رفعت خالد
31-05-2012, 04:31 PM
352358
قد تُعين أخا لك على تجاوز محنة تعترضه أو سلوك غير لائق علق بشخصيته..
قد تُصلح فاسدا، تُصوّب مخطئا، تقود أعمى وترشده الطريق بإذن الله وقدرته لكن.. ماذا عنك ؟
ماذا إن تحرك ذلك الوحشُ القابع بداخلك (الأمّار بالسوء) فأفسد صفاء ذهنك، وعبث بالأسلاك وبلوحات المفاتيح.. حتى فسُدت أخلاقك، وساءت أفعالك ولم يعد القبيح عندك قبيحا، ولا المحظور صار لديك محذورا..
ثم تنبري مقاتلا مجاهدا نفسك، لكن.. دون جدوى. ذلك الشيء جلد قوي، يجيد التخريب والإفساد حقا !
لو تأملت معي لتجدنّ الأمر أشبه بتمزق فرامل شاحنة ضخمة تهوي بها حمولتها - التي هي جزء منها- إلى الهاوية.. كذلك تجرنا أنفسنا - التي هي نحن - من نواصينا إلى.. المحرقة !
وهذا سفه وغياب فادح للعقل.. يشبه الجنون أو هو جنون ولكننا لا ندري..
ألم يقل الله - تعالى جدّه - عن الكفار (موتى) وهم بيننا أحياء يمشون مرحين ؟ إن المفاهيم التي تعارف عليها البشر ليست هي الحق بالضرورة.. فالله أعلم، والله أحكم..
وقد قال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) الأنعام 36.
فكذلك العقل نعمة.. ولكن أين مظاهر هذه النعمة في حياة البشر اليوم ؟ مالنا نسقط في الشر زرافات ووُحدانا وفطرتنا تعرف الشر شرا والخير خيرا ؟
ولكن.. لربما أذهب الله عقل الفتى إذا لم يعد له داع !!
ألا ترى إلى المجنون.. هل يملك من تصرفه شيئا ؟
تخيل أن تقودك أهوال الحياة إلى القمة.. أعني قمة اللامنطق، ثم تهوي على أم رأسك إلى مستنقعات آسنة من الجنون، مترامية الأطراف.. حيث لا عقل !
هل تملك حينها أن تقرر ؟ أن تستحسن أو تستشنع ؟ هل تملك الحذر من المحذور وفعل المأمور وتقبل المقدور ؟ هل تملك أن تبقى متأنقا عزيز الشأن ؟ هل يمكنك حينها أن تختار الأفضل لنفسك فضلا عن غيرك ؟ كلا.. لقد تقطعت الفرامل.. ولم يعد بينك وبين هذا العقل خيط تمسكه به.. إنه يهوي ويهذي ويتدحرج في غيابات الظلام.. بلا نهاية..
هل فكرت في هذا ؟ أن يسلبك الله نعمة العقل بالكلية.. نسأل الله العافية..
انظر لهم في الشارع.. حفاة، عراة، منكوشي الشعر واللحية.. ينظرون لك نظرات زائغة، متجهمة تارة، وتارة أخرى باسمة.. ولعل الواحد منهم يراك نعجة تنظر له بتوجس أو قطعة بطيخ.. من يدري ؟
أعرف يقينا أنك لا تتمنى خوض هذه التجربة حتى ترى العالم بذلك المنظار الغريب.. ولا ألومك صراحة !
ولكنه أمر مفزع غاية الفزع.. كيف سيراك الناس ؟ ماذا سيقولون عنك ؟ ماذا عن أهلك ؟ ماذا عن علمك وعملك وأحلامك ومشاريع إصلاحاتك التي لا تنتهي ؟ وقد انتهت الآن..
هل أدركت هذا الهول ؟ إنه رعب تقطع الفرامل..
رعب.. الجنون !
رفعت خالد
أبو عمران
(سلسلة من صنوف الرعب)
قد تُعين أخا لك على تجاوز محنة تعترضه أو سلوك غير لائق علق بشخصيته..
قد تُصلح فاسدا، تُصوّب مخطئا، تقود أعمى وترشده الطريق بإذن الله وقدرته لكن.. ماذا عنك ؟
ماذا إن تحرك ذلك الوحشُ القابع بداخلك (الأمّار بالسوء) فأفسد صفاء ذهنك، وعبث بالأسلاك وبلوحات المفاتيح.. حتى فسُدت أخلاقك، وساءت أفعالك ولم يعد القبيح عندك قبيحا، ولا المحظور صار لديك محذورا..
ثم تنبري مقاتلا مجاهدا نفسك، لكن.. دون جدوى. ذلك الشيء جلد قوي، يجيد التخريب والإفساد حقا !
لو تأملت معي لتجدنّ الأمر أشبه بتمزق فرامل شاحنة ضخمة تهوي بها حمولتها - التي هي جزء منها- إلى الهاوية.. كذلك تجرنا أنفسنا - التي هي نحن - من نواصينا إلى.. المحرقة !
وهذا سفه وغياب فادح للعقل.. يشبه الجنون أو هو جنون ولكننا لا ندري..
ألم يقل الله - تعالى جدّه - عن الكفار (موتى) وهم بيننا أحياء يمشون مرحين ؟ إن المفاهيم التي تعارف عليها البشر ليست هي الحق بالضرورة.. فالله أعلم، والله أحكم..
وقد قال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) الأنعام 36.
فكذلك العقل نعمة.. ولكن أين مظاهر هذه النعمة في حياة البشر اليوم ؟ مالنا نسقط في الشر زرافات ووُحدانا وفطرتنا تعرف الشر شرا والخير خيرا ؟
ولكن.. لربما أذهب الله عقل الفتى إذا لم يعد له داع !!
ألا ترى إلى المجنون.. هل يملك من تصرفه شيئا ؟
تخيل أن تقودك أهوال الحياة إلى القمة.. أعني قمة اللامنطق، ثم تهوي على أم رأسك إلى مستنقعات آسنة من الجنون، مترامية الأطراف.. حيث لا عقل !
هل تملك حينها أن تقرر ؟ أن تستحسن أو تستشنع ؟ هل تملك الحذر من المحذور وفعل المأمور وتقبل المقدور ؟ هل تملك أن تبقى متأنقا عزيز الشأن ؟ هل يمكنك حينها أن تختار الأفضل لنفسك فضلا عن غيرك ؟ كلا.. لقد تقطعت الفرامل.. ولم يعد بينك وبين هذا العقل خيط تمسكه به.. إنه يهوي ويهذي ويتدحرج في غيابات الظلام.. بلا نهاية..
هل فكرت في هذا ؟ أن يسلبك الله نعمة العقل بالكلية.. نسأل الله العافية..
انظر لهم في الشارع.. حفاة، عراة، منكوشي الشعر واللحية.. ينظرون لك نظرات زائغة، متجهمة تارة، وتارة أخرى باسمة.. ولعل الواحد منهم يراك نعجة تنظر له بتوجس أو قطعة بطيخ.. من يدري ؟
أعرف يقينا أنك لا تتمنى خوض هذه التجربة حتى ترى العالم بذلك المنظار الغريب.. ولا ألومك صراحة !
ولكنه أمر مفزع غاية الفزع.. كيف سيراك الناس ؟ ماذا سيقولون عنك ؟ ماذا عن أهلك ؟ ماذا عن علمك وعملك وأحلامك ومشاريع إصلاحاتك التي لا تنتهي ؟ وقد انتهت الآن..
هل أدركت هذا الهول ؟ إنه رعب تقطع الفرامل..
رعب.. الجنون !
رفعت خالد
أبو عمران
(سلسلة من صنوف الرعب)