selvar
14-02-2001, 01:57 PM
المتتبع لما تبثه محطات التلفزة الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام يلحظ بجلاء سطوع نجم جديد من أبطال الأفلام الكرتونية (الرسوم المتحركة) ، التي تحمل في ظاهرها وباطنها ثقافة وفكر الشركات المنتجة والمصدرة لها ، وهي في جملتها ثقافة بعيدة عن ثقافتنا ، تطرح قيمًا ومبادىء تتنافى مع قيمنا ومبادئنا ، فلا تعدو أن تكون ضررًا وشرًا . ومع الأسف فإن العالم العربي والإسلامي عالمٌ مستهلك لا يعي ما يشاهده ، ولا يتحسَّس السُّـمَّ المدسوس في كل ما يفِد عليه عن طريق الهبات والهدايا ومعاهدات التبادل الثقافي . هذا النجم الجديد الذي سرق الأضواء من منافسيه ، وغدا وثنـًا يقدّسه أطفالنا ويتسابقون إليه هو (البوكيمون) . ظاهرة عمَّت وانتشرت ، بزي تجاريّ ، تدر الأموال والأرباح على حساب عقول أطفالنا الأبرياء ونفوسهم الزكية الطاهرة
المسئول ، أهو المثقف الواعي بصمته ؟ أم الرقابة الغائبة عن مسرح الأحداث ؟ أم التجار المتهالكون على الربح لا يعنيهم سوى كنز الأموال ؟ أم الأسرة المهترئة الغافلة ؟ أم الإعلام النائم ؟ أم العولمة العمياء الطاغية ؟ أم كل ذلك مجتمعًا .؟ ومع أن هذه المقالة غير ملتزمة بمقاييس الدراسات الأكاديمية ، وغير مدعمة بالجداول والإحصاءات والأرقام ، إلا أنها تقدم ومضات تحذير للمربين والآباء من هذا الخطر الجديد الجارف الذي قد لا تفلت منه أسرة فيها أطفال ، ويمكن أن نُجملها فيما يلي : 1- إلهاء الأطفال عن المدرسة والدراسة ، فقد كثرت الشكاوى من المعلمات والآباء لإنصراف الأولاد عن الدراسة ؛ بسبب اجتماعهم وانهماكهم في ألعاب تبادل صور البوكيمون ، والتنافس في تحصيل أكبر عدد منها ، مما يؤدي إلى تأخرهم في الوصول إلى المدرسة صباحًا ، وتأخرهم في الرجوع إلى بيوتهـم مسـاءً . إضافة إلى انشغالهم عن متابعة المعلمة داخل الحـصص الدراسـية . ناهيـك عن الشجار الذي يقع بينهم وإيذاء بعضهم بعضًا . 2- ضياع المصروف اليومي للطفل ، بشراء هذه الصور الضارة ، مع التهام الأطعمة (الأكلات الطيبة) المضرة المؤذية المرافقة لها ، مما يرجع على الطفل بأضرار مالية وصحية ونفسية . كما أن الأطفال الفقراء تزداد آلامهم لعجزهم عن مجاراة لداتهم وأصدقائهم ، ولعل بعض الأولاد يلجؤون إلى السرقة من جيوب آبائهم وحقائب أمهاتهم أو الاحتيال على الباعة . 3- إقحام الأطفال في عالم القمار والخديعة والاحتيال والظم ، إذ القوي من الأطفال يقهر الضعيف ليستولي على ما يمتلكه من صور ، والذكي منهم يتلاعب ويحتال لينهب أكبر عدد من الصور ، إضافة إلى الألعاب الأخرى التي يقلدون بها المشردين والمنبوذين الذين يتلاعبون بأموال الناس في الأزقة وعلى أرصفة الطرق . 4- تعويد الطفل الكذب والغش ؛ وهو أخطر داء تبتلى به الأمة ، فمن تعود الكذب في صغره ، أمضى عمره كله في كذب وخديعة ، ويتجلى هذا الأمر في الأسر الحريصة على أولادها فهي تمنعهم من ممارسة ألعاب (البوكيمون) دون أن تقنعهم بأضراره ، وكذلك المعلمات والمدارس المنضبطة ، مما يجعل الأطفال يتبادلون هذه الصور في الخفاء والسر مع الكذب على الأهل وإقناعهم بأنهم بعيدون عن هذه الألعاب السيئة ، والأنكى من ذلك أن تتستر بعض الأمهات العاطفيات على أولادهن بالتحايل على الآباء مما يزيد الطين بلة والفساد استشراء . 5- تعويد الطفل الخِسة والدناءة ، وذلك بحمله على البحث والتنقيب عن صور (البوكيمون) في الطرقات والأزقة ، وقرب حاويات القمامة والنفايات . ولا تقتصر أخطار (البوكيمون) على النواحي السلوكية ، بل تتعداها إلى النواحي الفنسية والفكرية ، فصور (البوكيمون) يأباها الذوق السليم وينفر منها الطبع القويم ويمجها العقل الحكيم ، فهي صور قبيحة قميئة ، تحمل النفس على القرف والتقزز ، إضافة إلى ما فيها من شر واضح وتزيين له وترغيب فيه ، وصرف الأطفال إلى سفاسف الأمور بحفظ أسماء شخوصها التافهة الكثيرة ، وتقمّص أدوارها وتقليد أفعالها السيئة ، مع ما تحمله في طياتها من الخرافات والفساد العقيدي والفكري ، كالتصرف في الكون وظواهر الطبيعة بطرائق سحرية غير سننية ولا منطقية ، مما يشوش أذهان الأطفال ويعكّر عليهم صفو نومهم عبر الرؤى المفزعة والأحلام المخيفة . ومع كل هذه الأضرار والمفاسد نرى الأطفال يتكاثرون على الباعة كأنهم جراد منتشر ، راغبين في شراء صور (البوكيمون) وتجميعها ، كأنهم مصابون بحالة من (الهوس والهستيريا) ، تقاصرت هممهم وتضاءلت أمانيهم وانحصرت في جمع الترهات ، وذلك بمتابعة هذا الوباء الذي انطلق من إحدى القنوات الفضائية إلى غيرها من القنوات والمحطات المنتشرة في العالم العربي والإسلامي . والمصيبة هي في دورها في انحلال عالم الفضيلة والقيم ، وقلب الحقائق وتشويهها سواء في أغنية الشارة أو في عصابة الرداء الأبيض ، أو في مضمون الحلقات التي عظّمت المخلوقات الحيوانية المشوهة الممسوخة ، وجعلت كوكب الأرض خلوًا من الحيوانات الحقيقية . هذه جولة سريعة في أضرار (البوكيمون) يضاف إليها عشرات الآثار السلبية الجانبية التي يطول الكلام في حصرها ونثرها . ولكن السؤال لا يزال يلح علينا : من المسئول ؟ والجواب : أننا جميعًا مسئولون عن تفشي هذه الظاهرة السرطانية ، وعلينا جميعًا أن نكافح هذا الفساد ومصادره . فالجاني إما أن يكون بلا شعور ولا إحساس بالمسؤولية ، أعمت بصيرته الشهوات وحب المال ؟، فهو لا يلتفت إلى هذه المضار ، بل يرمي أولاده وأبناء أمته في هوة الخرافات . أو لعله عميل مستأجر لأهداف بشعة مخزية ، وفي أحسن الأحوال هو أداة مسخرة مستغفلة لتنفيذ مآرب الصهيونية العالمية ، وضحية من ضحايا العولمة العوراء التي تفرض سلطانها علينا بشعور وبلا شعور ، فقد غدت محطاتنا الفضائية منابر لها ، وكذلك مراكز المحاكاة (الدبلجة) ، وعشرات المطابع ودور النشر التي كانت قد أخذت على عاتقها نشر الفضيلة والقيم الإيجابية . والأعجب من ذلك دعاوى تقام بين هذه المؤسسة وتلك ؛ لسرقة بعض الشركات هذه الرسوم أو الاقتباس منها بلا إذن أو مشاركة ، وأكتفي بالقول : إن هذه الأموال المبذولة نوع من الإسراف ، وعون ونصرة للباطل والشيطان ، وأرباح هذه الأموال مشوبة بالحرام إن لم تكن حرامـًا صرفـًا . فحتى متى نتسابق ونتنافس في ميادين الباطل والشر ؟ ألم يأنِ لنا أن نرجع عما فيه هلاك أولادنا ومجتمعنا ؟ إنها دعوة مخلصة صادقة لكل المربين الغُيَّر ، ولجميع المثقفين العقلاء ، ولأصحاب القيم والدين كافة ، للعمل جميعًا على محاربة هذه الظواهر الخطرة في حياتنا ، وتوعية الجيل والنشء بإخراجه من مستنقع الاستهلاك والهلاك ، وترشيد متابعته للمحطات الفضائية التلفازية ، ومقاطعة الباعة والمؤسسات والشركات المتبنية (للبوكيمون) سواء كانت شركات تنتج الأطعمة أو الألبسة أو القرطاسية أو الألعاب أو كانت مطابع ودور نشر ومواقع إنترنت، وإلقاء هذه النتاجات الفاسدة في القمامة رحمة بأنفسنا وأولادنا
المسئول ، أهو المثقف الواعي بصمته ؟ أم الرقابة الغائبة عن مسرح الأحداث ؟ أم التجار المتهالكون على الربح لا يعنيهم سوى كنز الأموال ؟ أم الأسرة المهترئة الغافلة ؟ أم الإعلام النائم ؟ أم العولمة العمياء الطاغية ؟ أم كل ذلك مجتمعًا .؟ ومع أن هذه المقالة غير ملتزمة بمقاييس الدراسات الأكاديمية ، وغير مدعمة بالجداول والإحصاءات والأرقام ، إلا أنها تقدم ومضات تحذير للمربين والآباء من هذا الخطر الجديد الجارف الذي قد لا تفلت منه أسرة فيها أطفال ، ويمكن أن نُجملها فيما يلي : 1- إلهاء الأطفال عن المدرسة والدراسة ، فقد كثرت الشكاوى من المعلمات والآباء لإنصراف الأولاد عن الدراسة ؛ بسبب اجتماعهم وانهماكهم في ألعاب تبادل صور البوكيمون ، والتنافس في تحصيل أكبر عدد منها ، مما يؤدي إلى تأخرهم في الوصول إلى المدرسة صباحًا ، وتأخرهم في الرجوع إلى بيوتهـم مسـاءً . إضافة إلى انشغالهم عن متابعة المعلمة داخل الحـصص الدراسـية . ناهيـك عن الشجار الذي يقع بينهم وإيذاء بعضهم بعضًا . 2- ضياع المصروف اليومي للطفل ، بشراء هذه الصور الضارة ، مع التهام الأطعمة (الأكلات الطيبة) المضرة المؤذية المرافقة لها ، مما يرجع على الطفل بأضرار مالية وصحية ونفسية . كما أن الأطفال الفقراء تزداد آلامهم لعجزهم عن مجاراة لداتهم وأصدقائهم ، ولعل بعض الأولاد يلجؤون إلى السرقة من جيوب آبائهم وحقائب أمهاتهم أو الاحتيال على الباعة . 3- إقحام الأطفال في عالم القمار والخديعة والاحتيال والظم ، إذ القوي من الأطفال يقهر الضعيف ليستولي على ما يمتلكه من صور ، والذكي منهم يتلاعب ويحتال لينهب أكبر عدد من الصور ، إضافة إلى الألعاب الأخرى التي يقلدون بها المشردين والمنبوذين الذين يتلاعبون بأموال الناس في الأزقة وعلى أرصفة الطرق . 4- تعويد الطفل الكذب والغش ؛ وهو أخطر داء تبتلى به الأمة ، فمن تعود الكذب في صغره ، أمضى عمره كله في كذب وخديعة ، ويتجلى هذا الأمر في الأسر الحريصة على أولادها فهي تمنعهم من ممارسة ألعاب (البوكيمون) دون أن تقنعهم بأضراره ، وكذلك المعلمات والمدارس المنضبطة ، مما يجعل الأطفال يتبادلون هذه الصور في الخفاء والسر مع الكذب على الأهل وإقناعهم بأنهم بعيدون عن هذه الألعاب السيئة ، والأنكى من ذلك أن تتستر بعض الأمهات العاطفيات على أولادهن بالتحايل على الآباء مما يزيد الطين بلة والفساد استشراء . 5- تعويد الطفل الخِسة والدناءة ، وذلك بحمله على البحث والتنقيب عن صور (البوكيمون) في الطرقات والأزقة ، وقرب حاويات القمامة والنفايات . ولا تقتصر أخطار (البوكيمون) على النواحي السلوكية ، بل تتعداها إلى النواحي الفنسية والفكرية ، فصور (البوكيمون) يأباها الذوق السليم وينفر منها الطبع القويم ويمجها العقل الحكيم ، فهي صور قبيحة قميئة ، تحمل النفس على القرف والتقزز ، إضافة إلى ما فيها من شر واضح وتزيين له وترغيب فيه ، وصرف الأطفال إلى سفاسف الأمور بحفظ أسماء شخوصها التافهة الكثيرة ، وتقمّص أدوارها وتقليد أفعالها السيئة ، مع ما تحمله في طياتها من الخرافات والفساد العقيدي والفكري ، كالتصرف في الكون وظواهر الطبيعة بطرائق سحرية غير سننية ولا منطقية ، مما يشوش أذهان الأطفال ويعكّر عليهم صفو نومهم عبر الرؤى المفزعة والأحلام المخيفة . ومع كل هذه الأضرار والمفاسد نرى الأطفال يتكاثرون على الباعة كأنهم جراد منتشر ، راغبين في شراء صور (البوكيمون) وتجميعها ، كأنهم مصابون بحالة من (الهوس والهستيريا) ، تقاصرت هممهم وتضاءلت أمانيهم وانحصرت في جمع الترهات ، وذلك بمتابعة هذا الوباء الذي انطلق من إحدى القنوات الفضائية إلى غيرها من القنوات والمحطات المنتشرة في العالم العربي والإسلامي . والمصيبة هي في دورها في انحلال عالم الفضيلة والقيم ، وقلب الحقائق وتشويهها سواء في أغنية الشارة أو في عصابة الرداء الأبيض ، أو في مضمون الحلقات التي عظّمت المخلوقات الحيوانية المشوهة الممسوخة ، وجعلت كوكب الأرض خلوًا من الحيوانات الحقيقية . هذه جولة سريعة في أضرار (البوكيمون) يضاف إليها عشرات الآثار السلبية الجانبية التي يطول الكلام في حصرها ونثرها . ولكن السؤال لا يزال يلح علينا : من المسئول ؟ والجواب : أننا جميعًا مسئولون عن تفشي هذه الظاهرة السرطانية ، وعلينا جميعًا أن نكافح هذا الفساد ومصادره . فالجاني إما أن يكون بلا شعور ولا إحساس بالمسؤولية ، أعمت بصيرته الشهوات وحب المال ؟، فهو لا يلتفت إلى هذه المضار ، بل يرمي أولاده وأبناء أمته في هوة الخرافات . أو لعله عميل مستأجر لأهداف بشعة مخزية ، وفي أحسن الأحوال هو أداة مسخرة مستغفلة لتنفيذ مآرب الصهيونية العالمية ، وضحية من ضحايا العولمة العوراء التي تفرض سلطانها علينا بشعور وبلا شعور ، فقد غدت محطاتنا الفضائية منابر لها ، وكذلك مراكز المحاكاة (الدبلجة) ، وعشرات المطابع ودور النشر التي كانت قد أخذت على عاتقها نشر الفضيلة والقيم الإيجابية . والأعجب من ذلك دعاوى تقام بين هذه المؤسسة وتلك ؛ لسرقة بعض الشركات هذه الرسوم أو الاقتباس منها بلا إذن أو مشاركة ، وأكتفي بالقول : إن هذه الأموال المبذولة نوع من الإسراف ، وعون ونصرة للباطل والشيطان ، وأرباح هذه الأموال مشوبة بالحرام إن لم تكن حرامـًا صرفـًا . فحتى متى نتسابق ونتنافس في ميادين الباطل والشر ؟ ألم يأنِ لنا أن نرجع عما فيه هلاك أولادنا ومجتمعنا ؟ إنها دعوة مخلصة صادقة لكل المربين الغُيَّر ، ولجميع المثقفين العقلاء ، ولأصحاب القيم والدين كافة ، للعمل جميعًا على محاربة هذه الظواهر الخطرة في حياتنا ، وتوعية الجيل والنشء بإخراجه من مستنقع الاستهلاك والهلاك ، وترشيد متابعته للمحطات الفضائية التلفازية ، ومقاطعة الباعة والمؤسسات والشركات المتبنية (للبوكيمون) سواء كانت شركات تنتج الأطعمة أو الألبسة أو القرطاسية أو الألعاب أو كانت مطابع ودور نشر ومواقع إنترنت، وإلقاء هذه النتاجات الفاسدة في القمامة رحمة بأنفسنا وأولادنا