المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية وجها لوجه مع زعماء طالبان



MandN
12-02-2002, 01:07 PM
الثلاثاء:2002/2/12
نشرت التليجراف تحقيقا قام به صحفي غربي حيث اتصل مع بعض زعماء طالبان الهاربين ، فبعد الفطور بقليل تلقى الصحفي رسالة هاتفية تقول : "السجادة وصلت، " ، ثم أضافت الرسالة : " لا نستطيع إبقائه طويلا نظرا للأسباب الأمنية هنا."، وكانت هذه الرسالة تشير بذلك ، إلى أحد زعماء طالبان الذي سوف يتم اللقاء بهم سرا .
و كان يجب أن تكون رسالة الهاتف مشفرة ، حتى لا تدرى المخابرات بأمر اللقاء الذي سيتم في مخبأ أحد أعضاء نظام طالبان الرئيسيين في باكستان.
و بعد أربعة ساعات من الاتصال دخل الصحفي بيتا ، حيث قابل رجلا عجوزا ملتحّيا، يرتدي عمامة بيضاء ، أخذه العجوز إلى الغرفة حيث كان يجلس وزيران سابقان في حكومة طالبان على مساند الأرضية سويّة مع صاحب الاتصال و الذي أوصل الصحفي لهم .
ويصف الصحفي هذا الموقف قائلا أخذتني الدهشة بضعة لحظات بأنني كنت أجلس القرفصاء أمام بعض أكثر رجال العالم المطلوبين .
لحاهم – لحي زعماء طالبان – مشذبة قصيرة، يبدو عليهم أنهم لازالوا في عمر الشباب ، كان يبدو عليهم أنهم في الثلاثينات،من عمرهم .
أحد الرجال، هو الملا عبد الله سهادي، نائب وزير الدفاع السابق، يبدو أنه يبلغ من العمر 28 عاما ، لكن يظهر الضعف ، كانت تلك هي المرّة الأولى التي يخرج فيه من مخبأه منذ أن ترك أفغانستان بعد سقوط قندهار قبل شهرين.
الوزير الآخر، رجل ضخم الجسم في منتصف الثلاثينات وافق على المقابلة بشرط السرية وعدم معرفة اسمه أو منصبه .
جدير بالذكر أنه على الأقل وزيران سابقان بارزان في حكومة طالبان سابقين يختفيان بسلامة في باكستان، بينما لازالت القوات الأمريكية تواصل التفتيش عنهم عبر الحدود الأفغانية القريبة، مما سيسبب هذا حرجا للرئيس الباكستاني برويز مشرّف بشدّة أثناء مباحثاته مع نائب الرئيس الأمريكي ديكّ تشيني .
و يحكى الملا عبد الله قصة خروجهم من أفغانستان بعد سقوط قندهار ، فيذكر أنهم لجئوا بعد تسليم معقلهم الأخير قندهار في 7 ديسمبر/كانون الأول ،إلى المدارس الدينية في بالوشيستان، حيث كانت نشأتهم الأولي

و يضيف الملا عبدالله : "حلقنا لحانا، غيّرنا عمائمنا من طالبانية بيضاء –و التي تدل على أننا من طالبان - إلى عمائم قندهارية (خضراء أو سوداء بأشرطة بيضاء الرقيقة)، ثم ركبنا السيارات وانطلقنا على الطريق عبر الحدود، "و يقول الملا عبد الله : "لحيتي كانت كبيرة كانت إلى هنا ." و أشار إلى أسفل صدره.
و بينما القوات الخاصّة الأمريكية في قندهار تواصل العمليات اليومية في الجبال الأفغانية في البحث عن القاعدة والطالبان،فإن أغلب وزراء الطالبان الكبار قد اختبئوا في المدارس والبيوت.
من هؤلاء المختبئين وزير العدل ترابي،و وزير الداخلية عبد الرازق، وزير الثقافة قدرة الله جمال، والناطق الرسمي للملا محمد عمر.
و طبقا لكلام الملا عبدالله فإن أسامة بن لادن كان ما زال في أفغانستان عندما سقطت طالبان في نهاية السنة الماضية.
و أضاف الملا عبد الله : "تكلّمت معه على الهاتف في اليوم الذي سلّمنا فيه قندهار وهو كان وقتها في باكتيا أطلعته على الوضع ودعا لي بأن يحفظني الله و اعتقد الآن أنه في السعودية أو اليمن ، بينما كانت آخر مرّة قابلته فيها في نوفمبر/تشرين الثّاني أثناء القصف في هرات. إجتمعنا هناك للتحدّث عن الوضع العسكري ".
و عن حالة ابن لادن الصحية قال الملا عبد الله : "هو بدا جيّدا، لكن قبل سنتين، كان عنده بعض المشاكل الصحية بسبب كليته لكنه أفضل الآن " .
وعن مكان ابن لادن قال الملا عبد الله : ربما يكون ابن لادن قد هرب من خلال المناطق العشائرية في باكستان.وأضاف : " لم يكن لي اتصال مباشر معه منذ ديسمبر/كانون الأول لكن معلوماتي بأنّه حيّ بالتأكيد، ونعتقد بأنه في اليمن أو في السعودية " .
وعن رفض طالبان تسليم ابن لادن قال : "طالبان ما كانت لتسلم ابن لادن لكي تنقذ نفسها ، كما أنه كان ضيفا في بلادنا ونحن أعطيناه مأوى لأن الكرم جزء مهم من سلوكنا إضافة إلى، أنه كان يدعمنا، عندما لم يقم أحد أخر بذلك "
وعن أشرطة الفيديو التي تزعم أمريكا أنها وجدتها ،و التي أتضح فيها مسئولية ابن لادن عن أحداث 11 سبتمبر ؛ أجاب الملا عبدالله "نحن لا نعتقد بصحة تلك الأشرطة ، هذه الأشرطة مزيفة " .
وبينما يقبع الملا عبيد الله – وزير الدفاع السابق في حكومة طالبان – أسيرا في المعتقل الأمريكي في خليج جوانتانامو، فإن نائبه الملا عبد الله يصر على أن الأمريكان قد فشلوا ، ويؤكد ذلك بقوله : "هم لم يقبضوا على أسامة بن لادن أو الملا عمر حتى الآن ، كل ما فعلوه أنهم أسقطوا حكومتنا" .
و يختم الملا عبد الله حديثه بقوله :" الملا عمر ما زال في أفغانستان وسيصل على اتصال بالقادة المعارضين للحكومة الجديدة ، و سترى سينتصر الإسلام ، وسنهزم الأمريكان ، مثلما عملنا مع الروس وسنعيد اسم الطالبان." بإذن الله تعالى .

islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/asia/12_2_02/3.htm)