماتوا: كانوا تعبانين فى مرضهم.. ثم إنها سنة الحياة

هذا الأمر ليس سيء , نعم هي سنة الحياة
والحزن لن يعيدهم

واحدة جوزها طلقها: كويس لأنى كنت باكرهه أصلاً ودلوقتى رجعتلى حريتى

هههههههههههههههه
من يلومها

واحدة مش عارفة تتجوز: كويس عشان مايحصليش زى ما حصل لفلانة

مبرر غريب
وكأن جميع النساء فلانه

واحد خلّف عيال مطلعين عينه: لولاهم كنت هاعانى من الفراغ وما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط

سمعت حديث دار بين شخصين احدهم عياله مطلعين عينه يقول مللت منهم واتمنى لو اني بدون عيال
قال له الأخر لو جربت فقدانهم لما تمنيت هذا

واحد مش عارف يخلف: شوف عيال فلان عاملين فيه إيه

هذا مسكين

واحد اتعمى واتطرش واتشل وكان ظالم: الحمدلله ربنا عايز يكفر عن ذنوبى

إذا كان يقصد ما يقول ومقتنع بما يقول
نعم تكفير ذنوب إن شاء الله

واحد اتعمى واتطرش واتشل وكان صالح: الحمدلله ربنا عايز يرفع درجتى فى الجنة

إنسان صالح ماذا تتوقع ان يقول
هل يعترض على حكم الله
الله يهدينا جميعاً ^_^

وهكذا يا عزيزى القارىء فمن المحال أن يواجه الإنسان نفسه بأن وضعه الحالى صار أسوأ. ولماذا سيفعل ذلك مادام لا يمكنه تغيير الوضع الجديد؟ لكن تعال إعطى فاشل الثانوية فرصة إعادة أو اعطى المسجون فرصة استئناف أو اعطى المريض فرصة شفاء وستجد الفاشل إذ فجأة يحب منظر الدماء والسجين يشتاق لبلاوى الدنيا والمريض يزهد فى ثواب الصابرين!

يختلف الأمر ليس الجميع هكذا
مثلاً سمعنى بفلانه المشهورة حين مرضت إرتدت الحجاب وحين شفيت خلعت الحجاب
يختلف الأمر بين الصالح والطالح
ويختلف الأمر بين من يتعظ بما حصل وبين من لا يتعظ
الفاشل لو وجد ألف فرصة واصبح دكتور لن يتغير الامر ان كان لا يحتمل الدماء :)
والسجين لن ام يرجع عن ماكان فيه بالتأكيد سوف يشتاق لبلاوي الدنيا وسوف يعود سجيناً ^_^
والمريض كذالك وضربت لك مثال بالمشهورة التي خلعت الحجاب حين شفيت
ولكن ولله الحمد ليس الجميع هكذا

الأدهى من ذلك أننا -بحسب دراسة نُشرت فى سجل علم النفس التجريبى- كثيراً ما ننسى أصلاً أننا لم نكن نريد ذلك من قبل حدوثه[2].. فمثلاً الذى دخل السجن سيظل يتذكر اللحظات التى كان يعانى منها خارجه ويقنع نفسه حقاً أنه كان يريد أخذ راحة! كذا للتى طلقها زوجها أو الذى أصيب بمرض.. سيغيرون ماضيهم فى أدمغتهم ليتماشى مع الوضع الجديد وكأنهم كانوا يريدون وقوعه. وقد أظهر أحد الأبحاث المذهلة أنه كلما تم تذكير الأهل بمصاريف أطفالهم الباهظة كلما كانوا أكثر سعادة بإنجابهم! أى أنهم يخلّقون لاشعورياً سعادة صناعية ليس فقط تعادل بل وتزيد على الشعور بالمأساة نتيجة ما يتم تذكيرهم به. وقد جربت شعوراً شبيهاً بنفسى عدة مرات وذُهلت ومازلت أُذهل فى كل مرة يحدث لى.. فمثلاً إن أُصبت فلم أتمكن من مزاولة الرياضة أجدنى أقول لنفسى فوراً أن هذا أفضل لأنى أحتاج لبعض الراحة أو لأنى مشغول هذه الأيام الخ وكأنى لو لم أُصَب كنت سأصيب نفسى على أية حال! وجربها على نفسك فى أول موقف سىء لا خلاص لك منه وستفاجأ مثلى تماما

صحيح كلامك
انا هاوي لأحد الرياضات
حين اصاب ولا اتمرن اخبر نفسي اني ارتحت من التمرين :)
لكن السؤال هل هي بالفعل سعادة مصتنعه
ام رضى بأمر الله
مالمانع في البحث عن السعادة في أي حال أكون بها
هذا امر محمود

والآن ما رأيك فى هذا المقال؟ نقول أنه لم يضف جديداً لمعلوماتك وأضاع وقتك؟ لا يهم.. فقد كنت تود إراحة أعصابك بقراءة شىء ممل لمدة عشر دقائق أليس كذلك؟

لا لم أضيع وقتي بل أرحت اعصابي بقراءة مقالك ^_^
أن أكون إيجابي أفضل من أن أكون سلبي