سيف السحاب
04-04-2012, 04:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إستراتيجية حافة الإستراتيجيات القصوى
(إستراتيجية دمج الإستراتيجيات التاريخية... وإحتواء وتدوير الإستراتيجيات المضادة)
بقلم// المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛
تم نشرها العام لأول مرة في مطلع عام 2010 -بحسب ذاكرتي إذ لم أفلح في العثور على نسخة عندي بها التوثيق لأول نشر- ثم نقحت وزيدت وطرحت كمقال من سلسلة التكبيرات الأفريقية في يوم 2 لشهر يناير لعام 2011 رومي
وهذه الإستراتيجية نشرت كمقال رقم3 في سلسلة مقالات التكبيرات الأفريقية المباركة؛؛؛
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71]
أما بعد...فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
ثم أما بعد...
أننا نركز كثيرا على الأهمية البالغة لمرونة الإستراتيجية وتطوير الأبعاد المختلفة لها بشكل دورى ثابت ومستمر, وهذا حيوى بالفعل ففى فنون الحرب وعلوم إدارة الحرب نفسها تعطيه بعد غير عادى داخلها وخاصة فى عقيدتها وتطبيقها الإسلامى لماذا ؟.
لأن الأمر الأصيل والركن الركين فى حرب العصابات هو تأصيلها وتأسيسها على مبدأ أساسى يمثل صلب بناء نظرية حرب العصابات وهذا المبدأ هو الإبتكارية والتجديد المستمر, فحرب العصابات تقوم على إستغلال الإمكانات البسيطة وتطويرها وإبتكار أساليب وطرق جديدة ومذهلة لإستخدامها بشكل متجدد ومستمر بحيث دائما توفر أعلى درجة مرونة ممكن الحصول عليها من قبل فرد حرب العصابات القائم بالتطبيق العملى لها , كما إن حالة التجمد والتصلب والتراثية إذا أصابت مخططوا حرب العصابات فستكون إصابة قاتلة وستكون بداية وملامح هزيمة قاسية قادمة فى الطريق , إن حرب العصابات تقوم على فكرة أساسية هى حسن إستخدام الإمكانات المتواضعة وتطويعها لصالح الطرف الأضعف داخل الصراع وأعنى بالطرف الأضعف ,الطرف الأضعف فى الحشد والتعبئة المادية والعددية مقابل طرف كثيف وغزير الإمكانات وهذه النقطة نحاول التعامل معها بشكل لائق من خلال علم إدارة الحروب فى الإسلام مع محاولة توفير شرط المرونة والتجديد لعواملها وتركيبتها العامة بما يسمح بإضافة أقوى عناصرها وهو قدرتها على مواكبة متطلبات ومتغيرات ميدان حرب العصابات الأساسية من حيث المرونة والتجديد والإبتكارية مما يمد من أمد النظرية الزمنى إلى أطول فترة ممكنة ويضيف مزايا متجددة بشكل مستمر لعلم إدارة الحرب ,إذ تهتم علوم إدارة الحرب فى الإسلام بالصورة الفكرية والمنهجية العامة داخلها بأكثر بكثير من الصورة والبعد التنظيمى والحركى , إذ إن النظريات السابقة كإدارة التوحش والجهادية العالمية قد تعاملت مع هذه الأبعاد بشكل طيب ونحن هنا لا نحاول تحييد النظريات القديمة بقدر تطويرها والبناء عليها لتشكل بعدا فكريا ومنهجيا جديدا ومستمر فى التجدد فى إدارة الصراع ,
ونعود للتأكيد على أن فن وعلم إدارة الحرب فى الإسلام يأسس على مجمل النظريات السابقة لكن مع ملاحظة أنها لا تتقيد بها أبدا خاصة مع النظر لنظرية إستراتيجية المراحل بشكل خاص ونقد مراحل الأبعاد الزمنية وإن كنا نوافق على الأبعاد التقاربية التى أعطتها النظرية لكننا لا نوافق على الربط الدقيق بين أحداث بعينها بتواريخ محددة وقد نكون فى رؤيتنا أقرب فى أحداث مراحل معينة وأبعد فى أحداث مراحل أخرى بحسب الأوضاع الجارية فى الأمة الإسلامية ,والأهم من هذا كله هو عدم التقيد النظرى بالأحداث المرتبطة بالمراحل الإستراتيجية وترك المجال والمرونة الكافية للتعامل مع الأحداث وما قد يظهر من مستجدات لم يوفق الله تعالى أى كاتب سابق أو حتى تطويرنا الحالى فى قرائتها أو توقعها , بحيث تكون زيادة شاسعة فى مساحة المرونة أمام متخذ القرار وحرية قراءة الأحداث وإتخاذ القرارات المناسبة بينما نساعد على تكوين الصورة المناسبة للتعامل مع المتغيرات أيا كانت فلا نحبذ التجمد والتقولب فى أحداث أو أمثلة محددة قاطعة بل الأفضلية دائما للتعامل مع الأمور والمستجدات بشكل إبتكارى متجدد ومستمر , وهذا بحد ذاته يمثل عامل من عوامل الضغط النفسى المذهل وشديد التأثير على الأعداء,
تكلمنا كثيرا وأيضا سنستمر فى التكلم كثيرا عن البعد الإبتكارى والتجديدى والمرونة داخل علم إدارة الحرب فى الإسلام نظرا لأهمية هذا البعد وكونه العامل الأساسى والرئيسى بعد توفيق الله عز وجل فى نجاح أى عمل من أعمال حرب العصابات الشاملة وتطويراتها داخل الصراع وأنه وحتى قيام دولة الخلافة الإسلامية نفسها فيجب المحافظة على هذا البعد الإبتكارى المتجدد داخل مختلف المستويات الإدارية لكافة الجسد المسلم بل ويجب تطويره حينها والزيادة بالردع الفائق لبيضة الإسلام .
ومن الأهمية الفائقة إدارك إن علوم وفنون إدارة الحرب فى الإسلام ليست مجرد نظريات تتناول الإدارة الناجحة لغزوة ما أو معركة ما أو حتى حرب ما , لكنها علوم تتعلق بالإدارة الشاملة بمفهومها الواسع للصراع بين الفسطاطين وتهتم فى الجانب الأكبر والأخص منها بالإدارة والإرادة الإستراتيجية الشاملة لإدارة الصراع فى إطاراته العقدية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والنفسية المباشر منها وغير المباشر كذلك .
ونستطيع تلخيص ذلك فى قولنا أنها تهتم بالنجاح فى إستراتيجية إدارة إرادة الصراع الشامل بين الإيمان والكفر على مختلف الجبهات والمستويات .
ترتكز علوم وفنون وعقائد الحرب فى الإسلام على تطوير إرادة العقيدة القتالية الإستراتيجية الشاملة داخل المجتمع المسلم لتصبح هذه العقيدة بحد ذاتها تمثل نوعية خاصة جدا من الردع لم تشهد النظريات العسكرية الخاصة أو العامة مثيلا لها من قبل , بحيث تمثل إستراتيجية إرادة إدارة الصراع والعقيدة القتالية الشاملة أقوى رادع نفسى وواقعى تمتلكه المجتمعات المسلمة فى مواجهة أعدائها, وتسبق حسابتها وتأثيرها على الصراع حساب تأثير القوى المادية التقليدية ,بل وتتغلب على موازين القوى التقليدية المادية وتجعله عند الحدود الدنيا ,بحيث تمثل إرادة العقيدة الإستراتيجية القتالية الشاملة العقبة الحقيقية والسد المنيع أمام الأعداء الحاليين والمحتملين فى أى مواجهة حالية أو مستقبلية وبدون الأهتمام كثيرا بموازين القوى المادية المتراوحة بين الأطراف المتحاربة ,,
إن النظريات السابقة كنظرية إدارة التوحش ونظرية المراحل الإستراتيجية ونظرية العبقرى السورى أبو مصعب دعوة الجهادية الإسلامية العالمية وغيرها من نظريات إدارة الصراع كانت غاية الروعة وكفت تغذية التوجيه النفسى والعقيدة القتالية للمراحل السابقة من الصراع الشرس والملتهب عبر المواجهات السابقة ولكن بالنظر إلى متطلبات إدارة الصراع فى مراحله المتقدمة ووضع ذلك إلى جانب الحاجة لتطوير الكوادر الشاملة لبناء الدولة الموحدة سنرى الحاجة لتطوير نفس نظريات العبقريات السابقة وتشكيلها معا بجوانبها القوية والإيجابية والإستفادة من تجارب الواقع التى مرت بها تلك النظريات وتعظيم الخبرات والكوادر الناتجة منها وإعادة دمج وتبادل وتطوير تلك الخبرات لتشكل نظرية جديدة موحدة فى التعامل مع الصراع بين الفسطاطين وتجنب نقاط الضعف داخل تلك النظريات والتى كانت أشبه بثغرات تسللت منها أغلب الظواهر السلبية التى مرت بالمراحل السابقة , وعلم إدارة الحرب فى الإسلام أشبه ما يكون بنظم البرمجيات مفتوحة المصدر مقارنة بتلك الأخرى مغلقة المصدر فالبرمجيات مفتوحة المصدر قابلة للتطوير والإضافة من قبل المستخدمين المختلفين الذين يستخدمون النظام , على خلاف البرمجيات مغلقة المصدر التى لا تقبل التطوير والتحديث سوى من فريق عمل المصمم الأصلى وفى حدها الأقصى تسمح بإضافة تحسينات محددة لنظام العمل , وهذا العامل أهم ما يكون وضعه فى إعتبار المطبقين والعاملين فى مجال علوم الحرب فى الإسلام حتى يستطيع كل منهم إضافة خبراته وإحتياجاته الخاصة داخل النظرية مما يجعلها قابلة للتطبيق العملى على الأصعدة الميدانية مختلفة المستويات , والتدرج فيها لتناسب مفاهيم المستويات الإدارية المختلفة داخل فسطاط الإيمان بحيث تمثل عامل رؤية مشتركة عامة وواحدة بشكل متماسك وقوى لفسطاط الإيمان داخل الصراع على مختلف محاور الصراع المكانية والزمانية , وبالنظر إلى خصوصية ما تحتاجة المراحل القادمة من مقومات شاملة لبناء كيان دولة الإسلام على المستويات والتصنيفات الإدارية الشاملة اللازمة لإقامة مجتمع مسلم مجاهد متكامل , ووضع نفس خواص المجتمع المجاهد كلبنات بناء شاملة داخل الحواضن السكانية والجغرافية المسلمة كطريق واضح وشامل فى إقامة دولة الخلافة المنشودة على المستوى التعميمى داخل الحواضن الإجتماعية التى ستقوم عليها دولة الخلافة القادمة بموعود الله تعالى مع مراعاة الفروق البسيطة بين أحجام البنى الإدارية وكوادرها المطلوبة على المستويين -المستوى الجهادى النخبوى والمستوى الجهادى لدولة شاملة - وإعتبار التباين الحادث بين مجتمع النخبة الجهادية ومجتمع الحاضنة الإجتماعية ووضع طرق ردم ذلك التباين وهو من بين الأهداف التى تسعى علوم الحرب فى الإسلام هنا لجعله فى حدوده الدنيا وتضيق تلك الهوة إلى أدنى حد ممكن الوصول إليه من توافق وتطابق بين فهم وعقيدة وفكر النخبة وبين فهم وعقيدة الحاضنة الإجتماعية الشاملة , وهنا يجب الأهتمام البالغ ببناء المؤسسات الإسلامية لدولة الخلافة وأجهزتها وكوادرها عن طريق المركزية العقائدية الثابتة والمرونة المدهشة فى إستراتيجيات البناء ولا مركزية مؤسسات الإمداد اللوجيستى الشامل للدولة وتكثير الخطط البديلة وغير ذلك من مقومات المرونة وتبادلية مراكز التحكم وإتخاذ القرار ,,
إن إرادة إدارة العقيدة القتالية داخل الصراع هى المحدد الرئيسى والمعلم الأساسى التى تحدد مستويات الصراع المكانية والزمانية والتى يتشكل منها التعريف الرئيسى لكيفية إحراز النصر فى مختلف الإستراتيجيات العسكرية لعلوم وفنون إدارة الحرب فى كل المذاهب العسكرية , قد تختلف طرق إدراك وصياغة تلك العقيدة فى المذاهب العسكرية المختلفة وتعريفها لكنها جميعا فى النهاية تحاول جاهدة للوصول إلى التعريف السابق ,,,
إذ إن الإرادة القتالية هى التى بدورها تشكل وتحدد ملامح العقيدة القتالية وتحكم بشكل قاطع مدى التضحيات والخسائر الشاملة القابلة لتقديمها من كل طرف داخل الصراع لتحقيق فرض إرادته الإستراتيجية على الطرف المقابل و التى نشأ الصراع فى سبيل تحصيلها من جانب طرفى الصراع .. ودماء قادتنا خير شاهد على ذلك ,,,
ودفع العدو بإستمرار إلى حافة الموت المعنوى الممكن دفعه لها نفسيا وعصبيا ومعنويا بداية وصولا إلى تجنيد وتفاهم ومزاوجة جيدة بين الحرب المعنوية النفسية والميدانية فسيكون العدو بالفعل فى حالة هزيمة مؤكدة وتفقده أى قدرة أو إرادة بالإستمرار فى إدارة الصراع العسكرى والحربى الشامل وستدفعه للإنكفاء على الذات للبحث عن بدائل أخرى مناسبة لأن العدو فى هذه الحالة يكون فى حالة شبه إنهيار تام ومع الإستمرار بدفع العدو نحو نفس التأثير يفقد العدو بشكل تلقائى العديد من نقاط قوته وتظهر عليه العديد من نقاط الضعف ومع إستمرار العدو فى حالة الإنتظار والترقب القصوى تلك فسيكون العدو قد راهن بنفسه على إنهياره الشامل ولكن بطبيعة الحال فالبحث عن البدائل لإدارة الصراع بالنيابة هى طريق العدو التقليدى ونجعلها فى مؤخرة كلامنا هنا ,,,
وبالتالى فإن درجة الإدراك والوعى الشامل للحواضن الإجتماعية التى ينتمى لها كل طرف داخل الصراع لحقائق هذا الصراع وقبوله لحجم التضحيات التى يقدمها له قادته على أنها تضحيات أقل من حجم العائد المتوقع للصراع والمكاسب التى تسوقها إرادة القتال وعقيدته المنبثقة وكيف أنها تستدعى حجم التضحيات داخل الصراع .
لذا فتفهم أن فى علوم الحرب فى الإسلام تهتم أكثر ما تهتم به بتناول رؤية إرادة إدارة العقيدة القتالية ووضعها داخل ميزان القوى وكيفية تعظيم حجمها داخل ميزان القوى لتتغلب على عناصر القوى الأخرى ولجعل كفة حسم الصراع تميل إلى الطرف القادر على تطوير إرادة الصراع وعقيدتها القتالية بشكل نوعى بحيث تمثل عائق معنوى وحاجز نفسى ثقيل للغاية ويتثاقل أكثر وأكثر مع كل وحدة زمنية تمر بالصراع ولو كانت هذه الوحدة مجرد ثانية واحدة فقط .
ومن المفيد للغاية هنا تطوير النظرة الإعلامية للصراع لتتوازى وحقائق الأطراف المختلفة داخل الصراع , فحين أننا نجد طرف يقاتل بعقيدة سرية للغاية لا يستطيع كشفها أو الحديث العلنى عنها ونخبة تتخذ القرارات تحت راية الشيطان وفى سبيل عقيدة شيطانية خالصة لكنه يسوق مجموعة فريدة من التضليلات المختلفة لحاضنته الإجتماعية وبشكل مكثف للغاية وبآلة إعلامية بالفعل تستحق أسم الآلة الإعلامية الجهنمية لبرمجة العقول وتضليلها فى طرقها ومناهجها وكيفية ممارسة كل هذا الحجم من التضليل والتغطية على سرية عقيدة النخبة التى تدير الصراع من داخل حواضنهم الإجتماعية المضللة ,
وبالمقابل فسنجد الطرف الأخر يقاتل تحت راية الوحى الإلهى الصادق وبدون وجود أى عقائد سرية للنخبة التى تتخذ القرارات وفى سبيل الدفاع عن عقيدة وشريعة هذا الوحى الصادق الأمين ورسالة الله تعالى إلى البشر جميعا وما تحمله هذه الرسالة بطبيعتها من علانية شاملة ومطابقة عقائد النخبة داخل الحواضن لنفس المبررات والعقائد التى تسوقها إلى حواضنها الإجتماعية والتى تجد نوع من الصعوبة فى تلقى تلك الحقائق والعقائد بسبب التشويه المنظم والممنهج من الآلة الإعلامية الجهنمية المضادة والذى يمارس بكثافة عالية للغاية , كما أن حجم الآلة الإعلامية التى تعمل على توضيح وتبيان عقيدة النخبة الجهادية المسلمة إلى حواضنها التقليدية تعانى من التضليل الممنهج والتشويه الكثيف للحقائق من الآلة الجهنمية وتراكم نتاجه الذهنى داخل حاضنتها الإجتماعية , كما أن الآلة الإعلامية التى تخدم النخبة الجهادية وطليعة الأمة المسلمة تعانى من صغر حجمها وضعف إمكانات وصولها للحاضنة الإجتماعية الحقيقية داخل المجتمعات والحواضن الإسلامية ناهيك عن الحواضن الغربية المضادة داخل الصراع , ومع كل هذه العوامل التى تحكم صراع الآلة الإعلامية داخل الصراع الشامل فسنجد أن الرغبة ملحة وشديدة لرفع الغطاء وإعطاء الحقيقة قوتها المطلوبة داخل الحاضنة الإسلامية , وبالمقابل كشف الغطاء وتوصيل الحقائق العميقة داخل الصراع للحاضنة الأجتماعية للأطراف المقابلة داخل الصراع ووضع حقائق نخبها الشيطانية بتجرد ووضوح شديد أمام عينيها مما يفقدهم إيجابية الإرادة القتالية التى تقدمها تلك الحواضن لنخبتهم الشيطانية والطاغوتية التى تمدهم بقدرة مواصلة الحرب , وهذا الأمر بحاجة ملحة من الأنصار لوضع خطوط وطرق تحرك لتغطية تلك الفجوة بطرق عملية بسيطة وذات نتائج مؤثرة بالشكل المطلوب وإستمرار التطوير ,,,,.
إستراتيجة العدو الجديدة وكما توقع بعض الأخوة هى إستراتيجية الفوضى الخلاقة ... إستراتيجية هدم المعبد ولكن ليس كمالعتاد بإستراتيجية " على وعلى أعدائى " ولكن طبيعة العدو الهمجية طورت تلك الإستراتيجية لتصل بها لمرحلة جديدة وهى إستراتيجية " على وعلى أصدقائى " والعدو الأحمق من كثره ترنحه يسعى بكل جهده للدفع بكبوش فداء كثيرة على طاولة الصراع حتى ولو كانوا أقرب أصدقائه وأخلص حلفائه ويسعى لهدم المعبد على الجميع فإما أن تنتصر أمريكا وحدها فى الحرب على القاعدة و يخسر الجميع الحرب أو البديل الأخر سيكون أن تخسر أمريكا الحرب أمام القاعدة وتجعل الجميع معها خاسر أيضا .. وهذا من فضل الله على الموحدين أن جعل عدوهم بهذا الغباء والبلادة .. فأمريكا لم تترك هامش خسارة تسمح به فى الحرب ... وإذا أوجدت هذا الهامش لها فتنغلق وتنكفأ على ذاتها لإعادة التجهيز والإستعداد ومعاودة الكرة من جديد فهذة الفرصة خاصة يجب أن تتطلبها أمريكا من رجال الفرقة 313 والتى لا نظن أن الفرقة 313 " فرقة الشبح " ستعطيهم تلك الفرصة فستعاجلهم بالعلاج المناسب ,,
إستراتيجية الفوضى الخلاقة لأمريكا تقابلها إستراتيجة أخرى من القاعدة نرى القاعدة تطبقها بكل وضوح وفى كل مكان وهى إستراتيجية .. " إستراتيجية هندسة إستراتيجية الفوضى " وهذة الإستراتيجية الأخيرة تعنى إحتواء الإستراتيجية الأمريكية من قبل القاعدة وتوجيهها وهندستها لما تراه القاعدة فى مصلحتها ويناسب لها ... بحيث لا تندفع القاعدة فى الإتجاه الذى تدفعنا إستراتيجية أمريكا به وفى نفس الوقت فقد تندفع بقوة شديدة جدا حيث تريدها أمريكا .. بحيث تقوم القاعدة بعملية فرز وتحييد وإنتقاء للأهداف بناء لحاجتها ومخططاتها وأهدافها هى وتترك لإستراتيجية الأمريكان الحمقى التخبط العشوائى لمحاولة إجترار وسحب القاعدة لتكتيكات غير محسوبة أو غير مطلوبة فى الصراع ... بحيث يندفع الأمريكان للجنون والأنهيار العصبى والسكتة القلبية وحرق أكبادهم حسرة وغيظا على ما تفعله بهم القاعدة ... وإستراتيجية الفوضى الأمريكية تهدف لإغراق العالم فى صراعات كثيرة لا يظهر معها وفى خضم أتونها قوة إنتصار القاعدة فى وسط تلك المعمعة العارمة والفوضى الخلاقة ... هنا يأتى دور القاعدة فى إحتواء تلك الحماقة الأمريكية التى وبطريقة قسرية تخدم القاعدة فى جوانب كثيرة فتقوم القاعدة بعملية إنتقائية واسعة حول العالم لتوظيف الإستراتيجية الأمريكية ضد نفسها وتفضح القاعدة صناعة الحروب والموت الأمريكى وبدون أ ى داعى حقيقى سوى التغطية على هزيمتها فقط ثم إستكمال إستنفاذ البقية الباقية من رصيدها الحضارى الشامل على يد أبطال القاعدة وهذا جانب الأنصار الإعلامى ,,
ومن المهم مراقبة الإستراتيجية الأمريكية فى الحرب وتطويراتها وتحديثاتها ليتم توظيفها وإحتوائها وإعادة تدويرها لصالح قيام دولة الإسلام والتوسع بخطط محسوبة بدقة والنظر جيدا أين نضع أقدامنا ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛
إستراتيجية حافة الإستراتيجيات القصوى
(إستراتيجية دمج الإستراتيجيات التاريخية... وإحتواء وتدوير الإستراتيجيات المضادة)
بقلم// المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛
تم نشرها العام لأول مرة في مطلع عام 2010 -بحسب ذاكرتي إذ لم أفلح في العثور على نسخة عندي بها التوثيق لأول نشر- ثم نقحت وزيدت وطرحت كمقال من سلسلة التكبيرات الأفريقية في يوم 2 لشهر يناير لعام 2011 رومي
وهذه الإستراتيجية نشرت كمقال رقم3 في سلسلة مقالات التكبيرات الأفريقية المباركة؛؛؛
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71]
أما بعد...فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
ثم أما بعد...
أننا نركز كثيرا على الأهمية البالغة لمرونة الإستراتيجية وتطوير الأبعاد المختلفة لها بشكل دورى ثابت ومستمر, وهذا حيوى بالفعل ففى فنون الحرب وعلوم إدارة الحرب نفسها تعطيه بعد غير عادى داخلها وخاصة فى عقيدتها وتطبيقها الإسلامى لماذا ؟.
لأن الأمر الأصيل والركن الركين فى حرب العصابات هو تأصيلها وتأسيسها على مبدأ أساسى يمثل صلب بناء نظرية حرب العصابات وهذا المبدأ هو الإبتكارية والتجديد المستمر, فحرب العصابات تقوم على إستغلال الإمكانات البسيطة وتطويرها وإبتكار أساليب وطرق جديدة ومذهلة لإستخدامها بشكل متجدد ومستمر بحيث دائما توفر أعلى درجة مرونة ممكن الحصول عليها من قبل فرد حرب العصابات القائم بالتطبيق العملى لها , كما إن حالة التجمد والتصلب والتراثية إذا أصابت مخططوا حرب العصابات فستكون إصابة قاتلة وستكون بداية وملامح هزيمة قاسية قادمة فى الطريق , إن حرب العصابات تقوم على فكرة أساسية هى حسن إستخدام الإمكانات المتواضعة وتطويعها لصالح الطرف الأضعف داخل الصراع وأعنى بالطرف الأضعف ,الطرف الأضعف فى الحشد والتعبئة المادية والعددية مقابل طرف كثيف وغزير الإمكانات وهذه النقطة نحاول التعامل معها بشكل لائق من خلال علم إدارة الحروب فى الإسلام مع محاولة توفير شرط المرونة والتجديد لعواملها وتركيبتها العامة بما يسمح بإضافة أقوى عناصرها وهو قدرتها على مواكبة متطلبات ومتغيرات ميدان حرب العصابات الأساسية من حيث المرونة والتجديد والإبتكارية مما يمد من أمد النظرية الزمنى إلى أطول فترة ممكنة ويضيف مزايا متجددة بشكل مستمر لعلم إدارة الحرب ,إذ تهتم علوم إدارة الحرب فى الإسلام بالصورة الفكرية والمنهجية العامة داخلها بأكثر بكثير من الصورة والبعد التنظيمى والحركى , إذ إن النظريات السابقة كإدارة التوحش والجهادية العالمية قد تعاملت مع هذه الأبعاد بشكل طيب ونحن هنا لا نحاول تحييد النظريات القديمة بقدر تطويرها والبناء عليها لتشكل بعدا فكريا ومنهجيا جديدا ومستمر فى التجدد فى إدارة الصراع ,
ونعود للتأكيد على أن فن وعلم إدارة الحرب فى الإسلام يأسس على مجمل النظريات السابقة لكن مع ملاحظة أنها لا تتقيد بها أبدا خاصة مع النظر لنظرية إستراتيجية المراحل بشكل خاص ونقد مراحل الأبعاد الزمنية وإن كنا نوافق على الأبعاد التقاربية التى أعطتها النظرية لكننا لا نوافق على الربط الدقيق بين أحداث بعينها بتواريخ محددة وقد نكون فى رؤيتنا أقرب فى أحداث مراحل معينة وأبعد فى أحداث مراحل أخرى بحسب الأوضاع الجارية فى الأمة الإسلامية ,والأهم من هذا كله هو عدم التقيد النظرى بالأحداث المرتبطة بالمراحل الإستراتيجية وترك المجال والمرونة الكافية للتعامل مع الأحداث وما قد يظهر من مستجدات لم يوفق الله تعالى أى كاتب سابق أو حتى تطويرنا الحالى فى قرائتها أو توقعها , بحيث تكون زيادة شاسعة فى مساحة المرونة أمام متخذ القرار وحرية قراءة الأحداث وإتخاذ القرارات المناسبة بينما نساعد على تكوين الصورة المناسبة للتعامل مع المتغيرات أيا كانت فلا نحبذ التجمد والتقولب فى أحداث أو أمثلة محددة قاطعة بل الأفضلية دائما للتعامل مع الأمور والمستجدات بشكل إبتكارى متجدد ومستمر , وهذا بحد ذاته يمثل عامل من عوامل الضغط النفسى المذهل وشديد التأثير على الأعداء,
تكلمنا كثيرا وأيضا سنستمر فى التكلم كثيرا عن البعد الإبتكارى والتجديدى والمرونة داخل علم إدارة الحرب فى الإسلام نظرا لأهمية هذا البعد وكونه العامل الأساسى والرئيسى بعد توفيق الله عز وجل فى نجاح أى عمل من أعمال حرب العصابات الشاملة وتطويراتها داخل الصراع وأنه وحتى قيام دولة الخلافة الإسلامية نفسها فيجب المحافظة على هذا البعد الإبتكارى المتجدد داخل مختلف المستويات الإدارية لكافة الجسد المسلم بل ويجب تطويره حينها والزيادة بالردع الفائق لبيضة الإسلام .
ومن الأهمية الفائقة إدارك إن علوم وفنون إدارة الحرب فى الإسلام ليست مجرد نظريات تتناول الإدارة الناجحة لغزوة ما أو معركة ما أو حتى حرب ما , لكنها علوم تتعلق بالإدارة الشاملة بمفهومها الواسع للصراع بين الفسطاطين وتهتم فى الجانب الأكبر والأخص منها بالإدارة والإرادة الإستراتيجية الشاملة لإدارة الصراع فى إطاراته العقدية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والنفسية المباشر منها وغير المباشر كذلك .
ونستطيع تلخيص ذلك فى قولنا أنها تهتم بالنجاح فى إستراتيجية إدارة إرادة الصراع الشامل بين الإيمان والكفر على مختلف الجبهات والمستويات .
ترتكز علوم وفنون وعقائد الحرب فى الإسلام على تطوير إرادة العقيدة القتالية الإستراتيجية الشاملة داخل المجتمع المسلم لتصبح هذه العقيدة بحد ذاتها تمثل نوعية خاصة جدا من الردع لم تشهد النظريات العسكرية الخاصة أو العامة مثيلا لها من قبل , بحيث تمثل إستراتيجية إرادة إدارة الصراع والعقيدة القتالية الشاملة أقوى رادع نفسى وواقعى تمتلكه المجتمعات المسلمة فى مواجهة أعدائها, وتسبق حسابتها وتأثيرها على الصراع حساب تأثير القوى المادية التقليدية ,بل وتتغلب على موازين القوى التقليدية المادية وتجعله عند الحدود الدنيا ,بحيث تمثل إرادة العقيدة الإستراتيجية القتالية الشاملة العقبة الحقيقية والسد المنيع أمام الأعداء الحاليين والمحتملين فى أى مواجهة حالية أو مستقبلية وبدون الأهتمام كثيرا بموازين القوى المادية المتراوحة بين الأطراف المتحاربة ,,
إن النظريات السابقة كنظرية إدارة التوحش ونظرية المراحل الإستراتيجية ونظرية العبقرى السورى أبو مصعب دعوة الجهادية الإسلامية العالمية وغيرها من نظريات إدارة الصراع كانت غاية الروعة وكفت تغذية التوجيه النفسى والعقيدة القتالية للمراحل السابقة من الصراع الشرس والملتهب عبر المواجهات السابقة ولكن بالنظر إلى متطلبات إدارة الصراع فى مراحله المتقدمة ووضع ذلك إلى جانب الحاجة لتطوير الكوادر الشاملة لبناء الدولة الموحدة سنرى الحاجة لتطوير نفس نظريات العبقريات السابقة وتشكيلها معا بجوانبها القوية والإيجابية والإستفادة من تجارب الواقع التى مرت بها تلك النظريات وتعظيم الخبرات والكوادر الناتجة منها وإعادة دمج وتبادل وتطوير تلك الخبرات لتشكل نظرية جديدة موحدة فى التعامل مع الصراع بين الفسطاطين وتجنب نقاط الضعف داخل تلك النظريات والتى كانت أشبه بثغرات تسللت منها أغلب الظواهر السلبية التى مرت بالمراحل السابقة , وعلم إدارة الحرب فى الإسلام أشبه ما يكون بنظم البرمجيات مفتوحة المصدر مقارنة بتلك الأخرى مغلقة المصدر فالبرمجيات مفتوحة المصدر قابلة للتطوير والإضافة من قبل المستخدمين المختلفين الذين يستخدمون النظام , على خلاف البرمجيات مغلقة المصدر التى لا تقبل التطوير والتحديث سوى من فريق عمل المصمم الأصلى وفى حدها الأقصى تسمح بإضافة تحسينات محددة لنظام العمل , وهذا العامل أهم ما يكون وضعه فى إعتبار المطبقين والعاملين فى مجال علوم الحرب فى الإسلام حتى يستطيع كل منهم إضافة خبراته وإحتياجاته الخاصة داخل النظرية مما يجعلها قابلة للتطبيق العملى على الأصعدة الميدانية مختلفة المستويات , والتدرج فيها لتناسب مفاهيم المستويات الإدارية المختلفة داخل فسطاط الإيمان بحيث تمثل عامل رؤية مشتركة عامة وواحدة بشكل متماسك وقوى لفسطاط الإيمان داخل الصراع على مختلف محاور الصراع المكانية والزمانية , وبالنظر إلى خصوصية ما تحتاجة المراحل القادمة من مقومات شاملة لبناء كيان دولة الإسلام على المستويات والتصنيفات الإدارية الشاملة اللازمة لإقامة مجتمع مسلم مجاهد متكامل , ووضع نفس خواص المجتمع المجاهد كلبنات بناء شاملة داخل الحواضن السكانية والجغرافية المسلمة كطريق واضح وشامل فى إقامة دولة الخلافة المنشودة على المستوى التعميمى داخل الحواضن الإجتماعية التى ستقوم عليها دولة الخلافة القادمة بموعود الله تعالى مع مراعاة الفروق البسيطة بين أحجام البنى الإدارية وكوادرها المطلوبة على المستويين -المستوى الجهادى النخبوى والمستوى الجهادى لدولة شاملة - وإعتبار التباين الحادث بين مجتمع النخبة الجهادية ومجتمع الحاضنة الإجتماعية ووضع طرق ردم ذلك التباين وهو من بين الأهداف التى تسعى علوم الحرب فى الإسلام هنا لجعله فى حدوده الدنيا وتضيق تلك الهوة إلى أدنى حد ممكن الوصول إليه من توافق وتطابق بين فهم وعقيدة وفكر النخبة وبين فهم وعقيدة الحاضنة الإجتماعية الشاملة , وهنا يجب الأهتمام البالغ ببناء المؤسسات الإسلامية لدولة الخلافة وأجهزتها وكوادرها عن طريق المركزية العقائدية الثابتة والمرونة المدهشة فى إستراتيجيات البناء ولا مركزية مؤسسات الإمداد اللوجيستى الشامل للدولة وتكثير الخطط البديلة وغير ذلك من مقومات المرونة وتبادلية مراكز التحكم وإتخاذ القرار ,,
إن إرادة إدارة العقيدة القتالية داخل الصراع هى المحدد الرئيسى والمعلم الأساسى التى تحدد مستويات الصراع المكانية والزمانية والتى يتشكل منها التعريف الرئيسى لكيفية إحراز النصر فى مختلف الإستراتيجيات العسكرية لعلوم وفنون إدارة الحرب فى كل المذاهب العسكرية , قد تختلف طرق إدراك وصياغة تلك العقيدة فى المذاهب العسكرية المختلفة وتعريفها لكنها جميعا فى النهاية تحاول جاهدة للوصول إلى التعريف السابق ,,,
إذ إن الإرادة القتالية هى التى بدورها تشكل وتحدد ملامح العقيدة القتالية وتحكم بشكل قاطع مدى التضحيات والخسائر الشاملة القابلة لتقديمها من كل طرف داخل الصراع لتحقيق فرض إرادته الإستراتيجية على الطرف المقابل و التى نشأ الصراع فى سبيل تحصيلها من جانب طرفى الصراع .. ودماء قادتنا خير شاهد على ذلك ,,,
ودفع العدو بإستمرار إلى حافة الموت المعنوى الممكن دفعه لها نفسيا وعصبيا ومعنويا بداية وصولا إلى تجنيد وتفاهم ومزاوجة جيدة بين الحرب المعنوية النفسية والميدانية فسيكون العدو بالفعل فى حالة هزيمة مؤكدة وتفقده أى قدرة أو إرادة بالإستمرار فى إدارة الصراع العسكرى والحربى الشامل وستدفعه للإنكفاء على الذات للبحث عن بدائل أخرى مناسبة لأن العدو فى هذه الحالة يكون فى حالة شبه إنهيار تام ومع الإستمرار بدفع العدو نحو نفس التأثير يفقد العدو بشكل تلقائى العديد من نقاط قوته وتظهر عليه العديد من نقاط الضعف ومع إستمرار العدو فى حالة الإنتظار والترقب القصوى تلك فسيكون العدو قد راهن بنفسه على إنهياره الشامل ولكن بطبيعة الحال فالبحث عن البدائل لإدارة الصراع بالنيابة هى طريق العدو التقليدى ونجعلها فى مؤخرة كلامنا هنا ,,,
وبالتالى فإن درجة الإدراك والوعى الشامل للحواضن الإجتماعية التى ينتمى لها كل طرف داخل الصراع لحقائق هذا الصراع وقبوله لحجم التضحيات التى يقدمها له قادته على أنها تضحيات أقل من حجم العائد المتوقع للصراع والمكاسب التى تسوقها إرادة القتال وعقيدته المنبثقة وكيف أنها تستدعى حجم التضحيات داخل الصراع .
لذا فتفهم أن فى علوم الحرب فى الإسلام تهتم أكثر ما تهتم به بتناول رؤية إرادة إدارة العقيدة القتالية ووضعها داخل ميزان القوى وكيفية تعظيم حجمها داخل ميزان القوى لتتغلب على عناصر القوى الأخرى ولجعل كفة حسم الصراع تميل إلى الطرف القادر على تطوير إرادة الصراع وعقيدتها القتالية بشكل نوعى بحيث تمثل عائق معنوى وحاجز نفسى ثقيل للغاية ويتثاقل أكثر وأكثر مع كل وحدة زمنية تمر بالصراع ولو كانت هذه الوحدة مجرد ثانية واحدة فقط .
ومن المفيد للغاية هنا تطوير النظرة الإعلامية للصراع لتتوازى وحقائق الأطراف المختلفة داخل الصراع , فحين أننا نجد طرف يقاتل بعقيدة سرية للغاية لا يستطيع كشفها أو الحديث العلنى عنها ونخبة تتخذ القرارات تحت راية الشيطان وفى سبيل عقيدة شيطانية خالصة لكنه يسوق مجموعة فريدة من التضليلات المختلفة لحاضنته الإجتماعية وبشكل مكثف للغاية وبآلة إعلامية بالفعل تستحق أسم الآلة الإعلامية الجهنمية لبرمجة العقول وتضليلها فى طرقها ومناهجها وكيفية ممارسة كل هذا الحجم من التضليل والتغطية على سرية عقيدة النخبة التى تدير الصراع من داخل حواضنهم الإجتماعية المضللة ,
وبالمقابل فسنجد الطرف الأخر يقاتل تحت راية الوحى الإلهى الصادق وبدون وجود أى عقائد سرية للنخبة التى تتخذ القرارات وفى سبيل الدفاع عن عقيدة وشريعة هذا الوحى الصادق الأمين ورسالة الله تعالى إلى البشر جميعا وما تحمله هذه الرسالة بطبيعتها من علانية شاملة ومطابقة عقائد النخبة داخل الحواضن لنفس المبررات والعقائد التى تسوقها إلى حواضنها الإجتماعية والتى تجد نوع من الصعوبة فى تلقى تلك الحقائق والعقائد بسبب التشويه المنظم والممنهج من الآلة الإعلامية الجهنمية المضادة والذى يمارس بكثافة عالية للغاية , كما أن حجم الآلة الإعلامية التى تعمل على توضيح وتبيان عقيدة النخبة الجهادية المسلمة إلى حواضنها التقليدية تعانى من التضليل الممنهج والتشويه الكثيف للحقائق من الآلة الجهنمية وتراكم نتاجه الذهنى داخل حاضنتها الإجتماعية , كما أن الآلة الإعلامية التى تخدم النخبة الجهادية وطليعة الأمة المسلمة تعانى من صغر حجمها وضعف إمكانات وصولها للحاضنة الإجتماعية الحقيقية داخل المجتمعات والحواضن الإسلامية ناهيك عن الحواضن الغربية المضادة داخل الصراع , ومع كل هذه العوامل التى تحكم صراع الآلة الإعلامية داخل الصراع الشامل فسنجد أن الرغبة ملحة وشديدة لرفع الغطاء وإعطاء الحقيقة قوتها المطلوبة داخل الحاضنة الإسلامية , وبالمقابل كشف الغطاء وتوصيل الحقائق العميقة داخل الصراع للحاضنة الأجتماعية للأطراف المقابلة داخل الصراع ووضع حقائق نخبها الشيطانية بتجرد ووضوح شديد أمام عينيها مما يفقدهم إيجابية الإرادة القتالية التى تقدمها تلك الحواضن لنخبتهم الشيطانية والطاغوتية التى تمدهم بقدرة مواصلة الحرب , وهذا الأمر بحاجة ملحة من الأنصار لوضع خطوط وطرق تحرك لتغطية تلك الفجوة بطرق عملية بسيطة وذات نتائج مؤثرة بالشكل المطلوب وإستمرار التطوير ,,,,.
إستراتيجة العدو الجديدة وكما توقع بعض الأخوة هى إستراتيجية الفوضى الخلاقة ... إستراتيجية هدم المعبد ولكن ليس كمالعتاد بإستراتيجية " على وعلى أعدائى " ولكن طبيعة العدو الهمجية طورت تلك الإستراتيجية لتصل بها لمرحلة جديدة وهى إستراتيجية " على وعلى أصدقائى " والعدو الأحمق من كثره ترنحه يسعى بكل جهده للدفع بكبوش فداء كثيرة على طاولة الصراع حتى ولو كانوا أقرب أصدقائه وأخلص حلفائه ويسعى لهدم المعبد على الجميع فإما أن تنتصر أمريكا وحدها فى الحرب على القاعدة و يخسر الجميع الحرب أو البديل الأخر سيكون أن تخسر أمريكا الحرب أمام القاعدة وتجعل الجميع معها خاسر أيضا .. وهذا من فضل الله على الموحدين أن جعل عدوهم بهذا الغباء والبلادة .. فأمريكا لم تترك هامش خسارة تسمح به فى الحرب ... وإذا أوجدت هذا الهامش لها فتنغلق وتنكفأ على ذاتها لإعادة التجهيز والإستعداد ومعاودة الكرة من جديد فهذة الفرصة خاصة يجب أن تتطلبها أمريكا من رجال الفرقة 313 والتى لا نظن أن الفرقة 313 " فرقة الشبح " ستعطيهم تلك الفرصة فستعاجلهم بالعلاج المناسب ,,
إستراتيجية الفوضى الخلاقة لأمريكا تقابلها إستراتيجة أخرى من القاعدة نرى القاعدة تطبقها بكل وضوح وفى كل مكان وهى إستراتيجية .. " إستراتيجية هندسة إستراتيجية الفوضى " وهذة الإستراتيجية الأخيرة تعنى إحتواء الإستراتيجية الأمريكية من قبل القاعدة وتوجيهها وهندستها لما تراه القاعدة فى مصلحتها ويناسب لها ... بحيث لا تندفع القاعدة فى الإتجاه الذى تدفعنا إستراتيجية أمريكا به وفى نفس الوقت فقد تندفع بقوة شديدة جدا حيث تريدها أمريكا .. بحيث تقوم القاعدة بعملية فرز وتحييد وإنتقاء للأهداف بناء لحاجتها ومخططاتها وأهدافها هى وتترك لإستراتيجية الأمريكان الحمقى التخبط العشوائى لمحاولة إجترار وسحب القاعدة لتكتيكات غير محسوبة أو غير مطلوبة فى الصراع ... بحيث يندفع الأمريكان للجنون والأنهيار العصبى والسكتة القلبية وحرق أكبادهم حسرة وغيظا على ما تفعله بهم القاعدة ... وإستراتيجية الفوضى الأمريكية تهدف لإغراق العالم فى صراعات كثيرة لا يظهر معها وفى خضم أتونها قوة إنتصار القاعدة فى وسط تلك المعمعة العارمة والفوضى الخلاقة ... هنا يأتى دور القاعدة فى إحتواء تلك الحماقة الأمريكية التى وبطريقة قسرية تخدم القاعدة فى جوانب كثيرة فتقوم القاعدة بعملية إنتقائية واسعة حول العالم لتوظيف الإستراتيجية الأمريكية ضد نفسها وتفضح القاعدة صناعة الحروب والموت الأمريكى وبدون أ ى داعى حقيقى سوى التغطية على هزيمتها فقط ثم إستكمال إستنفاذ البقية الباقية من رصيدها الحضارى الشامل على يد أبطال القاعدة وهذا جانب الأنصار الإعلامى ,,
ومن المهم مراقبة الإستراتيجية الأمريكية فى الحرب وتطويراتها وتحديثاتها ليتم توظيفها وإحتوائها وإعادة تدويرها لصالح قيام دولة الإسلام والتوسع بخطط محسوبة بدقة والنظر جيدا أين نضع أقدامنا ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛