المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية افتعل مواجهة بين قبة الأطلسي وقباب المسجد فيها: فريدمان اتهم بلجيكا بالمسؤولية



Black_Horse82
09-02-2002, 09:26 AM
افتعل مواجهة بين قبة الأطلسي وقباب المسجد فيها: فريدمان اتهم بلجيكا بالمسؤولية عن أحداث سبتمبر !!


مفكرة الإسلام : بعد حملة التشويه التي شنتها الأقلام الصهيونية في الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر على دول إسلامية وعربية، لدفعها للموافقة على المطالب الشارونية بالكامل، توجه البوق هذه المرة نحو أوروبا وإلى بلجيكا تحديدا، حيث تجرى محاكمة صورية لشارون وفقا للقانون البلجيكي الذي ينص على معاقبة مجرمي الحرب في كل العالم .

تتابع الحملة لإخلاء الجبهة تماما من أي صورة لدعم العرب حتى وإن كان هذا الدعم رمزيا أو صوريا ،وضمن هذه الحملة في صحيفة :" نيويورك تايمز" الأمريكية جاء مقال اليهودي توماس فريدمان والمعروف بهوسه الصهيوني ليكون من نصيب بلجيكا ! حيث مقر الناتو ، ليثير الرأي العام الأمريكي ضدها .

وهذه ترجمة للمقال :

«مع كل ما قيل عن الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، لا تزال هناك فجوة كبيرة متعلقة بما نعلمه: فنحن نعلم من هو أسامة بن لادن. إنه شخصية فريدة في نوعها ـ مسلم من نوع الأصولي ـ المسيحي ـ تشارلز مانسون، يتمتع بمواهب تنظيمية كتلك التي تمتع بها جاك ويلش. ونحن نعلم أيضا من هم مؤيدو بن لادن ـ هم أولئك المسلمون الذين يتعاطفون معه وقد غضبوا من قادة بلدانهم ومن أميركا أو إسرائيل. لكن من هم أولئك القابعون في الوسط ـ الطيارون القتلة ممن تجاوزوا حدود التأييد المستكين ليرتكبوا جرائم قتل جماعية. من أجل البحث عن إجابة لهذا السؤال، توجهت إلى أوروبا.. لماذا؟ قد يتساءل البعض: لو تأملنا السير الذاتية للعديد من الخاطفين الرئيسيين أو عملاء تنظيم «القاعدة» فسنجد الآتي: محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحي وغيرهم. كلهم مروا بالتجربة نفسها: لقد نشأ كل منهم في أسرة من الطبقة المتوسطة في العالم العربي وتلقوا تعليمهم، وتوجهوا إلى أوروبا لمزيد من التعليم، وعاشوا في هامش المجتمع الأوروبي (والعديد منهم في بلجيكا)، ثم التحقوا بمجموعة متدينة محلية أو بمسجد ما، واصبحوا متشددين على أيدي عناصر إسلامية، ثم توجهوا إلي أفغانستان لتلقي تدريباتهم. وفجأة اصبح كل منهم إرهابيا. ويبدو أن المواجهة الشخصية التي مر بها أولئك الرجال الشباب في أوروبا تمثل العنصر الرئيسي في هذه الحكاية.

وصفت لي امرأة عربية من أصدقائي تلقت هي الأخرى تعليمها في الخارج مع شباب من المسلمين أولئك الرجال بقول الآتي: «انهم إلى حد كبير ذلك النوع من الرجال الذين نشأوا في أجواء حيث تبدو قواعد العيش جلية للغاية. ترعرعوا في بيئة لم يواجهوا فيها أية مشكلة تهز أعماقهم. وفجأة ألقت بهم أقدارهم إلى أوروبا، وهناك واجهوا طائفة مختلفة من القواعد الاجتماعية التي هزت وجدانهم، ولم يتمكنوا من تبني تلك القواعد لأنه لم يكن عليهم القيام بذلك من قبل، وهكذا أصبحوا أكثر تمسكا بما نشأوا عليه بل إنهم باتوا أكثر التزاما بما تعلموه».

وهذا الاتجاه يبدو اكثر إلحاحا بالنظر إلى حقيقة أن المهاجرين المسلمين غالبا ما ينظر إليهم على انهم غرباء غير مرغوب فيهم في أوروبا. في أميركا، يستطيع المسلم أن يتمتع بتحول سريع إلى حد كبير يمكنه من اكتساب حق المواطنة، لكن في أوروبا لا يوجد مثل وعاء الانصهار هذا.. وكما قال نور الدين مالوجهموم رئيس المجلس التنفيذي الإسلامي في بلجيكا: «مشكلتنا في بلجيكا أن هناك حالة من الخوف من المسلمين ـ إسلاموفوبيا ـ فما يقرب من 54 % من سكان البلاد يقولون إنهم لا يعتقدون بأن بإمكان أية مجموعة عرقية غير بلجيكية أن تصبح بلجيكية حقيقية. ومن المستحيل أن تعثر امرأة ترتدي حجابا على وظيفة هنا». .

وقالت لي فوزية تلهوني، المرأة المسلمة الوحيدة في البرلمان البلجيكي إن الجيل الذي ينتمي إليه والداها حضر إلى هنا من شمال أفريقيا و أراد الانصهار، لكن العديد من أبناء جيلها، وبعدما تعرضوا للتهميش، قرروا العودة إلي الإسلام. .

وأضافت: «لقد تبنوا وجهة النظر التي تقول: إذا أردتم أن تعاملونا بشكل مختلف، فسنتصرف بشكل مختلف».

ويبدو أن الحقيقة تتمثل في الآتي: ما دفع أولئك الإرهابيين لارتكاب فعلتهم يوم 11 أيلول (سبتمبر) لم يكن نتيجة لمعاناتهم من الافتقار للطعام، بل لمعاناتهم من الافتقار لكرامتهم. فنتيجة لمشاعر الإحباط التي سيطرت عليهم تبعاً لموقف الدول الإسلامية الضعيف على الساحة الدولية، مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، وللموقف الضعيف الذي تعرضوا له شخصيا حيثما كانوا يعيشون، فقد أمكن لدعاة العمل المتشدد الذين أدركوا كيفية توجيه غضبهم، التقاطهم بسهولة. .

وكما كتب ادريان كاراتنسكي، رئيس «منتدى الحرية»، في بحث شديد الأهمية نشرته مجلة «ناشيونال ريفيو» فإن «العديد من الإرهابيين الذين نواجههم هذه الأيام هم ظاهرة غربية، تعيش في إطار التجمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وفي أوروبا». فهؤلاء الرجال ليسوا «نائمين» ـ خلايا ساكنة ـ تمت زراعتها في أوروبا منذ سنوات من قبل بن لادن، بل انهم ـ كما يطرح ـ نشأوا هناك، عندما اضطروا لمواجهة الغرب. .

ويطرح كاراتنسكي: «مثل زعماء الجماعات السرية الأميركية ـ أميركا ويذر آندرغراوند ـ وعصابة بادر ماينهوف الألمانية، والألوية الحمراء في إيطاليا وعناصر الجيش الأحمر اليابانية، فإن الإرهابيين المسلمين كانوا من خريجي الجامعات تحولوا إلى الاتجاه المتطرف شبه المستبد. فبالنسبة لهم تعد الأسلمة العقيدة العالمية الجديدة، ويعد ابن لادن الشيخ جيفارا». .

ويبدو أن كاراتنسكي على حق: فالتحدي الحقيقي الذي يواجهه الغرب يكمن في فهم ما يحدث ليس فقط في العراق أو المملكة العربية السعودية، بل أيضا في حديقته الخلفية، وفي إطار التفاعل الكيميائي بين المجتمعات الغربية والمساجد القائمة فيها والمهاجرين المسلمين. لأن تلك كانت الأرضية التي نشأ فيها الطيارون القتلة، وتلك هي الأرضية التي يجب ملاحقتهم فيها ـ لكن وفي إطار احترام حقيقة أن 9.99 في المائة من المسلمين في أوروبا وأميركا هم مواطنون صالحون، وليسوا من أنصار العمل المسلح.

وهكذا يبدو أن بلجيكا تعد موطن الحكاية برمتها، فهناك ما يقرب من 300مسجد في بلجيكا هذه الأيام تعلوها 300 قبة. كما أن هناك أيضا معلماً شهيراً يتمثل في القبة الضخمة الواقعة في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة مونس. وهكذا وفي إطار المواجهة الثقافية بين هذين المعلمين الشهيرين في بلجيكا. قبة حلف الناتو وقباب المساجد ـ تكمن خلفية ما حدث يوم 11 أيلول (سبتمبر) الماضي وربما خلفية ما ستأتي به الأيام المقبلة.
http://www.islammemo.com