المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بائعة الورد ،،،،



أمجاد
08-02-2002, 02:28 PM
بائعة الورد

من زمن الورد ... و من أيام الزهر ... مازالت الأرض تنبت العطر ... وحتى من بين الصخر و من خلال الشوك ... ينمو
الزهر ... فإن أردت بيع الورد، عليك بقطفه، بعد أن تجد منبته ومصدره

في الطريق عانت الكثير من ألم بسبب الشوك، وعند المنعطف جلست لترتاح، وجال بخاطرها
أيشتكي الورد شوكه ؟ !
أيبكي الورد عطره ؟ !

فبكت شجرة الياسمين وتساقط العطر الثمين
فرددت
شدوت فشدى العطر وإنني
إن بكيت يتساقط النجم من علي

فتمايلت شجرة الياسمين و لفها النسيم العليل ، وما هي إلا لحظات و تجمع الياسمين بحجرها كالطفل الرضيع ، فأرضعته عطرها
و لضمت خيوط الزهر ، ثم لملمت أطراف وشاحها الرقيق المتكور تشبعا بالزهر ، وطرفه متكأ على كتفها ، ونهضت لتكمل الطريق
و كلما تخطو خطوة تبث زهرة في كل اتجاه ، ويتحول محيطها الذي تسير به عطرا زكي ، فتسابق الريح مع الزهر الندي ، الى أن
تناثر كل الزهر فجف القلب وأصبح جريح فعادت لترتاح من تعب الطريق، وتظللت بشجرة ورد ورددت

أحتاج دوما للرحيق
أين الرحيق ؟
أين الرحيق ؟

ثم لفت أطراف جدائلها الممتده لتسند رأسها محتضنه حشائش الأرض الممزوجة بقطرات الندى ، وبقيت مضجعة الى أن سمعت شئ غريب ، فنهضت بفزع شديد ، وأسرعت تتسلق جذع رقيق ، فسقطت وانكسر الجزع فوقها وغطاها بزهر كثيف ، ومرت
سنين وسنين وهي على حالها والجزع تزداد جذوره متسلله فوق جسدها لتصل الأرض، فتنبت أوراقه و أزهاره وهي مغطاة
به بلا حراك ، حتى تكونت شجرة ورد ، أغصانها بلون شعرها، و أزهارها ببياض جسدها ، وأوراقها بحمرة خدها ، ورحيقها
هو رحيقها ، وبقيت من يومها ترتوي من ندى شجرة الورد المتساقط دموعا عليها

الأسطورة
ترى زهور بائعة الورد تطير بالفضاء حين تفتحها ، ولا تتفتح تلك الزهور إلا عند الشروق ، وتبقى في محيط جسدها مرفرفه
كالفراشات ، وما هي الا لحظات فتعود تلك الأزهار البيضاء لأفرعها وموقعها ، وتبقى متفتحة فواحة بالرحيق أبد الدهر ، ويستحيل قطفها، فمن يستطيع التقاط زهرة من أزهارها النديه حين تفتحها وتحولها من برعم الى زهره، يسعد سعادة أبديه

صحيح أن بائعة الورد تشرب دموع الندى المتساقط منها وعليها وترتوي به ، ولكن السبب الأقوي لبقائها واستمرار اخضرارها ، هو عطائها لأرضها الغير منتهي ، فهي مازالت تحتضن الأرض ، و ترضعها من ثديها حتى أصبح كالجذور الممتده داخل التراب ، وتبقى بائعة الورد مادام فم الأرض يرضع منها الأصل

انتشر في تلك المدينة قصة بائعة الورد ، و زهرها الذي به سر السعاده الأبديه ، ومن ثم انتشرت الأسطورة انتشارا واسعا ، فصارت بائعة الورد مصدرا لعطاء غير محدود ، وإن لم يستطع الفرد التقاط زهرة ، يستطع رشف السعاده مما ترى عيناه ، ومما يشمه انفه ويتنفسه من شذى رحيق الأزهار الدائمة النضره ، ولون الفضاء المحيط بها كهالة بيضاوية الشكل ، تحمل رذاذا ملونا بألوان الطيف ، فتضفي على المكان تميزا خاصا به، لذلك كان الكثير يتحمل الصعاب ليقترب ولو بعيدا من بائعة الورد

الطاووس
كان بقرب شجرة الورد جار لها لا يتركها ، يتباهى بشكله الجميل ، وذيله الطويل ، ذلك الطاووس كالحارس يلف حولها ليل نهار ،
وإن وجد من يحاول الإقتراب من بائعة الورد ، يفرد ذيله الطويل مستعرضا لونه الخلاب ، فيغطي الفضاء به ، ليغطي بائعة الورد
تماما ولا يظهر منها أي زهرة إلا رحيقها الذي عجز عنه

ويقال أن هذا الطاووس قد سرق وشاح بائعة الورد وجعله ذيلا له ، وهذا هو السبب الذي يجعله حارسا أمينا كإعتذار لفعله
القبيح، ومهما تكن الحقيقه ، يبقى ذلك الطاووس يستمد جماله من زهور بائعة الورد ، لذلك كان صعب عليه الإبتعاد عنها ، فزهر
بائعة الورد ، يبث دوما رذاذا له ألوان الطيف ، يلون الفضاء حول بائعة الورد ، فيلتصق الكثير على ريش ذلك الطاووس
فيكتسب اللون الجميل

صرخة طفل
ذات يوم جاء رجلا يحمل طفلا حديث الولادة ، يريد أن يلتقط زهرة من بائعة الورد بيد ذلك الطفل ، ليسعد الطفل أبد الدهر ، وبقى
ثلاثة أيام ينتظر الفرصة ليقترب من شجرة الورد عند الشروق وعلى حين غرة من ذلك الطاووس ، ولم يستطع ، وفي اليوم التالى
كان ذلك الطفل قد عطش كثيرا بعد انتهاء الزاد ، وبدأ بالصراخ

والصراخ وسيلة فطريه يستخدمها الأطفال ، استغاثة وطلب حاجة ، وكم من طفل صرخ طويلا حتى الممات ، وكم نحن تعساء
حين نرى البذور تصرخ و تستغيث ثم تموت ، ونيقى مكبلين كالعبيد

حاول الرجل البحث عن شئ يرضي به ذلك الطفل ، و صار كالدوامة يلف حول شجرة الورد ، ونظره على الأرض ، فلاحظ أن
هناك بقعة سوداء ممتد بها جذور سميكة غليظه ، فرفع رأسه فإذا بها تلك الشجرة التي سقطت تحتها بائعة الورد

الورود السوداء
فأعاد الرجل نظره لشجرة بائعة الورد ، فبهت لونه وارتجف جسده ، وثبت نظره دهشة لما رأي
كيف تتحول الزهور البيضاء لورد أسود؟ ما الذي حصل ؟ وبقي هكذا سويعات غير آبه بصراخ الطفل و بكائه
ثم و ضع الطفل على الأرض ، وأجهش بالبكاء لتعاسة حظه ، وأخذ ينبش الأرض ويرمي بوجهه التراب إلى أن
أعياه التعب و سكت

وأثناء تفكيره وتردده هل يترك المكان و يعود من حيث أتى ، شاهد بين يديه ومن حيث كان ينبش التراب ، شئ لامع
مصقول ، فحمله و أخذ يتفقده ، حينها كان الطفل قد غط في نوم عميق ، بعد أن تسلل فرع من أفرع شجرت الورد ،
والتف حول الطفل حاضنا له ، مهدأ من روعه ، فالتقط الطفل طرف فرع الشجرة البرعم بفمه إلى أن نام




الإبريق المسحور
كان الإبريق ممتلئ بالعسل وكأنه لم يدفن طويلا تحت التراب ، فشعر الرجل بأن رزق المولود آتى له ، فسعد به وكاد أن
يتذوقه ، فارتجف الأبريق مناديا كف عني ياهذا !

فوقع الإبريق وصرخ الرجل : ما هذا أأنت ابريق مسحور ؟؟

قال له الإبريق نعم هو هذا !

هتف الرجل : وما قصتك ؟

رد الإبريق : سأروي لك الحكاية وبيدك الحل والنهايه

فأجابه الرجل مناجيا له : أرجوك قل وسأفعل ما تريد

فسرد الإبريق الحكايه وقال :

تلك الشجرة التي نامت تحتها بائعة الورد ، اسودت جذورها خجلا من فعلتها ، وبكائها الطويل ندما لقسوتها
فقد كانت بذرة من أرض بعيدة ، أتت بها الريح فاحتضنتها أرضنا ، ونبتت ونمت وارتوت ، ومع مرور الزمن أزهرت وترعرت
حتى صارت ضخمة غزيرة الفرع ، عريضة الجزع ، كثيفة متشابكة مع شجرة الياسمين ذات الأفرع الرقيقة ، والتي ماتت
بعد انكسار فرعها و عدم مقدرتها انقاذ بائعة الورد
وهذه الشجره تعلم تماما بأن عقابها هو خلعها وابعادها عن هذه الأرض ، ولكن لن يتم عقابها إلا بعد أن يفك السحر و أستطيع
بعده أن أتمم بيدي عقابها المحتوم

هذه الشجره وسوس لها قلبها الأسود ، فقامت بعد أن زادت غيرتها وبان غيظها و لكونها غريبة غير أصيلة ، تكلمت بكلام كثير
ودهاء عجيب ، فعملت على بث التفرقه لتبقى هي الأقوى بين الأمم

لا تكن أحمق و تعتقد بأنني أتكلم عن شجرة ، هي شجرة ولكنها شفره !!

الآن عليك أن تروي بائعة الورد بهذا العسل الذي جمعته طيلة السنوات السابقه ، لاحتفظ به لها ، فهذا العسل منها وبه ستنتعش
من جديد ، ألم ترى جمال أزهارها وكمال بهائها ؟! هذا العسل رحيقها الأبدي ، حينها سينفك السحر عني وعنها ، وستتم هي لك
الحكاية حيث أتمم أنا عقاب تلك الشجرة الخائنه وابعادها عنا

قال الرجل : وذلك الطاووس ؟

رد الإبريق : لا عليك منه هو فقط طفيلي لا أكثر ، وهو أضعف من أن تهابه ، وإن رآك مصمم على الإقتراب منها ، سيولي هاربا
خوفا و ليبحث عن شئ آخر يستمد منه ما يشاء

قال الرجل : كيف اسودت تلك الجذور؟ و زهور بائعة الورد ؟ ولم حصل هذا ؟

رد الإبريق : هو عمى القلوب الذي أبعد نظر الكل عن حقيقة تلك الشجرة الخائنه ، فلم يتنبهوا لها كما فعلت أنت ، ولحسن الحظ
أنك فعلت ، فالسحر الذي عملته تلك الشجره يبدأ بالإنتهاء حينما يرى أحدا حقيقتها ، ولكن جذور تلك الشجرة الخائنه سوداء
من يومها ، أما أزهار بائعة الورد كانت حزنى لبكاء الطفل وان نظرت مجددا لها ترى أنها عادت لرونقها من جديد

فتلفت الرجل وبان على وجهه السعادة والإطمئنان وابتسم قائلا : ما أروعك يا بائعة الورد

قال الإبريق : اسرع فهي تحتاجنا جميعا لنفك السحر عنها ، فنسعد بها و تسعد بنا

قام الرجل وبيده الإبريق متجها نحو بائعة الورد ، نظر لها ولشجرتها النقية وتمتم أنت من يستحق البقاء ، ثم مشى على عجل
ونسي أمر الطاووس ، فتنبه الطاووس له وفرد ذيله وحام وحام ، وعندما اقترب الرجل أكثر ، رفرف الطاووس بجناحيه وطار بعيدا

كان الإبريق و كأنه هو من يدلق العسل منه ، ولم يشعر الرجل بثقله أو زنه ، وكأنه يحمل ريشا ، واستمر الرجل يلف حول بائعة الورد والإبريق يسيل منه العسل فتتشربه الأرض ، ومن ثم تتشربه بائعة الورد ، فيتسلل العسل جسدها المزهر بطريقة عكسيه ، حيث كانت ترضع الأرض ، والآن هي من يرضع الأرض وبدأت بائعة الورد تشم رحيق الأرض بل تشم رحيق أصولها التي عادت لها بعد دفنها بيد الغريب ، فانتعشت بائعة الورد ، واهتزت محاولة النهوض ، وصوتها يعلو تدريجيا مرددا: فداك أنا يا أرض

السندس
مع اهتزاز شجرة الورد المحيطه بجسد بائعة الورد ، اضطرب قلب الفضاء حولها ، فارتجفت أزهارها ، وتعانقت الأفرع
والأوراق مع الأزهار ، و بدأت الجذور تتحرك للسطح تدريجيا صانعة نسيجا متشابكا مع الأزهار والبراعم والأفرع
والأوراق ، وتحولت الشجرة لسندس رقيق ذو رسم جميل ، ترتديه بائعة الورد بإرتياح كبير
ومدت يداها بإتجاه السماء رافعه رأسها عن الأرض ،ثم انقلبت على وجهها تقبل الأرض وتشد بيديها علي التراب لتنهض، فوقفت
و دارت حول نفسها وكأنها تبحث عن شئ ، او عن زمن ضاع ، ثم طأطأت رأسها قبولا بما جرى
و رفعت رأسها عندما قال الرجل : أسعد الله أوقاتك يا بائعة الورد
تبسمت له وقالت : أسعد الله أيامك كلها وجزاك الله عني خير جزاء
رد متلهفا : أتخبريني بما جرى ؟
قالت : لقد جرى الزمن من زمن طويل ومازال يجري
قال : أريد معرفتك قصتك
قالت : أريد استمرار قصتي
رد بقوله : ماذا تقصدين ؟
ردت قائله : خذ عني النهايه وابدأ من جديد
فقال لها : ألا أعرف البدايه أولا ؟
قالت : لكل بداية نهاية
قال لها : بالله عليك وماهي البدايه وما هي قصتك ؟
قالت : الإبريق عمري والعسل فعلي والشجرة السيئه حسادي وأنت وطني
فنطق الطفل مناديا فقالت : وأنت أملي ومستقبلي وجذوري التي لن تموت
قال الرجل بتعجب : و من أنت ؟ !
ردت بصوت خافت : أنا ...........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السندس : ثياب رفاع رقاق كالقمصان وماجرى مجراها ( شرح ابن كثير )
الاستبرق : غليظ الديباج وفيه بريق ( شرح ابن كثير )

A.S.T.A.R.S
08-02-2002, 10:44 PM
مشكوره على الجهد الذي بذلتيه في كتابتها
وانشاء الله نشوفك كاتبه كبيره في المستقبل

زهرة الجوري
09-02-2002, 08:59 AM
يا ورد مين يشتريك..................وللحبيب يهديك

بحـــ الشوق ـــور
09-02-2002, 10:26 AM
مشكووووووورة

قاضي المنتدى
09-02-2002, 10:48 AM
كتب العضو (زهرة الجوري)
يا ورد مين يشتريك..................وللحبيب يهديك

ياريت يهديك للي يبيك00000وتبعد عن كل عين تخطيك

زهرة الجوري
09-02-2002, 10:56 AM
يسلم تمك

فوارس 555
09-02-2002, 02:39 PM
يا هووووووووووووووووووووووووووووووو
يا رمسبس ايش الكلام الحلو ده
على غير العادة يعنى
(مزحه):D