المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ردًّا على مناورة "درع الجزيرة"..طهران تعلن عن مناورة ضخمة



أحمد الأنصاري
30-04-2012, 06:09 PM
أعلن قائد القوات البرية في القوات المسلحة الإيرانية العميد أحمد رضا بوردستان عن مناورات مشتركة بين الجيش وقوات الحرس الثوري سيتم تنفيذها جنوب شرقي إيران.وبحسب ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن بوردستان قوله: "نهدف إلى إجراء مناورات في مختلف مناطق البلاد لرفع قدرات وكفاءات الوحدات والقوات عبر إعداد الظروف والأجواء الخاصة بساحة القتال"، مضيفًا: "نحن ومن خلال هذا الإجراء نكون على استعداد لمواجهة المراحل الحرجة في أقصر مدة زمنية بما يتناسب مع حجم التهديدات".
لافتًا إلى أن كل الإجراءات قد اتخذت للتنسيق مع قوات الحرس الثوري، مؤكدًا أن "التعاون والتنسيق بيننا ليس بالأمر الجديد، هذه المناورات تعد نموذجًا آخر من هذا التعاون المشترك ليتضح بشكل عملي للآخرين"، موضحًا أن هناك احتمالات لاشتراك القوات الجوية في تلك المناورات التي من المقرر إجراؤها في النصف الثاني من العام الإيراني الحالي، الذي بدأ في 21 آذار (مارس).
ويأتي الإعلان عن المناورات العسكرية الخليجية التي تشير مصادر إلى أنها قد تكون الأكبر منذ تأسيس قوات درع الجزيرة الخليجي، وبعد يوم واحد من إعلان البحرية الإيرانية أنها نشرت منظومة صاروخية دفاعية وهجومية على الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها؛ أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
تتزامن المناورات الإيرانية مع المناورات العسكرية لقوات درع الجزيرة الخليجية المشتركة في يومها الثاني والأخير لتشمل السواحل والجزر والمياه الإقليمية الإماراتية، في تدريبات ضخمة لم تستخدم فيها الذخيرة الحية، حيث بدأت هذه المناورات أمس على مستوى قيادات الأركان لأول مرة على الأراضي الإماراتية تحت اسم "جزر الوفاء"، في إشارة إلى الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران (أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى).
وفي سياق متصل، وصف نائب إيراني بارز قيام الولايات المتحدة بنشر طائرات مقاتلة في قاعدة الظفرة بالقرب من أبو ظبي بأنه "مؤامرة" أميركية – "إسرائيلية" ترمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال النائب كاظم جليلي - المتحدث باسم لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) - في إشارة ضمنية إلى دولة الإمارات: إن "تواطؤ بعض الدول العربية في المؤامرة الأميركية لا يخدم الدول العربية ولا السلام والاستقرار في المنطقة".
وأضاف حسب التلفزيون الإيراني (برس تي في) أن "ما يجب على الجميع أن يعلمه أن السلام الإقليمي والاستقرار لا يمكن أن ينجز إلا من خلال عملية أمنية جماعية بمشاركة جميع الدول في المنطقة".
وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية قد أفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قامت بنشر الكثير من الطائرات الحربية من طراز (إف - 22 إس)، في قاعدة "الظفرة" في دولة الإمارات. ولم يكشف سلاح الجو عن عدد هذه الطائرات أو مكان انتشارها.
وكان وزراء خارجية دول الخليج العربية قد أعربوا في ختام اجتماع استثنائي بالعاصمة القطرية الدوحة قبل أسبوع عن استنكارهم للزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى جزيرة "أبوموسى" في 11 أبريل/ نيسان الجاري، ووصفوا الزيارة بأنها تعد "عملاً استفزازيًّا، وانتهاكًا صارخًا" لسيادة دولة الإمارات.
كما أكد الاجتماع الوزاري "تضامنه الكامل" مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأييده لكل الخطوات التي تتخذها "من أجل استعادة حقوقها، وسيادتها على جزرها المحتلة"، وطالبوا الجانب الإيراني بـ"إنهاء احتلاله لهذه الجزر، والاستجابة إلى دعوة الإمارات لإيجاد حل سلمي وعادل" لهذه القضية.
وهذه الجزر هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التي سيطرت عليها إيران غداة انسحاب البريطانيين منها عام 1971.
وكانت الإمارات قد دعت مرارًا إلى حل مسألة الجزر عبر المفاوضات المباشرة مع إيران أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وهو ما ترفضه طهران.
وهذه الجزر كانت محط أطماع إيران منذ زمن بعيد؛ نظرًا لأن هذه الجزر تتحكم في مضيق هرمز، وبعد سنة من احتلال بريطانيا ساحل عمان عام 1819م، وقَّعت مع أمير دولة القواسم معاهدة الحماية التي تشمل الجزر العربية الثلاث المذكورة، ومنذ عام 1904 حاولت إيران احتلال هذه الجزيرة حينما بعثت سفينة من أجل هذه الغاية ولكنها تراجعت أمام دفاع ساكنيها من العرب ومساعدة القوات الإنكليزية لهم.
كما حاولت إيران احتلال الجزر عام 1964 ولكنها أيضًا باءت بالفشل، وفي نوفمبر 1971 وبعد رحيل الإنكليز عن الإمارات بيوم واحد، أعلن حاكم الشارقة الشيخ خالد القاسمي بأنه قد تم الاتفاق بين إيران والشارقة يوم 29 نوفمبر 1971 حول جزيرة أبوموسى وتبقى بمقتضى الاتفاق سيادة الشارقة على الجزيرة، وبالتالي يرفع علم الشارقة عليها ويكون المواطنون تحت سلطة واختصاص حكومة الشارقة وتعطى الجزيرة منطقة بحر إقليمي تصل إلى 12 ميلاً، وتستغل مواردها الطبيعية مناصفة بين الشارقة وإيران بناءً على اتفاق عقد بين الطرفين تحصل الشارقة بمقتضاه على مساعدة مالية بمبلغ مليون ونصف المليون من الجنيهات الإسترلينية سنويًّا ولمدة تسع سنوات، ويسمح للقوات الإيرانية بأن ترابط في بعض النقاط المتعارف عليها في الجزيرة.

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2012/04/30/149007.html