المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال حياتك أكواب مثقوبة تملأها باستمرار



حسام حربى
09-03-2012, 11:01 PM
http://2.bp.blogspot.com/_7kK4_M1EDEY/TEj4ZrtdvuI/AAAAAAAAIag/IptHvoSLiKU/s400/000_4319.JPG


عندما استيقظتَ اليوم كان لديك 16 ساعة تقضيها فى الأنشطة المختلفة قبل شعورك بالنعاس مجدداً، وبعدما تناولت الإفطار كان لديك سبعة ساعات قبل شعورك بالجوع مجدداً، ثم سارعت بدخول الخلاء مما منحك أربعة ساعات قبل احتياجك له مجدداً، وعندما اغتسلت صار لديك يوم أو يومان قبل فوحان رائحتك مجدداً، ثم بعد إنتهاءك من العمل تبقى لديك 16 ساعة قبل اضطرارك للذهاب له مجدداً. أما بعد رجوعك من العمل فربما مارست بعض الرياضة مما يعنى أنك ستتخلص من مجهودها حتى الغد، ثم تحدثت قليلاً مع والديك مما منحك ثلاثة أيام قبل شعورك بافتقادهم والسؤال عنهم مرة أخرى، ثم قضيت ساعة تتسامر مع خطيبتك أو زوجتك مما يعنى أنك لن تشتاق للثرثرة معها قبل يومين آخرين. وعندما تسافر فى إجازة لمدة أسبوعين هذا الصيف فسيمنحك هذا 50 أسبوعاً قبل شعورك بالرغبة الملحة فى السفر ثانية

وهكذا أيها القارىء المسكين فحياتك عبارة عن مجموعة أكواب مثقوبة تحاول جاهداً طوال اليوم وطوال الأسبوع وطوال العام ملأها سريعاً ثم تتركها تقطر كى تملأ الأكواب الأخرى قبل فراغها. وبحسب حجم الثقب فى قاع كل كوب يتناقص ما بداخله بسرعة أو ببطء.. فكوب الطعام يفرغ كل بضعة ساعات فتملأه مرتين أو ثلاثة كل يوم، بينما كوب النوم والعمل يفرغ كل يوم، وكوب السؤال عن الأهل يفرغ كل بضعة أيام، وكوب الأصدقاء المقربين يفرغ كل أسبوع أو أسبوعين وهكذا. وكلما كان العمل مكرراً كلما قًل مستوى وعيك أثناء أداؤه.. فالقيادة أو المشى للعمل اليومى مثلاً لا تحتاج منك أى تركيز لأن كل القرارات المتعلقة بها تلقائية تماماً ولذا فلا تكون مدركاً تقريباً أثناء أداءها.

إذاً أين حياتك؟ إذا كنت تجرى طوال عمرك كالثور فى الساقية فمتى تشعر بوجودك وبذاتك؟ ما الفارق بينك وبين ترس فى آلة يدور ويدور حتى تنتهى صلاحيته ليتم استبداله بترس جديد يواجه نفس المصير؟

تتلخص حياتك الحقيقية فيما تفعله بين ملء تلك الأكواب المتنأثرة هنا وهناك. فأى عمل تحققه لا يُعتبر إنجازاً إن كان عليك تكراره مجدداً بعد يوم أو بعد أسبوع أو بعد عام.. الإنجاز الحقيقى هو ما يمكنك فعله مرة واحدة فى العمر ثم الإسترخاء والشعور بالفخر والرضا لتحقيقك إياه. قد يكون ذلك بتأسيسك لمشروع خيرى أو المساهمة به، وقد يكون بفكرة تبتكرها أو اختراع تقدمه يغير طريقة حياة الناس، وقد يكون بالمشاركة فى تحقيق انتصار عسكرى يُسطّر فى الكتب ويغيّر مجرى التاريخ للأبد، أو حتى قد يكون بكتاب تؤلفه أو مقطع تنشره يؤثر فى قلوب الناس وعقول المجتمع إبان حياتك وبعد وفاتك. هذه هى نوعية الإنجازات التى تُنجى الإنسان من إطار الأكواب الممتلئة والفارغة، وهى ما تُخرج الرجال من عالم التروس إلى عالم الخلود

حسام حربى
https://ubser.wordpress.com

دمية الخيط
10-03-2012, 02:51 AM
لافض فوك أخي حسام ..
موضوع أكثر من رائع .. حقيقة أشكرك بشدة ..
أحسنت طرح الموضوع .. وقد وصلت الفكرة أثابك الله .
ونسأل الله أن يوفقنا بأن نُنجز سريعاً قبل أن يمضي بنا قطارالعمر ...ما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا ..
وهذا يعتبر الهدف الأساسي .. في نظري ..

اجعل لك شيئاً فاضلاً يُكتب في سجلك التاريخي ..
والأهم أن يكون مفيدا وهادفاً في المقام الأول ..
وفقنا الله والجميع لما يحب ويرضى .

دمية الخيط

المقاتل ليون
10-03-2012, 12:52 PM
شكرا لك اخي على هذا الموضوع الجميل
سلمت يداك اخي على هذا الموضوع
وننتظر مزيدك

Heartbeat
14-03-2012, 12:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ما أجمل أن تفعل امراً يذكرك الناس فيه بالخير
أو شيئاً يكون ذات فائدة لك وللأخرين

ام ابـراهيم
19-03-2012, 04:28 PM
دخلت للرابط و شفت مدوناتك
و الله عمل مبهر
لن أسجل إعجابي بهذا المقال فأنت تعرفني أنني من متابعينك
جزاك الله خيرا
أحسنت و الله يوفقك في أعمالك القادمة