المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال مقالات نسيم الصمادي



ranasamaha
28-02-2012, 09:49 AM
أنا أفكر .. إذن أنا "غير" موجود (http://www.edara.com)








أتيحت لي مؤخرا فرصة المشاركة في عدد من معارض الكتب. وبسبب القراءة في موضوعات شتى، وجدتني أفكر وأطرح أسئلة جديدة. فالأفكار تنبع من الأسئلة أو من إجاباتها. فنحن نفكر في "مسائل" ومن الصعب أن نصل لفكرة دون أن نطرح سؤالا، أو نجيب عن آخر.

الأسئلة التي روادتني مؤخرا: لماذا تسجل كتب الطبخ أعلى المبيعات دائما؟ ففي معرض أبو ظبي للكتاب - والذي أقيم الشهر الماضي - كان الزائرون يصطفون بالعشرات لشراء كتب الطبخ، ومشاهدة عروض الطبخ الحية. ولا ينافس كتب الطبخ في المبيعات سوى موسوعة "جينس" للأرقام القياسية، وهي موسوعة ملونة كتبت لتُستعرض وتُراجع من أجل الإثارة والمتعة، لا لتُقرأ من أولها إلى آخرها. وحتى في "جينس" تحظى الأرقام القياسية لأكبر "بيتزا،" وأطول شطيرة، وأكبر قالب "كيك" بالاهتمام الأول!

للوهلة الأولى قد تبدو الإجابة عن هذا السؤال سهلة، على اعتبار أن الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من معدته. ولكن هذه الإجابة تفترض أن معظم زائري المعارض ومشتري الكتب من النساء، وهذا غير صحيح. كما تفترض أن الطريق الذي يبدأ في المعدة وينتهي في القلب، لا يمر في العقل مطلقا؛ ومن الصعب المحاججة بهذا في زمن طغت عليه المادة، وجعلت بين الإنسان وبين الرومانسية أحبالا وأميالا.

من المؤكد أن للغريزة البشرية دورا تلعبه هنا. فقد وضع "ماسلو" احتياجات الوجود الأساسية كالأكل والشرب قبل بقية الحاجات. ولكن من جانب آخر، فقد جاءت حاجات الإشباع الفكري قبل الحاجة لتحقيق الذات، فهل يمكن أن يعمى بصر الإنسان حقا لكي يسعى لتحقيق وجوده دون تحقيق ذاته؟! إذا كان هذا يحدث فعلا – ويبدو أنه يحدث – فإن التنمية المستدامة للمجتمعات والحضارات تصبح أيضا محل شك. وحيث قال "ديكارت" قديما: "أنا أفكر.. إذن أنا موجود" فإن المقولة الفلسفية الجديدة لإثبات الوجود الضخم للإنسان تصبح: "أنا أطبخ .. وآكل .. إذن أنا موجود!" لكننا نستطيع أن نثبت وجودنا دون أن نطبخ! فنحن موجودون لأننا نأكل "البيتزا" و"الهمبورجر" و"كنتاكي" دون أن نطبخ. وفي تنشئتنا لأبنائنا، فإن "التلقيم" - دائما - يسبق "التلقين." وهذا سبب آخر يضع تغذية البطون قبل تغذية الذهون!

سؤال آخر: إذا استثنينا الحاسة السادسة لأنها غير عضوية، فما هو عدد حواس الإنسان العضوية؟ كلنا نعتقد أنها خمس حواس وهي: التذوق، واللمس، والشم، والنظر، والسمع. لكن هناك حواسا عضوية أخرى منسية! من يستطيع إضافة المزيد من الحواس العضوية، فليرسلها إلى إدارة التحرير في "شعاع!" لكن إجابة هذا السؤال تحتاج إلى قراءة وبحث، لا إلى كتاب في الطبخ، أو وجبة "دليفري!"


نسيم الصمادي - دبي (http://www.edara.com)

ahmadmanga
28-02-2012, 02:00 PM
هذا سؤال يجعلك تفكر أياما و أسابيع (وأشهرا وسنوات لو كنت صبورا) دون أن تجد أي إجابة .

قد يكون سبب مبيعات كتب الطبخ المرتفع : برامج الطبخ المنتشرة في الإذاعات (تعجب بطبّاخ(ـة) فتشتري كتبه(هـا)).
أو أن أذواق الناس مختلفة في الكتب الفكرية و العلمية لكن لكل الناس حب للطعام

بالنسبة لي لا أحب كتب الطبخ حتى لو وجدتها مجّانية ... لذا لن أشتريها ^^

Heartbeat
28-02-2012, 02:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لم اكن اعلم ان كتب الطبخ عليها اقبال بهذا الشكل :)
نحن لسنا موجودون من أجل الأكل

الطعام بكل بساطه لنا مثل الوقود للمركبات
الطعام يعتبر وقود للأنسان
ولكن البعض للأسف جعل منها متعه وفي نهاية هذه المتعه الوزن الثقيل :)

لا أعلم ان كان هناك حواس اخرى غير التي اعلم
سوف افكر بالأمر وان وجدت سو أعود ^_^

ranasamaha
29-02-2012, 07:02 PM
هل الحكومات غبية أم تتغابى؟ (http://www.edara.com)






حتى لو بدت الحكومات ذكية، فهي في الواقع غبية. معظم الحكومات تعمل بغباء وقلة منها فقط مكنت مواطنيها وتركتهم يعملون ويبدعون، فأراحت رأسها من وجع القلب وجلست تبتسم.

هل رأيتم حكومات تبتسم؟ الحكومات في سنغافورة والبرازيل وتركيا وماليزيا وأستراليا وأستونيا والصين تجلس على مقاعد فارهة، وتتأمل شعوبها تعمل وهي تبتسم. أما حكومات تونس وليبيا ومصر والعراق وسوريا واليمن ولبنان والسودان والأردن وأسبانيا وآيسلندا واليونان وإيران وأفغانستان وباكستان وأمريكا، فهي تذرف الدموع من شدة غبائها، لأنها لم تدرك أن أفكار الماضي البطيء لا تصلح لإدارة الحاضر العاصف.

في الماضي كانت الحكومات تهتم بحدودها وجيوشها وجغرافيتها وتاريخها. واليوم تهتم الدول الحديثة بمواردها المعنوية مثل: الثقة، والسعادة، والمعرفة، والشفافية، والحرية. الزواج الذي تم بين الإدارة الحكومية والمعرفة، وبين السلطة والاستراتيجية، وبين التكنولوجيا والقيادة، كان زواجًا مفتعلاً وتلقيحًا مصطنعًا، لأن الحكومات ما زالت تختار الحل الأسهل لا الحل الأفضل.

ها هي أكبر دولة في العالم مثلاً تعالج مشكلاتها الاقتصادية بالمسكنات، فتهدر طاقاتها ويتفاوض حزباها الجمهوري والديموقراطي لشهور دون طائل، ثم تلجأ إلى الحل الوسط الذي يرضي جميع الأطراف لتنجو من الإفلاس، بدلاً من أن تختار الحل الصحيح والمتمثل في النظر للمدى البعيد وبناء مجتمع عادل.

كل الحكومات تقريبًا تعمل بأساليب تكتيكية قصيرة المدى، بدلاً من توظيف استراتيجية بعيدة المدى. حتى الحكومة الديموقراطية التي تبدو ذكية، لا تتعلم من أخطائها وهي ترى الطريق يأخذها سريعًا إلى الفشل. فالدول الحديثة تواجه الفشل بمزيد من القوانين والتشريعات الفاشلة.

الحكومات غبية، لأن في التغابي والتغاضي خداعًا للذات. الغبي لا يعبأ بالمستقبل، فيستهلك موارده، ويتجاهل معطياته، ليحقق مكاسب سريعة. معظم الدول تبالغ فيما يمكن تحقيقه على المدى القصير، وتقلل من شأن ما يمكن تحقيقه على المدى الطويل. ولهذا السبب فهي تقطع شجرة كي تقطف ثمرة. كلنا نعرف قصة الفلاح الذي كانت دجاجته تبيض ذهبًا، فذبحها ليستخرج كل الذهب مرة واحدة، فلم يجد إلا الخيبة السريعة والنحس الدائم.

فلماذا ترفض كل الحكومات أن تتعلم؟ لماذا لا تسأل نفسها عن سبب وجودها؟ لو سألت الحكومة عن سر وجودها لعرفت أهدافها! وأدركت ماذا يجب أن تعمل وكيف تعمل! وما هو العمل الصحيح ليستمر! وما الذي يستحق إعادة النظر؟

الحكومات غبية لأنها عندما تتغابى، تفقد بوصلتها وإيمانها بدورها وتتجه إلى المصالح الشخصية، والاستراتيجيات السلبية، والقرارات الديكتاتورية، فتفقد دورها وتموت، بدلاً من أن تمسك بطرف الخيط وتضع السلطة والمعرفة في خدمة الصالح العالم، كما ينص عنوان كتاب (فن الاستراتيجية الحكومية) الذي سننشر ترجمته الكاملة قريبًا، لعل بعض الحكومات العربية تسترد بعض ذكائها المفقود.

نسيم الصمادي (http://www.edara.com)

ranasamaha
01-03-2012, 10:37 AM
التمادي في التهادي (http://www.edara.com)








لملم عام 2011 أطرافه وطوى سنة أخرى من أعمارنا بعد أن فاجأتنا سلسلة من الانكسارات الاقتصادية فاقت كل التوقعات، ورغم ذلك بقي سلوكنا الاقتصادي سلبيا ليزيد طيننا بللا. ورغم علمنا بأن سلوكنا الاستهلاكي ولأننا ما زلنا نلبس مما لا نصنع، ونأكل مما لا نزرع هو السبب، فإن عاداتنا في الامتلاك والاستهلاك لم تتغير.
من العادات التي تحتاج لتغيير عقلاني ذلك السلوك غير العقلاني في منح الهدايا. ففي عالمنا المتضخم والمصاب بتخمة وهمية نهدر المليارات في هدايا لا جدوى منها. وهي هدايا تقدم في المناسبات العامة والشخصية دون تفكير في تكاليفها وعوائدها.

بحكم العادة والعرف فإن الكبير يهدي الصغير والغني يعطي الفقير، والمدير يعطي الأجير، كما تساعد الدول الغنية الدول الفقيرة، ويتبرع الأغنياء لأعمال الخير، وفي هذا إعادة توزيع للثروات. وفي ديننا الحنيف يقول الرسول الكريم: "تهادوا .. تحابوا"، أي إن الهدية تحمل رسالة حب ومضمونا عاطفيا.

لكن للهدايا تكاليف وسلبيات قد تأتي بأثر عكسي. فلأن المهدي هو الذي يختارها، تفقد الهدية 25% من قيمتها المادية فور شرائها، وتفقد 25% أخرى مع فتحها، وتفقد 25% ثالثة بعد استخدامها، وتفقد كل قيمتها إن لم تكن ملائمة، ولم تلبي احتياجات من تلقاها.

على المستوى الشخصي يتكرر في العالم كل يوم 17 مليون عيد ميلاد، ومن المرجح أن نسبة كبيرة من المحتفلين يتلقون هدايا لا تلائمهم، وهناك أكثر من مليون ونصف مليون حالة زواج كل عام، وكل هؤلاء يتلقون هدايا لا تلائمهم. تضاف إلى ذلك هدايا عيد الحب، وهدايا تجنب الغلب، وهدايا الأعمال التي تتصدرها المفكرات والأجندات المكتبية التي ترمى في المهملات أو يعاد إهداؤها، وهي هدايا غير ضرورية، بل وتصبح ضارة لكثرة تراكمها وإساءة استخدامها.

ابتكر الأمريكيون بطاقات الإهداء، فبدلا من تقديم هدايا عينية، تقدم بطاقة ذات قيمة مالية محددة يحملها صاحبها إلى المتجر ليختار ما يناسبه، وهذا حل عملي، لكنه يلزمك بأن تشتري من مكان محدد في وقت محدود. والسؤال هو: بعد أن تغير العالم وتبدلت قيمه وتشابكت علاقاته واستبدلت أعرافه، لماذا لا نغير عادات الهدايا؟ ألا يمكن استبدال الهدايا بمبالغ نقدية ونترك لمن نحب حرية استثمار الهدية النقدية بالشكل الذي يريد؟
ينطبق ما سبق على الهدايا النظيفة، أما الهدايا التي يقدمها المغلوب للغالب، والصغير والكبير، والفقير للثري، والضعيف للقوي، فهذه حالة اجتماعية وسلوكية أكثر تعقيدا، لأنها تضيف للهدر الاقتصادي دمارا نفسيا وخرابا حضاريا، ولأنها في الواقع (رشاوى) لا (هدايا) .. وهي أشد فتكا بالبشرية من القنابل العنقودية.


نسيم الصمادي (http://www.edara.com)

ranasamaha
03-03-2012, 09:21 AM
التمتين بين التغريب والتعريب (http://www.edara.com)


كنت وما زلت أتلقى كل يوم سؤالاً واحدًا على الأقل: ما هو المصطلح الإنجليزي المقابل للتمتين؟ وحقيقة الأمر أنه لا يوجد مصطلح أجنبي يصف مفهوم التمتين بدقة مثل "التمتين". وهناك عدة مدارس تناولت المفهوم من زوايا مختلفة، ولكن كل مدرسة تنظر إلى الأمر من زاويتها وتعبر عنه بلغتها. مدرسة علم النفس الإيجابي تقول استخدمت مصطلح: Positive Thinking الذي تحول بفضل دراسات مؤسسة "جالوب" العالمية إلى ما سمي بحركة نقاط القوة Strengths Movement الذي يقودها "ماركوس باكنجهام" وكانت آخر إصداراته كتابه StandOut. وهناك مدرسة الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences ورائدها الدكتور "هوارد جاردنر" الذي يرى أن الذكاء البشري مركب، وأنه من الغباء أن نعبر عنه بسمة أحادية. وعندما أطلقت مقولتي: "من الذكاء ألا نعترف بالغباء" كنت أعني أنه ليس هناك إنسان غبي على الإطلاق، بل هناك إنسان عبقري في جانب، وغبي في جوانب. ومن وجهة نظر "التمتين" فإن هذا منطقي وطبيعي، فكما أنه ليس هناك إنسان عاقل كامل، فليس هناك أيضًا إنسان عاقل فاشل. وكان مما لاحظته أن كتاب "جاردنر" "خمسة عقول للمستقبل"، لم يترجم الترجمة الصحيحة، ومن ثم فهو لم يفهم (بضم الياء) جيدًا. العقول الخمسة التي حددها "جاردنر" هي: المتعلم (بكسر اللام) و المنظم (بكسر الظاء) و المبدع (بكسر الدال) و المقدر (بكسر الدال) و المحترم (بكسر الراء) وهذه أول مرة تستخدم فيها كلمة (محترم) بهذا السياق. لأن محترم (بكسر الراء) الآخرين هو فقط المحترم (بفتحها). أما الدكتور "كن روبنسون" فيمثل المنحى التربوي في نظرية التمتين، حيث أن التعليم عمومًا والمدارس خصوصًا تقتل الإبداع نظرًا لتركيزها على أوجه التماثل بين الطلاب وإهمالها لعناصر التميز. وقد اشتهر في محاضراته العالمية وبعد نشر كتابه: "ما لم يدر بخلدنا" Out of Our Minds وإلحاقه بكتاب: "مكمن القوة أو موطن الإبداع" The Element. وبسبب بساطته وتلقائيته أفهمنا الدكتور "روبنسون" بأن لكل إنسان ميزة ذكائية واحدة يمكنه أن ينجح وأن يبدع إذا ما استثمرها وحدها. إذن ليس هناك - فيما أعلم - مصطلح يعبر عن مفهوم "التمتين". وعندما قلت: "لا تمكين بلا تمتين" أعني كنت أننا لا نستطيع تمكين أي إنسان من عمله ما لم نضعه في مكانه المناسب. فمن العبث أن نعهد لإنسان بمهات ونحمله مسؤوليات، وهو لا يملك القدرات التي تجعله في مجاله فردًا وحده. التمتين لغة هو: "تقوية القوي." وعندما نقوي شيئًا، فهذا يعني أنه كان ضعيفًا، وكل ما ليس قويًا، ضعيف. وقد ثبت علميًا أن الإنسان يرتقي كلما ركز على استثمار مواطن قوته وقام على تدريبها وزيادة خبراتها ليتحول أداؤه من "القوة" إلى "المتانة." التمتين مدخل إنساني إيجابي وقوي للتنمية البشرية والريادة في القيادة والتعليم السليم والعمل القويم. ولكي تتخيل انعكاساته على حياتك وعملك ومجتمعك، تخيل أننا نعيش في عالم لا يحكم فيه سوى القادة المناسبون، أو أنك موظف في مؤسسة يعمل كل من فيها في مكانه المناسب، أو عضو في أسرة يقوم كل واحد منها بدوره المثالي المناسب، دون هدر للطاقات، أو احتدام للصراعات. وتخيل فريقًا رياضيًا استطاع مدربه أن يضع كل لاعب فيه في مكانه الصحيح، من حيث المهارة والقدرة واللياقة الذهنية والبدنية، والأهم من ذلك: الرغبة في الأداء والفوز والمنافسة. عندما أقول بأن "التمتين" منهجية كفيلة بتغيير العالم إلى الأفضل، فإنني أعني ما أقول. ومن يشك في أبعاد وآفاق تطبيقات التمتين وممارساته، عليه أن يثبت العكس. نسيم الصمادي (http://www.edara.com)

الراجية الله
03-03-2012, 11:00 PM
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
( تهادوا تحابوا )
فالهدية ليس بقيمتها ولا بضآلتها فالهدية بماتحملة من معني سامي
من كلمة صادقه وهي ااني اتزكر من اهاديه واكن له شعور غاية الود
وليس كل من يهادي يجامل ولا يرشي فهي فن لمزيد من التقارب والتعارف
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ranasamaha
04-03-2012, 11:30 PM
لا تغيروا شيئًا .. سوى ما بأنفسكم! (http://www.edara.com)



بدأنا قبل أيام ما يطلق عليه الفلكيون والمؤرخون والموظفون عام (2012)! فهل تتفقون معي؟

لا أتفق معكم!

85% من سكان العالم الراشدين يفكرون مع نهاية كل عام وبداية عام في تغيير شيء ما في حياتهم، أو في سد بعض الفجوات وتصحيح بعض السلبيات في سلوكياتهم. ومع نهاية الشهر الأول من كل عام يكون 80% منهم قد فشلوا أو نسوا فكرة التغيير، ونعود كلنا إلى ما وجدنا عليه آباءنا وأنفسنا من قبل! وبشكل عام يفشل دائمًا 92% ممن يقطعون على أنفسهم عهودًا بالتغيير والتطوير والتدبير، وهذا يعني ما نظنه عامًا جديدًا وقرارًا أكيدًا ليس كذلك. فأعوامنا متشابهة وقراراتنا متكررة، وليس بالإمكان أبدع مما كان، وليس في المضمون أبدع مما يكون.

عندما يتأمل الإنسان عامه المنقضي، يكتشف دائمًا أنه لم ينجز الكثير، ولم يحقق ما يكفي لتحريك مشاعر الرضا والقناعة في نفسه، فيعمد إلى وسائل تقليدية أو مبتكرة لتسجيل قراراته وتوثيق نواياه حول الغزوات والمستحيلات التي لا بد منها وإن طال العام الجديد. يحدث هذا مع معظمنا، كل عام، ويتكرر دائمًا دون تغيير – غالبًا – لا في شكل القرارات ولا في مضمونها.

فإذا كنت ممن نظروا إلى العام الماضي بأسى، وتطلعوا إلى العام الآتي بحماس، فإني أنصحك بتمزيق الصفحة ومسح الملف الذي سجلت فيه قراراتك التي لن تنفذها. أولاً لأنك تعرف أنك لن تبدأ تنفيذها، ناهيك عن أن تنهيها! وثانيًا لأنك ستنسى معظم ما بدأته! وثالثًا لأن قراراتك الجريئة والتي تظنها جديدة، لا تناسبك!

ما تفعله هو محاولة يائسة وآسفة لتغيير نفسك. والمفارقة ليست أنك ستفشل في التغيير، بل هي أنك لست بحاجة أصلاً لتغيير نفسك. فالآية القرآنية العظيمة تقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." فالله عز وجل يريدنا أن نغير ما بأنفسنا، وليس أنفسنا. والفرق كبير وجلي وواضح.

في بداية كل عام، وكل يوم وكل لحظة، أدعوك لتغيير ما بنفسك، وليس نفسك. هذا يعني بلغة العقل والنقل أن تستثمر ملكاتك الطبيعية (نقاط قوتك) في إدارة ذاتك وحياتك لتبدع في مهماتك. أي: لا تحاول تغيير نفسك، لأن المخ هو السلوك؛ فكيف ولماذا يكون هذا؟

- تغيير الشخصية صعب ومؤلم، وقد ثبت علميًا أنه غير ضروري.
- استثمر الموجود (مواطن قوتك) ولا تبحث عن المفقود الذي لن يعود (نقاط ضعفك).
- كل إنسان يحتاج لتركيز نقطة قوة واحدة ليصبح نجمًا؛ فنجوميتك موجودة في مخك.
- قيمة كل امرئ ما يحسن، فلا تحاول تقوية نقاط ضعفك التي لن تضيف إليك قيمة.
- لا تستمع إلا لطلبات أبيك، ودعوات أمك، وأوامر مخك.
- وزارة التربية والتعليم مسؤولة عن الفساد والكساد ومآسي العباد، وعن البطالة والعطالة والسير الذاتية البطالة. اعتبرتنا نسخًا كربونية متشابهة مع أن طبعة وبصمة كل منا مختلفة عن طبعات وبصمات الآخرين (كل الآخرين).
- المخابرات هي أغبى الأغبياء، لأنها لا تتعامل إلا مع نقاط ضعفنا، أي مع غبائنا، وتترك ذكاءنا يغرد وحيدًا وبعيدًا دون استثمار أو اعتبار.


للمزيد حول علاقة المخ بالسلوك والنفس والتغيير والنجاح إليك وصلتان:
http://www.edara.com/Khulasat/Your_Brain_at_Work.aspx
http://www.edara.com/Khulasat/The_Neuroscience_of_Leadership.aspx

نسيم الصمادي

chris
05-03-2012, 01:54 AM
اهلا بيك يا اخي الفاضل ranasamaha
اخي في الحقيقة ان هذا الامر فعليا ً صحيح ويتفق الكثير معك به وخصوصا ً ان الكثير من الهدايا قد تكون معتمدة على ذوق المهدي لا الشخص الذي سوف يحصل عليها
وخصوصا ان الشخص تتلاشى فرحته بسرعة تدريجيا ً به بعد ان تنتهي الحفلة او يغادر الضيف فعندما يفتحها يتفاجىء بانها اما شيء لديه منه الكثير او شيء لا يحبه ... الخ
بينما اعطاء الشخص النقود يكون افضل حيث انك بهذه الطريقة تعطيه القدرة على شراء اشياء قد يكون بحاجة لها وسوف يكون تاثير الهدية هنا اكثر مدى وطول حيث انه كلما نظر لما اشتراه تذكر من اعكائه النقود

وعلمائنا الافاضل وشيوخنا الكرام اشاروا كثيرا في خطب المساجد الى فكرة ان يتم اعطاء العائلات الفقيرة المال بدل الملابس او الاغراض او حتى المواد التموينية لانك تساعده على شراء حاجيات اخرى ظرورية قد لا يعلم بها المتبرع

وتبقى هناك مشكلة قد لا تكون كبيرة كنسبة الا انها تزعج البعض هي الشعور بالحسنة او الشعور بانك مثل الذي يشحد عندما يقدم لك البعض النقود
فتصبح مثل شخص يطلب النقود وتؤثر كثيرا في نفسيت البعض
ولذلك يمكن التخلص من هذه الفكرة المؤلمة لدى البعض باعطائه النقود داخل مغلف او علبة صغيرة او اي وسيلة لا تظهر النقود مباشرة


اعجبتني المقالة جدا ً

شكرا لكاتبها




سلام chris

ranasamaha
06-03-2012, 09:42 AM
السير مع القطيع والهتاف مع الجميع (http://www.edara.com)




وقفت الأسبوع الماضي على حدث في منتهى الطرافة. دخلت إلى موقع "فيسبوك" لأكتب تعليقي اليومي على صفحة "التمتين" وإذا بي أرى على الجدار تعليقات شخصية مسيئة على صورة وزير سابق يبدو نائمًا في أحد الاجتماعات. ولأني أعرف الوزير وملابسات التقاط الصورة، التقطت الحدث وقررت التدخل لتصحيح مسار الحوار.

كان عدد التعليقات قد ناف عن العشرين، ليس فيها تعليق واحد إيجابي، فتأكدت من أن ناشر الصورة قد سلب القطيع الإلكتروني إرادته وقاده إلى سلوك سلبي حرم المعلقين من الانتباه وافتراض أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

وحيث كنت عاكفًا على قراءة كتاب "ستيفن كوفي" الجديد "الخيار الثالث"، رأيت إمكانية تغيير مسار الحوار بتوظيف بعض الأفكار. يرى "كوفي" أننا في الصراعات والمفاوضات نرى دائمًا طريقين لا ثالث لهما: "طريقي" و "طريقك"؛ أما الطريق الثالث أو "طريقنا" فلا يراه أحد. والسبب في عدم رؤية الطريق الثالث ليس فقط أننا لا نفهم الطرف الآخر، بل السبب هو أننا أيضًا لا نفهم ذواتنا ولا نثق بأنفسنا.

من هذا المنظور كتبت معلقًا على الصورة:
"اسمحوا لي يا أحبائي أن أبدي رأيًا مخالفًا أرجو أن تقرروا مبدئيًا – ليس قبوله – وإنما التفكير فيه واستقباله بصدر رحب." وتساءلت: "لماذا كل التعليقات غامزة وهامزة ولامزة وشخصية؟ هل تظنون أن مجتمعنا يمكن أن ينهض ويعانق المستقبل بقيادة جيل ينتقد ويلعن الظلام، دون أن يحاول إيقاد شمعة؟ ألم يفكر أحدكم في أن يلتمس عذرًا أو يجد تفسيرًا لهذه الصورة؟ أليس هناك احتمال واحد بالمليون أن نفكر ونتفهم ونقول بأن الوزير لم يكن نائمًا، بل مستغرقًا في التفكير؟ أو أنه كان مرهقًا من الليلة الماضية وساهرًا على ملف يستحق السهر، وليس "مبسوطًا مع المدام" كما علق أحد الساخرين؟! وحتى لو كان نائمًا، وهو ليس كذلك: أليس هناك احتمال واحد بالمليون أنه كان مريضًا؟ أليس الوزير بشرًا من حقه أن يتعب ويغلبه النصب والتعب ويغفو؟!"

وختمت تعليقي: "أرجو أن نتخيل أنفسنا في هذا الموقف، مفترضين أن من نراه في الصورة هو نحن؛ وأنه كان لدينا عذر حقيقي يفسر الصورة؟ فهل ترضون حقًا أن نكون جميعًا أفرادًا متعلمين ومثقفين، وفي نفس الوقت؛ ندير مجتمعًا سلبيًا لا يعرف غير التفكير السلبي والتجريح فلا يتطوع واحد منا ليقول كلمة حق بشجاعة؟! أقول لكم: "أنا إنسان إيجابي بطبعي، ولكني حزين لما آل إليه جيلنا من علم دون وعي، ومعلومات دون معرفة، وأدوات دون أخلاقيات."

فماذا كانت النتيجة؟
كان ناشر الصورة أول من أبدى إعجابه بوجهة النظر الثالثة وبطريقة التفكير المختلفة، فاعتذر واقترح حذف الصورة. وكان ردي بأن الحذف سيلغي الدرس المستفاد. وهو درس مهم لأن مشكلتنا الحقيقية ليست التعليم والثقافة والتكنولوجيا، بل هي مشكلة انتباه ووعي. السير مع القطيع والهتاف مع الجميع - حتى مع الحق - لا يكفي. يجب أن يكون لنا أيضًا: وعينا ورأينا وطريقنا الثالث المستقل!

نسيـم الصمـادي

ahmad86
06-03-2012, 11:05 AM
مقالة راااااائعه
تسلم الأيادي أخي العزيزز هذا هو التفكير السليم 100%
و الله أخي هذا الي قاعد اقوله في المواضيع السياسية التي أشارك فيها لكن للأسف ما في أحد قاعد يفهم
لدرجة انه في أخ صار يقول عني كافر و علوي رغم اني سني أبا عن جد. و تارة يتهمني انني من اتباع النظام و من المستفيدين.
و الله كنت فاقد الأمل في أعضاء المنتدى لكن امثالك تثبت انه مازال هناك أناس واعيه.

Karazhan
06-03-2012, 03:06 PM
قول هارت بعد شنو

يااخ احمد اذا كنت تبي الحل الثالث هو تنازل بشار عن الحكم

لأن الطرف الاول يريدون محاكمته واعدامه و هو يريد البقاء بالحكم

الحل الثالث يتنازل ويروح بلد يعيش فيه كلاجئ وينتهي الموضوع

اما اذا كان الشعب يريد محاكمته و هو يريد البقاء بالقوه فلن تنتهي الثوره الا بفناء احد الطرفين

لكن الحل الثالث مايعجبه ولا يعجب اللي معاه , ولو بشار وافق على الهرب اللي معاه من حزب البعث و ابناء عمه وغيرهم راح يقتلونه واهو يعرف هذا الشي

لأنهم يقتلون بالسوريين وتطيح براس بشار لذلك بما ان كل شي براسه راح يقتلون بالسوريين الى ان يخضعوا للحزب مره اخرى

وبشار مو برئ من الموضوع لأن اهو يقدر يقتل من قتل السوريين واتباعه من الشبيحه يرون انه إله , ماسمعت في بعض المقاطع انهم يقولون للي يقبضون عليه من السوريين يأمرونه ان يقول "لا اله الا بشار"

عالاقل يأمر هؤلاء الكفره بما انهم يرون انه اله ان يقبضوا على كل مسؤول له علاقه بقتل السوريين

والمفروض من زمان امر بالدستور اللي خرج علينا فيه قبل فتره , لم يخرج الا عندما خرج الناس الى الشوارع

وينك من زمان ما اصلحت البلد


انا اقولك الحكم بسوريا كافر لا تدافع عن الكفار

لو مسيحي او يهودي كان اهون علينا بكثير , اما يأتي ويقول انه مسلم وتتسرب افلام تجد انه قام بأعمال لم يقم بها لا يهودي ولا مسيحي ولا حتى هندوسي او بوذي , حتى دياناتهم تحرم القتل بغير سبب , يأتي هذا الحاكم ويتقل بالمسلمين

انا ترى سمعت عن سوريا و شاهدت قبل الثورات العربيه حتى , وذهب الى سوريا وشفت بعيني , السوري ماله كرامه امام الحزبيين , السوري ماعنده حريه ولا يقدر حتى يشير بيده الى القصر الجمهوري ايام حافظ الاسد ولا اعلم هل في عهد بشار ايضا

صديق لي كويتي قالي شوف قصر حافظ و اشار بأصبعه ناحيه القصر

صاحب التاكسي سوري طب على صاحبي وقاله ارجوك لا تشير ناحيه القصر


شوف وين وصلت بالسوريين حتى الاشاره ممنوعه او السجن والتعذيب , مع اننا كنا 3 انا وصاحبي كويتيين وصاحب التاكسي سوري , يخاف حتى من نفسه السوري , او احد يشوفه من بعيد ويبلغ عنه

وين قاعدين , هل هذا الشي معقول

انا اقول اترك عنك الدفاع عن قتله الشام ولا تبرر اعمالهم انها شرعيه , من تولي حافظ الاسد مقاليد الحكم وهم يقتل بالسوريين وكل من يخالفه الرأي

من تولي حافظ الى بشار وهذا الامر يحدث , من كم سنه يعني من 1971 تقريبا يعني 40 سنه ونيف

الى متى يصبرون يعني على الاب والابن وبعد الابن ابنه الى ان لايبقى في سوريا سوى النصيريين , وهم ايضا ليسوا متفقين و سوف يقتلون بعضهم بعضا

ام ابـراهيم
06-03-2012, 03:14 PM
أخي صاحب المقال مقالك رائع يحثنا على النظر للقضايا من عدة زوايا .
مشكور أخي . بالفعل درس مهم.

Heartbeat
06-03-2012, 04:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مقال رائع اخي الكريم
وصدقت بكل كلمة قلتها

ولكن الاخ الذي اقتبست كلامه بالأسفل يقارن بين وزير سابق كان نائماً بأحد الإجتماعات
وبين رئيس يقتل في شعبه كل يوم بالعشرات


مقالة راااااائعه
تسلم الأيادي أخي العزيزز هذا هو التفكير السليم 100%
و الله أخي هذا الي قاعد اقوله في المواضيع السياسية التي أشارك فيها لكن للأسف ما في أحد قاعد يفهم
لدرجة انه في أخ صار يقول عني كافر و علوي رغم اني سني أبا عن جد. و تارة يتهمني انني من اتباع النظام و من المستفيدين.
و الله كنت فاقد الأمل في أعضاء المنتدى لكن امثالك تثبت انه مازال هناك أناس واعيه.

أولاً انا لم اكفرك
بل كفرت النظام الذي يجبر الشعب على السجود لبشار
اما انت انا بالفعل لا اعلم يقينا ان كنت مسلم سني او لا

وعن اي مواضيع سياسيه تتحدث عنها
نحن نتحدث عن بشر يموتون كل يوم , وحين ننشر معاناتهم في المنتدى لا تعلق على ما نطرح إلا ان وجدت ما تراه انه مفبرك
مثلاً انا وضعت موضوع كامل بالصور عن مجازر وخزعبلات النظام السوري
لم تعلق عليها بتاتاً
ولكن حين وضع احد الإخوة مقطع جثث ليس لها علاقه في ما يحدث في سوريا أتيت مسرعاً لتستنكر المقطع
طيب علق على الصور هذا إن لم تكذبها هي ايضا , ثم استنكر المقطع
ولكنك تجاهلت الموضوع تماما وعلقت فقط على المقطع دفاعاً عن النظام

ranasamaha
07-03-2012, 06:09 PM
أهم رسائل المدير على الإطلاق! (http://www.edara.com)




وأضاف "المدير العام" قائلا: "في يوم ما، سننظر إلى الوراء ونتذكر عامي 2008 و 2009 وكيف واجهنا العاصفة الاقتصادية الرهيبة. ولأن هذه الأزمة ربما لن تتكر مرة أخرى في جيلنا، فعلينا أن ننتهز الفرصة لنقود صناعتنا ونقدم حلولا مبتكرة لعملائنا، لنساعدهم على الصمود في هذه الأوقات الصعبة."

وختم المدير الكبير رسالته قائلا: "ومع إدراكي لحجم التحديات الراهنة، فإنني متفائل أيضا بالفرص التي أراها ماثلة أمامي، والتي علينا استثمارها؛ فهذا زمن المتميزين. ولأن رسالتنا هي المحافظة على حياة الناس، وحماية الأرض، واحتلال مركز الصدارة في مجالنا، فهذا هو ما يشد أزرنا، ويملأنا بالعواطف الجياشة والمشاعر النبيلة لنواصل التقدم."

بهاتين الفقرتين ختم مدير عام شركة عالمية متميزة رسالته لموظفيه في كل أنحاء العالم، راسما استراتيجية مواجهة الأزمة الاقتصادية، ومحفزا الجميع لخوض التجربة بإصرار على النجاح. فإذ تلوذ الحكومات بالصمت متذرعة بعدم استيعاب ما حدث، وضبابية ما يحدث، فإن قيادات القطاع الخاص لا تملك رفاهية السكوت. فعليك كمسؤول أن تخاطب موظفيك، وتوضح لهم خطوط وخطط وخطوات المستقبل.

فماذا يمكنك أن تقول؟
أكد لموظفيك أنك ستتواصل معهم على مدار العام، بل وتنتظر منهم أن يكتبوا لك ويشاركوك أفكارهم، ليساهموا في رسم معالم الطريق، وبناء الجسور لعبور الأزمة. قل لهم: إنها أزمة عامة لا تخصهم وحدهم، وإن المؤسسات التي تتجاهلها ستكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، وتعيش تحت رحمة الظروف. تحدث بصراحة، وتأكد من وصول صوتك لكل الموظفين، الصغير منهم قبل الكبير، مؤكدا لهم أن مؤسستهم ستضطر - كغيرها - إلى: تخفيض تكاليف المشتريات والمواد الخام، ووقف التوظيف، وتجميد التوسعات، ودمج بعض المكاتب والأقاليم. يجب التوضيح أيضا بأن المؤسسة قد تضطر إلى: تقليص الإنفاق بتجميد كل الزيادات في الرواتب، بدءا برواتب كبار المديرين، باستنثاء موظفي الصفوف الأمامية والقائمين على خدمة العملاء، والموظفين الأقل دخلا ممن لا يملكون فرص إيجاد وظائف بديلة.

وإذا كان لا بد من الاستغناء عن بعض الموظفين، فعليك إعلان ذلك بكل شفافية، والتأكيد على أن ذلك سيطال أولا الموظفين غير المنتجين، ومن لا يستجيبون للتغيير ولا يتكيفون مع الظروف الداخلية والخارجية؛ وعليك أيضا مكاشفتهم باحتمال تخفيض رواتب كل الموظفين بنسبة بسيطة، خاصة إذا كانت رواتبهم قد رُفعت قبل استفحال الأزمة بوقت قصير.

ولا تنسَ أن تختم رسالتك بالتأكيد على الميزات التنافسية والجدارات المحورية لمؤسستك، مؤكدا على إمكانية تحويل الانهيار المالي والركود الاقتصادي إلى ابتكار إداري وتسويقي، لأن شد الأحزمة على البطون يمكن أن يعني: فتح العيون... وشحذ الهمم... وارتقاء القمم.



نسيم الصمادي

Heartbeat
07-03-2012, 07:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

القطاع الخاص يختلف كلياً عن القطاعات العامة والتي تتحكم بها الحكومات
مثال القطاع الخاص الأرباح تعود لصاحب الشركة ولذالك سوف يحاسب كل مقصر ويهتم بشكل كبير لأن المال له
اما القطاعات العامة والحكومات لا تهتم بهذا لأنه بكل بساطه الارباح من حق الشعوب ولذالك يفضلون سرقة الأموال

صعب جداً ان تجد في هذا اليوم من يحرص على أموال الأخرين
ولذالك تجد الفساد بكل القطاعات العامة

Heartbeat
07-03-2012, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مقال رائع جداً
انا مع اخي كريس بما قال
انا ايضاً تعجبني فكرة اهداء المال , بدال اختيار الهدية على ذوقي والتي ربما لا تعجب من اهديه الهدية
ولكنه بالتأكيد سوف يفرح بها امامي مجاملة لي
وكما قال اخي يقدم المال بطريقة لا تشعر من قدمت له بأنها حسنة
بأن يغلفها او يقدما بصندوق جميل الشكل

وعندي هنا موقف حصل لي
احد الاصدقاء اشترى منزل ومن عداتنا ان نقدم له هدايا , اذكر اني قدمت له تلفاز
واكتشفت ان هناك من قدم له التلفاز غيري , ليس واحد فقط بل اثنان :)

وبسبب ما حصل اصبحت اقدم المال حتى يشتري هو ما يحتاجه بنفسه
مهما كانت المناسبه زواج بيت جديد والخ....

Heartbeat
07-03-2012, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

كلام جميل ورائع
صدقت المطلوب تغيير مافي انفسن وليس تغيير انفسنا

الانسان مهما غير من نفسه سوف يكون نفس الشخص , لو غير من طريقة كلامه او مشيته او حركاته يظل هوا
ولكنه لو غير ما بـ نفسه هنا يتغير بالفعل
مثلاً لو كان انسان يغضب كثيراُ وغير ما بنفسه واصبح حليم هنا يكون التغيير
شخص اخر بخيل غير ما بـ نفسه واصبح كريم

مقال رائع شكراً لك

Heartbeat
07-03-2012, 09:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

كلام رائع
انا اعرف عائلة تقسم اعمالها بينهم
مثلاً احدهم دورة في العائلة ان يقوم بتخليص المعاملات لأنه يملك علاقات كثيرة وسلس ويجيد التحدث مع الاخرين
وأخر دورة الإهتمام بمتطلبات المنزل من طعام وإصلاحات لأنه يجيد التعامل مع الحرفيين وإختيار السلع الجيدة
واخت هي من تشرف على إعداد الطعام لأن لها نفس رائع بالطعام
واخرى تشرف على تنظيف البيت لأنها دقيقة جداً في ذالك , وهكذا

الوالد والوالدة يعرفون أبنائهم جيداً , ولذالك وزعو الادوار بينهم
ولذالك امورهم ولله الحمد جيدة

ولكني استغرب لماذا الدولة لا تفعل هذا
فأنا استغرب حين اسمع ان دكتور بشري يكون وزيراً على التربية
او معلم وزيراً على الصحة
لماذا لا يكون الدكتور وزيراً على الصحة
والمعلم وزيراً على التربية

الامر لا يحتاج للذكاء و ومع هذا توزع الأجوار بطريقة غريبه جداّ

Heartbeat
07-03-2012, 09:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بكل بساطه الحكومة تتغابى
من اجل تنفيذ أجندات خاصة , واهمال متطلبات الشعوب

ام ابـراهيم
07-03-2012, 11:07 PM
شكرا أخي على المقال
الحكومات بالنسبة لي هو شخص فقط و هو الرئيس .
و الرئيس الجمهورية او الدولة هو بالنسبة لي الكرسي
يعني يمسك الكرسي و يوجهه في إتجاه واحد
و هذا الإتجاه هو مصالحه الخاصة و عائلته و الشعب طز فيه
الرئيس في سنواته الاولى يعني السنة الاولى و بالكثير السنة الثانية يمشي على الخط
و من ثم يبدأ بكنز أموال الدولة في حسابه الخاص و ين ما يروح يسويله بيت أو إثنين
لالالالالالالالالالالالا عذرا قصر أو إثنين ترى ماني متعوده على كلمة قصر خخخخخخخخخخخخخ
المهم الحكومات منها غبية تدري ليش لأن الغبي لا يفكر في مصلحته الشخصية
الحكومات خبيثة هذا هو الأنسب .
لن نعمم نحن تخفى عنا امور لهذا دائما نضع نسبة و لو ضئيلة ان الدنيا مازال فيها خير
و في حكومات منصفه لشعبها و النقائص دائما موجودة لأن الكمال لله عز وجل .

ام ابـراهيم
07-03-2012, 11:24 PM
مشكور أخي نسيم مقال رائع صراحة
بالطبع يجب أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب
لكي يتمكن من الإبداع و الخلق و الإبتكار و بهذه الطريقة تتحقق التنمية في جميع المجالات
و نجاح الدول يكمن في نجاح الفرد
و لا تنسى أن للتخطيط دور مهم للرقي بالدول بالإضافة للتمتين

ranasamaha
08-03-2012, 09:07 AM
اسألوا فيسبوك (http://www.edara.com)





عندما سألت شبكة "سي إن إن" "وائل غنيم" أو "جوجل المصري" كما صار يسمى: "هل سيمتد تأثير "فيسبوك" الاقتصادي والسياسي لكل المنطقة ويؤثر أكثر في منطقة الشرق الأوسط؟" أجاب بكلمتين فقط: "اسألوا "فيسبوك"." وعندما ضحك المذيع أكد له "غنيم" بأنها إجابة لا دعابة.

يعتبر "جوجل" و"فيسبوك" أكبر موقعين على الإنترنت وستستمر المنافسة بينهما لسنوات طويلة، وإن كنت أتنبأ بأن يتفوق الأخير بسبب الآلية التي يعمل بها، والتأثيرات النفسية التي يتحلى بها. فهناك من يتنبأ أنه بحلول عام 2013 سيصبح لكل مستخدم إنترنت اشتراك أو أكثر على "فيسبوك"، ولكل واحد من هؤلاء 150 صديقًا في المتوسط.

كل من كتبوا عن ظاهرة "فيسبوك" مؤخرًا أشاروا لمامًا إلى تأثيره الواضح في تغيير الفكر الاقتصادي والتسويقي والاجتماعي والإعلامي في العالم العربي، وتأثيره الأوضح في دول الخليج العربية. لكن معظم المحللين ركزوا على حدوث التأثير دون تعليل أو تفسير. فلم يتطرقوا إلى الآلية التي يعمل بها التشبيك والتفاعل الإلكتروني في إعادة تشكيل الشخصية، وإعادة رسم الخريطة الذهنية والنفسية لأكثر من 650 مليون عضو عامل في هذه الدولة الإلكترونية. إذ يشكل "فيسبوك" اليوم ثالث أكبر مجتمع في العالم بعد كل من الصين والهند.

في المجتمعات الغربية يعتبر "فيسبوك" ساحة للتعارف والتسلية والترفيه أولاً وقناة للتسويق ثانيًا. أما في المجتمعات النامية فهو ساحة للحوار أولاً، والتسلية والتسويق ثانيًا. ففي مصر مثلاً يبلغ عدد أعضائه 5 ملايين عضو يشكلون 7% من السكان. في حين وصل عددهم في السعودية إلى 3 ملايين يشكلون 11% من السكان، وسوف ترتفع هذه النسبة بمتوالية هندسية بسبب زيادة نسبة الشباب في المجتمع، وزيادة عدد مشتركي الإنترنت بسبب الازدهار الاقتصادي وتطور الاتصالات.

المهم هو أن من يدخلون في حوار مفتوح مع 600 مليون صديق حول العالم، سيتبادلون معهم الأفكار والمعلومات والفيديوهات والبروفايلات والابتسامات والرغبات والطلبات. ففي هذا العالم المفتوح الذي يديره شاب أمريكي في السادسة والعشرين من العمر، يعيش الناس في فوضى منظمة بلا رقيب ولا حسيب سوى بعض الوعي وشيء من الضمير الحي، إن وجد.

في ساحات "فيسبوك" الممتدة بمساحات الأرض والفضاء، من حقك أن تصادق من تحب وترفض من لا تحب، فأنت تطلب وتحجب، وتصغي وتخطب، وترضى وتغضب، وتعطي وتأخذ، وتحتار ثم تختار، وترسل وتستقبل، وتهاجم وتدافع، وتضحك وتبكي. فكل ما تفعله أو لا تفعله هو نتاج سلسلة متشابكة من الاختيارات التي لا يعرف أحد من أين تبدأ، ويعرف الجميع أنها لا تنتهي.

عندما أغلقت "مصر" شلال الإنترنت لمدة أسبوع ثار عليها الناس مدفوعين بشعور القطيع. انضم إليهم رجال السياسة والاقتصاد والمال والأعمال؛ من النساء والرجال، ليسوا مدفوعين فقط بضغوط العالم الإلكتروني الجديد، بل وبضغوط نفسية وفردية منبثقة من خلايا المخ وتفاعلاتها الكيميائية، وومضاتها الكهربائية التي تهيج الدماغ المدمن على التفاعل عن بعد مع تيار المعلومات المتدفق من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب.

"وائل غنيم" وكل جيوش الإنترنت المتجحفلة والمتجوجلة أدمنت التشفير والتعبير في ساحة التفاعل الإلكترونية، وصار من الصعب التفريق فيها بين الجاني والضحية. وقد حدث كل هذا بتكاليف بسيطة لا تزيد عن اشتراك الإنترنت وثمن "لاب توب" أو "بلاك بري" إلا قليلاً.

نسيم الصمادي

أيـــــوب
09-03-2012, 07:57 AM
هتفضل طول عمرها الحكومات غبية ههههههه
موضوع جميل جدا بارك الله فيك
شكرا لك

الراجية الله
09-03-2012, 11:21 AM
لو علم كل حاكم وايقن انه في بلاء بهدا الكرسي والمنصب
لفــر منه لما به من عقاب وآآآثـــــــام من ايتـاء الظلم فالحاكم ان ظلم
سيهوي فـي نـار جهنـم سبعون خريفا وكل خريف بخمسمائة عام
والحقيقة المـرة قليلا من الحكام من يكون عادلا منصفا متفانيا لبلاده ولايهتم الا بالكرسي وتثبيته هو وانجاله واحفاده وان طال يبقيه الي ان تقوم الساعة ..............ويحارب من اجل هدا فقد
فلو ايقن ايقن ان الكراسي لاتدوم وان دامت ماوصلت اليه.......لترك اثرا يجازي به عند الحنان المنان
موضوعك رائع حقا ................وصادق بجميع احرفه
عفوا اطلت عليك اخي الفاضل........... كل الشكر

ranasamaha
09-03-2012, 07:25 PM
الناس نوعان: فمن أي نوع تكون؟ (http://www.edara.com)




الحوافز والدوافع والنوازع التي تحدونا للنجاح في العمل والحياة، وفي محاولاتنا الدؤوبة والخجولة، وفي مشروعاتنا الصغيرة والكبيرة، متنوعة وكثيرة. وهي تختلف من شخص إلى آخر. فكل إنسان في العالم يعتبر نفسه أهم إنسان على مستوى العالم، ولهذا يسعى كل منا لتغيير العالم على طريقته.

هناك من يؤسسون مشروعاتهم لأهداف عظيمة وهناك من يؤسسونها لأسباب شخصية. هناك من يريدون تغيير العالم من أجل أنفسهم، وهناك من يريدون تغيير العالم من أجل الآخرين. هناك من تبقى فكرة تغيير العالم تراودهم إلى الأبد دون أن يحركوا ساكنًا، وهناك من يغيرون العالم حقًا.

الناس ينقسمون دائمًا إلى نوعين. حتى في مسألة تصنيف الناس والأشياء إلى نوعين، فإن الناس نوعان: هؤلاء الذين يقسمون كل شيء إلى قسمين أو صنفين، وهؤلاء الذين يعتبرون العالم شيئًا واحدًا. فإذا كنت تظن أنه ليس بمقدورك تغيير العالم وحدك، فأنت على حق، لأنك تعتبر نفسك من النوع الذي يتغير ولا يغير. فكل منا هو دائمًا واحد من اثنين كما يلي:
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير الناس الذين يريدون تغيير العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون رؤية أنفسهم تحت الأضواء.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون السيطرة على العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تدمير العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون الدوران حول العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير أقرانهم وبيوتهم وملابسهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير زيت سيارتك مثل شعار شركة خدمة السيارات الأمريكية "نريد تغيير زيت سيارتك".
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير جنسياتهم وأوطانهم وولاءاتهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير آرائهم ومعتقداتهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب سياسية، وبعضهم لأسباب اقتصادية.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب إنسانية، وبعضهم لأسباب دينية أو ثقافية.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم بسرعة، وبعضهم يريدون تغيير العالم ببطء.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم لا يريدون شيئًا.


الذين حاولوا تغيير العالم وفشلوا، حاولوا أيضًا تغيير دولهم، وعندما فشلوا حاولوا أيضًا تغيير مدنهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أسرهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أنفسهم أولاً. هؤلاء فقط هم الذين غيروا العالم. فالناس حقًا ينقسمون دائمًا إلى نوعين: هؤلاء الذين يحاولون تغيير العالم، وهؤلاء الذين غيروا العالم.

نسيم الصمادي

chris
09-03-2012, 07:39 PM
طبعا ً الحكومات غبية ولا ترى ابعد من انفها وخصوصا ً الحكومات العربية
فهيا تعمل من اجل نفسها وملىء جيوبها في حين ان الحكومات في الدول المتقدمة تعمل لمصالح شعوبها
والاصل في اي حكومة ان تكون من المثقفين و العلماء وليس من المحسوبيات و جماعة الحاكم او من الحزب الحاكم
والذي تجد اكثر اعضائه هم تجار متخصصون في البيع و الشراء و تحقيق الارباح ولو على جماجم البشر
فمثل هؤلاء تواجدهم في الحكومات و الكراسي يقع ويصب في خدمتهم اولا ً و في تربية وزيادة اموالهم



وحسبنا كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام
(سياتى على أمتى سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضه) قيل (وما الرويبضه؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمر العامة))







سلام chris

ranasamaha
10-03-2012, 09:37 PM
القيادة والشفافية والمسؤولية (http://www.edara.com)





كان "جورج مارشال" قائدا للقوات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، وعاد بعد الحرب وزيرا للخارجية ليعيد بناء أوروبا المدمرة. كان "مارشال" قارئا جيدا للتاريخ ولشخصيات مساعديه، فضلا عن مهاراته التحليلية ونظرته الموضوعية ورؤيته الأخلاقية. فرغم الدمار الذي ساد العالم في ذلك الحين، ورغم العقبات التي واجهته، إلا إن ثقته بنفسه وإيمانه برسالته ومصداقيته جعلته يتخطى الصعاب، ويساهم في إنقاذ أوروبا. واليوم، ينتظر العالم قائدا مشابها اسمه "باراك أوباما" يتقدم ليتسلم مهامه القيادية في ظروف لا تقل صعوبة! فهو سيقود أمريكا المنهكة عسكريا واقتصاديا وأخلاقيا في الداخل والخارج.

يصف "أوباما" نفسه بأنه: براجماتي وليبرالي. ولتأكيد ثقته بنفسه، اختار إدارته على أسس غير حزبية، فأدخل الرؤوس الكبيرة تحت عباءته. اقترب من أصدقائه كثيرا ومن أعدائه أكثر، وأثبت أنه يقاتل ويغفر في نفس الوقت، فحوَّل أعداءه من منافسين إلى مساعدين. وعندما ثارت الشكوك حول قدرته على قيادة القادة، قال: "سينفذون ما أطلبه منهم؛ فالرؤية رؤيتي!" وعندما خاف أن يعارض حكام الولايات خطته للإنقاذ الاقتصادي، جمعهم وطلب منهم تقييم الخطة وإعادة صياغتها وتطويرها بمعرفتهم.

وهذه بعض مكونات خلطة "أوباما" السرية للقيادة العصرية:

- نائبه "جو بايدن" رجل كونجرس نظيف وقوي الشخصية وخبير في الشؤون الخارجية.

- وزير دفاعه "روبرت جيتس" جمهوري عريق نجح فيما فشل فيه سلفه "دونالد رامسفيلد."

- وزير العدل "إريك هولدر" أمريكي أسود سيتولى إغلاق وتنظيف معتقل "جوانتانامو" من الحقد الأسود.

- وزيرة الداخلية "جانيت نابوليتانو" حاكمة ولاية أريزونا الجنوبية وخبيرة في شؤون الهجرة ومكافحة التهريب.

- وزير المالية "تيم جايثنر" مدير مالية "نيويورك" الذي أنقذ ولايته من الإفلاس حين أفلست "كاليفورنيا."

- وزيرة الخارجية "هيلاري كلنتون" صديقته اللدودة ومنافسته العنيدة وزوجة الرئيس السابق "بل كلنتون."

وللاختيار الأخير قصة تروى؛ فلِكي يوافق على تعيين "هيلاري" وزيرة للخارجية، طلب "أوباما" من زوجها – الرئيس سابق - أن يشهر أسماء كل الذين تبرعوا لمكتبته ومؤسسته الخيرية، وأن يقدم تعهدا مكتوبا بأن يعرض كل محاضراته ومقالاته وكتبه التي سينشرها مستقبلا على خبراء البيت الأبيض ليأخذ الموافقة عليها، وذلك إمعانا في الشفافية، وتحملا للمسؤولية، وحتى لا يوقع رئيسه الجديد وزوجته وبلده في موقف محرج. وطبعا .. وافق "كلنتون." فماذا يعني هذا؟

من المؤكد أنه لا يعني تعيين ذوي الولاء على حساب ذوي الخبرة، وتعيين المحسوبين على القائد لا المحسوبين على الأمة! وهو أيضا يعني أن الاختيار والتعيين لا يتم عبر كولسات حزبية وبدوافع قبلية، ولا يأتي من دوائر مغلقة أو مبررات ملفقة.


نسيم الصمادي

ranasamaha
11-03-2012, 08:16 PM
"المحصلة المشتركة" هي عالم بلا بركة (http://www.edara.com)





ليس هناك أغبى ممن يظن أنه يستطيع فصل أي شيء عن أي شيء في هذا العالم الغبي"؛ هذه مقولة جديدة اخترعتها وأنا أفكر فيما حدث مؤخرًا في كل من:
- مؤتمر "دافوس" 2011 عندما حاول السمسار الاستراتيجي "مايكل بورتر" تسويق نفسه من جديد في يناير الماضي.
- كلية "لندن" للاقتصاد التي استقال عميدها "هوارد ديفيس" بعدما تبين أنه باع شهادة دكتوراه لـ"سيف القذافي" بثمن بخس؛ نصف مليون دولار فقط لا غير "يا بلاش!".
- ولاية "بوسطن" حيث تقع جامعة "هارفارد" وشركة "الرقيب" الاستشارية التي يعمل بها "بورتر" استشاريًا غير متفرغ، حيث بدأت أصابع الاتهام تشير إليه وإلى شركته وجامعته والصفقات المشبوهة والمبالغ الملهوفة التي امتصها من دم الشعب الليبي.
- "اليابان" حيث بدأت مفاعلات الطاقة النووية التي بنتها "جنرال إلكتريك" تتداعى والشركة تدعي أنها أكبر دعاة وحماة ورعاة البيئة في العالم.

فما هو الخيط الذي يربط بين "هارفارد" و"ليبيا" و"لندن" و"دافوس" ومدينة "فوكوشيما"؟
في عام 2006، ذهب "بورتر" إلى "ليبيا" ممثلاً لشركة "الرقيب" الهارفاردية بدعوة من ابن "القذافي" بحجة هندرة "ليبيا" وإعادة إحيائها كدولة فاشلة. وكانت النتيجة أن قدم تقريرًا من 200 صفحة نقل معظمه من كتابه القديم "الميزة التنافسية للأمم". تقاضى "بورتر" وفريقه 250 ألف دولار مقابل كل صفحة من التقرير الذي وضعه "القذافي" على الرف. ومع بدء العد التنازلي لنظام "القذافي" بدأت صفحات الصفقات المشبوهة تتكشف. فقد تبين أن "القذافي" استعان بعرّاب "الاستراتيجية" الأمريكي ليعيد تسويق نفسه للغرب، بينما كانت شركة "الرقيب" تعيد توجيه مليارات الشعب الليبي لتستقر - قبل سقوط "القذافي" - في بنوك "نيويورك" في صفقة سرية سنعرف عدد ملياراتها عما قريب.

ومع أن سماسرة كلية "لندن" للاقتصاد و"هارفارد" يدعون أنهم أذكى أذكياء العالم، إلا أن الثورات العربية المتلاحقة في أفريقيا بدأت تسقط أوراق التوت عنهم واحدًا تلو الآخر. ففي 26 يناير 2011 ومع لحظة انطلاق الثورة المصرية كان "بورتر" يعتلي إحدى منصات مؤتمر "دافوس" ليتحدث عن نظرية جديدة سماها "المحصلة المشتركة" في محاولة منه لإعادة هندرة نفسه، بعدما تأكد أن صفقته مع "القذافي" قد انكشفت، وأن نظريته حول "تنافسية الأمم" قد فشلت.

حاول "بورتر" ركوب موجة "المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات" فأطلق عليها اسمًا جديدًا مدعيًا أنه يتحدث عن فكر جديد. وكان مما قاله إن أرباح الشركات الكبرى لا ينبغي أن تتم على حساب البيئة، وإنه لا بد من توسيع دوائر سلاسل القيمة، وخلق تجمعات صناعية جديدة حول العالم ليتشارك العالم كله في الثروة.

هذه الشعارات ليست جديدة، فهي نفس شعارات "جنرال إلكتريك" التي تلوث مفاعلاتها اليابان. ولكن اللافت للنظر هو أن "بورتر" قد جاء إلى "دافوس" وكأنه يبشر بطريق ثالث بعدما قرأ كتاب "القذافي" الأخضر. فهو يدعو لما يبدو وكأنه نظرية ثالثة أو رابعة اسمها "الرأسمالية الاشتراكية" أو "الاشتراكية الرأسمالية".

ما طرحه المستشار الأمريكي السمسار سبق وأن طرحه خبير الاستراتيحية الهندي الأصل والأصيل "سي كي براهالاد" في كتاب "الثروة عند أسفل الهرم" قبله بخمسة أعوام. و"براهالاد" – لمن لا يعرفه – هو صاحب نظرية "التنافس على المستقبل" من خلال الجدارات المحورية. لكن مشكلتنا مع "بورتر" الذي أدرك متأخرًا أنه في طريقه إلى مزبلة تاريخ الاستراتيجية العالمية، هي أنه ترك بيننا عصابات من الاستشاريين المزورين، الذين يحملون شهادات مزورة، ويقدمون استشارات مزورة، لقيادات مزورة، في مبادرات - جودة وتميز وتطوير وتغيير – مزورة. تلامذة وأبناء "بورتر" و"هوارد ديفيس" – وعلى رأسهم "بن سعد" أكبر المدافعين عن "القذافي" و"بن علي" - سيسقطون هم أيضًا بعدما انقطع خيط العولمة الملوث الذي كان يربط بين "دافوس" و"بورتر" و"بيرلسكوني" و"القذافي" وشركة "الرقيب" السرية، وشهادات اقتصاد "القص واللصق" اللندنية، والدكتوراه الفخرية، وأرصدة التوريث المصرفية.

نسيم الصمادي

ranasamaha
12-03-2012, 10:43 PM
هذا هو السر (http://www.edara.com)



بعد شيوع أفكار (التمتين®) من خلال المحاضرات وخلاصات، صرت أتلقى المزيد من الدعوات، ليس فقط لإلقاء محاضرات، وإنما لإرشاد المديرين والمتدربين على طريق النجاح. وكان مما لاحظته في لقاءات التدريب الشخصي الأخيرة هو أن المديرين الذين أرشدهم يحضرون وفي جعبتهم الكثير من الأسئلة متوقعين الإجابات الصحيحة. لكنهم يفاجأون بأن التدريب الشخصي الموجه نحو الأهداف المهنية والحياتية يقوم أساسًا على طرح عشرات الأسئلة التي على المتدرب أولاً أن يجيب عنها.

فما هو السر في تركيز التوجيه الشخصي على إثارة الأسئلة أكثر من تقديم الحلول والإجابات؟ يكمن السر في أن التعلم والتأقلم والتغيير والتطوير كلها أفعال إيجابية يجب أن تنبع من الداخل. فالتغيير الذي لا يصدر من الداخل، لا يغير. فضلاً عن أن الإنجازات الإنسانية، والنجاحات واكتساب المعارف العلمية والرؤية الفكرية والتمتع بالثروات المالية تبدأ دائمًا بفكرة أولية. يستطيع أي إنسان أن يعطيك فكرة، ولكن من المستحيل أن يعطيك معها تلك المسؤولية الأبدية التي يجب أن تتحملها أنت تجاهها. فلو استثنينا المناصب التي يتقلدها المنافقون، والثروات المنهوبة التي يسلبها الفاسدون، فليس هناك دخل عالي ورفاهية بدون مسؤولية، وليس هناك نجاح حقيقي وطبيعي وممتع ومشبع، بدون جهود وتضحيات ومسؤوليات.

السؤال الذي يتكرر في كل حالات التدريب الشخصي هو: لدي فكرة رائعة لمشروع مهم، ولا أدري ماذا أفعل! وبدلاً من تقديم النصيحة، يكون الرد بسؤال: ولماذا لا تفعل؟ لماذا لا تنفذ فورًا؟ وكثيرًا ما تكون الإجابة: أخشى أن أفشل! أو: ربما أن الوقت غير مناسب! أو: لا أعرف كيف ومن أين أبدأ! وهذا هو ما أسميه "الخوف المألوف"، وهو دائمًا خوف من لا شيء. وكلنا نخاف من هذا اللاشيء.

وهنا أيضًا لا توجد إجابات؛ بل المزيد من الأسئلة: هل تعرفون الفرق بين الهزيمة والفشل؟ كلنا نتعرض لهزائم مرحلية دون أن نفشل! فلا يفشل إلا من يستسلمون للهزيمة. وهناك فرق بين الرغبة في النجاح، وبين الأمل في النجاح، أو تمني النجاح. فالسر واضح؛ الخوف من الفشل حالة ذهنية لا تستحق أكثر من الخوف. لا ضير في أن نخاف قليلاً، ثم نحرك جيوش رغبتنا الجامحة في طلب العلا، لندحر الخوف، وننحي التردد جانبًا.

وفيما يتعلق بالتوقيت الملائم للتنفيذ، فالوقت لا يكون مواتيًا أبدًا، بل نحن الذين نجعله كذلك. الوقت المواتي هو الآن، لمن يملكون الرغبة الحقيقية والعزيمة والإرادة. الوقت دائمًا مواتي للمغامرين والشجعان؛ لمن سيدفعون ثمن النجاح، أو لمن هم على استعداد لدفع الثمن، إذا ما اقتضى الأمر أو شاء القدر.

في كتاب "السبب قبل الذهب" والذي لا أنفك أستشهد بقصصه وعبره ودروسه، يقول الحكيم للبطل: "عندما نريد شيئًا بحق، نريده بصدق، يتآمر العالم معنا فنحقق ما نريد." العالم والناس والظروف والمصادفات والمتغيرات والتطورات وقواك وعزائمك الداخلية، تقف دائمًا في صفك، لأنك مغامر، ولأنك مثابر، ولأنك شجاع.

فهل لديك فكرة؟ وهل تبحث عن السر لكي تضعها حقًا موضع التنفيذ؟ ليست هناك أسرار! وليست هناك آبار تستخرج منها الأسرار! هناك فقط إيمان برسالة! والإيمان كامن في داخلك، فسرك في بئرك! هناك فقط إصرار وأدوار يجب أن تلعبها! فإن كانت لديك فكرة تريد تنفيذها غدًا أو بعد شهر أو بعد عام؟ سأعطيك سرًا واحدًا: "نفذها .. الآن."

نسيم الصمادي

ranasamaha
13-03-2012, 09:15 PM
شخصية مزدوجة (http://www.edara.com/)



هل لكل إنسان فعلاً شخصيتان؟! هل نجمع في داخلنا بين الشيء ونقيضه؟!
كلنا نملك عقلاً واعيًا، وعقلاً لاواعيًا. بيد أنك لا تستطيع أن تتواصل مع عقلك اللاواعي تواصلاً فعالاً وحقيقيًا، حتى تحت تأثير التنويم المغناطيسي، على عكس عقلك الواعي. أكثر ما يثير الدهشة هنا هو أن عقليك الواعي واللاواعي يحملان صفات ومواقف ودوافع مختلفة بعضهما عن بعض، ولكل منهما سلوكياته الخاصة التي غالبًا ما تتصارع بعضها مع بعض. فقد يريد العقل الواعي الدقة والإتقان، بينما يطلب العقل اللاواعي الاستمتاع باللحظة الحالية، أيًا كانت العواقب اللاحقة.

يؤثر العقلان الواعي واللاواعي في سلوكيات المرء، دون أن يؤثرا بعضهما على بعض. لهذا السبب نقول أشياء مثل: ”لا أعلم“ أو ”دعني أفكر في الأمر“. ما يزيد من صعوبة فهمنا لأنفسنا وفهمنا للآخرين، هو كم الذكريات وكثافتها اللامتناهية التي نخزنها في كتلة صغيرة يبلغ وزنها 1400 جرام تقريبًا.

فالمخ ليس جهاز فيديو يسجل كل حدث نمر به، بل هو يشبه المستودع أو المخزن الكبير حيث يقوم بتخزين ذكرياتنا ومعتقداتنا وترجماتها وتفسيرنا لها. الذكريات الزائفة شائعة أيضًا لدرجة أن كل محادثة نجريها – قصيرة كانت أم طويلة – تتضمن إشارة إلى ذكرى واحدة على الأقل لم يكن لها وجود من الأساس.

تغيير النفس يبدأ بتغيير السلوك، مما يؤدي إلى تغيير المواقف والآراء، وهذا يعني أن عليك أن تدفع الآخرين إلى انتهاج سلوك معين كي تؤثر فيهم وتقنعهم. أول ما يجب عليك عمله لتغيير سلوكك أو سلوك الآخرين هو تغيير البيئة المحيطة، لأنك عندما تتحكم في هذه البيئة، تستطيع فورًا أن تشكِّل وتغرس سلوكًا صار مرغوبًا بعدما كان منبوذًا

ranasamaha
17-03-2012, 11:53 AM
هل هو عالم "مركوزي" أم عالم "سميركل"؟ (http://www.edara.com)يبدو العالم اليوم في فوضى عارمة، وليس فوضى منظمة كما يدعون. أمريكا في حالة صراع مع الذات، إذ تبدو كالقطة العمياء التي ضلت الطريق فسقطت في الماء، وعندما ذهبت إلى المدفأة لتجفف نفسها، اقتربت من النار كثيرًا فاحترقت. أمريكا ليست فقط منقسمة على نفسها، بل هي تأكل نفسها من الداخل، ولا تكاد تخرج من أزمة حتى تسقط في كارثة.


أوروبا العجوز تبدو وقد اقتربت كثيرًا من حافة القبر. فهناك سقوط أخلاقي واقتصادي فرض على اليونان، وانقلاب اقتصادي في إيطاليا، وتخفيض ائتماني لفرنسا، وارتعاش عنيف في أسبانيا التي لم يعد يعمل فيها شيء سوى كرة القدم، وتذبذب في ألمانيا، وهروب في بريطانيا، وهبوط حر لليورو وفشل لفكرة الوحدة الأوروبية التي لا يُعرف أعضاؤها حتى الآن هل عددهم 17 أم 27؟

وحال العالم العربي أسوأ بكثير، إذ بدأ الخريف قبل أن يكتمل الربيع، وتحولت ثورات الديموقراطية إلى بيروقراطية عسكرية وقبائلية، وصار الإنسان العربي الواعي الذي يفكر في مخرج من الأزمات المفتعلة والمشتعلة، تائهًا ومرتبكًا لا يعرف هل يكون مع أم ضد؛ هل يؤيد أم يعارض؛ هل يثور أم يخور؛ وهل يدعو للثورات أم يدعو عليها.

في روسيا خرجت الثورات كما في أمريكا. في الأولى يطالبون بانتخابات حرة وتقليص دور الحكومة والحد من تدخلها وتغولها ضد القطاع الخاص، وفي الثانية يطالبون بحكومة نظيفة تطبق الوعود الانتخابية الكاذبة، مع المزيد من التدخل الحكومي للحد من تغول ونفوذ مافيا البنوك وممارسات لصوص القطاع الخاص. الروس والأمريكان يخرجون معًا ضد اقتصادهم وضد نظامهم. الأمريكان يريدون وظائف تساعدهم على العيش بكرامة، والروس يريدون كرامة تمكنهم من العيش دون وظائف.

في آسيا وأفريقيا لا يبدو الحال أفضل كثيرًا. اليابان تشرق شمسها كل يوم وهي غافية، وعندما تصحو وتلعق جراح كوارثها، تتثاءب وتعود للنوم من جديد. وفي الصين ما زال التنين حائرًا بين الاقتصاد الحر، والحكم الشمولي المر. فبعد عشر سنوات من انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، تبدو الصين كالغراب الأصفر الذي يحاول تقليد الطاووس، فهي تنتج وتبيع، وتصدر كل شيء، ولا تستورد سوى المواد الخام التي تعيد تصنيعها لتعيد تصديرها، دون أن ترتقي بإنسانها، وكأنها تصر على أن تطعم العالم ليبقى أبناؤها يعملون، فلا يعيشون ولا هم يحزنون. وكذلك هي الهند، تصدر العمالة والبرامج والسيارات، وتصنع القنابل النووية، وتتغنى بالديموقراطية، لكنها ما تزال أكثر دول العالم تصديرًا للمهاجرين والفقراء، وأيضًا للأغنياء. فكل أغنيائها دون استثناء يعيشون خارجها، ومن يعود إليها، يفعل ذلك ليمارس مزيدًا من النفوذ والإفساد.

الغريب أن الدول السابقة تدير برامج لغزو الفضاء واكتشاف العالم الخارجي، وكأنها اكتشفت عالمها وعرفت نفسها، وساهمت في إشاعة السلام. مع أنها لم تحقق العدل ولم تنشر الأخلاق في الأرض بعد! هذا العالم الذي فقد قلبه وعقله يعقد التحالفات، بحثًا عن مزيد من القوة والنفوذ والسيطرة، دون أن يدرك أن علته في روحه وأخلاقه.

في شهر ديسمبر 2011 اجتمع الأوربيون فتفرقوا. خرجت بريطانيا عن الإجماع ونأت بنفسها عن قارتها، وتحالفت فرنسا مع ألمانيا لفرض نظام جديد يخول للبنك المركزي الأوروبي معاقبة الدول السارقة والمارقة فيما يشبه الحوكمة الاقتصادية التي من حقها تأديب أعضاء منطقة اليورو إذا ما كذبوا في دفاترهم المالية أو غالطوا في الحساب.

ونظرًا لهذا الزواج الاقتصادي الإجباري، أطلق الإعلام على الحلف الجديد اسم "مركوزي" أي "ميركل وساركوزي". وعندما سألت خبيرًا إيرلنديًا لماذا لا يسمى: "سميركل"، أي وضع "ساركوزي" قبل "ميركل"، قال: "ليدز فيرست" يا سيدي، أي "النساء أولاً". فقلت: أظنها "ألمانيا فيرست" يا سيدي. ففرنسا على وشك الإفلاس، ولم يتحمل "سركوزي" قبلات "ميركل" الباردة إلا لأنه على وشك الإفلاس. فالمصالح الاقتصادية والمادية دائمًا أولاً يا سيدي!

نسيم الصمادي

ranasamaha
20-03-2012, 03:32 PM
لا تشارك .. (http://www.edara.com)







في قصيدته الشهيرة "لا تصالح" كتب الشاعر الراحل "أمل دنقل" يقول: "لا تصالح ولو منحوك الذهب، أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى ..."

وأنا أقول: "لا تشارك". لقد تعبنا وهرمنا ومللنا ونحن نلاحق الفيسبوك واليوتيوب والتويتر والجوجل، والياهو، والماهو، والماسنجر، والمكتوب، والمقروء، والمرئي والمسموع، وتأكدنا أن هذا المد الجارف من المتابعات والمشاركات لن يتوقف أبدًا، ولن يفيد أحدًا.

الأسبوع الماضي مررت بالمطار وكان كل واحد من المسافرين يحدق في (آيفونه) أو (آيباده) أو (لاب تبه). ويوم أمس ركبت المصعد حاملاً شريحة بيتزا مسطحة تشبه (الآيباد). دخلت المصعد ثلاث سيدات منهمكات يلعبن في أجهزة محمول مختلفة. لم تلق أي منهن السلام، ولم تنظر واحدة منهن إلى الأخرى. حتى رائحة البيتزا النفاذة لم تلفت نظرهن ولم تسل لعابهن. كن في غيبوبة إلكترونية، وكأن العالم قد تحول إلى جهاز صغير يسيطر على القلوب والجيوب!

عندما أعربت لصديق عن امتعاضي من سيطرة المحمول علينا، بدأ يشكو من طلبات ابنته المتكررة للحصول على (آيفون) أسوة بصديقاتها الصغيرات. فها هي المدارس مثل المصاعد تعاني من هجوم أجهزة المحمول المحوسبة على الفصول الدراسية، وغرف المائدة، وأوقات العمل، والعطلات، وكل مناحي الحياة. ولا أدري ما هي السياسات التربوية المطلوبة، ولا القرارات الإدارية المحسوبة، التي يمكنها صد هجمات شركات المحمول والاتصالات ومنعها من تدمير ما تبقى من إنتاجية وحرية للطلاب والموظفين والمعلمين!

هناك حرب شبكات تدور منذ سنوات، ولكن اشتد لظاها الأسبوع الماضي حين أطلق (فيسبوك) خاصيته الجديدة "شارك subscribe" لينافس خدمة "اتبع" من "تويتر" وخاصية الدوائر من "جوجل". الخاصية الجديدة تجعلك تحول كل من هب ودب، وليس أصدقاؤك ومريدوك ومحبوك فقط، ليتابعوا أخبارك ويعرفوا أسرارك، بمجرد أن تفعل هذه الخاصية على صفحتك الشخصية أو المهنية، فيصبح كل ما تفعله وتقوله وتقرأه متاعًا مشاعًا للقطاعين العام والخاص، وللحكومات والشركات وبيوت الدراسات ودوائر المخابرات.
السيطرة على من يراك ومن يلاحقك ومن يشاركك أمر صعب، حتى قبل اختراع خاصية "شارك". ومع الخاصية الجديدة، صار تذكر أو متابعة أو رصد ما يكتب على صفحتك وعنك، أمرًا مستحيلاً. وربما لا يعرف معظم "الفيسبوكيين" أنه بإمكان أي كان تنزيل كل ما مر وما سيمر على صفحته بضغطة زر، حتى قبل اختراع "شارك".

عملاً بنصيحة "أمل دنقل" أقول لك: "لا تشارك" ولا تخض أم المعارك، مهما صرخ فيك تويتر وفيسبوك. فالعالم الذي ينحو بشبكاته واتصالاته وتداخلاته إلى مزيد من التعقيد غير المفيد، صار فعلاً بحاجة إلى صرخة غير إلكترونية يطلقها كل منا في وجه أصدقائه – وجهًا لوجه – قائلاً: "لا تشارك."

نسيم الصمادي

ام ابـراهيم
21-03-2012, 10:00 PM
صدقت يا اخي نسيم
أصبح عالم الإلكترونيات مسيطرعلينا
فأنا ألاحظ ان بعض المراهقين لا ينامون و يسهرون طول الليل يلعبون و يتحدثون مع أصدقائهم في المسن
المهم هنا يدخل دور الأسرة يجب مراقب الأبناء و تتركهم يجلسون على كمبيوتر مرة أو مرتين في اليوم و ليس يوم كامل
و صدقت أخي لما قلت أن ما نقوله و ما نكتبه ليس مسموع
أنا أرى هذا العالم هو مجرد مصدر للمعلومات و مع هذا لا نستطيع أن ننكر أنه سهل لنا بعض المعاملات التي نحتاجها في حياتنا إن كانت المهنية أو الشخصية

ranasamaha
22-03-2012, 01:40 PM
"الجوقاد" وحلول الفقراء (http://www.edara.com)





انطلقت الإدارة العلمية والجودة من أمريكا إلى اليابان على أيدي اثنين من أساطين الإدارة هما "جوران" و "دمنج" الأمريكيان من أصل أوربي. وفي اليابان انبثقت حلقات الجودة وتطبيقات "كايزن"، فحققت النمور الآسيوية قفزة عظيمة في النمو والإنتاجية.

وها هي شمس الشرق تسطع من جديد، ولكن من الهند التي يتبوأ اقتصادها المرتبة الرابعة عالميًا. على الرغم من انهيار الاقتصاد العالمي، فإن الهنود حققوا نموًا تجاوز 8%، وبدأت الهند تشتري الشركات العالمية واحدة بعد الأخرى، والهند دولة ديمقراطية تستثمر بكل شفافية في صناعات السيارات والصلب والبرمجيات ومراكز الاتصال.

الشهر الماضي وفي نيويورك، تطاولت قامات الخبراء الهنود وهم يدربون مديري الشركات الأمريكية. فهناك عشرات الخبراء الهنود المعروفين الذين يديرون وينقذون الشركات الأمريكية، ولكن هذه المرة جاء المدربان "رافي راجو" و "سانديب فيج" من مدارس الهند الكلاسيكية التي خرجت من الأساطير القديمة لتعلم الإدارة الحديثة.

"الجوقاد" – كلمة هندية تعني "إنجاز الكثير بالقليل" - هو ابتكار اقتصادي تلجأ إليه المؤسسات عندما تشح الموارد وتشتد الأزمات، وذلك لحل المشكلات عند غياب الأدوات، ولتقديم حلول تفي بالغرض دون معونات خارجية أو منح رأسمالية. فهو ابتكار إداري تقشفي يطبق مقولة "الحاجة أم الاختراع" دون ملاحقة أحدث الصيحات أو استنفاد الثروات.

لا تهدف المؤسسات التي تطبق "الجوقاد" إلى تخفيض التكاليف فحسب، بل تمارس الإدارة الخضراء، فلا تفرط في الشراء، بل تؤكد مسؤوليتها المجتمعية كي لا يعيش الجيل الحالي على موارد الجيل القادم. يوفر "الجوقاد" في الطاقة ويحافظ على البيئة.

وتطبق شركات "سيسكو" و "أوراكل" و "جارتنر" وبنك "جولدمان ساكس" فكرة "الجوقاد" مستفيدة من التجربة الهندية التي حولت مضخات المياه اليدوية إلى محركات تدفع عربات النقل البدائية. الغزيون أيضًا حولوا محركات السيارات لتعمل بالزيت بدلاً من الوقود، والبرازيليون خففوا أوزان الطائرات لتنقل الحمولات الكبيرة بمحركات صغيرة، والمهندسون العراقيون والاقتصاديون السوريون كلهم اخترقوا الحصار وشُح الموارد من خلال "الجوقاد".

حوَّل مهندسو الهند الابتكار التقشفي إلى منهجية وأدوات إنتاج ينافسون بها الغرب والصين، لينتجوا الذهب من الخردة، والصواريخ من بقايا التكنولوجيا الروسية. الدرس المفيد هو أن الدولة الفقيرة التي ظلت تعتمد على المساعدات حتى الألفية الثالثة بدأت تدرب أمريكا وتمول أوروبا وتدير العالم، ومن يرى في هذا شيئًا من التهويل والتطبيل، فليذهب إلى موقع www.ted.com ويستمع لمحاضرة الهندي "ديفدوت باتانك" (Devdutt Pattanaik) التي فعلت بمفكري العولمة ما فعلته محاضرة الإنجليزي "كين روبنسون" بمفكري التربية.


نسيم الصمادي

ranasamaha
24-03-2012, 12:38 PM
هــل هنـاك ضحــك .. دون ســبب؟ (http://www.edara.com)





هناك مثل يقول: "الضحك دون سبب، قلة أدب." وفي لحظة تجلٍّ ليلة أمس، اكتشفت أنه لا يوجد ضحك بلا سبب. حتى "الضحك على الذقون" له سبب، كما حدث مؤخرا حين ضحك قليلون على كثيرين، وتبخرت "فلوس" الدنيا بين "ضحية وعشاها" أو "عشية وضحاها" هل هناك فرق؟!

نظرت إلى شاشتي فجر اليوم، فطلب مني ابني أن أقرأ الأخبار الاقتصادية أولا لأنه يعمل في إدارة المحافظ الاستثمارية في أحد البنوك، فقلت له ضاحكا: "هل هناك أخبار غير اقتصادية يا بني؟!"
وها هي نشرة الأخبار:
- خبر 1: بنك "يو بي إس" السويسري يفصل 7500 موظف آخرين ليحد من خسائره.
- خبر 2: قراصنة الصومال يختطفون أربع سفن أخرى في يوم واحد.
- خبر 3: اقتصاديو الصين يقولون بأن السوق وصل إلى القاع، وقد بدأ النمو! ولكن...
- خبر 4: "وول ستريت" تواصل الهبوط فتلحق بها أسواق آسيا مرة أخرى.
- خبر 5: آلاف السيارات الراكدة في أسواق الأردن تعادل قيمتها أكثر من ملياري دولار ستعيد الحكومة جماركها للمستوردين، ليعيدوا تصديرها! (إلى أين سيعاد تصديرها؟ ومن سيشتريها منهم؟ ولماذا نستورد سيارات جديدة بمليارين أصلا؟)
- خبر 6: خطة لتحديث وتطوير الصناعة المصرية وفق المواصفات العالمية! (إذا كانت الصناعات العالمية قد أفلست، فلماذا نحدِّث وفق مواصفاتها؟)
- خبر 7: شركة "إيه بيه" تطرح "سكايبي" كشركة مساهمة عامة لتحد من خسائرها! (كلام يثير الضحك! من سيشتري أسمهما؟)
- خبر 8: مشروع لتغذية الأطفال في القرى الفقيرة! (ماذا عن أطفال المدن؟ أليست المدن اليوم أفقر من القرى؟!)
- خبر 9: بلغ عدد أطفال المهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا 4 ملايين طفل! (كيف سيعيشون؟ وأين سيتعلمون؟ وهل سيرحلون؟)
- خبر 10: أكثر من 57 ألف كتاب تضيع من فهارس "أمازون.كوم" خلال الأسابيع الماضية! (هل هو فعلا خطأ تقني في برنامج عرض الكتب؟ أم تم بفعل فاعل لخدمة ناشرين وموزعين على حساب آخرين؟)
- خبر 11: شركة من أبو ظبي تشتري 9.1% من أسهم شركة "مرسيدس." (خبر جميل فعلا، يجعلنا نضحك من القلب.)
- خبر 12: اقتصاديات دول الخليج ستتجازل 2 تريليون دولار عام 2020. (ونقول: "الله أعلم!")

الأخبار - من الصومال إلى سويسرا، ومن الصين إلى الأرجنتين - تستدر الدموع وتبعث على الشفقة! فللبكاء أيضا سبب... العالم فقد عقله، لأنه فقد ضميره! ركزنا على العقار والدمار، واستثمرنا كل الأموال في بعض الأعمال، ولم نستثمر في جوهر الإنسان. ومن يظن أنه يمكن أن يحيا بلا عقل وبلا ضمير، سيجد للضحك سببا، وللبكاء ألف سبب!

نسيم الصمادي

chris
24-03-2012, 02:04 PM
شكرا على هذه المقالة الجميلة
وفي الحقيقة نعم اننا الان نضحك ليس لاننا نريد ان نضحك
بل لاننا نضحك على ما يجري بدل ان نبكي لان البكاء لم يعد ينفع
فلعل الضحك وتمرين الوجه ببعض الابتسامات الحزينة ينفع



وشكرا اخ نسيم الصمادي

ranasamaha
25-03-2012, 07:18 PM
الدول المحترمة .. متعلمة (http://www.edara.com)




الدول مثل الأفراد: هناك دول ناجحة وأخرى فاشلة؛ دول ذكية وأخرى غبية؛ دول عادلة وأخرى ظالمة؛ دول محترمة وأخرى غير محترمة؛ والأولى هي الدول المتعلمة.






أكثر الدول احترامًا في العالم هي الدول الاسكندنافية. ولم تأت لا أمريكا ولا فرنسا أو إيطاليا ولا حتى ألمانيا ضمن الدول العشر الأكثر احترامًا وتأدبًا وتعلمًا. وإذ حلت فنلندا أولاً والسويد ثالثًا والنرويج سادسًا والدانمارك عاشرًا فإن الدول الاسكندنافية الأربع ومعها سويسرا تعتلي القائمة. فما هي الأسباب التي تجعل دولاً صغيرة تعيش في ظلام دامس معظم أيام العام، وتمتد حتى القطب الشمالي تحتل المراتب الأولى وفقًا لمقاييس السعادة والرفاهية والأداء الاقتصادي؟






في البلاد الباردة يقضي الطلاب معظم أوقاتهم في الفصول الدراسية الدافئة يتعلمون، ويقضي الموظفون جل أوقاتهم في المكاتب يعملون، وفي المعامل يجربون، وفي المصانع ينتجون. ولذا يتمتع سكان المناطق الباردة بتعليم أفضل، ويعملون بجدية وتركيز أكثر، في حين يقضي سكان المناطق الحارة معظم أوقاتهم على الشواطئ وفي الشوارع والمقاهي؛ في حالات كسل تتراوح بين النوم الطويل، والحراك الثقيل. بسبب الثلج والبرد يضطر سكان الشمال إلى السير بسرعة، وتقلل كثرة الأمطار والأشجار معدلات التلوث وترفع نسبة الأوكسجين. فقد لاحظت أثناء دراستي في مدينة أمريكية باردة أنني كنت أقرأ الكتاب مرة واحدة فقط، حتى توهمت أنني صرت أكثر ذكاء. ثم تنبهت إلى أن الطقس البارد والحرية الأكاديمية هي التي زادت تحصيلي الدراسي.






عندما نستعرض الدول العشر الأولى في التعليم نجد فنلندا في المقدمة تليها كوريا الجنوبية وكندا وسنغافورة واليابان. وفي المراتب الخمس التالية تأتي سويسرا وإستونيا وبريطانيا وأيرلندا وهولندا. هذا يعني أن الدول التي تحترم قدرات وملكات الإنسان هي دول صغيرة مقارنة بالدول الأكثر سكانًا والأكبر اقتصادًا مثل: أمريكا والصين والهند وألمانيا وروسيا. الطريف في هذه المؤشرات هو احتلال ثلاث دول آسيوية المقدمة وهي دول يحظى فيها المعلمون باحترام عظيم. كما أن خمسًا من الدول العشر الأولى تحتل المراتب الأولى على مقياس السعادة الذي يقيس مستويات الرفاهية بشكل عام. في حين عوضت الدول السعيدة الأخرى تأخرها في التعليم بميزات تنافسية بديلة. فقد احتلت السويد المرتبة الأولى في الشفافية، وتقدمت النرويج بأعلى مستوى في دخل الفرد والناتج المحلي، وأستراليا في التدريب، والدانمارك لأنها تدلل مواطنيها أكثر من أبقارها.






ومما يؤكد أن الدول المتعلمة محترمة، هو أن دولاً مثل إستونيا وليثوانيا وحتى روسيا البيضاء، بدأت ترتقي سلم السعادة والرفاهية بسبب التعليم، وهي دول باردة لا تملك سوى الذكاء الإنساني والجهد البشري. أما الدول العربية بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية والبشرية الوفيرة، فلا يحظى التعليم بأي اهتمام، ومن ثم لا يحظى الإنسان بأي احترام.






نسيم الصمادي

ranasamaha
27-03-2012, 11:36 AM
أنا أفكر .. إذن أنا "غير" موجود (http://www.edara.com)






أتيحت لي مؤخرا فرصة المشاركة في عدد من معارض الكتب. وبسبب القراءة في موضوعات شتى، وجدتني أفكر وأطرح أسئلة جديدة. فالأفكار تنبع من الأسئلة أو من إجاباتها. فنحن نفكر في "مسائل" ومن الصعب أن نصل لفكرة دون أن نطرح سؤالا، أو نجيب عن آخر.

الأسئلة التي روادتني مؤخرا: لماذا تسجل كتب الطبخ أعلى المبيعات دائما؟ ففي معرض أبو ظبي للكتاب - والذي أقيم الشهر الماضي - كان الزائرون يصطفون بالعشرات لشراء كتب الطبخ، ومشاهدة عروض الطبخ الحية. ولا ينافس كتب الطبخ في المبيعات سوى موسوعة "جينس" للأرقام القياسية، وهي موسوعة ملونة كتبت لتُستعرض وتُراجع من أجل الإثارة والمتعة، لا لتُقرأ من أولها إلى آخرها. وحتى في "جينس" تحظى الأرقام القياسية لأكبر "بيتزا،" وأطول شطيرة، وأكبر قالب "كيك" بالاهتمام الأول!

للوهلة الأولى قد تبدو الإجابة عن هذا السؤال سهلة، على اعتبار أن الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من معدته. ولكن هذه الإجابة تفترض أن معظم زائري المعارض ومشتري الكتب من النساء، وهذا غير صحيح. كما تفترض أن الطريق الذي يبدأ في المعدة وينتهي في القلب، لا يمر في العقل مطلقا؛ ومن الصعب المحاججة بهذا في زمن طغت عليه المادة، وجعلت بين الإنسان وبين الرومانسية أحبالا وأميالا.

من المؤكد أن للغريزة البشرية دورا تلعبه هنا. فقد وضع "ماسلو" احتياجات الوجود الأساسية كالأكل والشرب قبل بقية الحاجات. ولكن من جانب آخر، فقد جاءت حاجات الإشباع الفكري قبل الحاجة لتحقيق الذات، فهل يمكن أن يعمى بصر الإنسان حقا لكي يسعى لتحقيق وجوده دون تحقيق ذاته؟! إذا كان هذا يحدث فعلا – ويبدو أنه يحدث – فإن التنمية المستدامة للمجتمعات والحضارات تصبح أيضا محل شك. وحيث قال "ديكارت" قديما: "أنا أفكر.. إذن أنا موجود" فإن المقولة الفلسفية الجديدة لإثبات الوجود الضخم للإنسان تصبح: "أنا أطبخ .. وآكل .. إذن أنا موجود!" لكننا نستطيع أن نثبت وجودنا دون أن نطبخ! فنحن موجودون لأننا نأكل "البيتزا" و"الهمبورجر" و"كنتاكي" دون أن نطبخ. وفي تنشئتنا لأبنائنا، فإن "التلقيم" - دائما - يسبق "التلقين." وهذا سبب آخر يضع تغذية البطون قبل تغذية الذهون!

سؤال آخر: إذا استثنينا الحاسة السادسة لأنها غير عضوية، فما هو عدد حواس الإنسان العضوية؟ كلنا نعتقد أنها خمس حواس وهي: التذوق، واللمس، والشم، والنظر، والسمع. لكن هناك حواسا عضوية أخرى منسية! من يستطيع إضافة المزيد من الحواس العضوية، فليرسلها إلى إدارة التحرير في "شعاع!" لكن إجابة هذا السؤال تحتاج إلى قراءة وبحث، لا إلى كتاب في الطبخ، أو وجبة "دليفري!"


نسيم الصمادي - دبي

ranasamaha
28-03-2012, 10:19 PM
الأخلاق الاصطناعية وصدمات الضمير (http://www.edara.com)





هناك ذكاء اصطناعي وغباء اصطناعي، مثلما هناك أخلاق طبيعية وأخلاق اصطناعية. وكما يحتاج القلب عندما يتوقف بسبب كوليسترول الشرايين إلى صدمات كهربائية، يحتاج الضمير عندما يتوقف بسبب كوليسترول النفس إلى صدمات افتراضية!

في مطلع العام الحالي (2012) أطلقت رئاسة الوزراء البريطانية موقعها الإلكتروني الجديد في حضور لفيف من الصحفيين. وفي كلمة قصيرة اعترف "ديفيد كاميرون" بأنه صار يتردد في تسجيل وإرسال أي من أفكاره وقراراته إلكترونيًا خوفًا من تسربها ومحاسبته على كل كلمة يكتبها. فهو يقر بأنه كثيرًا ما يقول ويكتب كلامًا لا يعنيه، فيفلت منه ما كان يجب أن يخفيه. ورغم أن "لسانك حصانك" كما يقول المثل، فإن الكلام المنطوق يظل أقل خطرًا وأسهل أثرًا، مما توثقه الكلمات وتسجله الكاميرات.

الأخلاق الاصطناعية هي نوع جديد من الذكاء يفتعله الإنسان، ليس لأنه أخلاقي بسجيته وتنشئته، بل لأنه مجبر على التخلق بما ليس فيه، خوفًا من الانتقال الفيروسي للأصوات والكلمات عبر العالم الافتراضي. لا يحدث هذا فقط خوفًا من تسريبات "ويكيليكس" بل ورعبًا من تسريبات الذاكرة والضمير، لأن "حبل الكذب قصير." أما الذكاء الأخلاقي فهو القدرة على التفريق بين الصحيح والخطأ، والتصرف انطلاقًا من القيمة التي تعتقد أنت بصحتها. وهناك سبع لبنات ضرورية لبناء ذكاء أخلاقي راسخ هي: التفهم والضمير والإرادة والاحترام واللطف والتسامح والعدل. وهذا ما عنيته عندما قلت ردًا على سؤال عن أعلى قيمة على الإطلاق بأن "أهم قيمة في الحياة هي أن يتمتع الإنسان بوعي أخلاقي راسخ."

في عالم الأخلاق الاصطناعية لم يعد "الغباء الأخلاقي" مقبولاً. فأنت مجبر كإنسان معاصر على قول الحقيقة وإلا فإن الانتشار الفيروسي للمعلومات سيكشفك قبل أن تخلد إلى النوم في سريرك، وقبل أن يصحو ضميرك. فعلى مدى الأسبوعين الماضيين تبادلت عدة رسائل مع أحد خبراء إدارة الجماهير وتجارة الضمير. والحكاية هي أن أخانا – وهو أحد المنافحين عن الأخلاق والداعين إلى مجتمع إبداعي استنادًا إلى القيم – سمح لنفسه بأن يقتطع عشرات الصفحات من بعض كتبنا وخلاصاتنا، ويلصقها في بعض كتبه. وباستخدام الذكاء الافتراضي وسرعة انتقال المعلومات ومحركات البحث، استطعنا حصر كل المسروقات كلمة.. كلمة. ومما زاد في ورطته أنه قال الشيء ونقيضه ثلاث مرات خلال عشرة أيام، وكأنه يكذب على نفسه. فقد انكشف واعترف بما اقترف، وبعدما توسل، حاول أن يتنصل، وبدأ بالهجوم ثم أصابه الوجوم. لكن الذكاء الرقمي كشفه ووضعه في مواجهة نفسه.

في برنامج "التحول القيادي" أركز على أن نقطة التحول الجوهري هي الانطلاق من المركز لبناء شخصية قيادية قوية ومؤثرة. والمركز هنا هو معادل افتراضي للضمير. في هذه النقطة نطلب من المشارك أن ينظر صباح كل يوم في المرآة ويسأل الشخص الذي يراه: "هل أنت محترم؟" كل من يستطيع طرح هذا السؤال على نفسه في الصباح، لن يخاف أن تكشفه نظم الأخلاق الاصطناعية الذكية في المساء.

نسيم الصمادي

الراجية الله
29-03-2012, 03:30 AM
ولاننا بشر ولاننا ندعو الي الرقي الاخلاقي
والصلاح والاصلاح فمن هدا المنطلق فالحكمة تقتضي ان نتعامل بالفطنة والتسامح وروح التعلم والصبر وكما اعجبتني مقولتك الفاضله د"أهم قيمة في الحياة هي أن يتمتع الإنسان بوعي أخلاقي راسخ."
اسعد الله احوال امة لااله الا الله محمدا رسول الله صل الله عليه وسلم

ranasamaha
01-04-2012, 10:25 PM
زهرة الخشخاش (http://www.edara.com)



قبل أربعة أعوام قرأت كتاب "خمسة أنواع من الخلل تهدد فرق العمل" الذي لخصناه في العدد 327 من (خلاصات)، وكان من بين السلوكيات التي تضر بالقائد أن يتنصل من المسؤولية عندما يرتكب أحد مساعديه خطأ ما. ولهذا فإن خسارة مصر من سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان العالمي "فان جوخ" تتجاوز قيمتها المادية التي قدرت جزافًا بـ 55 مليون دولار.

الخسارة الأولى لمصر هي سقوط صورة الفنان "فاروق حسني" وزير الثقافة الذي حقق إنجازات متتابعة كادت توصله إلى قيادة اليونسكو. وفي تقديري أن الوزير خسر اليونسكو لأنه لم يكن شفافًا وقائدًا عظيمًا. فرغم أنه فنان تشكيلي وعاشق للآثار، وأدار مشروع بناء المتحف المصري الحديث، فلم يحافظ على واحدة من أعظم الأعمال الفنية الكلاسيكية في العالم.

عندما يتخلى وزير عن وكيل وزارته فإنه يرسل رسالة ملطخة بريشة سوداء، وهي رسالة سيقرؤها معاونوه ومحبوه ومؤداها أنه لن يتحمل نتائج أعمالهم، وأن على كل منهم أن يحمي نفسه إذا ما وقعت الأزمات واحتدمت الملمات. فهو يتنصل من مسؤولياته لأنه فوض بعض صلاحياته؛ رغم أن ألف باء التفويض تقول بأن الوزير مثله مثل المدير، عليه تفويض صلاحياته دون أن يتخلى عن مسؤولياته. فهو مسؤول عن كل ما يفعله معاونوه من قمة الهرم الإداري حتى أدنى مرتبة يتقلدها موظف صغير في أبعد نقطة عن مركز وزارته.

الحقيقة أن تنصل الوزير من مسؤولياته يلقي حمل المسؤولية مباشرة على رئيسه، أي على رئيس الوزراء، وإذا ما رفض الوزير المثول بشفافية أمام أجهزة المساءلة، فعلى رئيسه أن يأمره بذلك أو يبادر هو إلى تحمل المسؤولية ومساءلة نفسه. فالمؤسسات التي تتحاشى المساءلة تفقد الثقة، وترسخ المعايير المزدوجة في القيادة، وينخفض أداؤها، وتفقد معنى وجودها لأنها تتخلى عن رسالتها، فتفقد احترام المجتمع لها.

تعتبر المساءلة واحدة من أصعب التحديات التي تواجه القادة. فالقائد القوي يعتبر نفسه المصدر الوحيد لوضع القواعد وتطبيقها ومحاسبة من يجرؤ على خرقها، فتكون النتيجة أن يبدأ بمحاسبة نفسه قبل أن يحاسب الآخرين، وقبل أن يحاسبه الآخرون. القادة الذين لا يهتمون بالحوكمة والمساءلة، يشتتون المسؤولية فيلزمون أنفسهم - دون غيرهم - بتحمل نتائج وتبعات أخطائهم وأخطاء مرؤوسيهم. حتى لو كانت الحسنة تخص فيأخذها الوزير لنفسه، والسيئة تعم فيوزعها على معاونيه، فإن المسؤولية تبقى مشتركة. بمعنى أن السيئة يجب أن تعم الجميع من قمة الهرم إلى قاعدته.

ربما تعود "زهرة الخشخاش" إلى مكانها الطبيعي على أحد جدران متحف "محمود خليل" يومًا ما، لكن صورة الوزير الجدير بمنصبه لن تعود أبدًا ما لم يتواضع الوزير ويعترف بالتقصير.


نسيم الصمادي

الراجية الله
02-04-2012, 12:39 AM
من نتائج التحقيق لجرد مقتنيات قصر الرئيس المخلوع
وجود زهرة الخشخاش بقصره وتربيزة ترجع لاملاك اسرة الملك السابق لمصر فاروق
ولكي الله يامصر في كل من يتولي منصبا ولا يحافظ علي الامانه
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ranasamaha
03-04-2012, 09:14 PM
عندما لا تعطي الناس صوتًا ولا تمنحهم قوة، فإن النظام يتجه إلى المكان الخطأ (http://www.edara.com)



يبدو أن "مارك زاكربيرج" "مش واخد باله". فعندما اختارته مجلة "تايم" الأمريكية شخصية عام 2010 صرح قائلاً: "عندما تعطي كل شخص صوتًا وتمنح الناس قوة، فإن النظام يتجه إلى المكان الصحيح؛ وهذا ما نقوم به". فلو أنه اكتفى بالنصف الأول من المقولة وحذف الكلمات الأربع الأخيرة لكان أبدع واحدة من أعظم مقولات التاريخ. لكنه تناقض مع نفسه حين تحالف مع الحكومة الأمريكية ضد "ويكيليكس".

هناك حرب عالمية باردة تدور بين أمريكا و"جوليان أسانج"، وهي حرب بين القوة الخشنة والحق الناعم. هناك حربان عالميتان ساخنتان وحرب باردة واحدة دارت بين أمريكا والاتحاد السوفييتي وانتهت بتفكك الأخير. وترى شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن حرب "ويكيليكس" مع ساسة العالم هي أول حرب تنشب بين التكنولوجيا والسياسة. لكن هذا ليس صحيحًا. فهناك قوى تكنولوجية كثيرة تقف مع الغرب إلى جانب آلة الإعلام الأمريكية لصد هجمات "جوليان".

الحقيقة أنها حرب باردة ثانية، ربما تسيل فيها دماء ناتجة عن الاغتيالات، لكنها لن تسخن الجليد الذي تغطي عباءته نصف الكرة الشمالي الذي سخنته تسريبات "ويكي" التي قالت للعالم: "شبيكوا.. لبيكوا.. كل أسرار العالم بين إيديكو". وهي حرب لن تنتصر فيها الدول التي تتسرب معلوماتها تباعًا، لأن أسلحة "الويكي" ناعمة وخفية وخفيفة، فهي حرب عصابات افتراضية. المعلومات التي يتم تسريبها تهم كل العالم وهي مخبوءة في كل بقاع الأرض. فإذا ما دُمِر سيرفر أو موقع في الشمال، ظهر لهم جني "ويكي" في الجنوب. لكن لهذه الحرب دلالات وتداعيات بعيدة سيطال شرارها كل مجريات حياتنا المعاصرة.

هدد "جوليان" الأسترالي الوسيم صاحب قضية الحرية والشفافية الدولية بنشر أسرار خطيرة إذا ما تم اغتياله. والمشكلة هي أن جهات كثيرة قد تعمد إلى اغتياله انتقامًا من أمريكا التي ستتحمل وزر تصفيته، أو انتقامًا منه شخصيًا لاكتساحه منصات الإعلام العالمي وسحبه كل البسط من تحت كل أقدام ماكينات الإعلام الجبارة.

أعلن "جوليان" أن ذخيرته من الأسرار لن تنضب، إذ بدأ موظفو الحكومة والشركات الناقمون على إداراتهم بتسريب الملفات المتخمة بالفساد إلى سيرفرات "ويكيليكس" بكل الطرق الممكنة، وهذا يعني أن الفضائح الاقتصادية والإدارية القادمة ستصيب الاقتصاد العالمي في مقتلين:

* بداية ستتعرض أسهم الشركات إلى المزيد من الهبوط عندما تفتح ملفات فساد رؤسائها مما يصب مزيدًا من النار على الأزمات المشتعلة. ومن المؤكد أنه سيتم فتح ملفات فساد ورشاوى كثيرة، وهي إن فتحت لن تغلق أبدًا.

* وثانيًا، بدأت الإدارة الأمريكية – وستحذو كل الدول حذوها – تفرض رقابة مشددة على موظفيها وتمنعهم من الدخول إلى قواعد بياناتها، وتراقب تصرفات كل من تشك في أمره. ستكون هذه الرقابة الصارمة آخر مسمار يدق في نعش الوكالات والمؤسسات التي تعاني من ترهل ومن ثقافة إدارية متهالكة؛ لأن سد قنوات الاتصال أمام المديرين والموظفين الذين سيتم تصنيفهم بأنهم ليسوا أهلاً للثقة سيؤدي إلى إبطاء عمليات اتخاذ القرار، وسيتم إعدام ما كان يسمى بالشفافية، وتعود الشركات لتدفن سياسات التمكين والمشاركة والاتصال والفعالية والابتكار وسرعة اتخاذ القرار في رمال وأوحال البيروقراطية الخائنة والخائفة.

إنها كارثة صنعتها القيادة اللا أخلاقية، وفضحتها التكنولوجيا العصرية التي تم تطويرها بتمويل من الإدارة الأمريكية. وهكذا ارتدت سيوف التقدم إلى نحر التقدمية والرأسمالية وثبت أن الاقتصاد ما زال سياسة، وأن السياسة ما تزال تحاول إصلاح أخطائها بمزيد من الأخطاء. فأمريكا التي هزمت الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة تهزم نفسها بأسلحتها، وهذه مفارقة تاريخية أخرى.

إذا كانت لشركتك أسرار، وإذا كان في ملفاتك بعض بقع الفساد، فراقب موظفيك الغاضبين. هؤلاء يعتبرون "جوليان" صديقهم في السراء والضراء، وقد يرسلون له ملفاتك السوداء والبيضاء. انس الشفافية والثقافة الديمقراطية وأحط نفسك بكل قلاع وأسوار الحماية الممكنة، فربما تنجو من عاصفة "أسانج". وتصحيحًا لمقولة "مارك زاكربيرج" أقول: "عندما لا تعطي كل شخص صوتًا ولا تمنح الناس قوة، فإن النظام يتجه دائمًا إلى المكان الخطأ، ولا يعود إلى مكانه الصحيح أبدًا. وهذا ما نقوم به جميعًا".

نسيم الصمادي

ranasamaha
04-04-2012, 08:03 PM
مكافحة الفساد بالمرايا (http://www.edara.com)



دعيت للمشاركة في برنامج تلفزيوني بمناسبة يوم مكافحة الفساد، إلا أن البرنامج ألغي قبل موعد البث بيومين. والحقيقة أن الدعوة فاجأتني أكثر من الإلغاء، حيث من الصعب على أي جهاز إداري أو إعلامي فاسد أن يكافح الفساد. يقول "ألفرد أدلر": "الدعوة للفضيلة والدفاع عنها، أسهل بكثير من الالتزام بها. فلو كانت شركة "إنرون" التزمت باثنتين فقط من القيم الأربع التي أعلنتها وهي: الاحترام والنزاهة والشفافية والتميز لما أفلست."

من التقاليد الدستورية أن الشخصيات العامة من وزراء تنفيذيين وبرلمانيين مشرعين وقضاة محققين وقادة سياسيين يؤدون القسم وهم يضعون أيديهم على القرآن الكريم فيقولون مثلاً: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة وأن أقوم بواجبي خير قيام." هذا القسم يعني أن من يؤديه يخاف (من) الله، ويخاف (على) الدستور، ويخاف (لـ) الشعب. لكن قلة فقط من هؤلاء يتلعثمون ويرتبكون وهم يتقلدون أعباء السلطة ويتحملون أثقال المسؤولية. وأظن أن الذين يرتبكون وهم يقسمون، هم من يدركون معنى ما ينطقون. وربما يكون هؤلاء هم الذين يعقدون العزم على أن يحولوا أيمانهم إلى التزامات أخلاقية وأن يواجهوا تحدياتهم ويتحملوا مسؤولياتهم.

فما الذي يحدث لمعظم القياديين والسياسيين والإداريين والبرلمانيين عندما تتعاظم سلطاتهم ويتفاقم نفوذهم؟ يبدأ هؤلاء حياتهم العملية الرسمية وهم أناس أنقياء وأحيانًا أتقياء. وما هي إلا بضعة شهور أو بضع سنوات حتى تتمكن السلطة من نفوسهم، وينقلبوا من مثاليين إلى فاسدين، إذ تتحول ذات مواهبهم ونقاط قوتهم التي أوصلتهم للقمة من نعمة إلى نقمة. فالسلطة تكبر وتتضخم مثل كرة الثلج التي تتدحرج وتزيد كتلتها وتتعاظم قوتها وشهوتها ويصبح من الصعب التخلي عنها. فما أن يقدم المسؤول أول تنازل عن أول مبدأ، حتى تتوالى التنازلات، ويتحول صاحب النفوذ من إنسان مستقل ويعتمد عليه، إلى مسعور بالسلطة ويعتمد عليها، مثل المدمن الذي لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية إلا إذا تخلص من إدمانه؛ فمشكلته ليست النجاح أو التميز أو الوفاء، بل التخلص من كل ما يحوله من مستقل إلى معتل، ومن قائد إلى مقود، ومن مبادر إلى مقامر.

وما ينطبق على الأفراد، يسري أيضًا على الشركات والمجتمعات والقارات. فقد حاربت أوروبا وأمريكا لعقود وسنوات طويلة قبل أن تعتبر تقديم شركاتها الكبرى الرشا للمسؤولين في دول العالم الثالث للحصول على الصفقات سلوكًا مخالفًا للمبادئ وخارقًا للقانون. فقد كنا نظن أن الشعوب المتقدمة هي أقل اعتمادًا على الرشوة والمحسوبية في إدارة شؤونها، ولذا فهي أقل تعرضًا للسقوط من الدول الفاشلة. لكن تجارب الفشل الأخيرة أثبتت أن آليات الحرية التجارية والديمقراطية السياسية لا تعمل بقوة الدفع الذاتي وليست درعًا واقيًا من الفساد. فهناك أيضًا خضوع واعتماد على المال كوسيلة للحفاظ على السلطة، وهو اعتماد يحول البرلمانات الديمقراطية المنتخبة من سلطات تشريعية مستقلة، إلى مجموعات ضغط منحلة ومحتلة. وهذا ما عناه "بنجامين دزرائيلي" عندما قال: "القانون لا يفيد الشرفاء لأنهم لا يحتاجونه، ولا يردع الفاسدين لأنهم لا يحترمونه"؛ أي أن القانون ناقص دائمًا - بدون الأخلاق - وهو غير مفيد في الحالتين، لأن كل عمل – حتى الفساد - يصبح نظاميًا وعاديًا إذا ما قام به مئات الأشخاص في نفس الوقت.

فما هو الحل إذن؟ من السهل تقديم الوصفات والحلول من خارج دائرة السلطة، ومن الصعب الاستماع إليها وفهمها من داخل دائرة الفساد المظلمة! ومع ذلك فإن عقد ورش عمل لتدريب وتذكير المسؤولين بالفرق بين: "كيف" نؤدي القسم، وبين "لماذا" نؤدي القسم يمكن أن يعيد لذوي النفوذ السياسي والاقتصادي والتشريعي والإعلامي شيئًا من وعيهم المفقود. فقد يدفعهم هذا الوعي، أو على الأقل يحفز بعضهم إلى التساؤل:
- لماذا وكيف يمكنني توجيه سلطتي لفعل الخير؟
- لماذا وكيف أجنب سلطتي مسالك الشر؟
- لماذا وكيف أحافظ على تواضعي ومواهبي وطاقتي الإيجابية؟
- وأخيرًا، لماذا وكيف سأنظر كل صباح في المرآة وأسأل الشخص الذي أراه: هل ما زلت أحترمك؟

فهل حقًا يجب تذكير كل من يؤدي القسم بمعناه ومغزاه؛ وبأنه يجب أن يخاف من الله وعلى الدستور وللأمة؟! الإجابة هي: نعم.. نعم.. نعم. معظم من يقسمون يفعلون ذلك بطريقة آلية، مركزين على البعد التقني والميكانيكي في أداء القسم، وهو بعد سطحي وقصير المدى، وغير مدركين للبعد القيمي والأخلاقي والمستقبلي، وهو بعد عميق وصعب المنال لأنه بعيد المدى. وكجزء من التدريب اليومي والمستمر يمكن تثبيت المرايا أمام كرسي المكتب الفاخر وخلف كرسي السيارة الفاخرة. ولتوفير النفقات يمكن استيراد مرايا رخيصة من الصين، لأن المواصفة الوحيدة المطلوبة فيها هي عبارة: "هل ما زلت أحترمك؟".

نسيـــــم الصمــــادي

ranasamaha
06-04-2012, 09:23 PM
اخلع نظارتك لترى العالم بوضوح (http://www.edara.com)




ربما تكون هذه نظرة جديدة في القيادة الاستراتيجية والاقتصاد الكلي وإدارة المستقبل، وهي نظرة طبيعية وتلقائية وسهلة لأنها منبثقة من ضرورة خلع النظارات المكبرة التي نحاول أن نرى العالم من خلالها لكي ندرك الخطير ونرى البعيد ونفهم الغامض.

اليابان التي بهرت العالم بآلاتها الدقيقة لم تتنبأ بزلزال الـ8.9 درجات ولم تستعد له، وقبل الزلزال وتوابعه من تسونامي وتسرب إشعاعي فوجئت مراكز التنبؤ والاستخبارات بثورات تونس ومصر واليمن وليبيا، وظن الجميع أن نتائجها ستكون متشابهة ومحسومة لأن ما حدث في دولة يتكرر بنسخ كربوني دقيق لا شك فيه.

وقبل الزلازل الجيولوجية والسياسية، كانت هناك براكين طبيعية، وانهيارات اقتصادية فاجأت العالم، بل إن بعضها فاجأ أصحابه وذويه، وكل من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه، فقد كنا نرى أن فوز رئيس أمريكي من أصل أفريقي ضرب من المستحيل، وأن انضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي وحرمان تركيا من هذا الشرف غير الرفيع هو في مصلحة الأولى وضد مصلحة الثانية. وعندما تبينا أن العكس هو الصحيح، أدركنا أن التاريخ ليس فقط لا يعيد نفسه، بل يغيِّر رأيه في اللحظة الأخيرة إذا ما أحس بأن هناك من يحاول أن يصنعه أو يتلاعب به، أو يتنبأ بأي مستقبل كان يجب أن يخضع لآليات الأسواق أو يفسره من خلال أحد نماذج الاقتصاد الرياضي.

يرى "دانييل بوروس" في كتابه "النظرة الثاقبة" أن قراءة اتجاهات المستقبل ورؤية الفرص الكامنة فيه هي مهارة يمكن التدرب عليها وإتقانها، لكن مهارة التنبؤ بتداعيات المستقبل ليست مستحيلة فقط، بل هي غير ضرورية. مكمن التناقض في نظرية "بوروس" هو الشروط التي وضعها لتفعيل خطوات قراءة المستقبل وأولها أن نعرف أين ننظر، وكيف ننظر، فلو كشفت مؤشرات الخطر عن نفسها، ولو أعربت حالات الغموض عن تداعياتها لهان الأمر، وأصبحت إدارة المستقبل عملية آلية، لكن ذلك ليس كذلك.

على مستوى القطاع العام هناك من يرى أن جزيرة كانت صغيرة ودولة كانت فقيرة مثل "سنغافورة" استطاعت تحقيق أعلى مستوى دخل في العالم بفعل آليات التنبؤ والتخطيط. وعلى مستوى القطاع الخاص هناك من ينظر إلى عودة شركة "أبل" من حافة الإفلاس لتصبح أكبر شركة غير بترولية تملك أصولاً في العالم كنموذج للتخطيط التنبؤي، وهذه أيضًا قراءة خاطئة لحركة الأسواق وآليات النمو.

ارتبطت عودة "أبل" إلى القمة بعودة "ستيف جوبز" إلى القيادة، وقامت التجربة السنغافورية على الفعل لا على التنبؤ. ومن الواضح لمن يترك الواقع يتحدث عن نفسه ولا ينظر إليه بنظارة سوداء أو بيضاء، أن التجربتين متشابهتان لأنهما توظفان نموذج النمو الطبيعي والحيوي للإنسان والأسواق، فما عليك إلا أن تضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتترك الحركة تدور والحياة تحدث.

يرى أشياع مدرسة اقتصاد السوق أن على الحكومات أن تتنحى جانبًا وتترك الأسواق والشفافية واليد الخفية تلعب دورها. ويرى أشياع المدرسة السلوكية أن على الحكومات أن تحشر أنفها في الأسواق من حين إلى آخر لتعيد الأمور إلى نصابها، وتمنع سلوك القطيع المريع من تخريب العالم، لكن الرأيين يحتملان الخطأ والصواب. فالأسواق لا تنحرف عن مسارها إلا إذا قادها الشخص الخطأ كما حدث في "إنرون" و"ليمان براذرز" و"تونس" و"مصر" و"اليمن" و"ليبيا". وتدخلات الإصلاح والجراحات التشريعية والمالية الحكومية لن تؤتي ثمارها ما لم يؤدها الشخص الصحيح، في التوقيت الصحيح، وللغاية الصحيحة، وهذا هو محور نظرية "التمتين" التي يغضب الكثيرون عندما أقول إنها ليست مجرد نافذة لرؤية العالم، بل هي مدخل لتغييره أيضًا.

نسيم الصمـادي

ranasamaha
07-04-2012, 12:43 PM
"بيتر بافيت" يخرج من جلباب أبيه (http://www.edara.com)

نعم للتميز، لا للامتيازات
عندما نسمع اسم "بافيت" يتبادر إلى أذهاننا النجاح والشهرة والثروة وشركة "يوركشاير هاثاوي" الاستثمارية العملاقة. هذه كلها إنجازات "وارين بافيت" الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أغنياء العالم. وعندما نسمع اسم "بيتر بافيت" الابن سنتخيل شابًا يسكن أرقى القصور، ويقود أحدث الطائرات، ويسهر مع أجمل الفاتنات، ويغرق في الترف والملذات، لأنه وريث عائلة "بافيت" ومؤسساتها التي ناهز مؤسسها الثمانين من العمر.









لكن الأمر ليس كذلك. إذ يرى الأب وابنه والمراقبون أن الثروة الحقيقية التي تركها بافيت العجوز لابنه ليست المليارات وأسهم الشركات وأرقى الشهادات، على الرغم من أن "بيتر" قد تخرج في جامعة "ستانفورد" العريقة. وهو يرى أن أعظم ما ورثه عن أبيه هو قيم الخير والجمال والعطاء والعمل والتقشف والتفكير المستقل والإصرار على عدم التمتع بأية امتيازات عائلية أو مالية أو اجتماعية أو شخصية لم يحققها بنفسه.






في كتابه الجديد يقول "بيتر" إن أعظم درس تعلمه من والده هو أن أي والدين يتمتعان بشيء من الحكمة سيعلمان أبناءهما كيف يتمسكون بالقيم، دون أن يوفروا لهم كل ما يريدون. صدر كتاب "بافيت" الابن بعنوان: "الحياة هي ما تنجزه أنت: كيف تشق طريقك بنفسك وتحقق ذاتك"، وفيه يصف كيف عاش حياة طبيعية، وأنه لم يحرم إلا من الدلال والامتيازات التي كانت كفيلة بتدمير شخصيته وتحويله من عائل إلى عالة.






يقول "بافيت" المؤلف: "من يولدون وفي أفواههم ملاعق من فضة، قد يولدون أيضًا وفي ظهورهم خناجر من ذهب. هؤلاء يبدون للآخرين أقوياء وأثرياء وسعداء وأذكياء، مع أنهم في الواقع ضعفاء وأشقياء وأغبياء. فالذين لا يصنعون مجدهم يعيشون حياة غير حياتهم، لأن الذين يحصلون على الامتيازات والمنح – حتى وإن كانت مشروعة – يفقدون احترامهم لذواتهم. فكونك الوريث الشرعي لأحد الأثرياء، أو الابن الأكبر لأحد الرؤساء، قد يخدعك فتأخذ ما تريد، دون أن تعمل أو تجيد أو تعطي أو تفيد."






بعد تخرج "بيتر" رفض دخول عالم المال. وعاش في ستوديو في كاليفورنيا يتسع بالكاد لآلاته الموسيقية، ولذلك عمل لدى إحدى المحطات التلفزيونية. وعندما استعان به أبوه، تطوع للعمل في مؤسساته الخيرية ولصالح جمعيات حماية البيئة. وكان يتجول مع فرقة موسيقية ويعزف البيانو ويلقي المحاضرات محذرًا من ثقافة الاستهلاك التي تدمر البيئة والقيم ولا تضيف قيمة.






يؤكد "بيتر بافيت" مثل والده أن الرخاء والمتع والأموال إلى زوال، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. فالقيم هي العملة الوحيدة التي تزيد ولا تنقص كلما استثمرناها وتعلمناها وعلمناها للآخرين.







نسيم الصمادي

هــمـسـة
07-04-2012, 07:10 PM
نعم كم نحن بحاجة لخلع نظاراتنا لنرى العالم بجماله أو بحقيقته
أو على الأقل تغييرها لنراه من الزاوية الصحيحة
شكرا لك على المقال الرائع
جزاك الله خيرا

ranasamaha
08-04-2012, 09:41 PM
بقرة "تويوتا" وذيلها الطويل؟ (http://www.edara.com)

إذا وقعت بقرتك في حفرة وعجزت عن إخراجها، فقد تضطر إلى إحضار مقاول أو خبير ليساعدك في إنقاذها. ومن المؤكد أن 80% من الخبراء يستخدمون منهجية موحدة ومعروفة وشائعة في عمليات الإنقاذ وإدارة الأزمات تتكون من الخطوات الثلاث التالية:

أولاً: أخرِج البقرة من الحفرة بأقل قدر ممكن من الخسائر؛
ثانيًا: اعرف كيف وقعت البقرة في الحفرة؛
ثالثًا: امنع سقوط المزيد من البقر في المزيد من الحفر.

للوهلة الأولى تبدو الخطوات السابقة منطقية وكافية، لكنها ليست كذلك. فمسألة سقوط البقر في الحفر أكثر تعقيدًا مما نظن. فالبقر ليس متشابهًا، وكذلك الحفر. وحتى إن تشابه البقر وتساوت الحفر، فهناك خطوات أخرى يجب إضافتها إلى منظومة الإنقاذ وعمليات الجودة والتحسين المستمر، لتصبح المنهجية كما يلي:

أولاً: اكتشف سقوط البقرة في الحفرة فورًا؛
ثانيًا: أخرِج البقرة من الحفرة بسرعة؛
ثالثًا: اعرف كيف ولماذا وقعت البقرة في الحفرة، فربما ألقت بنفسها نكاية بك؛
رابعًا: امنع سقوط المزيد من البقر في المزيد من الحفر؛
خامسًا: تأكد من خلو الأماكن والأسواق والطرق من الحفر؛
سادسًا: تأكد أن لكل بقرة من بقراتك ملامح واضحة، وذيلاً طويلاً وقويًا.

لقد سقطت بقرة "تويوتا" الضخمة في أكبر حفرة صناعية في العالم. ولن يكون إخراجها سهلاً كما يتمنى شركاؤها وموردوها وعملاؤها وإدارتها أيضًا؛ وهذه بعض الأسباب:
ألمانيا تصنع أجود سيارة، وإيطاليا تصنع أسرع سيارة، وأمريكا تصنع أوسع سيارة، والسويد تصنع آمن سيارة، والصين والهند تصنعان أرخص سيارة؛ فما الذي تصنعه اليابان؟ اليابان – بقيادة "تويوتا" – تصنع أكبر عدد من السيارات العادية والهجينة! لكن السيارات الهجينة وعلى رأسها السيارة الجميلة "بريوس" أصيبت بنكسة الأعطال والعيوب التي أوجبت استدعاءها من الأسواق وإعادة تأهيلها.

سقطت "تويوتا" في حفر عميقة فصار انتشالها صعبًا: فهي ثقيلة وضخمة باعتبارها أكبر شركة سيارات في العالم، وحركتها بطيئة وملامحها غير واضحة، وذيلها أطول من اللازم حتى كاد أن يلتف حول رقبتها. في عام 2000، أي قبل عقد من الزمن، أنتجت 5 ملايين سيارة، وفي العام الماضي أنتجت 9 ملايين. وخلال العقد الماضي أسست 17 مصنعًا جديدًا في آسيا وأوروبا واستراليا وأمريكا، وأصيبت بالغرور لأنها صارت الشركة الأولى وصار هدفها أن تصبح الأكبر لا الأفضل.

بعدما أصيبت "تويوتا" بالغرور لم تعد تسمع الشكاوى الخافتة، ولم تعد ترى إشارات الخطر الضعيفة. فيجب أن تكون المشكلة كبيرة وضخمة بحجم "تويوتا" لكي تعترف بوجودها، وهذه واحدة فقط من مشكلات الضخامة والحجم. مشكلة سرعة النمو هي المشكلة التي ورطت أمريكا في ويلات غرورها، وهي سبب سقوط شركات "إنرون" و "وورلد كوم" و "إيه آي جي" والبنوك الأمريكية والسويسرية والعالمية العملاقة، وهي سبب تراجع اليابان، وسقوط "هتلر"، وغياب أمجاد الرومان واليونان.

الحجم والسرعة يؤديان إلى التعقيد؛ والتعقيد يجبرنا على وضع معايير ورسم عمليات، ثم يسوقنا إلى التقنين والتنميط. فعندما برزت مشكلة بدالات التسارع في سيارات "تويوتا" مثلاً، تبين أن الشركة استخدمت نفس الطراز في ثمانية أنواع من السيارات. فالتنميط أدى إلى تخفيض التكاليف وزيادة الأرباح، ولكن عندما وقعت الكارثة، وسقطت "البقرة في الحفرة" كان لا بد من سحب كل السيارات من الأسواق.

لقد سقطت إدارة "تويوتا" في حب نفسها؛ وصارت مغرمة بتطبيق نظريات "كايزن" وبالتحسين المستمر وحلقات الجودة، وخطوط الإنتاج والتصنيع النمطية والخطية السريعة، واعتقدت أنها كافية لاستمرار دوران العجلة. فلم يعد مهندسو الخطوط الأمامية، والتصميم والإنتاج يجرؤون على نقل الأخبار السيئة للسيد "تويودا الابن" الرئيس الحالي للشركة خوفًا من غضبه، وحتى لا يتم خدش حياء النظام العالمي المثالي؛ دون الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد نظام إدارة مثالي وخالي تمامًا من الثقوب والعيوب.

لا أحد يعرف متى ستخرج بقرة "تويوتا" من الحفرة، ولكن ما نعرفه جميعًا الآن هو أنه لا يكفي عندما تتخصص في صناعة السيارات، أن تعرف كيف تصنع أفضل المحركات، وكيف تجعل العجلات تدور بأعلى السرعات؛ يجب أن تعرف أيضًا كيف تصنع أفضل "البريكات" والكوابح، وأفضل نظم الإنذار المبكر. عندما تصنع أنعم وأجمل سيارة في العالم، يجب أن تمهد كل الطرق وتزيل كل الحفر والمطبات من طريقها.


نسيم الصمادي

ranasamaha
10-04-2012, 09:58 PM
رسالة "التمتين" إلى كل الناس.. (http://www.edara.com)




جربوا النمو و التطوير .. لا التغيير

هذا مقال في غاية الأهمية.. أرجو مشاركة كل أصدقائكم به، ولفت نظر الجميع إليه..

استكملت الشهر الماضي (مارس 2012) العناصر الأساسية لنظريتي الخاصة بالتنمية البشرية والتي أطلقت عليها عام 2007 نظرية التمتين. فبعد خمسة أعوام من الأبحاث والدراسات والقراءات المركزة، والتفكير العميق في هذه النظرية التي أرى فيها حلاً لمعظم مشكلاتنا الإدارية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والنفسية، استطعت أن أثبت صحة النظرية، وأساسها العلمي، وأن أضعها موضع التطبيق.

فما هي قصة التمتين؟ ولماذا يجب أن نمارسه ونطبقه في كل مناحي حياتنا؟
عملت عام 1977 في معهد الإدارة العامة في "الرياض"، فبدأت علاقتي بالإدارة والتدريب والتنمية البشرية. وعلى مدى 35 عامًا عكفت على القراءة والبحث والترجمة والتأليف؛ وفي عام 1990 أصبحت مديرًا لمركز تدريب في "جدة"، واستمرت علاقتي بالتنمية البشرية والتدريب منذ ذلك الحين. وكان مما لاحظته عبر مسيرتي البحثية والمهنية أن قلة من برامج التدريب ومحاولات تغيير سلوك الناس تلاقي نجاحًا، في حين يمنى معظمها بالفشل. وكنت دائمًا أسأل: لماذا؟

شاركت متدربًا في عشرات البرامج وورش العمل، ولم أتغير. وقدمت مئات برامج التدريب وورش العمل في عشر دول عربية، وأعترف بكل شجاعة أنني أثرت في كثيرين، لكنني لم أغير أحدًا. وعندما يخاطبني بعض الأصدقاء والعملاء والزملاء ويعترفون بأنني دفعتهم إلى اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم لأنهم تغيروا، أقول لهم بكل أمانة، بأن ما حدث هو تأثر وتطوير واستثمار لقدرات وملكات ونقاط قوة كانت موجودة وكامنة لديهم، وليس تغييرًا في السلوك كما يدعي المدربون والأخصائيون في مجالات الموارد البشرية وعلم النفس والتعليم.

اسألوا خبراء التغيير والإبداع والجودة والقيادة أنفسهم: ماذا غيرتم في أنفسكم؟ والإجابة دائمًا لا شيء، أو لنقل: أقل من القليل. فلا يستطيع أحد أن يدعي أنه غيّر أو تغير. لكن هذا لا يعني أن التغيير مستحيل. التغيير ممكن في النفس البشرية الداخلية تفسيرًا لقوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." وهذا دليل على أن التغيير صعب، ولكنه ممكن. فقد أثبت العلم من خلال تصوير المخ أن أي تغيير في السلوك يلزمه أو يزامنه تغيير داخلي في خلايا المخ. وتغيير المخ يحدث كل لحظة عبر عمليات النمو والنضج والتطور، ولكنه مكلف ماديًا ونفسيًا، ويمكن أن يتحقق بالصدمات المفاجئة، والإفادة الراجعة المتواصلة، والاستبصار والفهم العميق المفاجئ، والنظر للأمور من زوايا متبدلة ومعاكسة. ولذا، فإن ما نستثمره في التدريب والتعليم والإعلام لتغيير السلوكيات والاتجاهات، يحدث تغييرات طفيفة، ولكن تكاليفه مخيفة.

لقد طورت ما أطلقت عليه حتى الآن (سلم التغيير المتدرج)، وهو سلم تصاعدي لصعوبات التغيير يشبه هرم "ماسلو" ويشبه قوس قزح في تدرجه وتركيز ألوانه. ووفقًا لمعطيات السلم فإن التغيير يتدرج لدى كل الناس في صعوبته نزولاً من الأسهل إلى الأصعب. فتغيير المعارف والمعلومات سهل، يليه إمكانية تحسين المهارات، يتبعه في الصعوبة تبديل العادات، ثم استبدال وإحلال القيم، حتى نصل إلى المواهب التي يمكن تطويرها دون تغييرها، أما الدوافع الذاتية والداخلية فتغييرها شبه مستحيل، ولا يتم إلا داخل المخ، ويحتاج لأوقات طويلة واستثمارات علمية ومالية وبشرية هائلة.

مع اكتشاف منهجية التمتين أدركت أننا لسنا بحاجة إلى تغيير كبير. وفي بعض الشخصيات وفي كثير من الحالات لا نحتاج أن نغير أحدًا. والسبب أن كلاً منا ميسر لما خلق له. ولأن قيمة كل امرئ ما يحسنه. كما أن لكل منا بصمة ذكائه الخاصة مثل بصمة يديه وبصمة عينيه. والسؤال هنا: لماذا نغير ما خلقه الله مختلفًا؟

لقد خلقنا الله مختلفين. والتغيير من خلال التعليم والتدريب المتشابه يخلق التماثل والتشابه. وهذا ما ينتج طلابًا وموظفين ومديرين ضعفاء وعاديين ومتشابهين. المطلوب هو أن نحافظ على الاختلاف والتنوع والتفرد والتجدد والتعدد من خلال تمتين نقاط القوة المختلفة في كل منا، بدلاً من العزف على أوتار التشابه الضعيفة.

ما أراه طبقًا لنظرية التمتين الجديدة، هو أن الاختلاف أغنى وأثرى وأعلى وأعمق من التشابه. ولهذا قلت: "لماذا نبحث عن المفقود ونترك الموجود؟" فما دام لكل منا سمته وبصمته وقوته، فلماذا نعيد خلق الذي قد كاد يكتمل؟ هذا فضلاً عن أن التغيير والتطوير والتدريب والتجريب لم ولن يحقق النتائج المرجوة مقارنة بالتكاليف

ranasamaha
12-04-2012, 11:11 AM
كيف خانت العولمة نفسها (http://www.edara.com)


وضعت الصدمة المالية العالمية علامات استفهام كبيرة حول العولمة وحول مدى فعالية الحكومات الإلكترونية أيضًا. فرغم الانتشار الهائل للإنترنت وبزوغ تطبيقات عملاقة في القطاع الخاص مثل "جوجل" و"تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، فإن الإدارة الحكومية لم تتخلص من عقمها. فقد نجح "باراك أوباما" في توظيف الإنترنت في جمع التبرعات وإدارة حملته الانتخابية عام 2008، ولم ينجح في توظيفها في إدارته لحكومته وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية.






يحتاج النمو الاقتصادي الحيوي إلى آليات عضوية وغير مفتعلة، وإلى سياسات حيوية تقوم على الابتكار والتجريب والتكيف مع البيئة المحيطة ثم تغييرها. لكن التنمية الطبيعية تتعارض مع سياسات ومسكنات المدى القصير التي تعمد إليها الحكومات لزيادة شعبيتها بسرعة تضمن استمرارها، بغض النظر عن نتائجها السلبية على المدى الطويل.






يطلق الدكتور "جوزيف شومبيتر" على التنمية الاقتصادية ذات المنظور المستقبلي مصطلح "الهدم الخلاق"؛ وقد تزامن هذا المفهوم مع الحكومة الإلكترونية ونظرية إعادة اختراع الحكومة في تسعينات القرن الماضي، إلا إنه لم يحقق أهدافه لأن تطبيقاته كانت تحتم زوال صناعات كاملة ودخول صناعات أخرى، وسقوط شركات ودخول شركات أخرى، والتضحية بملايين الوظائف، لخلق فرص عمل ووظائف جديدة، وهذا ما ترهبه الحكومات لأن "الإلكتروقراطية" – أي البيروقراطية الإلكترونية – قصيرة النظر بطبيعتها أيضًا، لأنها تفضل النتائج السريعة كذلك.






المفارقة هنا هو ذلك التأثير المتبادل بين الإنترنت والعولمة. فقد ساعدت الإنترنت على انتشار العولمة، التي أجبرت الحكومات على نشر الإنترنت بالمقابل، فكانت الإدارة الحكومية نفسها أول الضحايا. فالدول التي تعولمت أولاً تمارس الديمقراطية محليًا وتخطب ود الناخبين محليًا، ثم تعود وتتقوقع داخل حدودها من خلال السياسات الحمائية التي تحول دون اندماجها بالأسواق الخارجة عن نطاق تكتلاتها، وكأنها تعتذر عن الخطأ قبل أن ترتكبه.






نجحت بعض تجارب الحكومة الإلكترونية في دول العالم الأول مثل فنلندا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا، وفي بعض دول العالم الثاني مثل الهند والبرازيل واستونيا، لكنها لم تتخلص من عيوبها تمامًا. فقد ظلت السياسة تسبق الاقتصاد وتضع مصلحة الحكومة المحلية قبل المصالح العالمية والبيئية، وعندما حدثت الكوارث غير المتوقعة من بركان آيسلندا إلى زلزال هاييتي وطوفان باكستان، عجزت العولمة عن الاستجابة لنداءات الإغاثة، حيث فشلت في تقدير حجم كل كارثة حتى بعد وقوعها. وما زالت المشكلة قائمة؛ كلما زادت سرعة الإنترنت وكثافة المعلومات، أقامت الدول مزيدًا من السدود وفرضت القيود، فتكون النتيجة فوزًا محدودًا على المدى القصير، وخسارة فادحة على المدى الطويل، فتلجأ الحكومات إلى الاستدانة وفرض المزيد من الضرائب لتعويض خسائرها والوفاء بالتزاماتها. وهكذا صحت مقولة أن العولمة أجبرت الدول المتقدمة على فرض ضرائب أوروبية وأمريكية (مرتفعة) وتقديم خدمات إفريقية (فقيرة ومنخفضة)، فحققت عكس ما جاءت تبشر به؛ وهكذا خانت العولمة نفسها، وتخلت عن عالمها.






نسيم الصمادي

ام ابـراهيم
12-04-2012, 09:36 PM
العولمة و التنمية ليست سوى حبر على ورق
و كلام في مؤتمرات الإقتصادية
لا نلاحظ جهود لتجاوز الأزمة الإقتصادية و الذي زاد الطين بلة هو الإنقلاب السياسي الحاصل بالدول الربيع العربي
و هذا الربيع يبشر بصيف جاف
فلقد تفاقمت البطالة عنا و لا يوجد حلول
و إن دخلت و إشتغلت تلاحظ إستغلال تام للموظفين و هضم حقوقهم .
و كما تفاقمت عنا الأسعار بشكل رهيب
تدري أصبحنا نقول { مدام البيض, وسي الفلفل } من غلائهم.
الله يكون في عوننا .
المهم يجب أن نفرق بين العولمة و التكنولوجيا
التكنولوجيا خدمت العولمة لكن العولمة لم تخدم التكنولوجيا و لم تخدم لا التنمية الإقتصادية و لا التنمية البشرية .
تدري يجب أن يتفق العالم بأكمله ليجد حل لمسألة القروض يجب أن تكون نسبة الفائدة صفر.
و هكذا سيزدهر الإقتصاد مع إخراج الزكاة لكي تتقلص الفجوة بين الفقراء و الأغنياء
و إلا في غضون عشر سنوات سيتطور الامر و نصبح نرى في عالم طبقتين فقط { الفقراء و الأغنياء}.

ranasamaha
15-04-2012, 09:55 PM
بين فيلم "الحافة" وسفن الحرية (http://www.edara.com)



في أحد برامجي التدريبية حول القيادة، أستخدم دائمًا فيلم "الحافة" (The Edge) لتوضيح كيف يؤدي نمونا من الداخل إلى صمودنا النفسي وتصاعد إحساسنا وموقفنا القيادي إلى مستوى الأزمة. وأقترح على القراء الكرام أن يشاهدوا هذا الفيلم لأن فيه درسًا عظيمًا لكل قائد في كل مجال من مجالات الحياة.

"الحافة" ليس فيلمًا جديدًا، فقد مر على إنتاجه أكثر من عقد من الزمن، ومع ذلك فإنني أتذكره كلما شاهدت حدثًا عالميًا يستدعي موقفًا شجاعًا وأداء إنسانيًا مرتكزًا على المبادئ. الفيلم بطولة "أنتوني هوبكنز" و"أليك بالدوين"، وهو يروي قصة ثلاثة رجال يواجهون الموت بعد أن سقطت طائرتهم الصغيرة في غابات سيبيريا النائية. وكان عليهم أن يصارعوا البرد والجوع وأن يواجهوا دبًا بريًا شرسًا ظل يقتفي أثرهم ويهاجمهم بلا هوادة.

لم ينج من الثلاثة سوى رجل واحد، هو الوحيد الذي امتلك الشجاعة ليعلو بذاته فوق الأزمة ويرتقي ذروة السمو الأخلاقي. وعلى الرغم مما واجهوه من أخطار، فإنه لم يلجأ إلى ردود الأفعال ولم يسمح لغريزته بتوجيه سلوكه. لقد استجاب للموقف وتصرف بوعي واضعًا الفعل الإيجابي قبل الهروب السلبي.

كان "تشارلز" البطل الذي لعب دوره الممثل المخضرم "أنتوني هوبكنز" مؤمنًا بأنه يستطيع النجاة وقتل الدب لأن أطفال قبائل الماساي يقتلون الأسود بالرماح. وما يستطيع فعله رجل ما، في زمان ما ومكان ما، نستطيع كلنا فعله. لقد ظل أحد الرجلين المهزومين داخليًا يسأل: هل تصدق أنك تستطيع أن تصنع من الثلج نارًا؟ وأنك تستطيع النجاة والنجاح إذا كان لديك هدف تعيش من أجله؟!

يؤكد الفيلم أننا نستطيع تغيير أي موقف نمر به، على الرغم من أن معظم الناس ينتظرون حلولاً خارجية لمشكلاتهم الداخلية. أحد الرجلين المهزومين أسره الخوف ورفض فكرة المقاومة، وقال لـ"تشارلز": "لم أعرف إنسانًا واحدًا استطاع تغيير حياته. وإذا كنت تظن أنك تستطيع تغيير الواقع فستكون أول من يفعل ذلك." وهذا تفكير سلبي طبعًا لأن الناجحين والمتميزين والقياديين يغيرون حياتهم كل يوم. وحتى لو لم يسبق لإنسان ما، في مكان ما، تغيير مجرى حياته، فلماذا لا تحاول أنت؟!

في نهاية الفيلم جاء الصحفيون وسألوا "تشارلز" بعدما حقق إرادته ونجا بنفسه: "كيف مات رفيقاك؟" فأجاب: "ماتا ليحافظا على حياتي. ولهذا الجواب معنيان متناقضان: الأول أنهما ضحيا بحياتيهما دفاعًا عني (وهذا ما لم يحدث). والثاني أنهما ماتا خجلاً وجبنًا عندما استسلما للدب ولم يدافعا عن حياتيهما فشبع الدب من أكلهما وتركني وشأني؛ حيث كان علي أن أتسامى وأرتقي إلى مستوى الحدث وأملأ الفراغ وأقود نفسي بنفسي."

لكن "تشارلز" وهو يتسامي إلى هذا المستوى من الأداء البشري لم يسمح لنفسه بأن يغتاب زميليه، فقدم جوابًا يحتمل المعنيين. ومن الغباء أن يقول غير ذلك، وهو لا يملك دليلاً يؤيد شهادته ضد ميتين. لكنه قاد نفسه وخاض المعركة وحقق هدفه دون أن يتخلى عن مبادئه، فقد رفض أن يقايض مبادئه بفرص النجاة، ورفض أن يبيع صديقيه لكي يشتري نفسه.

يولد القادة في الزمان والمكان المناسبين. ينمون من الداخل ويتطورون مع الأزمات ويضعون الفعل في مواجهة اللافعل، ومهما تكالبت عليهم الظروف وهاجمتهم الدببة، فإنهم يتمسكون بالأمل والمبادئ والقوة دون أن يقايضوا حاجاتهم الصغيرة بغاياتهم الكبيرة، كما حدث عندما هاجم الدب الإسرائيلي سفن الحرية التركية المتوجهة إلى غزة. لقد تنازلت الإدارة الأمريكية عن مبادئها في سبيل غايات انتخابية قصيرة النظر وقصيرة الأجل. فمن الواضح أن الصامتين والهاربين أمام الدب الكاسر بحاجة لأن يشاهدوا فيلم "الحافة" مرة أخرى.


نسيم الصمادي

ranasamaha
18-04-2012, 03:13 PM
بالإغريقي "فاكي لاكي" (http://www.edara.com)







احتدمت أزمة الاقتصاد العالمي في صيف عام 2008، وهو نفس العام الذي تهرب فيه خمسة ملايين يوناني من دفع الضرائب. كل يوناني يحقق دخلاً تهرب من الضرائب تقريبًا، لأن عدد سكان هذه الدولة المنهارة اقتصاديًا لا يتجاوز 12 مليونًا.

عندما أُمزج الفلسفة بعلم النفس أقول بأن الإنسان نتاج أفكاره العاقلة ورغباته الجاهلة. فإذا غلب عقله جسده صار جمادًا، وإذا غلب جسمه عقله صار حيوانًا، وإذا وازن بين عقله وجسده بقي إنسانًا. لكننا كثيرًا ما ننسى الفلسفة والمنطق والسلوك، ونتشبث بالتاريخ والجغرافيا.

هبت أوروبا بخزائنها وخبرائها لتنقذ اليونان دون جدوى. فالإغريق يفضلون الموت إفلاسًا على دفع الضرائب، أو الاستماع لأوامر "أنجيلا ميركل" توجَه لحكومتهم غير الرشيدة، التي أُجبرت على تخفيض الرواتب والمعاشات، وتقليص الإنفاق، فكانت النتيجة مزيدًا من العاطلين والمفلسين.

لقد عزا المحللون أسباب سقوط اليونان إلى سلوك شعبها اللاأخلاقي الذي يتهرب من دفع الضرائب. لكن الحقيقة أن عدم دفع الضرائب هو أحد أعراض الفساد.
يبلغ عجز الميزانية اليونانية 33%، أي نفس حجم "اقتصاد الظل" الذي يشل حركة النمو ويشتت الدخل القومي. ولم تكن اليونان بحاجة لأكثر من 30 مليار يورو كل عام لكي تنجو من أزمتها المتفاقمة. لو صدق اليوناني مع نفسه، وتحلت حكومته بالشفافية، وتخلى برلمانه عن مصالحه الشخصية، لما وقعت الواقعة. يكفي اليوناني أن يكون صادقًا، ليعيش سعيدًا وكريمًا، دون الحاجة إلى "فاكي لاكي" التي تعني التعامل التجاري دون فواتير، وبلا سندات قبض، أو نظم معلومات دقيقة، توثق الحقيقة (يعني من تحت الطاولة). لكنه يكسر كل مبادىء إدارة المستقبل، ويتجاهل أهم مبدأ إنساني في القيادة، وهو "قانون المزرعة". فلكي تحصد يجب أن تزرع، ولكي تسكن يجب أن تبني، ولكي تأخذ يجب أن تعطي.

لجأت حكومة اليونان – بأوامر أوروبية – إلى فرض المزيد من القوانين؛ مع أنها لا تكفي كما يؤكد جدهم "أرسطو". التشريعات مهما كانت مفصلة، والحوافز مهما كانت ذكية، ليست بديلاً للحكمة والرؤية والقيادة الشجاعة. الأخلاق طبقًا "لأرسطو" هي فعل اجتماعي إيجابي؛ أي ما ينبغي تعلّمه لنتميز في عملنا ونعيش سعداء ومستقلين. ففي حياتنا اليومية نحتاج إلى قيم الولاء، والشجاعة، والثقة، والنزاهة؛ أي الفضائل و "الأخلاق العليا" بلغة أرسطو.

استخدمت "أثينا" المعاصرة طائرات الهيلوكابتر لتصوير البيوت التي تضم حمامات سباحة، لتراجع ثروات هؤلاء الأثرياء غير الشرفاء، الذين يتهربون من مسؤوليتهم الاجتماعية ومن مواطنتهم وواجباتهم. وكأنهم لا يدركون أن الخدمات العامة، والأمن الوطني والاجتماعي، والدفاع المدني، والخدمات الصحية، والثقافة والفن، والملاحة والسياحة، تحتاج إلى تمويل حكومي، وأن ما لا تدفعه بيدك اليمنى، ستدفعه بيديك الاثنتين على شكل خدمات غائبة وفرص ضائعة.

بعد 30 سنة من التحاقها بالفضاء الأوروبي، ها هي اليونان تغرق في فسادها، فلا تنجو منه لا جزرها ولا أساطيلها، ولا تشفع لها فلسفتها ولا تاريخها، ولا يكفيها لا عنبها ولا زيتونها؛ بل وتكاد تغرق معها أوروبا كلها، خاصة دول الجنوب التي انضمت بعدها بخمس سنوات، فلا يشفع لها اليورو، ولن ينفعها سوى ما ينفع الناس، ويمكث في الأرض؛ أي قيم الحرية والحق، والخير والأخلاق، والعمل والإنجاز.


نسيم الصمادي

chris
19-04-2012, 12:22 PM
سبحان الله
مهما حاولوا ان يبنوا من قيم اقتصادية و برمجة معاصرة للاقتصادات
الا انهم في نفس الوقت يصنعوا حفرة و ثقبا ً يبتلعهم باسرع مما بنوا اقتصاداتهم
فهم كالذي يبني منزلهم فوق لوح خشب وكلما بنى وزاد انحنى الخشب وفي النهاية وبلمح البصر ينهار البناء كله

انها العولمة و الحرية التجارية المطلقة التي جعلت الجشعين مثالا ً و رمزا ً و المتهربين من الحقوق ذكاء ً و اسلوبا ً
ولكها باطار قانوني بحت فهذا هو القانون التجاري الحر الذي يجعل الغني يزيد غنى و الفقير يزيد فقر

ومع ظهور طبقة السياسين التجار و احتلال التجار و الشركات لممرات السلطة اصبح كل شيء يصدر مقابل ثمن وبكم يساوي
بينما يجب ان تكون اروقة و ممرات السياسة و القيادة بين العاقلين و اصحاب الثقة و الرؤيا

شكرا على المقالة الرائعة





سلام chris

ranasamaha
22-04-2012, 07:14 PM
حبر على ورق (http://www.edara.com)




ستخوض شركة "شعاع" على مدى الشهور القادمة معركة شرسة للدفاع عن حقوقها ثانيًا، والدفاع عن الإنسان العربي والعالمي وحقوقه وقيمه وقيمته أولاً. وليسمح لنا القراء الكرام في هذه المرحلة أن نعفي أنفسنا من ذكر الأسماء بالتصريح أو بالتلميح، لأن كثيرًا من الحقائق ما زالت تتكشف يومًا بعد آخر، وليس أخلاقيًا ولا عمليًا أيضًا أن نستبق الأحداث. فما سأتحدث عنه في هذا المقال هو طرح علمي لظاهرة في غاية الخطورة، بدأت تسلبنا إنسانيتنا وقيمنا وديننا ومعنى وجودنا، وهي الآن أمام القضاء العادل.

اكتشفنا أن بعض المؤلفين قد اقتطعوا أجزاءً من كتبنا وخلاصاتنا ونشروها في عدد من كتبهم. وعندما بدأنا نحقق وندقق فيما حدث، اكتشفنا كارثة أخلاقية تحيق بمجتمعنا المنهك، والذي يحاول النهوض كالعنقاء من تحت رماد الفساد، بسبب شراء ذمم العباد.
لقد تبين أن المؤلفين والناشرين اللذين انتهكا حقوقنا الفكرية لم يؤلفا ولم يولفا تلك الكتب معًا، ولم يبذلا جهدًا متقاربًا أو متناسبًا. فقد ألف أحدهما الكتب، ونقل من مصادرنا كما شاء له ضميره وطمعه، ثم لحق به صديقه أو راعيه، ليضع اسمه على الكتب – بعد سنوات – وبعد صدور عدة طبعات، لأن اسم الراعي أشهر، وانتشاره أكبر. أي أن المؤلف المشهور باع اسمه للناشر، وللمؤلف الأقل شهرة، باسم التأليف والفكر والتربية والتعليم والتدريب والتهليب والإبداع والإمتاع.

في الربع الأخير من القرن الماضي، لبست الرأسمالية العالمية عباءة جديدة. فقد باعت حكومة "نيكسون" وبعدها حكومة "رونالد ريجان" روحها، وتبعتها حكومة "مارجريت تاتشر" في "بريطانيا"، حين تنازل دهاقنة الرأسمالية عن دور الحكومة والمجتمع، وسمحوا للسوق بآلياته ونظرياته المادية بأن تقود وتسود. "نيكسون" حوّل اقتصاد العالم من إنتاجي إلى ورقي، و"ريجان" و"تاتشر" بالغا في الخصخصة فتحولت إلى لغوصة. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، صار كل شيء جاهزًا للبيع، يحمل سعرًا، بغض النظر عن معناه ومحتواه ومغزاه.

ففي أسواق العالم اليوم يمكنك شراء لوحة السيارة التي تحمل رقم (1) بخمسة ملايين دولار، لأنك إنسان آخر موديل، وليس لك مثيل. كما يمكنك شراء روح إنسان لكي يقاتل بدلاً منك، وجسد إنسان لكي يستسلم لجسدك، ومعنى إنسان لكي تصنع معنى لك، وقلم إنسان لكي يكتب نيابة عنك، مع إنك لا تملك قلمًا. فالقلم قيمة يساوي ما يخرج منه، وليس ما يدفع له أو فيه. فالقلم الذهب لا يكتب أفضل من قلم البلاستيك، إلا إذا حمله وخط به كاتب مبدع. وعندما بدأت إحدى المدارس الأمريكية تدفع لطلابها دولارين مقابل كل كتاب يقرؤونه، بدأ التلاميذ فعلاً يقرؤون ويتسابقون في إحصاء الكتب التي قرؤوها والدولارات التي جمعوها. فقد فقدت القراءة معناها وقيمتها، وتحولت من وسيلة إلى غاية لا قيمة لها، حتى لو انطوت على شيء من الفهم والتحصيل.

في أسواق اليوم صار كل شيء معروضًا للبيع. فقد كسرت ساق ملك "أسبانيا" الأسبوع الماضي وهو يصطاد الفيلة في مجاهل "أفريقيا". احتجت جمعيات الرفق بالحيوان وبعض منظمات المجتمع المدني في "أسبانيا" عندما علموا أن الملك العجوز كان يدفع عشرة آلاف يورو مقابل كل فيل أفريقي يطلق عليه النار. وهذه هي المأساة من وجهة نظري.

فقد صار من حق القادرين أن يضعوا سعرًا على ما تزينه لهم شهواتهم، فعندما نطلق النار على فيل ويكون ثمن الرصاصة عشرة آلاف يورو، يصبح من حق المليونير أن يقتل مائة فيل دفعة واحدة. وعندما يضع المؤلف الذي لم يؤلف اسمه على كل كتاب يريد، يصبح بإمكانه تأليف ألف كتاب كل يوم. ولا فرق هنا بين أن تكون مؤلفًا افتراضيًا تعمل من مكتب مكيف في برج تجاري فاخر، وبين أن تكون طبالاً لراقصة تبيع إيقاعات جسدها في ملهى ليلي شهير. فهذه سلعة وتلك سلعة أخرى، ما دام الكل يطبل والجمهور يسمع ويدفع.

هناك قيم وأشياء لا يمكن شراؤها بالمال. فوضع سعر لكل شيء يكرس ثقافة عدم المساواة، ويحول الفساد إلى نمط حياة. وقد يبدو هذا الخراب مقبولاً لمن يملك الذهب ويضع القواعد الذهبية لأسواق العالم اللا أخلاقية، ولكن هذه الأسواق ستدمر نفسها من الداخل بفعل آلياتها المتناقضة والمتضاربة. فالنتيجة الحتمية هي أن يصبح كل إنسان يساوي تمامًا ما يمكنه فقط أن يشتريه. وما دام يستطيع أن يشتري الشهادة دون العلم، والمنصب دون الاحترام، والسمعة دون الشرف، والترف دون السعادة، فإنه يصبح هو وأمواله وكتبه وشهاداته مجرد ورق، أو حبر على ورق.

في قصيدة "لا تصالح" يقول "أمل دنقل":

(لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى..)

هناك قيم لا يمكن أن تباع، لأنها لا يمكن أن تشترى بالذهب. فمرتزقة شركة "بلاك ووتر" الذين يقاتلون في صف من يدفع أكثر، يَقتلون ويُقتلون، يسفكون الدماء، وتسيل دماؤهم أيضًا. ولكنهم ليسوا أبطالاً. بل تبقى حروبهم وقيمهم مثل قيمة المؤلفين المزيفين، مجرد.. نعم مجرد (حبر على ورق).

نسيم الصمادي

ranasamaha
23-04-2012, 06:46 PM
أطرف استقالة وظيفية في التاريخ (http://www.edara.com)

قبل يوم 10 أغسطس 2010 لم يكن العالم قد سمع بالمضيف الجوي "ستيفن سلاتر" الذي كان يعمل في شركة "جت بلو". وفجأة أصبح الرجل حديث وسائل الإعلام، ومعشوق المدونين والمراسلين الصحفيين. ثم تحولت حكايته إلى حالة دراسية يجب تحليلها، وهو يخضع الآن للتحقيق وسيمثل أمام القضاء عما قريب؛ إذ يعتبره نصف القراء بطلاً يستحق التقدير، ويعتبره نصفهم الآخر مجرمًا معتوهًا.






كان "ستيفن" يقوم على خدمة الركاب في رحلة طيران عادية، وعند هبوط الطائرة تدخل بحكم واجبه الوظيفي ليمنع راكبة من إنزال متعلقاتها من خزانة الأمتعة قبل توقف محركات الطائرة؛ وبلا مبالاة سحبت الراكبة حقيبتها بقوة فخبطته في رأسه وأدمته. ويبدو أن المضيف ذا الخبرة الطويلة كان يعاني من ضغوط نفسيه، لأن ردود أفعاله تجاوزت كل الحدود. فأسرع باتجاه ثلاجة الطائرة وسحب نوعًا يحبه من المشروبات، ثم اندفع وفتح باب الطوارىء، وانزلق خارجًا بطريقة استعراضية، مهرولاً على مدرج المطار وكأنه أحد أبطال "هوليوود"؛ معلنًا عن تقديم استقالته بطريقة دراماتيكية تندر مشاهدتها في غير الأفلام الأمريكية.






بعض الخبراء اعتبروا "سلاتر" بطلاً مبررين موقفهم بأن للصبر حدود؛ فهو يعاني من الضغوط وازدحام الطائرات وطول ساعات العمل، بالإضافة إلى التصرفات غير الحضارية للركاب غير الملتزمين، خاصة وأن الراكبة التي ضربته رفضت الاعتذار. يرى هذا الفريق بأن بعض العملاء ينتهزون المنافسة بين الشركات وحرصها على تقديم خدمة رائعة ومعاملة العميل كملك، فيتمادون في طلباتهم ويبالغون في توقعاتهم حتى صار العميل طفلاً مدللاً، وصار الموظف خادمًا ذليلاً. ومع احتدام الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة، عمدت الشركات إلى تقليص أعداد موظفيها وتكاليف خدماتها، فزادت ساعات العمل وأثقلت كواهل طواقم الخدمة التي تتعامل مع الركاب مباشرة.






بالمقابل، يرى أخصائيو التسويق والعلاقات العامة أن ما فعله "سلاتر" يعتبر ضربًا من الجنون، لأنه تعامل مع الراكبة بعصبية، وعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. فضلاً عن أن المسافرين يعانون هم أيضًا من مشكلات التفتيش والأمن ومن عدم الاستقرار الوظيفي وضغوط الحياة بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أن آداب التعامل ومعايير الخدمة المتميزة تجبرنا على رفع شعار: "العميل دائمًا على حق، حتى وإن كان على باطل." حتى العميل المخطىء نعامله باحترام يعكس جوهر قيمنا وثقافتنا وجوهر خدماتنا.






أما خبراء الموارد البشرية، فيرون أن "سلاتر" ارتكب جريمة في حق نفسه وشركته وعملائها الذين وثقوا فيها، ولا بد أن ينال جزاءه. وحتى لو برأته المحكمة فلن يبرؤه رؤساؤه الذين يعتبرون فعلته استقالة علنية يستحيل الرجوع فيها. ورغم هذه المحاججة إلا أن المدونين والموظفين المتعبين ما زالوا يرفعون شعار: "أطلقوا سراح ستيفن" على "فيس بوك" وغيره من المنتديات والمواقع الإلكترونية الصاخبة.

نسيم الصمادي

ranasamaha
24-04-2012, 09:53 PM
مشكلات التراخيص و الشهادات المعتمدة (http://www.edara.com)








هناك أنواع من الحريات: حرية العقيدة وحرية التعبير والتفكير والسفر وغيرها. وهناك أنواع من الحقوق: الحق في المواطنة والتعلم والعمل والحب والأمل وغيرها من حقوق الإنسان. وأضافت أمريكا حقوقًا أخرى لا غاية لها سوى البيع والربح.











هناك الحق في الحصول على (جرين كارد) بعد إقامة 5 سنوات، والحق في دخول السحب على الهجرة لأمريكا مقابل 50 دولارًا، والحق في أن تستخدم الكمبيوتر بعد الحصول على شهادة ICDL، بشرط شراء رخصة من ميكروسوفت، وتدخل الجامعة برخصة التوفل، وتدير مشروعًا بشهادة PMP، وتصبح محاسبًا بشهادة CPA، وخبير بورصات بشهادة CFA، ومدير بشهادة MBA.











من المؤكد أن الترخيص ضروري لكثير من المهن، فلا أحد يسكن عمارة لم يصممها مهندس، أو يسافر في طيارة يقودها طيار هاو، أو يخضع لعملية جراحية لا يجريها جراح. لكن حمى الترخيص طالت كل شيء، حتى وصلت نسبة المرخصين إلى 40% من العاملين في أمريكا، بعد أن كانت 5% في القرن الماضي. وما زالت هذه النسبة حول 13% في دول أخرى مثل بريطانيا واليابان.











في أمريكا لا تستطيع العمل حلاقا دون ترخيص، وتحتاج لحوالي 750 ساعة تدريب لتمارس وظيفة "مانيكير". ولا تمارس أعمال الديكور قبل دراسة الألوان والحصول على رخصة، حتى لو كنت مهندس تصميم داخلي. حتى دفن الموتى يحتاج لترخيص، لأن المرحوم لن يرتاح في قبره ما لم تخرج جنازته على يد جنائزي معتمد!











لكن رغم ترخيص كل أطباء أمريكا، بقي 20 مليون أمريكي دون رعاية صحية، ورغم ترخيص كل محاسبي أمريكا، بقيت مشكلات التزوير والتلاعب في ميزانيات الشركات ظاهرة شائعة، ورغم ترخيص كل خبراء البورصة، انهارت أسواق المال وأفلست الأعمال. فما فائدة كل هذه التراخيص ما دامت آثارها سلبية؟! فمن أبرز سلبيات التراخيص؛ تضخم حجم الحكومة الأمريكية بعدما وجدت هيئات لا تفعل شيئًا سوى الترخيص للآخرين، مع أنها غير مرخصة؛ وتفاقمت ظاهرة البطالة وحرمت الموهوبين من ابتكار مشروعات جديدة لأنهم غير مرخصين.











وفي الدول العربية بدأنا نرخص كل شيء. فلا أحد يغني أو يمثل أو يرسم أو يكتب مقالاً دون ترخيص. وجاءت ظاهرة المدرب المعتمد في كل شيء. فهناك مدرب معتمد في البرمجة اللغوية، وممارس معتمد في بطاقات الأداء ومهارات الاتصال، ومع زيادة أعداد المدربين المعتمدين، وأعداد الخريجين على أيدي هؤلاء الممارسين العامين، زادت البطالة، وانخفضت الإنتاجية.











التخبيص لغة، هو خلط الحابل بالنابل، والخبيص هو "الهريس" وأي شيء اختلط بعضه ببعض. وما نراه في أسواق الشهادات المعتمدة، ودورات الممارس العام، هو "هريس" و"خبيص". والنتيجة؟ كل يرخص ويعتمد ويدرب ويخرب على هواه! وكل يخبص و يغني على ليلاه!











نسيم الصمادي

ranasamaha
25-04-2012, 02:07 PM
ورحل "غاندي الإدارة" (http://www.edara.com)


سي كيه" هكذا كان العالم يناديه. إنه البروفسور "سي كيه براهالاد" أعظم حكماء الإدارة في القرن 21. وأنا من أطلق عليه "غاندي الإدارة"، وقد اختارته مجلة "فورتشن" وجامعة "هارفارد" كأعظم مفكر إداري في عامي: 2008 و2009.
نشرنا خلاصة كتاب "سي كيه" الشهير في شهر ديسمبر من عام 1994 وكان بعنوان: "التنافس على المستقبل". لخصت هذا الكتاب بنفسي قبل 16 عامًا بعدما تأكدت أنه نتاج أحد أعظم العقول في التفكير الاستراتيجي في العالم.
كثيرون لا يعرفون "سي كيه"، ولكن دعاة العولمة ومنظري الاقتصاد والأعمال، وطلاب الفكر الاستراتيجي الأصيل يعرفونه جيدًا. فحين حل "سي كيه" في المرتبة الأولى كمفكر عالمي، جاء "بيل جيتس" في المرتبة السابعة، و"جاك وولش" في المرتبة 20، و"ستيفين كوفي" في المرتبة 29.
درس "سي كيه" الفيزياء في الهند، وحصل على الدكتوراه من جامعة "هارفارد" وشغل منصب كبير أساتذة الأعمال في جامعة "ميتشجن". وقد أحدثت نظريته الاستراتيجية الأولى "الجدارات المحورية" دويًا هائلاً في أواخر القرن الماضي. ويكفي أن نعرف أن نظرية "استراتيجية السوق الأزرق" قامت على أكتاف "سي كيه" معتمدةً على الرؤية الجديدة التي صاغها في "استراتيجية الجدارات المحورية".
كان الراحل "سي كيه" إنسانًا بسيطًا وشديد الإخلاص للهند. وفي توجهه لمساعدة اقتصاد بلاده على النهوض ركز في طروحاته على "الحوكمة الحكيمة" والمعايير الأخلاقية السامية ناقلاً معظم مبادئ "غاندي" إلى كتبه ومقالاته واستشاراته ومحاضراته. ولكي ندرك سر عظمته وكيف غيرت نظريته العالم فور تطبيقها على أرض الواقع، نقول بأنه كان يبتسم دائمًا عندما يقول: "اتسم القرن العشرون بالديمقراطية السياسية ويجب أن يتسم القرن 21 بالديمقراطية الاقتصادية، أو "دمقرطة التجارة العالمية"."
في كتابه الأخير "الثروة في قاع الهرم" طرح "سي كيه" نظرية "العولمة العكسية". ومن خلال فكرة "الابتكار العكسي" لقن "سي كيه" مفكري الغرب درسًا في أخلاقيات العولمة. ومع الانهيار المتعدد الجنسيات وسقوط الكبار عام 2008 تبين أن رؤيته يمكن أن تنقذ العالم من الانهيار. فلو حدث أن انهارت أسواق الصين والهند بعد انهيار أوروبا وأمريكا، فسوف تحيق الكارثة بالجميع.
رأى "سي كيه" أن الثروة الحقيقية والتنمية المستدامة ستنبع من أسفل الهرم. ففي حين يعيش 5 مليارات من الفقراء في قاع الهرم، هناك مليار واحد من الأغنياء الذين فشلوا في إدارة ثروات العالم وصنعوا الانهيار وسقطوا من على قمة الهرم. ومن خلال "الابتكار المعاكس" و"الابتكار المشترك" نادى "سي كيه" بضرورة ابتكار منتجات وسلع تتوجه أولاً إلى المليارات الخمسة في قاع الهرم، ثم يتم تصديرها إلى المليار الغني على قمة الهرم. أي أن يتم الابتكار والإنتاج بجهد مشترك بين الفقراء والأغنياء، على أن يتم التسويق للفقراء قبل الأغنياء.
منطلق نظرة ونظرية "سي كيه" يختلف تمامًا عن دعوات أشياع العولمة والتعهدية الذين توجهوا للأسواق الفقيرة ليجنوا مميزات العمالة الرخيصة. لقد نادى بـ "الابتكار المعاكس" داعيًا العالم إلى إنتاج سلع رخيصة ومتقشفة يستخدمها الأغنياء كما يستخدمها الفقراء على حد سواء. لماذا؟ لأنه تنبأ بانهيار الاقتصاد العالمي وتراجُع القدرة الشرائية للجميع، وتأكد من استحالة التنمية المستدامة وإنقاذ الأرض من شرور الاستهلاك المفرط إلا إذا تحققت المساواة والعدالة وحدث اللقاء في منتصف الطريق؛ حيث يلتقي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب في نقطة التوازن الطبيعي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديمقراطي في منتصف الهرم.
ويمكن تلخيص ما تعلمناه من "سي كيه" فيما يلي:
- كيف نتنافس على الفرص لا على الحصص.
- كيف نفوز بقوة الهوية والشخصية المؤسسية والمعايير الأخلاقية.
- كيف نبني المستقبل ونصنعه، بدلاً من أن نراقبه لنواكبه.
- كيف نقرأ مؤشرات الانهيار قبل أن يحدث الدمار.
- كيف نخدم الفقراء ونسعدهم ونحولهم إلى عملاء مستقبليين دائمين، ونربح.
- كيف يحل التكامل والتواصل والتفاعل محل التنافس والطمع والجشع.
- كيف يجذب الأغنياء الفقراء، ليصعد العالم - على أكتاف الفقراء - من سفح الهرم إلى قمته.



نسيم الصمادي

Heartbeat
25-04-2012, 02:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

شكراً لك على نقل هذا المقال
مع اني لا اعرف الرجل ولم اسمع عنه إلا الأن
ولكن دعني ابرر لنفسي بأني لست ضليع في علم الإقتصاد ولا بـ رجال الإقتصاد

ranasamaha
28-04-2012, 02:50 PM
علاقات القاهرة أيام الثورة الساخرة (http://www.edara.com)


عندما شاهدت أجمل البنات المصريات ينظفن الشوارع أمام مكاتبنا في مدينة نصر، عرفت أن الثورة قد انتصرت. حدث ذلك بعد عشرة أيام من انطلاق ثورة القاهرة الساخرة. وعندما عدت من شارع الطيران إلى الحي السابع في مدينة نصر كان علي أن أحفظ كلمة السر لكي يسمح لي فتيان الحي الشجعان باجتياز الحواجز الاعتراضية التي بناها شباب لجان حماية الثورة. وفي صباح هذا اليوم استقبلت رسالة من شاب يدعى "هيثم هاني" يشكر فيها كل من شاركوا في تنظيف شارع الطيران حتى صار يضاهي ميدان التحرير في بهائه وصفائه. ومن خلال مشاهداتي الشخصية وقراءاتي اليومية أعتقد أن العلاقات الإنسانية بين المصريين لم تصل أبدًا إلى هذه الدرجة من المتانة والرصانة منذ ثورة أحمد عرابي في القرن التاسع عشر.

لقد عجز الإعلاميون والسياسيون والعسكريون والمفكرون والمسوقون عن اختيار اسم واحد لهذه الثورة. لقد وصفها مراسل "بي بي سي" في القاهرة بأنها الثورة الضاحكة وهو اسم جميل لولا أن فيها الكثير من البكاء. هي ثورة ملونة؛ لا حمراء ولا بيضاء؛ لا ضاحكة ولا باكية؛ اختلطت فيها الجنائز بالأعراس، والأهلة بالأجراس، والجمال بالدبابات، والماء بالنار، ومسارح الكوميديا بحلقات الزار لطرد الأرواح الدكتاتورية الشريرة.

هذه هي الثورة الوحيدة التي يشاهدها العالم على الهواء مباشرة من أولها إلى آخرها، وكأنها فيلم سينمائي عالمي شارك فيه 80 مليون تتراوح أعمارهم بين التسعين عامًا والتسعة أشهر. ولأنها ثورة حرة وخالية من الخطط والاستراتيجيات فقد نفذت بدون قائد، فقد كانت العلاقات الإنسانية الحميمة وحضارة مصر القديمة، والجديدة العظيمة، هي التي تقود التاريخ الطويل إلى المستقبل الجميل.

كتبت قبل ثلاثين عامًا قصيدة بعنوان "أسميك أنت" قلت فيها: "ونحن نسافر، نحمل أحزاننا في الحقائب. تقرأ كل المطارات أوراقنا، وتعرف كل الشوارع أقدامنا، وتشرب كل الفنادق أحلامنا؛ فماذا أسميك؟ أسميك غائبة؟ فارجعي! أسميك قادمة؟ فاسرعي". وها هو السؤال ما زال يتكرر: ماذا نسمي ثورة مصر 2011؟

* الثورة النظيفة؟ لأنها نظفت الشوارع وكنست الفساد
* ثورة الشباب؟ لأن الذين نفذوها وعاشوها ما زالوا بين العشرين والثلاثين
* ثورة الالتزام؟ فبعد مرور أربعة أسابيع على انطلاقها انخفض الدولار ولم ترتفع الأسعار!
* ثورة الشعب في خدمة الشرطة؟ فهي أول ثورة في التاريخ يحمي فيها الشعب الأعزل رجال الأمن المسلحين ويعود فيها السجناء الخارجون والمخرجون إلى سجونهم مختارين!
* هل نسميها "الثورة"؟ مثلما نفعل في التسويق ونطلق اسم أشهر علامة تجارية على كل الصناعة، فنسمي التصوير "زيروكس" وكل المناديل "كلينيس" وكل الزيت "عافية" وكل الموبايلات "نوكيا"؛ هل نسميها: "الثورة"؟

نسيم الصمادي

idccard
29-04-2012, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بارك الله بك

ranasamaha
29-04-2012, 05:23 PM
التمتين والتنمية (http://www.edara.com)




بعد أكثر من ربع قرن قضيتها في تأليف وترجمة وتلخيص مئات الكتب والمقالات في الموارد البشرية، يبدو وكأنني أعدت اكتشاف مفهوم التنمية والاستثمار البشري، ففهمت أبعاده واستوعبت بعض تداخلاته، بعد أن نظرت إليه من منظور "التمتين"، الذي ساعدني أيضًا على إعادة صياغة وتعريف: "التميز" في بيئة العمل.

يتحقق التمتين من خلال مديرين ممتنين، يأخذون على عواتقهم تمتين الأفراد لبناء مؤسسات متينة. فالنتيجة الوحيدة والطبيعية والفعلية للتمتين هي النجاح. فقد ثبت بعد المزيد من الأبحاث الجادة أن المديرين الجديرين يقومون بأربعة أشياء لا خامس لها، وهي:

- تعيين الموظف المناسب فقط.
- توقع ووضع النتائج المناسبة فقط.
- تحفيز الموظف المناسب فقط.
- تطوير وتنمية المواهب المناسبة فقط.

فالتمتين الذي يبدأ بحرف (التاء) يقوم على أربع (تاءات) أخرى هي: التعيين والتوقع والتحفيز والتطوير.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فلكي تختار الموظف المناسب، يجب أن تعرف الفرق بين: المهارة والمعرفة، والسلوك والعادة، والدافع والموهبة، وما الذي يمكن تغييره في شخصية الإنسان، وما الذي يجب تثبيته وعدم الاقتراب منه.

بعبارة أخرى: ما هو الجانب المسير وما هو الجانب المخير في الإنسان. لتوضيح ذلك نسوق قصة الأب الذي قال لابنه: "قال لي معلمك أكثر من مرة إنه لا يمكن تعليمك أي شي!" فرد الابن: "وأنا قلت لك أكثر من مائة مرة إنه معلم فاشل." والفكرة هي: لا يوجد إنسان عاقل لا يمكن تعليمه أي شيء؛ فلكل منا موهبة خاصة ليتعلم شيئًا واحدًا على الأقل أفضل من غيره.

ولكي تتوقع النتائج المناسبة، عليك أن تعرف أي من أجزاء الوظيفة يجب تنفيذها بحذافيرها، وأي الأجزاء تتركها للموظف لكي يبتكر ويغير ويطور فيها؛ فإذا لم تدرك ذلك، ستصاب أنت والموظف بالارتباك والتشوش، ولن تتمكن أيضًا من وضع الموظف المناسب في المكان المناسب.

ولأن الوقت هو أعز وأثمن مواردك كمدير، يجب أن تحدد فيما وفيمن تستثمر وقتك: في فض المنازعات أم في تنمية القدرات؟ هل تمتن الأقوياء أم تقوي الضعفاء؟ هل تحسن المهارات الفنية أم تنمي المواهب الفطرية؟ وهذا هو الفرق بين التمتين والتقوية.

فنحن نمتن القوي، ونقوي الضعيف. نتيجة التقوية هي أداء متوسط، ونتيجة التمتين هي أداء متميز. وبالمناسبة، فاللغة الإنجليزية – على حد علمي – تخلو من كلمة تعبر عن المعنيين: اللغوي والاصطلاحي للتمتين؛ فهي تستخدم (تقوية) لتعبر عن تقوية الضعيف وتقوية القوي. مع أن الفارق كبير.

لقد درجت المؤسسات والمجتمعات والحكومات على القول بأن الإنسان هو رأس مالنا الحقيقي، وهذا خطأ علمي. فالإنسان السلبي وغير المنتج يقع – بلغة المحاسبة والاقتصاد – في خانة "الخصوم" لا في خانة "الأصول". فأغلى ما نملكه هو الإنسان المتين والأمين.

القوة والمتانة ترتبطان دائمًا بالرزق والأمانة: "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" و "إن خير من استأجرت القوي الأمين" صدق الله العظيم. وهذا مبدأ إداري وحضاري وتنموي عظيم.

لقد ثبت علميًا وبفحص وتصوير الخلايا العصبية في الدماغ أن الناس لا يتغيرون بعدما يكبرون، بل تكبر وتمتد نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم معهم.

ومن الأخطاء الإدارية الشائعة التي زادت من الهدر في التنمية البشرية والاقتصادية وساهمت في البطالة والعطالة، محاولة تغيير سلوك وعادات الموظفين بعدما يلتحقون بالعمل.

الصحيح هو أن "نمتن" - أي نعزز ونقوي ونمكن - نقاط القوة فقط. وهذا ليس أمرًا سهلاً بحد ذاته؛ فمحاولة سد كل الفجوات وإصلاح كل النقائص تكلف المجتمعات المليارات دون عائد مقنع على الاستثمار والتنمية. ومصدر الخطأ هو الاعتقاد بأننا يمكن أن نصل إلى الصحيح بدراسة الخطأ. وهذا خطأ!

من الخطأ أن ندرس حالات الطلاق لنحافظ على الزواج، وأن ندرس الاكتئاب لنحقق السعادة، وأن ندرس أسباب زيادة الواردات لنرفع الصادرات، وأن نحلل الديون لتدبير مصادر التمويل، وأن ندرس أسباب التلوث لنحافظ على البيئة، وهكذا ... فعندما نركز على قياس شيء ما، فإننا نغفل قياس نقيضه.

وبالمثل، عندما تركز سياستك الإدارية والتدريبية على التعامل مع الأخطاء، فإنك ستتجاهل – تلقائيًا - السلوك الإيجابي. فنحن لا نرى سوى ما نريد أن نراه؛ وما نركز عليه، نحصل عليه. وبالمثل: فإن استخدام الحاسب الآلي لتحقيق العدالة في التنسيق الجامعي على أساس المجموع والتوزيع الجغرافي، يجعلنا نغمض أعيننا عن الظلم، لأننا نوزع التخصصات بناء على ما يسهل قياسه، لا على ما يجب قياسه. وهنا يلعب "التمتين" في التربية والتعليم وفي التنمية البشرية دورًا خطيرًا.


نسيم الصمادي

الراجية الله
30-04-2012, 06:24 AM
http://www.tahrironline.net/GomhoriaFiles/NewsImages/PhotoDetail/634337170513480668_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9.bmp

كم اسعدتني كلماتك اسعدك رب العالمين
اللهم ولي خيارنا ولا تولي شرارنا وارزقهم البطانة الحسنة
http://www.alqahera.net/upload/resimler/galeri/2.jpg
كل الدعوات لاحرفك المتلآلآة

ranasamaha
30-04-2012, 11:39 PM
هل ستشرق شمس اليابان بعد "فيكوشيما" مثل "هيروشيما"؟ (http://www.edara.com)




يرى المحللون وخبراء الاقتصاد أن زلزال اليابان هو أكبر كارثة طبيعية عرفتها البشرية. وحتى لو توقف عدد القتلى عند عشرين ألفًا ولم تتجاوز الخسائر الاقتصادية التقديرات الأولية التي وصلت إلى 250 مليار دولار، ولم ينفجر المفاعل النووي في "فيكوشيما" فإن الكارثة تبقى الأفدح في التاريخ.

فهل في مقدور اليابان مواجهة كارثة بهذا الحجم؟ وهل هناك معايير ونظم معلومات ومؤشرات يمكن على ضوئها قياس مدى نجاح أو فشل الحكومات في إدارة الأزمات؟ وما هو الفرق بين الأزمة والكارثة؟

إذا كان زلزال "نيوزيلندا" الأخير أزمة، فإن زلزال "اليابان" كارثة! وإذا كان ما يجري للسودان أزمة، فإن ما يجرى للعراق كارثة! وإذا كان ما حدث في مصر أزمة، فإن ما يحدث في ليبيا كارثة؟

الكوارث والأزمات قد تكون طبيعية أو سياسية أو اقتصادية! ومثلما هناك أزمات حقيقية مثل: أزمة التسرب النفطي في خليج المكسيك وأزمة الاقتصاد العالمي ومرض الإيدز، فإن أكثر أزماتنا مفتعلة مثل: التشرذم اللبناني والانقسام الفلسطيني وتفجير طائرة "لوكيربي" وأزمة البورصات المحلية في الأردن.

من المؤكد أن الحكومات والمؤسسات والأفراد مسؤولون عن الأزمات المصنعة (المصطنعة) التي تشمل الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية. فهي أزمات من صنع الإنسان أو ناتجة عن أفعاله. فماذا عن الأزمات الحيوية والكوارث الطبيعية؟

يمكن تحميل الإدارة اليابانية مسؤولية حجم الكارثة التي لحقت باليابان لا مسؤولية صنعها! فليس منطقيًا أن تبني دولة ذكية كاليابان مفاعلاً نوويًا على حافة أخطر أحزمة الزلازل في العالم! وليس من الحكمة إقامة تجمعات سكانية على شواطئ منخفضة تتعرض بحارها للزلازل كل يوم، ولتسونامي كل عام ونصف تقريبًا. فقد سجلت مراصد اليابان 195 تسونامي منذ منتصف القرن 18 حتى الآن. علمًا بأن "تسونامي" كلمة يابانية وتعني "أمواج الموانئ".

فهل لكارثة تسونامي الأخيرة أية إيجابيات؟
تطبيقًا لنظرية "الهدم الخلاق" فإن الاقتصاد المعرفي المتطور والمرتكز على بنى تحتية قوية يتعافى من الكوارث الطبيعية بسرعة ويستعيد لياقته بسبب حاجة الشعوب الحرة للتحديات وقدرتها على المواجهة. كما أن الهزات الطبيعية تدمر الموارد والأصول المادية، ولا تطال الموارد البشرية وهي المحركات الحقيقية للاقتصاد والإنتاجية والروح والمعنوية والمواطن القوية والميزات التنافسية في الدول الديمقراطية. وحتى الدول الفقيرة المضارة بالكوارث الطبيعية – عكس الصراعات السياسية – تتلقى مساعدات مالية وفنية وخبرات عملية دولية تساعدها على النهوض من عثراتها وإعادة ترتيب أولوياتها.

وطبقًا لفكرة "النوافذ المكسورة" التي طرحها الاقتصادي "فريدريك باستيت" فإن معظم ما يكسر ويدمر يعاد إصلاحه، وفي هذا تحريك للموارد المالية الراكدة، وللأيدي العاملة العاطلة، وإعادة لتوزيع الموارد. ففي حين تضار أسواق المال وشركات التأمين، يمكن أن تستفيد شركات البناء والغذاء والدواء على حد سواء. كما تعمد بعض الدول إلى إصلاح بناها التحتية وإلغاء بعض الصناعات المتهالكة وإحلالها بصناعات حديثة وقادرة على المنافسة.

وبما أن "بلاد الشمس المشرقة" كانت في حالة بيات شتوي وكسوف شمسي عبر العقدين الماضيين، فمن المنتظر أن تصحو "اليابان" لتعيد بناء حضارتها، وتستعيد جدارتها كما حدث بعد هزيمة "الساموراي" وفاجعة "هيروشيما". فالشعوب الحية لا تعترف بالهزيمة، بل تحول المشكلات إلى فرص، والأزمات إلى مهرجانات.

نسيم الصمادي

نورس الصولجاني
01-05-2012, 01:10 AM
اليابان دولة مذهلة...

يحب على العرب ان يتبعوا خطاها في
التنمية وطريقة اعتمادها على لغتها وثقافتها في التطور

ranasamaha
01-05-2012, 01:23 PM
شهادة ميلاد الرئيس هي شهادة وفاة الأمة (http://www.edara.com)



يصدر في منتصف شهر مايو 2011 كتاب بعنوان: "أين شهادة الميلاد؟ "باراك أوباما" لا يستحق الرئاسة". وقد سبقت صدور الكتاب أغبى حملة علاقات عامة عرفها التاريخ.

في وقت تعاني فيه أمريكا من أزمة ثقافية وأزمة أخلاق وهوية، شغلت أكبر دولة في العالم نفسها أسبوعًا كاملاً بمناقشة قضية سخيفة تثبت بأن هذه الأمة العظيمة التي صنعت الكمبيوتر وبرامجه والموبايل وتطبيقاته، وغزت الفضاء، وكشفت أسرار الذرة وتقنيات النانو، قد ضلت طريقها إلى غير رجعة. فقد كان السؤال الذي يطرحه الإعلام الأسود على البيت الأبيض هو: "أين شهادة ميلاد الرئيس؟".

بعد سنتين من الحكم تذكرت ماكينة العلاقات العامة أن الرئيس ربما لا يكون مولودًا على الأرض الأمريكية الطاهرة! ومع صمت الرئيس وقرب صدور الكتاب المذكور، تنطع "دونالد ترامب" وطلب من البيت الأبيض نشر شهادة ميلاد الرئيس ليتأكد أنه أمريكي المولد. واستمر البحث في السجلات حتى خرجت الشهادة وعقدت لها المؤتمرات الصحفية وقرأها العالم أجمع لتصبح أشهر شهادة ميلاد رجل وأشهر شهادة وفاة أخلاق.

لا غرابة في أن تتفوق أمريكا على العالم في العلم والإعلام، وتتخلف عنه في الأدب والفلسفة والفن. ويبدو أن الأديب الأمريكي "مارك توين" كان يعبر عن بلده فقط عندما قال: "هذا العالم يتصف بوفرة الشجاعة المادية، وندرة الشجاعة الأخلاقية." نعم، فكما قال "آينشتاين": "النسبية تنطبق على الفيزياء ولا تنطبق على الأخلاق والأحياء." ويبدو أن مجتمع العلاقات العامة الأمريكي بدأ يأكل نفسه. فمن يأخذ بالأخلاق دون العلم يعيش ضعيفًا ولا ينفع نفسه، ومن يأخذ بالعلم دون الأخلاق يصبح أكثر خطرًا على نفسه.

يحمل "جيروم كرسي" مؤلف الكتاب إياه، درجة الدكتوراه من جامعة "هارفارد"، ورغم ثبوت أن شهادة الميلاد صحيحة فإنه لم يعتذر، بل ويصر على توزيع الكتاب ليثير تساؤلات عما تعلمه الدكتور "كرسي" في "هارفارد": هل درس العلم أم الأخلاق؟ وبالمثل، يتمسك "دونالد ترامب" بنظريته حول عدم أهلية الرئيس، مما عرضه لهجوم ساحق واتهم بالكذب كونه يفكر بالترشح للرئاسة، ولأن برنامجه التلفزيوني حول المشاهير الجدد فقد بريقه وجمهوره وهو يحاول استعادة الأضواء بأساليب غير أخلاقية.

تعاني أمريكا اليوم من انخفاض تصنيفها الائتماني، واستمرار ركودها الاقتصادي، وهزائمها في الخارج، وخلافاتها حول الضرائب والميزانية والخدمات الصحية في الداخل. فلماذا لم تلق دعوة الأمريكيين العقلاء - وهم قلة - أن تواصل القافلة الأمريكية سيرها رغم نباح الكلاب آذانًا صاغية؟

طبقًا لنظرية "ستيفن كوفي" فإن شخصيات قادة أمريكا ظلت حتى الحرب العالمية الثانية تتسم بالأصالة وتنطلق من الداخل وتعبر عن الجوهر. وصارت بعد الحرب تصنع في الخارج وتتسم بالنذالة وتعبر عن المظهر. صعدت أمريكا على أكتاف قيادات عظيمة، وها هي تسقط بأيدي شركات الإعلام والعلاقات العامة السقيمة. البحث عن شهادة ميلاد الرئيس، هو بحث عن شهادة وفاة أمة.

نسيم الصمادي

ranasamaha
03-05-2012, 10:04 AM
التأصيل والتفصيل في تعريب لغة التدريب (http://www.edara.com)


يقول عالم الفلك "جاليليو" وهو أستاذ الملاحظة والاكتشاف: "لا تستطيع أن تعلم أحدًا أي شيء، كل ما تستطيعه هو مساعدته على أن يكتشف لنفسه بنفسه."هذه المقولة تفسر أسرار شغف الإنسان بالتعلم الذاتي على الفضاء الإلكتروني، حيث ينتقي ما يريد، فيتعلم ويعيد نشر ما تعلمه في نفس الفضاء المفتوح؛ فيستفيد ويفيد. كما يفسر ظاهرة الاهتمام بالتدريب التوجيهي أو "التوجيه" وهو أفضل مصطلح لتعريب ما يسمى بـ "الكوتشينج " (Coaching)؛ حيث ما زلنا نخلط بين نوعين من التعلم والتدريب هما: التدريب (Training) والتوجيه أو الإرشاد (Coaching) – شخصيًا وعلميًا أفضل استخدام مصطلح التوجيه على مصطلح الإرشاد لسبب وحيد سأوضحه لاحقًا.

يعتقد معظمنا - حتى الخبراء والمتخصصين منا - أن "التدريب" هو مجرد تعليم وتوجيه جماعي، وأن "التوجيه" هو مجرد تدريب فردي. ورغم أن هذا التفريق صحيح، فإنه مجرد اختلاف ظاهري أو إجرائي لأن هناك عشرات الاختلافات الجوهرية والعميقة؛ ليس بين العملية التدريبية والعملية التوجيهية فقط، وإنما في أهداف واستراتيجيات ونتائج كل من التدريبين إن صح التعبير. وعندما أقول "كلاً من التدريبين" فإنني أعني ما أقول، لأن كل توجيه تدريب، وليس كل تدريب توجيهًا.

التدريب محوره المدرب، ويُستخدم لسد ثغرات معرفية ومهارية وفنية. أما التوجيه فمحوره المتدرب، أو الموجَه (بفتح الجيم)، ويُستخدم لسد ثغرات سلوكية وإدراكية وذهنية. ولهذا فإن المدرب يواجه المدربين ومعه منهاج تدريب معد مسبقًا، لينقله لهم ويطبقه عليهم. أما الموجه فيأتي ليوجه المتدرب (غالبًا متدرب أو مدير واحد) ويساعده ويشاركه في تطوير المحتوى والمسار التدريبي في أثناء عملية التدريب، فيتركه يكتشف ويطور ويغير نفسه بنفسه.

ولذا من الضروري أن يكون المدرب ملمًا بموضوعه معرفيًا وفنيًا ومهاريًا؛ وغالبًا ما يحمل شهادات ورخص تدريب وتعليم تتلاقى وتتقاطع مع تخصصات المتدربين والموضوعات التي يدربها. وليس ضروريًا أن يكون الموجه ملمًا في مجال وتخصص ونشاط عملائه ومتدربيه. فهو يقودهم إلى وضع الأهداف واكتشاف المشكلات ووضع الحلول من خلال عملية إجرائية واحترافية بحتة. ولهذا السبب يكون المدرب مسؤولاً مباشرة عن نجاح أو فشل متدربيه. بينما يتحمل المتدرب أو المدير الذي يتم توجيهه مسؤولية الرؤية والقيم التي سينطلق منها، والأهداف التي سيضعها، والثغرات التي سيكتشفها، والخطوات التي سيخطوها، والقرارات التي سيتخذها والنتائج التي سيحققها. ولهذا قد تستمر عملية التوجيه عدة أسابيع، وقد تطول شهورًا وتدوم أعوامًا. وهناك مديرون يعينون موجهين ومرشدين ناصحين في وظائف دائمة، ليوجهوا المدير ومساعديه في الصفين الأول والثاني باستمرار.

في الرياضة مثلاً، هناك مدرب "Trainer" وهناك موجه "Coach" . المدرب ينزل الملعب ويلعب مع اللاعبين ويستعرض لهم ومعهم المهارات، ويؤدي نفس الحركات التي يطلبها منهم. بينما يقف الموجه خارج الملعب، ويضع الخطة على الورق، ويحدد نقاط قوة وضعف فريقه، ويحدد من يلعب ومن لا يلعب في كل مباراة، ويدرس الخصم، ويعدل في الخطة بناء على مجريات اللعب، ويجري التغييرات، ويحلل أخطاءه وأخطاء الفريق المنافس، ويعمل قبل المباراة وبعدها، أكثر مما يعمل في أثناء سير اللعب. فدور المدرب هنا تكتيكي وفني ومهاري، ودور الموجه استراتيجي وتحفيزي وإلهامي. يركز المدرب على النتائج السريعة، ولهذا يزول مفعول أدائه التدريبي سريعًا. ويركز الموجه على النتائج بعيدة المدى، ولهذا يرسخ مفعول أدائه التوجيهي، وقد لا يزول تأثيره أبدًا.

وعلى الرغم من أن مصطلحي "توجيه" و"إرشاد" يستخدمان في اللغة العربية بالتبادل، ويكادان يعبران عن نفس المعنى، فإن "المرشد" أعلى مرتبة من "الموجه". فالمرشد يقوم بنفس عملية التوجيه، لكنه يتمتع بدرجة علمية ومعرفية أعلى، وبمرتبة قيادية أسمى. فهو قائد يكتنز معرفة علمية ومنهجية، بالإضافة إلى مكانة قيادية ورؤية فكرية وفلسفية أيضًا.

نسيم الصمادي

ranasamaha
05-05-2012, 06:41 PM
ثروة مصر الحقيقية.. عندما تنظر مصر إلى نفسها (http://www.edara.com)



كل العالم يتكلم ويكتب عن ثورة مصر! سأكتب عن ثروتها ...
لنفرض أنك القائد الجديد لمصر، لنقل رئيسها الجديد، أو رئيس وزرائها المنتخب! فكيف ستفكر؟ وكيف سترى مستقبل مصر؟ إلى أين ستقودها وفي أي اتجاه ستأخذها؟

ربما تجمع فريقًا من الخبراء والتكنوقراط كما نسمي هؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون! وربما تحضر بيوت خبرة عالمية وتحاول حصر كل الأخطاء التي ارتكبتها القيادات والإدارات السابقة! قد تدرس تجارب عالمية مشابهة فتفكر في تقليد كوريا وماليزيا وتركيا والبرازيل! لكن هذه النظرات التقليدية لن تكفي لأن لمصر خصوصيتها.

عالمنا الحقيقي هو ما نراه وما نفكر فيه، ويجب أن نفكر بطريقة مختلفة لكي نستطيع ابتكار التغيير. فما لم ننظر في الاتجاه المعاكس، ونفكر عكس ما كنا نرى، فلن يتغير شيء. مصر - في حقيقتها وفي شخصيتها - أغنى حضارة في العالم، هي تشبه الصين قليلاً، وتختلف عنها كثيرًا، ومن الخطأ أن نفكر فيها كدولة فقط. ربما ترون أن في هذا الكلام شيئًا من المبالغة، ولكني أستطيع إثباته بالحقائق والأرقام.

توجد في مصر عشرة معالم حضارية وموارد اقتصادية لا تتوفر كلها مجتمعة لدولة واحدة أو حتى لبضع دول مجتمعة. في كل دول العالم نجد بحرًا أو بحرين، ونجد في مصر خمسة: الأبيض والأحمر والنيل وقناة السويس والسد العالي. في بعض دول العالم بترول، وفي مصر: بترول وغاز وذهب وحديد وجبال من المعادن ورمال من الكريستال. إنتاج مصر الزراعي يمكن أن يشمل كل ما يحتاجه الإنسان من غذاء وكساء لو فكرنا بمناخها الذي ينتج البردي في الجنوب، والتين والزيتون في الشمال.

أكبر خطأ ارتكبته كل إدارات مصر السابقة، باستثناء "محمد علي باشا" أنها كانت تنظر حولها أكثر مما تنظر إلى نفسها. قديمًا كانت مصر تنظر إلى الشرق وهي ليست دولة شرقية؛ وحديثًا صارت تنظر إلى الغرب وهي ليست دولة غربية. مصر دولة شرقية وغربية، شمالية وجنوبية، أفريقية وآسيوية، عربية وفرعونية، مسلمة ومسيحية، قبلية ومدنية. ولهذا فهي مختلفة ولا يجب إدارتها، بل ولا يمكن إدارتها، كما تدار الدول العادية، لأنها تتوسط العالم كله وتشبهه كله، ولذا فهي عالم قائم بذاته؛ إنها حضارة لا دولة؛ والحضارة لا تستطيع ألا تكون مستقلة.

عندما تطلعت مصر إلى الغرب، ذهبت متكاسلة وسائلة، فمدت يدها طالبة العون والمساعدة. وعندما تطلعت إلى الشرق، ذهبت معصوبة العينين بلا رؤية وبلا وجهة نظر. فحاولت تقليد الصين والهند واليابان وهي حضارات مثلها، وأبدت غيرة وخوفًا من إيران وإسرائيل وهما أقل منها. الغرب لن يفهم مصر لأنه يظن أنه ليس بحاجة لها. والشرق لن يفهم مصر لأنه مشغول في صراعه مع الغرب، ويظن أنه يستطيع القفز عنها. مصر كانت للغرب مجرد استراحة في الطريق إلى الشرق، وكانت للشرق مجرد قناة أو نقطة عبور إلى الغرب. وهي في حقيقتها قلب العالم، بل هي كما أرادها الفراعنة، وكما أراها اليوم: كل العالم.

لو كنت رئيسًا مصريًا عصريًا، أو رئيس وزراء منتخبًا، ماذا ستفعل؟ ما هي الرؤية التي ستضعها لمصر 2020 وما بعدها؟ هل ستضع على عينيك نظارتك الإيطالية وترتدي بزتك الفرنسية وتركب سيارتك الألمانية وتحلق بطائرتك الأمريكية وتجوب العالم طالبًا المساعدة؟ أم ستخرج للشمس وترتدي الجلابية وتتجول في مصر على قدميك لترى مصر الحقيقية.

أنصحك بأن تنظر في الاتجاه المعاكس؛ اذهب إلى أفريقيا لتساعدها فتخلق تحديات اقتصادية وعلمية وصناعية وزراعية لكل المصريين! وإلى آسيا لتتفاعل وتتعاون وتتكامل معها فتخلق تحديات حضارية وثقافية ومستقبلية لكل الأفريقيين والآسيويين ولكل العالمين. ثروة مصر الحقيقية هي شخصيتها وهويتها، مضافًا إليها تحدياتها. وها هي شخصيتها تنهض، وهويتها تتجلى، وتحدياتها تتعالى.

نسيم الصمادي

ranasamaha
06-05-2012, 07:49 PM
إضراب عن "الأهرام" (http://www.edara.com)




ما أعنيه هنا هو صحيفة "الأهرام" وليس أهرام الجيزة العزيزة. فقد أصدرت قرارًا مدروسًا بالتوقف عن شراء "الأهرام" بعد أن استخدمناها ثقافيًا وعمليًا عشرين عامًا متواصلة. ففي صباح هذا اليوم الثلاثاء 8 فبراير 2011 طلبت من السكرتير إعادة نسخة "الأهرام" إلى بائع الصحف وإحضار "الأخبار" بدلاً منها. وكنا قد بدأنا منذ مطلع هذا العام نقرأ جريدة "المصري اليوم" بسبب مصداقيتها وتحول أفضل كتاب وصحفيي مصر للكتابة فيها.

درجنا عبر العقدين الماضيين على شراء "الأهرام" كل يوم حتى في أيام الإجازات، فقد كنا نستخدمها لاكتشاف أسواق جديدة عبر إعلاناتها الكثيرة، والمعارض الناجحة التي كانت تنظمها وتنشر أسماء المشاركين فيها. وكانت إدارة المبيعات في "شعاع" تدرس حركة السوق المصري من خلالها. حتى إعلانات التهاني والمؤتمرات العلمية والتعازي كانت وحتى عام 2009 مصدرًا مهمًا ومؤشرًا على حركة كبار اللاعبين في السوق.

لكن "الأهرام" دخلت مؤخرًا فيما يشبه حالة إضراب عن الحرية تشبه حالة الإضراب عن الطعام. بدأ حجمها يتقلص، وبدأ الكتاب والمفكرون المتميزون منها يفرون؛ إما مختارين وإما مطرودين. وصارت مقالات رئيس تحريرها "أسامة سرايا" بلا طعم ولا لون ولا رائحة. وبدأ رئيس مجلس الإدارة "عبد المنعم سعيد" ينشر مقالات ومطولات على شكل "معلقات" لا تختلف في شيء عن كتابات "سرايا".

الصفحة الأخيرة احتلها رئيسا مجالس إدارة سابقان؛ "ابراهيم نافع" و"مرسي عطاالله" اللذين حاولت جاهدًا أن أكمل قراءة واحد فقط من مقالاتهما دون جدوى. يجاورهما على نفس الصفحة "أنيس منصور" الذي يكرس عاموده القصير إما لإعادة سرد ذكرياته التي حفظناها وظل يرددها حتى كرهناها، وإما لكتابة خواطر مترجمة عن المرأة. والحقيقة أن "منصور" ما زال كاتبًا جيدًا، فهو فيلسوف ومفكر، إلا أنه مصاب بإسهال كتابة ونشر؛ حيث يكتب أكثر من مقال في اليوم، وينشر المتميز منها في الصحافة العربية التي تدفع أكثر، ويلقي بما تبقى من عصارة أفكاره لقراء "الأهرام" الأعزاء.

تعود علاقتي "بالأهرام" إلى سبعينات القرن الماضي، عندما التحقت بجامعة القاهرة، وكنت أقرأ فيها لـ"نجيب محفوظ" و"يوسف إدريس" و"توفيق الحكيم" و"زكي نجيب محمود" وعندما كنت أميل للعمود الصحفي لا أجد أفضل من مقالات "سلامة أحمد سلامة" والمرحوم "أحمد بهاء الدين".

ومع دخول الإنترنت، وغلبة الحس الأمني على الحس الصحفي، وهجرة كتاب الأهرام المحترفين، وظهور الصحافة المستقلة، وتوريث أعمدة وزوايا "الأهرام" لكتاب غير مؤهلين، كان لا بد من وقوع أبغض الحلال، فطلقت الأهرام. ولأنني دائمًا متفاعل ومتفائل، أتوقع ألا يكون الطلاق بائنًا، وأن نعود لقراءة "الأهرام" والاستمتاع بها والانتفاع منها، بشرط أن تعود "الأهرام" إلى نفسها.

نسيم الصمادي

ranasamaha
08-05-2012, 10:01 PM
دروس إدارية من كأس العالم الكروية (http://www.edara.com)




انتهت كأس العالم 2010 الشهر الماضي، لكن الدروس القيادية والاستثمارية والسلوكية المستفادة منها لا تنتهي. من المؤكد أن المعطيات والأسباب التي أدت إلى فوز الفائزين، هي التي أدى غيابها إلى خسارة الخاسرين. ومن واقع قراءاتي ومشاهداتي لكرة القدم العربية وتحليل سلوك القيادات العربية، يمكنني القول بأنه ليس هناك فريق عربي واحد مؤهل للفوز بأحد كؤوس العالم القادمة، مثلما ليست هناك دولة أو مؤسسة أو جامعة عربية مؤهلة لقيادة العالم اقتصاديًا أو سياسيًا أو علميًا. ولذلك فإنني أراهن على استحالة فوز العرب ما لم يغيروا ما بأنفسهم، وهذه بعض المؤشرات والعبر المستقاة من كأس العالم الأخيرة:

* التاريخ لا يلعب مع أصحابه
لا توجد بطولتان لكأس العالم متشابهتان، ولذلك فإن فوزك اليوم لا يضمن فوزك غدًا، وأداءك اليوم لا يؤشر إلى مستوى أدائك في المستقبل. فقد لعبت فرنسا وإيطاليا نهائي كأس العالم مرارًا، وفازتا تكرارًا، لكنهما لم تتأهلا للدور الثاني هذا العام. وهذا هو حال العرب، فنحن أكثر شعوب الأرض ارتهانًا للتاريخ؛ نتغنى بأمجاد الماضي، ونتفاخر ببطولات الأجداد، ونغفل عن المستقبل. وبما أن الأرض لا تلعب مع أصحابها، فلم يفز فريق آسيوي أو أفريقي ببطولة العالم، لا على أرضه ولا خارجها.

* العالمي ليس بديلاً للوطني
الفرق العربية تعتمد على خبراء ومدربين أجانب، وكذلك هي المؤسسات العربية. بل إن الدول العربية تثق بالسياسي والاقتصادي والإداري والرياضي الأجنبي أكثر من العربي. لكن اقتباس النظم واستيراد التكنولوجيا والفكر الغربي لا يكفي. حتى بريطانيا التي تتمتع بأقوى دوري كروي وتفوز أنديتها ببطولات أوروبا، فشلت في الفوز بكأس العالم التي اخترعتها. نجحت الأندية الإنجليزية في تجنيد مئات اللاعبين الأجانب في أنديتها ودفعت المليارات في شرائهم – مثلما تدفع الجيوش للمرتزقة – لكنها فشلت في الفوز على مدى نصف قرن.

* الموهبة الفطرية لا تكفي
لعب لفرق أمريكا الجنوبية وأفريقيا أكثر اللاعبين شهرة وموهبة، ودرب فرق البرازيل والأرجنتين نجوم تألقوا في الماضي القريب، لكن المواهب الكروية مثل الموارد الطبيعية تحتاج لمن يحسن استثمارها. في العالم العربي موارد طبيعية لا تنضب، ومواهب علمية ورياضية وثقافية عملاقة، ولكن بدون تنسيق واستثمار فعال، وبلا تعاون وروح فريق، وفي غياب حرية التفكير والتعبير، لن تستطيع المواهب الكثيرة استثمار الموارد الوفيرة، فتكون النتيجة هدر الاثنتين معًا.

* القائد ليس نصف الفريق، بل هو الفريق كله
قال نابليون: "جيش من الأرانب يقوده أسد، خير من جيش من الأسود يقوده أرنب." لقد كان مدربو أسبانيا وألمانيا وهولندا وأروجواي وغانا أسودًا. في حين كان مدرب فرنسا عصبيًا وعنصريًا، واهتم "مارادونا" بساعاته وملابسه ومهاراته الفردية وهو يلاعب الكرة ليسعد الجماهير. خطف الأضواء من لاعبيه وسلطها على نفسه، وتفاعل مع الجماهير أكثر من اللاعبين، وركز على الإعلام أكثر من الملعب. في كرة القدم، كما في الأسواق والحياة، الفرص الضائعة لا تحتسب، والأخطاء القاتلة لا تغتفر. وهناك أربعة أشياء لا تتوقف: الوقت وحركة الكرة ومشاعر الجماهير وأفكار المدرب. والأخير هو القائد، وهو من يحدد تفاعلات ومخرجات العناصر الثلاثة الأولى.

* الثقافة المحيطة والسلوك الجمعي يحددان النجاح
لا يمكن عزل كرة القدم والاقتصاد وأداء الأسواق عن البيئة المحيطة والثقافة السائدة؛ فلا يمكن أن تكون عبدًا وتبدع، ومنافقًا وتقنع، وجائعًا وتشبع. عندما نقارن نتائج فريق كوريا الجنوبية بنتائج فريق كوريا الشمالية ندرك أن الحرية والعدل وتداول السلطة وتحمل المسؤولية ليست نتاج قوانين تفرض وخطابات تعرض، بل هي مصدر الحرية للموارد البشرية ومصدر احترام الذات والآخر الذي يعزز ثقة الإنسان بنفسه، وثقة الناس بعضهم ببعض. وهذا هو مصدر رأس المال الاجتماعي الذي تنبع منه روح كل فريق فعال وناجح. فعندما نقارن بين نتائج فريقي "غانا" و"نيجيريا"، نجد "غانا" القادمة من أجواء الديمقراطية والحرية والشفافية والرؤية القيادية تحصد النجاح، و"نيجيريا" القادمة من أجواء الفساد والفوضى والمحسوبية والعنصرية تخرج من الدور الأول وتمنى بالفشل.
نسيم الصمادي

ranasamaha
10-05-2012, 10:04 AM
أزمة "تويوتا" الصمود مثل الصعود؛ يحتاج لجنود وجهود ونقود (http://www.edara.com)


عندما صدر كتاب "جيم كولنز"، "هكذا يسقط العظماء"، في منتصف عام 2009 كان الفأس قد وقع في الرأس، لأن أزمة الاقتصاد العالمي كانت قد تفاقمت. ومع ذلك فإنه يمكن لقيادات شركة "تويوتا" إعادة قراءة مفردات أزمتها الحالية على ضوء نظرية "كولنز" حول أسباب وكيفية سقوط الكبار!
يحدد "كولنز" وفريقه خمسة أسباب للسقوط؛ وعلى الرغم من أن هناك من يدعي أن أباطرة صناعة السيارات والحكومة في أمريكا يحاولون انتهاز فرصة تعثر "تويوتا" ليعطوا دفعة قوية للشركات الأمريكية المنافسة على حساب الشركات اليابانية، فإن هذا لا يعفي "تويوتا" ومدرسة الإدارة اليابانية من المسؤولية.
المراحل الخمس للسقوط هي: غرور النجاح، والتوسع المحموم، وتجاهل الأخطار، ومحاولة إصلاح العرض لا المرض، وأخيرًا الاستسلام. لقد اعترت "تويوتا" حالة من الغطرسة المفرطة منذ أن أصبحت شركة السيارات الأولى في العالم؛ فبدأت تهتم بالكم على حساب الكيف، وبفتح أسواق جديدة على حساب الجودة، وأصيبت إدارتها العليا بحالة من العجرفة وتضخم الذات، بالإضافة إلى التقليل من شأن المنافسين، ونسيان أن العميل هو الأساس، وأن الجودة تنبع من التخطيط والتنفيذ الفعال ولا تقوم على المسلمات والنظريات.
كان واضحًا أن تصميمات وأداء سيارت "تويوتا" بدأت تتراجع منذ مطلع هذا القرن، حتى صرنا نرى السيارات الألمانية واليابانية والأمريكية وحتى السيارات الكورية تتفوق عليها باللمسات الجمالية الداخلية والخارجية. ولم يكن أحد يتصور أن تعاني سيارات "ليكزاس" التي بنيت على المئات من براءات الاختراع من أخطاء هندسية وفنية ساذجة.
"تويوتا" لم تدخل غرفة الإنعاش بعد، لأنها اعترفت ببعض أخطائها، مما يعني أنها ما زالت على أعتاب مرحلة السقوط الرابعة. لكن المؤكد أيضًا أن مشكلاتها التسويقية وأخطاءها في العلاقات العامة لم تأت لأسباب خارجية، لأن عجز "تويوتا" عن توصيل رسائلها إلى عملائها ووكلائها ومنافسيها هو انعكاس لمشكلات اتصال داخلية بين مستوياتها الإدارية المتعددة. ولولا تجوال كبار قادتها في العالم، واعتذارهم للعملاء، لكانت فقدت مصداقيتها تمامًا ودخلت مرحلة الموت البطيء.
الدرس الأول المستفاد من أزمة "تويوتا" هو أن الشفافية هي الطريق الوحيد إلى المصداقية، وأن الجودة لا تدوم دون إيمان قاطع بعوائدها وفوائدها. لكن الدرس الأهم هو إدراك "تويوتا" أنها ليست ضحية. الضحايا هم عملاؤها الذين اشتروا سياراتها، ووكلاؤها الذين ربطوا مستقبلهم بها، وموردوها الذين تبنوا استراتيجياتها، وثقافة "كايزن" والجودة اليابانية التي كانت مفخرة فصارت "مسخرة". فليس في هذا العالم المضطرب من هو أكبر من الحقيقة؛ والحقيقة هي أن: "الصمود مثل الصعود؛ يحتاج لجنود وجهود ونقود".

نسيم الصمادي

ranasamaha
13-05-2012, 06:55 PM
من سيدرب الرئيس القادم؟ (http://www.edara.com)






من الواضح أن انتخابات الرئاسة المصرية لن تفرز قائدًا شاملاً يمكنه نقل "مصر" إلى مصاف الدول المتقدمة أو حتى المنافسة عبر السنوات الأربع القادمة. فكما يبدو أن المرشحين يفتقدون للرؤية والكاريزما ومواطن القوة المطلوبة للقيادة. ومن واقع مناظرة "موسى" و"أبو الفتوح"، اتضح أن المرشحين بحاجة للتدريب على مهارات الاتصال والحوار، حتى إن "عمرو موسى" لم يكن يفرق بين السؤال والإجابة. فعندما كان يحين دوره لكي يجيب، كان يسأل، وكان يجيب عندما كان يجب أن يسأل! وحتى "عبدالمنعم أبو الفتوح" الذي كنت أظنه قائدًا كاريزميًا تبين أنه يفتقد لذكاء الحوار، ويعاني من ضعف شديد في الحضور الذهني.

فوجئت أن "أبا الفتوح" لم يجب عن سؤال: "كيف تنقل موظفًا من مطار "القاهرة" إلى "الجيزة" في 45 دقيقة؟" وتوقعت عندما جاء دور "عمرو موسى" ليجيب عن السؤال، أنه سينتهز الفرصة ويوجه ضربة ذكية لمنافسة، لكنه تظاهر بنسيان السؤال وعجز عن ابتكار إجابة مقنعة؛ وراح يلف ويدور في كلام إنشائي سبق وأن أعاده وزاده دون معنى.

مرشحو الرئاسة اليوم، وغدًا عندما يعتلي أحدهم سدة الرئاسة بحاجة إلى تدريب على أيدي خبراء ومستشارين يضعون لهم سيناريوهات للتخطيط والتوقع، ونظم اتخاذ قرار فعالة. فمن المؤسف ألا يستطيع خبير ومفاوض ووزير خارجية عجوز، وأمين عام سابق لما يسمى جامعة عربية، اقتراح حل سطحي لمشكلة المواصلات في "مصر"، وكيف لم ينتبه إلى أن خط مترو الأنفاق قد وصل أطراف مصر الجديدة، وصار على بعد عشرة كيلومترات من مطار "القاهرة"، ويمكن استكماله في عشرة أشهر لنقل موظف غلبان من المطار إلى "الجيزة"، التي وصلها مترو الأنفاق (من زمان!).

لأية مشكلة في العالم حلول اقتصادية وأخرى هندسية وثالثة نفسية. الحل الهندسي هو استكمال مترو الأنفاق، والحل الاقتصادي هو بناء عاصمة جديدة لـ"مصر" بمطار جديد وشبكة مواصلات جديدة وأيضًا برئيس ذي فكر جديد. ويمكن للحل الاقتصادي أن يشمل رفع أسعار البنزين عالي الجودة برفع الدعم عنه ليتوقف أصحاب السيارات من متوسطي الدخل عن استخدام سياراتهم الخاصة، ليركبوا وسائل النقل العامة، بشرط أن تكون محترمة.

أما البديل الثالث؛ أي الحل النفسي، فهو لا يتطلب سوى النظر للأمور من زاوية جديدة. لأن توفير حافلات فارهة بخدمة متميزة، حافلات مزودة ببعض الرفاهية والأفلام الوثائقية والمجلات والكتب، فيها أطقم خدمة مدربة ونظيفة، يمكن أن تعبر زحام "القاهرة" إلى "الجيزة" في ساعة وبعض ساعة من الزمن في عز الظهر، لكن راكبيها سواء كانوا موظفين أو سائحين لن يشعروا بالوقت لو كانت وسيلة المواصلة راقية، والخدمة محترمة، في شوارع يحترم فيه السائقون والراكبون ثقافة المرور وأولوياته وأخلاقياته.

قبل عقد من الزمن كنت في حوار مع الإعلامي "جمال الشاعر"، وعندما تحدثت عن إدارة التغيير سألني: "هلّا أعطيت المشاهدين مؤشرًا واحدًا لو حدث في "مصر" نستطيع أن نقول بأن تغييرًا حقيقيًا بدأ يحدث على أرض الواقع؟" فأجبته بسرعة: "نستطيع أن نقول بأن "مصر" تتغير عندما نرى السيارات تسير في الشارع، والناس يمشون على الرصيف." فمن الظواهر المؤسفة في "القاهرة" أن يسير الناس دون نظام في نهر الشارع، بينما تربض السيارات على الأرصفة المتكسرة. فما كان من "جمال" إلا أن قال: "والله هذا تغيير صعب ولا أظنه سيحدث على المدى المنظور!"

التغيير صعب، ولن يتحقق إلا باختيار الشعب المصري العظيم لقائد عظيم. قائد يسمع ويقرأ ويحاور ويشاور ويغير ويطور، ويعترف بنقاط ضعفه فيعوضها بمساعدين أمينين، ويدرك نقاط قوته فيستثمرها أيضًا بقوة. ولذا أنصح قائد "مصر" القادم بأن يتلقى تدريبًا مكثفًا على مبادىء وتقنيات القيادة على أيدي رؤساء وقادة عالميين سابقين، وهذا ليس عيبًا. كما أنصحه بأن يسمع حلقات "الإدارة في السيارة" التي أنتجناها في (إدارة.كوم) لكي يفرق بين السياسة والفهلوة، وبين الإدارة والقيادة. ونحن مستعدون أن نقدم لفريق الرئاسة مجموعات من "الإدارة في السيارة"، و"إلهام على مدار العام"، بالإضافة إلى "إحاطات القياديين والمديرين" المصممة للشخصيات المسؤولة والمشغولة.

الحلول النفسية تحتاج إلى تغيير زاوية الرؤية، دون حاجة لإعادة اختراع العجلة. تحتاج إلى تغيير في المنظور والإدراك وإلى تصور شامل للواقع والحياة. والرئيس الذي لا يملك هذه القدرات، ولا يتمتع بخيال جامح، سيكون عمره الرئاسي قصيرًا، وتأثيره محدودًا وصغيرًا. ومع هذا، فإنه يمكن لأي رئيس أن يحقق نجاحًا مشهودًا إذا ما قرر فعلاً وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومارس التمتين في التفاوض والتفويض، وحصل لنفسه وفريقه على التدريب الكافي.

نسيم الصمادي

ranasamaha
14-05-2012, 11:36 PM
امـلأ الفـــراغ! (http://www.edara.com)





يام المدرسة، كانت طريقة "املأ الفراغ" واحدة من أفضل طرق التعليم وأسهلها في مساعدتنا على الحفظ. كان المعلم يدخل "الصف" أو الفصل ويكتب القصيدة على اللوح الأسود، ويقرأها على مسامعنا فنرددها وراءه عدة مرات؛ ثم يبدأ بحذف كلمة من كل بيت شعر، ويطلب منا أن نكرر القراءة متخيلين مكان ومعنى الكلمات المحذوفة، وهكذا .. وما أن ينتهي الدرس حتى يكون معظمنا قد حفظ القصيدة. وفي الامتحانات، كنا نتسلم الأسئلة ونفرح كثيرًا لسؤال "املأ الفراغ" نظرًا إلى سهولة الإجابة عليه.

هذه الأيام، تزخر وسائل الإعلام بأخبار السياسيين والرياضيين والاقتصاديين الذين يخالفون القوانين، وتمتلئ صفحات المال والأعمال بانتهاكات الشركات الكبرى للبيئة وباختلاسات كبار التنفيذيين الذين أعماهم الطمع وغلبهم الجشع. ولا تخلو صفحات التعليم من طلاب يغشون في الامتحانات أو يزورون الشهادات. ومن المؤكد أن هؤلاء الأفاقين والغشاشين يظنون أنهم ينجحون بأقل جهد وثمن وفي أقصر وقت؛ ولكنهم لا يدركون أن السلوك الأخلاقي هو الإستراتيجية الوحيدة الفعالة والفائزة في الحياة.

شاهدت أواخر الشهر الماضي حالة غش صارخة في أحد فنادق دبي. كنت على باب الفندق أنتظر مفتاح سيارتي بعدما ذهب الموظف لإحضارها من موقف السيارات. وأثناء الانتظار، وصلت سيارة "رينج روفر" أحدث موديل وترجلت عن صهوتها امرأة فارعة الطول وفائقة الجمال تبدو في العقد الخامس من عمرها، يوحي مظهرها بأنها سيدة أعمال ناجحة أو تنتمي لأسرة تجارية ثرية؛ فقد كانت تبدو وكأنها تمتلك كل شيء - السيارة الفارهة، والجمال الصارخ، والطول الفارع، والموبايل اللامع.

ألقت السيدة بمفاتيح سيارتها بكل ثقة، وهي منهمكة في مكالمة "موبايلية" أو هكذا تظاهرت، ودخلت الفندق من بابه الواسع. وبعد دقيقتين أو أقل، كنت أقود سيارتي ملتفًا حول الفندق في الشارع الخلفي في طريقي إلى اجتماع، فوجدت تلك السيدة تخرج من باب الفندق الضيق الخلفي، وتدخل مبنى حكوميًا عملاقًا، وكانت ما تزال منشغلة بمكالمتها الهاتفية، دون التفات أو اهتمام بأي كان.

كان واضحًا أنها تعتبر نفسها متميزة وذكية وهي تلعب مع الفندق تلك اللعبة اللاأخلاقية؛ فهي تأتي بكل ثقتها المصطنعة وبأهميتها المفتعلة وتوقف سيارتها في مكان ظليل آمن، ثم تذهب إلى عملها أو اجتماعاتها، موهمة القائمين على خدمة إيقاف السيارات أنها تدخل الفندق للعمل أو للترفيه، في حين أنها تستغل أو تسرق وقت الفندق وموارده وساحاته وتأخذ مكانًا ليس من حقها لمجرد أن سيارتها مميَزة، وجمالها أخاذ.

عدت مساءً إلى الفندق وتحدثت إلى المدير المناوب موضحًا ما ساورني من شكوك - لاسيما أنها كانت تتظاهر بالثقة بالنفس وتتصرف بثقة مصطنعة - لأن مبالغتها في مظهرها الخارجي وعدم التفاتها لأحد هي أعراض سلوك غير أخلاقي يتم تغليفه بالذكاء والدهاء والشطارة، وكأنه جزء أو نمط من أنماط حياتنا الزائفة والمشحونة بنفخة كذابة تدل على فراغ روحي مؤلم.

لكل منا نقاط ضعف ونقائص وثغرات سلوكية تهزنا من الداخل؛ وهي فجوات تمتد في تلك المسافة الفاصلة بين ما نقول وبين ما نفعل، كما أنها نتاج فراغ داخلي يعمق الفجوة بين معتقداتنا وبين تصرفاتنا. فهل هناك مصدر أو منفذ أو علاج يمكن أن يزيدنا نضجًا أو يردعنا ويحول بيننا وبين نقائصنا، كي نسد بعض الثغرات المؤلمة في دواخلنا؟!
هناك ثلاثة مصادر تتفاوت في قوتها ومستوى تأثيرها ألا وهي:

- أولاً القانون، وهو ملزم فعندما نخالفه نخضع للعقاب أو نُحرَم من الثواب. فعندما نتجاوز السرعة المقررة أو نكسر الإشارة الحمراء، فإننا نخالف القانون ونضع أنفسنا تحت طائلته، حتى وإن لم نؤذِ أحدًا غيرنا.

- ثانيًا العرف وقواعد السلوك، وهي تبدو في الظاهر أخف وطأة من القانون حيث يمكن أن نخالفها دون أن نخضع للعقاب؛ مع أن العكس هو الصحيح لأن هامش الحرية في الاختيار يُلقي على عاتقنا حملاً أكبر من المسؤولية، فيضيف إلى مخالفة القانون العام مخالفة قانوننا الخاص. فعندما يمنحنا المجتمع هامشًا أوسع من الحرية، فإنه يكبلنا بقيود المسؤولية.

- أما المصدر الثالث فهو لا يقبل القسمة على اثنين. فهو ليس قانونًا عامًا، ولا عرفًا اجتماعيًا؛ ويمكننا أن نخالفه و نلغيه دون أن يرانا أو يحاسبنا أحد، لكنه الأوفى والأصفى لأنه المسؤولية بعينها حيث إن هامش الاختيار فيه لانهائي، مما يجعل ملء الفراغ فيه أمرًا في غاية الصعوبة، كما تحتاج ثقوبه وندوبه إلى سنوات من الكفاح والإصلاح لكي تلتئم إنه الضمير.

لا يمكن لقانون البشر أن يعلو على قوانين الأخلاق؛ فسواء أكنت تركب "رينج روفر" أم "جامبو جت"، وسواء أكنت تتكلم من موبايل أكله الصدأ أم من موبايل مرصع بالجواهر، فإن النجاح في جوهره كان وسيظل تلك المحاولة الإنسانية الواعية والدءوبة للثم جراح الروح وفراغات الضمير، حتى تنعدم الفجوة بين ما نبدو عليه في الظاهر، وما يمكن أن نكون عليه في الداخل.


نسيم الصمادي

ranasamaha
15-05-2012, 04:09 PM
الـعشرة تساوي مائة! (http://www.edara.com)




شعوريًا وسلوكيًا وحسابيًا وطبيًا وفعلاً وممارسة؛ أصبحت العشرة بالمائة، مائة بالمائة. وأظنه "تشارلز سويندل" الذي قال: "الحياة هي 10% ما يحدث لنا، و 90% هي كيف نستجيب لما يحدث لنا." قرأت هذه العبارة قبل 20 عامًا، وكنت أظنها تعبيرًا مجازيًا وقولاً تحفيزيًا لا أكثر. ولكنها تحولت يوم الجمعة الموافق 13/4/2012 إلى حقيقة مؤكدة لا تحتمل الرفض ولا تقبل النقض.

كنت في اليوم السابق مسافرًا من "الرياض" إلى "عمّان"، واستأجرت سيارة من المطار، وفي نيتي السفر إلى "القاهرة" بعد 48 ساعة، إذ كنت قد حولت وجهتي فجأة لأمر عبر "الأردن" وأرى والدتي. قدت السيارة حتى جبال "عجلون" عابرًا غاباتها الخلابة، ومستمتعًا بأواخر أيام الربيع وخضرته المنعشة. وفي الطريق هاتفت صديقًا أفيده بوصولي، فاقترح أن يأتي مع ثلة من الأصحاب إلى بيتي الريفي المطل على وادي النوم، لأعرض لهم آخر تطورات نظرية التمتين وآخر ما كتبته فيه.

يقول المتطيرون بأن يوم الجمعة عندما يصادف الثالث عشر من أي شهر، يكون يوم شؤم. وكان سهلاً أن أصدق المتشائمين، عندما استيقظت صباح ذلك اليوم أكاد لا أرى شيئًا. نظرت من النافذة إلى الوادي العميق، فلم أر إلا آفاقا مرتشعة وصورًا مشوشة. غسلت وجهي بالماء البارد، ثم الساخن، ولم أر شيئًا. كنت أعرف أن قدرة الإبصار في عيني اليسرى لا تتجاوز 15%. وعندما أغلقتها اسودت المرآة، وخيم ظلام دامس ملفوف بزرقة داكنة. فأدركت أن عيني اليمنى أصبحت خارج الخدمة. فهل كان يوم الجمعة مشؤومًا حقًا؟

العكس هو الصحيح! في ذلك اليوم جلست إلى والدتي، واستمتعت بصحبة أهلي وأحبائي وأصدقائي، وحمدت الله أنني رأيت كل من وما أحب. حمدت الله لأن انفصال شبكية العين لم يحدث إلا بعد العودة إلى بلدي بساعات، ولأن كتيبة من الأصحاب راحت تبحث لي عن أفضل طبيب عيون في "الأردن" حتى وصلت إلى الدكتور "أحمد حسونة"، ولأنني قدت سيارتي في اليوم السابق على سفوح الجبال وبين الأودية والشعاب دون أن أتعرض لحادث لم أكن لأدرك سببه. أما أكبر النعم فهي أن يحدث كل هذا وأنا في أحضان والدتي، بدلاً من غياهب الغربة.

صباح هذا اليوم، وبعد إجراء العملية بثلاثة أسابيع، ضحكت لأنني كسرت فنجان القهوة فارغًا وقبل أن أملأه. ويوم أمس، ابتسمت لأنني سكبت الشاي خارج الكوب، وكان هذا أول مؤشر على نجاح العملية. فأن أرى الأكواب والفناجين ولو أقرب قليلاً مما أظن، يعني أنني صرت أرى. وعندما اتصل بي أحد أبناء العمومة متسائلاً إن كان يمكنه التبرع لي بشبكية عينه، قلت له مازحًا: "هذا مستحيل، فالشبكية ملتصقة بالمخ، ولا أقبل أن أضع مخك مكان مخي." وضحكنا وكأننا نشاهد مسرحية "الآن فهمتكم."

عندما يخبرك الطبيب بأن قوة إبصارك هي 15% فقط من عينك اليسرى، وأن العملية الجراحية التي أجريتها في العين اليمنى من أكبر وأخطر عمليات العيون، فهذا يعني أنك فقدت 85% من بصرك، لكنك لم تفقد شيئًا من بصيرتك. فما دمت تملك بصيرة نافذة، وموقفًا سلوكيًا إيجابيًا تجاه ما حدث، وما يمكن أن يحدث، فإن الخمسة عشرة بالمائة تصبح في منظورك مائة بالمائة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ففيها ترى النور، وترى الناس، وتعيد رسم الواقع وتشكيله وتلوينه لتخرجه أجمل مما كان.

وها أنذا اليوم أكتب مقالي بطريقة اللمس، وبنفس سرعتي المعهودة، لأنني تعلمت الضرب على الآلة الكاتبة منذ صغري. وأخاطب زملائي وأصدقائي بالصوت والصورة عبر "سكايب" دون أن أضطر للقراءة. وطلبت من الجميع أن يكتبوا لي بخطوط كبيرة لا تقل عن بنط (18). وأخبرني صديق حميم بأن في الويندوز خاصية تكبر كل شيء، فتحولت شاشة الكمبيوتر إلى "آيباد" كبير. لكن التكنولوجيا ليست هي الحل. فالموقف السلوكي والنظرة الإيجابية هما كل شيء.

التفكير الإيجابي هو الذي جعلني أتذكر قانون "باريتو" لأطبق (مبدأ القلة القوية والكثرة الضعيفة) على أفكاري وإبصاري. فعندما تفقد 80% من أي شيء (الكثرة الضعيفة) تصبح الـ 20% الباقية (القلة القوية) هي كل ما تملك؛ فهي تساوي 100% بالنسبة لك ولنمط حياتك الجديد. الموقف السلوكي الإيجابي أهم من الحقائق المجردة، ومن الماضي والظروف، بل هي أهم من النجاح نفسه، ومما يراه الآخرون ومن المواهب والمهارات، ومن الاحتمالات والأمنيات. لقد ذهب الماضي وانتهى، ويبقى المستقبل دائمًا قادمًا بكل تحدياته ومعادلاته. ومن يستطيع أن يجعل العشرة تساوي مائة، يستطيع أيضًا أن يبتسم وهو يحتضن اللحظات التي كانت تظنه قد يبكي.

نسيم الصمادي

ranasamaha
17-05-2012, 01:50 PM
قبل القانون .. تأتي الأخلاق (http://www.edara.com)





يقول "ألفرد آدلر": "الدفاع عن المبادئ أسهل من الالتزام بها." وينص دليل أخلاق العمل في شركة "آي بي إم" على أن: "القانون يأتي أولاً، ولا مناص من الإذعان له. ولأن القانون هو الحد الأدنى، فإن المرجع هو الأخلاق."

التوافق مع القانون لا يكفي. ولأن تعزيز ثقافة المنظمة بالأخلاق يرسخ الثقة المتبادلة، ويرفع الروح المعنوية، ويقلل الحاجة للرقابة، ويحفز الموظفين للتعاون دون الحاجة إلى رقيب أو حسيب، يجب على المؤسسات أن تتخطى الالتزام بالقوانين إلى الالتزام بالسلوك القويم.

هناك فرق بين قواعد العمل وبين أخلاق العمل. فمدونات أخلاقيات العمل المفروضة من أعلى والمكتوبة في المكاتب المكيفة، هي قوانين جديدة مضافة لقوانين قديمة. وكثيرًا ما تؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة منها. أما أخلاق العمل فتنطلق من قيم وأولويات وفلسفات ورؤى وخيال وشفافية وضمائر حية ومن بعد نظر. ولذا يجب نشرها وشرحها للموظفين ليربطوها بمشكلات العمل اليومية ويتخذوا قراراتهم على ضوء ثقافة مؤسساتهم ومعاييرها الأخلاقية.

لخلق ثقافة أخلاقية، يقيس القادة رؤية مؤسساتهم على مقياس القيم المنبثق من أهداف وأولويات تلك المؤسسات. فلا يسمحون لضغوط السوق والقوانين الناقصة بتحديد ما هو صحيح وما هو خطأ، وما يصلح وما لا يصلح، وما هو متزن أو منحرف.

هذا يعني أن يرتكز القادة على مبادئ ثابتة وأصيلة، لا على قوانين مفروضة ودخيلة، فلا يسقطون في دائرة ردود الأفعال والقرارات الهزيلة.

يجب أن يمتلك القادة، لا سيما قادة القطاع العام نظرة أعمق لأخلاق العمل. وعلى ضوئها يؤسسون تحالفات داخل وخارج مؤسساتهم لينجحوا في التغيير، وليتجاوزا ما يعنيه التغيير الجامد من منظور قانوني روتيني يرزح تحت القيود.

يقول أحدهم: "افعل كل الخير، بكل الوسائل، في كل مكان وكل زمان، ولكل الناس." وليس هناك قانون في العالم يمكن أن يقنعنا بهذا ما لم نقتنع به من الداخل.

لكي نتوافق مع هذا القانون الأخلاقي وهذا المبدأ الطبيعي النبيل، يجب أن نبدأ من الداخل، فنؤسس نظامًا شخصيًا ونصلح أنفسنا أولاً. فأمام معايير الجودة العالمية، ومقاييس الأداء المتميز، وطروحات التنمية، فإن القانون يبقى البداية. الأخلاق والقيم والمديرون ذوو المنطلقات المرتكزة على المبادئ هم فقط القادرون على قيادة أتباعهم ومنظماتهم ومجتمعاتهم إلى الازدهار والتنمية الشاملة والمستدامة.

ومن لا يفهم هذا المبدأ الطبيعي الخلاق، فلن تجدي معه القوانين والفرمانات والمدونات نفعًا. ففي حين دأبت كل كليات إدارة الأعمال على تدريس مادة الأخلاق ضمن مناهجها، وفي حين حرصت كل المنظمات والجمعيات المهنية التي تمنح شهادات احتراف التحليل المالي وإدارة الأموال والوساطة المالية على جعل مادة "الأخلاق" أول أسس ممارسة هذه المهنة، إلا أنها لم تساعد قيد أنملة في حماية أموال المستثمرين، ولا حتى أموال البنوك، والسبب بسيط وواضح: ما زالت القوانين والأنظمة والإجراءات والسياسات، أقوى من القيم والأخلاقيات.


نسيم الصمادي

ranasamaha
20-05-2012, 11:18 AM
فكـرة واحـدة لإنقـاذ العالـم (http://www.edara.com)





من عاداتي أنني دائما أكتب عنوان مقالاتي قبل أن أبدأ الكتابة، وكان أول عنوان اخترته لهذا المقال هو "فكرة جديدة لإنقاذ العالم" ثم قلت بأن الفكرة قد لا تكون جديدة، فربما فكر فيها وكتب عنها الكثيرون من قبل، ولذا غيرت العنوان إلى "فكرة واحدة لإنقاذ العالم."

الفكرة هي أن يغير الناس عاداتهم الغذائية ويكتفون بوجبتين فقط في اليوم، على أن يختاروا التوقيت المناسب لتناول هاتين الوجبتين. رجعت إلى كتب التغذية وعادات الشعوب في تناول الطعام لأحدد التوقيت المناسب للوجبتين تبين أنه بدأ نصح الناس منذ القرن السابع عشر أن يستيقظوا في السادسة ويتناولوا الإفطار في العاشرة صباحا، ليكون العشاء في السادسة والنوم في العاشرة مساء، والطريف أن هدف النصيحة لم يكن التوفير الاقتصادي، بل توفير نظام غذائي صحي يؤهل الإنسان لأن يعيش عمرا أطول.

درجت الشعوب على مدى التاريخ على أكل وجبتين وفي كثير من الحالات وجبة واحدة. حتى الجيوش التي كانت تسافر راجلة وتحارب كانت تكتفي بوجبة أو وجبتين وكان هذا هو العرف الغذائي السائد. وحتى منتصف القرن التاسع عشر كانت الأسر البريطانية - حتى الثرية منها - تكتفي بوجبتين، مما يؤكد أن تناول ثلاث وجبات في اليوم هو سلوك اجتماعي وليس متطلبا صحيا. ففي رمضان نكتفي بوجبتين كل أربع وعشرين ساعة، وما أن ينتهي رمضان حتى نكون قد تكيفنا مع نظامنا الغذائي الجديد، وكثيرا ما نتمنى أن لا ينتهي شهر الصوم أبدا. وهناك شعوب في أفريقيا لا تطمع بأكثر من وجبة في اليوم، وهناك من يقضون أيامهم وهم يشدون أحزمتهم على بطونهم. ولكن كيف سيتغير العالم بفعل هذه الفكرة؟

الفكرة بسيطة وستجعل ما ينتجه العالم اليوم يكفي ثمانية مليارات إنسان بدلا من الستة مليارات ونيف الذين يعيشون على الموارد الحالية. لا أتوقع أن تقل نسبة الاستهلاك العالمي للغذاء وكافة الموارد بنسبة 33%، بل أرجح أن يوفر العالم ما بين 15% و 25% من موارده. وعندما يتوفر للاقتصاد العالمي 20% من الماء والغذاء والدواء فهذا يعني إشباع العشرين بالمائة الأقل حظا، وتنمية المناطق الفقيرة في نصف الكرة الجنوبي.

لم يكن سهلا تحديد التكلفة الفعلية لتغذية العالم كل يوم، ولكن أمريكا تصرف 13 مليار دولار لإطعام الحيوانات الأليفة، و 130 مليارا على الأغذية السريعة مثل الهامبوغر والبيتزا، و 450 مليارا في مناسبات رأس السنة والكريستماس. كما أن قيمة الأصول العقارية في أمريكا وأوروبا واليابان تبلغ حوالي 30% من الاقتصاد العالمي، وهذا يعني أن الأصول العقارية حول العالم ربما تصل إلى 50% من اقتصاد العالم. فالعالم يستهلك نصف اقتصاده وإنتاجه في البناء والإيواء، رغم أن زوال كل المباني سيؤدي فقط إلى عدم الراحة في العيش ويقضي على الرفاهية، في حين أن زوال الغذاء من العالم يؤدي إلى الموت. فلو افترضنا أن العالم يصرف 25% فقط من اقتصاده على الغذاء فهذا يساوي ما بين 20 و 25 تريليون دولار. وتوفير 20% فقط سيؤدي إلى توفير مباشر يصل إلى 5 و 6 تريليون سنويا، وهذا يكفي لإنقاذ الاقتصاد العالمي، مع استعادة البيئة لـ 20% من حيويتها المفقودة، وتوفير 20% من الوقت والنقل والتخزين، مما يعني نظريا زيادة الإنتاجية بنسبة 20% أخرى، فيكون الناتج الإجمالي للفكرة 40% زيادة في حيوية وإنتاجية وطاقات العالم وموارده وتوفيرها للأجيال القادمة.

من المتوقع أيضا أن تختفي الحروب التي تدور لأسباب اقتصادية واجتماعية ناتجة عن الفقر والصراع على الموارد المائية والطاقة، وسيبدأ العالم يسير ببطء وعمق واتزان وعقلانية افتقدها منذ الثورة الصناعية. فعندما نسير ببطء وحكمة، سنثوب إلى رشدنا ونلتقط أنفاسنا ونوطد علاقاتنا فتتحرك عقولنا أسرع من أسناننا وأمعائنا.
عندما تكبر العقول وتتقلص الكروش وتصغر المطابخ والمنافخ، وتقل أعداد الأطباق وطلبات الوجبات السريعة، سيعمل الناس بنشاط أكبر، وسيقل الفاقد في الوقت والماء والغذاء والهواء، وتحل معضلة البيضة والدجاجة فورا حين ترتفع معدلات الإبداع، ويؤدي تخفيض الاستهلاك – تلقائيا - إلى زيادة الإنتاج.

المشكلة التي ستواجهني شخصيا هي أنني أكتب مقالاتي في الصباح الباكر، فلم أنته من كتابة هذا المقال إلا وكنت قد أكلت أربع حبات من التين وطبقا من الفستق السوداني وفنجانين من القهوة. الفستق مستورد من أفريقيا والقهوة من أمريكا الجنوبية، والطبق والفنجان من الصين. فلم آكل من إنتاج بلدي سوى حبات التين، أي 33% من المواد المستهلكة، لكنها – وهذا هو السر – الكمية الوحيدة الطازجة وغير المعالجة، ولا يحتاج استهلاكها لأدوات صينية.
السؤال الذي أطرحه على القراء الأعزاء هو: ما الذي سيحدث لك شخصيا وللعالم أيضا لو أكلت وجبتين فقط في اليوم، بدلا من ثلاث أو أربع وجبات، دون أن تحرم نفسك من المقبلات والحلويات؟


نسيــم الصمــادي

ranasamaha
21-05-2012, 10:41 AM
الناس نوعان: فمن أي نوع تكون؟ (http://www.edara.com)





الحوافز والدوافع والنوازع التي تحدونا للنجاح في العمل والحياة، وفي محاولاتنا الدؤوبة والخجولة، وفي مشروعاتنا الصغيرة والكبيرة، متنوعة وكثيرة. وهي تختلف من شخص إلى آخر. فكل إنسان في العالم يعتبر نفسه أهم إنسان على مستوى العالم، ولهذا يسعى كل منا لتغيير العالم على طريقته.

هناك من يؤسسون مشروعاتهم لأهداف عظيمة وهناك من يؤسسونها لأسباب شخصية. هناك من يريدون تغيير العالم من أجل أنفسهم، وهناك من يريدون تغيير العالم من أجل الآخرين. هناك من تبقى فكرة تغيير العالم تراودهم إلى الأبد دون أن يحركوا ساكنًا، وهناك من يغيرون العالم حقًا.

الناس ينقسمون دائمًا إلى نوعين. حتى في مسألة تصنيف الناس والأشياء إلى نوعين، فإن الناس نوعان: هؤلاء الذين يقسمون كل شيء إلى قسمين أو صنفين، وهؤلاء الذين يعتبرون العالم شيئًا واحدًا. فإذا كنت تظن أنه ليس بمقدورك تغيير العالم وحدك، فأنت على حق، لأنك تعتبر نفسك من النوع الذي يتغير ولا يغير. فكل منا هو دائمًا واحد من اثنين كما يلي:
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير الناس الذين يريدون تغيير العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون رؤية أنفسهم تحت الأضواء.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون السيطرة على العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تدمير العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون الدوران حول العالم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير أقرانهم وبيوتهم وملابسهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير زيت سيارتك مثل شعار شركة خدمة السيارات الأمريكية "نريد تغيير زيت سيارتك".
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير جنسياتهم وأوطانهم وولاءاتهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير آرائهم ومعتقداتهم.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب سياسية، وبعضهم لأسباب اقتصادية.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب إنسانية، وبعضهم لأسباب دينية أو ثقافية.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم بسرعة، وبعضهم يريدون تغيير العالم ببطء.
- بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم لا يريدون شيئًا.


الذين حاولوا تغيير العالم وفشلوا، حاولوا أيضًا تغيير دولهم، وعندما فشلوا حاولوا أيضًا تغيير مدنهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أسرهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أنفسهم أولاً. هؤلاء فقط هم الذين غيروا العالم. فالناس حقًا ينقسمون دائمًا إلى نوعين: هؤلاء الذين يحاولون تغيير العالم، وهؤلاء الذين غيروا العالم.


نسيم الصمادي

Lawer
21-05-2012, 12:02 PM
شكرا يا اخي وهذا الشيء موجود بكل العالم

ranasamaha
22-05-2012, 11:42 AM
موطن قوتك (http://www.edara.com)







"عندما تدخل موطن قوتك، سيقودك إحساسك ويوجهك حدسك لتلعب في ملعبك. فنطاقك الذاتي رادار داخلي يرشدك إلى الاتجاه الصحيح، لترى على شاشته أعظم الفرص، وأكبر الاحتمالات، وبعض العقبات؛ ستقرأ في ذبذباته إشارات ومعلومات لا يفسرها عقلك، ولن يفهمها غيرك. فأنت فرد وحدك، ونقاط قوتك تنبع من فطرتك."
نسيم الصمادي

ranasamaha
24-05-2012, 08:30 PM
عندما !!! (http://www.edara.com)




"عندما يبدأ أحدهم مشروعا جديدا، فإن أول نصيحة توجه له هي أن يكون مختلفا؛ ينصحه الخبراء بأن يتميز عن المنافسين بشيء ما مهما كان صغيرا. أوليس منطقيا إذن أن يميز كل إنسان نفسه عمن سواه!؟ من المفارقات الحقيقية فعلا أن نصر على تمايز مواصفات المنتجات والخدمات، ولا ندرك جقيقة تمايز الشخصيات! الذين يفهمون (التمتين) ويمارسونه، يعيشون هذه التجربة الإنسانية العميقة بلا مفارقات."
نسيم الصمادي

ranasamaha
26-05-2012, 02:24 PM
سؤالان (http://www.edara.com)








"هناك سؤالان يطرحهما كل يوم معظم الناس: ماذا أريد؟ وكيف أحصل عليه؟ قليلون الذين يسألون: لماذا أريد؟ السؤال الأخير ينطق في الداخل وينطلق من القلب. الناس يتشابهون في ماذا وكيف، ويختلفون في: لماذا؟ إجابات لماذا تتعلق بالحدس والفضول والاكتشاف والمعنى والقيمة وحرية الاختيار وشجاعة اتخاذ القرار. لكي تعيش حياتك لا حياة الآخرين، وحتى لا تدع ضجيج العالم الخارجي يلغي صوتك الداخلي، ابدأ كل يوم بسؤال: لماذا أعمل؟ ومن إجاباتك الحرة ستخرج بماذا وكيف."
نسيم الصمادي

Lawer
26-05-2012, 04:18 PM
مشكووولا اخوي ^^

ranasamaha
27-05-2012, 02:34 PM
ألغوا مسابقات وجوائز التميز (http://www.edara.com)

هذه البرامج مقننة وخاضعة لمعايير ثابتة يسهل التلاعب فيها. فكل منا هو نتاج للمقاييس التي يخضع لها ويتم تقييمه على ضوئها. نحن نغير سلوكنا طبقًا للمصفوفات التي تقيس أداءنا والمكافآت التي نحصل عليها. يحدث هذا في كل المسابقات والمنافسات التي تنفذ وفقًا لمعايير مبرمجة ومقاييس ثابتة؛ حيث يتحول الهدف من تفكير استراتيجي بالتطوير، إلى تفكير تكتيكي بالأساليب التي تحقق جائزة التميز، لا التميز ذاته.

مثلما هناك شهادات بدون علم أو تعليم، ومثلما هناك ارتفاع في الأسهم دون ارتفاع في إنتاجية الشركات، هناك أيضًا جوائز تميز دون متميزين، وخبراء تميز دون خبرة. هنا يصبح المقياس أهم مما يقاس، والجائزة أهم من الفائز، والشهادة أهم من الشاهد.

في إحدى المقاطعات الأمريكية التي تطبق معايير مقننة لتقييم أداء المدارس، حصل الطلاب على درجات عالية لأنهم تدربوا على أداء الاختبارات دون فهم محتواها. لكنهم فشلوا في تطبيق معارفهم وتوظيف مهاراتهم على أرض الواقع، ولم يحققوا النتائج المنتظرة منهم إحصائيًا عندما التحقوا بالجامعات! أحضرت تلك المقاطعة مستشارًا يساعدها على رفع نسبة نجاح طلابها في الامتحانات الفيدرالية المقننة، فجاءت توصياته كما يلي:
- إهمال الطلاب المتميزين الذين سيجتازون الامتحانات دون مساعدة.
- إهمال الطلاب الذين لن ينجحوا مهما استثمرنا فيهم ومهما ساعدناهم.
- إهمال الطلاب المنتقلين إلى مدارس المقاطعة لأن نتائجهم تحسب للمدارس التي انتقلوا منها.
- التركيز على الطلاب المتوسطين لأن تدريبهم على اجتياز الاختبارات سيرفع نسب مدارس المقاطعة ويأتيها بمكافآت وميزانيات تعليم أعلى.

هذا المستشار ينصح بإهمال التعليم والاهتمام بالميزانية؛ ينصح بالتدمير لا بالتطوير. حدث مثل هذا في أحد برامج التميز التربوي. هناك مدارس في دولة عربية متقدمة نسبيًا، اشتركت في خلاصات وموقع إدارة.كوم عندما كانت الاشتراكات تحسب كنقاط في مسابقات التميز. وألغت اشتراكاتها عندما خرجت اشتراكات المجلات من حسبة التميز.

في تسعينات القرن الماضي سادت صرعة شهادات الآيزو 9000 التي بدأت لأهداف سامية ونفذت بطرق مهنية محترمة في البداية، ثم تحولت إلى تجارة ومزادات وشهادات وتعويذات. كانت المؤسسات تحصل على شهادات الآيزو مقابل الفلوس. واليوم تأتي المؤسسات الحكومية بشركات من القطاع الخاص، تؤهلها للمنافسة والحصول على جوائز التميز، وفق معايير مستوردة من بيئات غريبة وغربية. ثم يأتي مقيمون واستشاريون ليقيموا الإدارات الحكومية التي تم تدريبها وتهذيبها لتفوز بالجائزة دون أدنى اعتبار للتطوير والتغيير وتحسين الأداء، أو حتى معايشة فكرة التميز وأخذها على محمل الجد. فما هو العيب في هذا؟ العيب هو في بيع وشراء التميز معلبًا مثل الوجبات الجاهزة، وملفوفًا بأوراق وعلب ملونة بطريقة "الدليفري".

تعرضت الشهر الماضي لموقف مؤلم في إحدى الوزارات الفائزة بجائزة تميز. طلبت من موظفة تخدم الجمهور خدمتي كغيري من المواطنين، لكنها لم تأبه بي ورفضت مساعدتي. وعندما اتصلت برئيسها الذي أعرفه ويعرفني جيدًا، تطوع لمساعدتي وعنفها على سلبيتها، ولم ينس أن يذكرها بأنني خبير إداري، وأنه عليها أن تهتم برفع مستوى خدمة الجمهور لكي تحافظ الوزارة على جائزة التميز. والحقيقة أن نصيحته آلمتني. فهو يرى أن الجائزة أهم من الخدمة، وأن الخدمة أهم من الإنسان، وربما كان يظنني متسوقًا سريًا جئته متسللاً لأكتب تقريرًا عن خدمات إدارته.

المديرون والموظفون الذين يقودون برامج التميز، يتدربون على مهارات التوافق مع المعايير دون أن يعرفوا لماذا ودون أن يروا الصورة الكاملة. ناهيك عن أن يدركوا أهمية التوافق بين أداء المؤسسة الكلي وبين أداء الموظف، وأن هدف التقييم أهم من أسلوبه، وأن القدرة على التنبؤ بالمشكلات أهم من مهارات إدارة الأزمات، وأن الجائزة تبقى عديمة القيمة ما لم ترتبط بالارتقاء بمستوى الخدمة من منظور أخلاقي وعملي بحت.

تحولت برامج التميز إلى غايات في ذاتها، لأن المقاييس تغير السلوك. فالناس يستجيبون لما يكافئهم الآن، ولا يكترثون بما سيفيدهم غدًا. فلو طبقت معايير جوائز التميز بدون مكافآت معنوية ومادية فلن يهتم بها أحد، رغم أن مثل هذا التطبيق يضع مصلحة المؤسسة قبل مصلحة الفرد؛ لأن الابتكار المؤطر بالمقاييس الثابتة يؤدي إلى تغيير المعايير لتلائم الابتكار، بدلاً من تنمية الابتكار لتطوير المعايير.

الكارثة الحقيقية في منافسات التميز هي أن المؤسسات المتنافسة، لا سيما المتميزة منها فعلاً، تعمد إلى إخفاء تجاربها والتكتم على معلوماتها والاستئثار بأفضل خبراتها، بدلاً من بثها ونشرها بين شقيقاتها من خلال المقارنة المرجعية، أو ما يسمى "مقارنة التميز". فهي تفضل رفع الأسوار وكتمان الأسرار وتدفن عوامل تميزها في ملفاتها؛ فتوأد تجارب التميز في مهدها، وتموت بذور النجاح في أرضها فلا ترى النور، ولا تفيد الجمهور.

نسيم الصمادي