Black_Horse82
13-02-2002, 08:46 PM
واشنطن ارادت نفط الرياض وأموالها وغضت الطرف عن تصاعد تأثير المشايخ
لندن ـ القدس العربي :
في الملف الملتهب الان، والمثير للجدل بين السعودية والولايات المتحدة، يبدو ان الصحافة الامريكية، عاقدة العزم علي نشر غسيل العلاقات بين البلدين والتي قامت في البداية علي المصالح، فهي علاقة وان استمرت لاكثر من قرن الا انها كانت منذ البداية محكومة بضرورات تدفق النفط والخلافات الثقافية، والامن السعودي نفسه.
وهي كما يصفها تقرير مطول نشر امس في صحيفة واشنطن بوست كانت صورة عن زواج مرتب، وليست علاقة حب رومانسية، ولانها زواج مرتب، فقد شهدت الكثير من الصعود والهبوط، وقد وصلت ادني درجاتها في السبعينات، حينما اعلن الملك فيصل عام 1973 حظر تصدير البترول للغرب.
وعلي الرغم من رضي الطرفين عن هذه العلاقة، الا ان الصحافة الامريكية تضع اللوم علي السعوديين في منع الامريكيين من الاقتراب منهم وفهمهم. ويفهم من هذا الادعاء ان الامريكيين كانوا يرغبون بالتعرف اكثر علي اساليب اتخاذ القرارات السياسية في السعودية، والانخراط في صراع الاجنحة داخل العائلة المالكة.
وعندما اصبح السعوديون اغنياء، فقد اراد الامريكيون كما تقول الصحيفة مشاركتهم بالكعكة، ومن هنا ارسلت امريكا شركاتها وخبراءها للسعودية للمساهمة في عمليات الاعمار، ومع وصول الامريكيين الي السعودية، تم اختراع ما يسمي بالعمولة، حيث طالب الامراء السعوديون تقول الصحيفة ان عددهم يصل الي ثمانية الاف، شركات البناء والاعمار الامريكية والاجنبية بشكل عام بعمولة خمسة في المئة من العقود. وحسب اعتراف السفير السعودي في واشنطن، الامير بندر بن عبد العزيز فان من بين 400 مليار دولار امريكي التي انفقتها السعودية لبناء الدولة الحديثة، ذهب منها خمسون مليارا علي الفساد او سوء الادارة.
وبالمقابل فان واشنطن كانت تريد الحصول علي الاموال من السعودية بأي طريقة، فالاسعار التي طلبتها امريكا من السعوديين كانت الاعلي، مقارنة بالاسعار التي قدمتها لدول قريبة منها مثل اسرائيل وتركيا، وقامت وحدة المهندسين التابعة للجيش الامريكي بالاشراف علي عقود اعمار في السعودية تقدر بالمليارات، وقررت الادارة الامريكية نقل مركزها من ايطاليا الي الرياض من اجل الاشراف علي عمليات الاعمار.
وخلال العقود الماضية اشرفت الوحدة علي بناء ثلاث قواعد عسكرية تعد من اكبر القواعد في الشرق الاوسط، اضافة لمطارات دولية وغير ذلك.
هذا الي جانب نفقات السعودية علي التسليح والحصول علي احدث الاسلحة الامريكية، فقد انفق السعوديون اكثر من 100 مليار دولار امريكي.
وحسب الصحيفة فان السعوديين اصبحوا في فترة الازدهار النفطي اكثر فعالية في تصدير الاموال لامريكا اضافة للنفط. وخلال هذه الفترة توفرت للسعوديين فرصة تلقي التعليم واكمال الدراسة في الجامعات الامريكية، حيث تعرف السعوديون عن قرب علي الثقافة الامريكية التي احبوها، ونشأت في هذه الفترة، ثقافة النخبة السعودية المزدوجة، كما يحلو للامير بندر ان يصف نفسه، وتقدر الاحصائيات الامريكية ان اكثر من 100 الف سعودي درسوا في امريكا، واشتروا عقارات لقضاء العطل الصيفية فيها. واستخدم السعوديون اموالهم لتقديم الهدايا لمعارفهم الامريكيين او للذين عملوا بالمملكة.
وقد اصبحت سياسة الابقاء علي العلاقات مع العاملين او الدبلوماسيين الامريكيين السابقين في السعودية تقليدا متعارفا عليه، ولهذا يقول التقرير ان السعوديين اسهموا في كل المكتبات التذكارية التي انشأها رؤساء سابقون لامريكا، كما أسهم الملك فهد بعشرين مليون دولار لانشاء مركز للدراسات في اركنساس، ودعم حملة نانسي ريغان عام 1985 ضد المخدرات، كما قدم مليون دولار لباربرة بوش لدعم حملتها ضد الامية.
وخلال الفترة ما بين 1973 وهجمات (ايلول) سبتمبر 2001 كان الامير بندر اللاعب الرئيسي في هندسة العلاقات الامريكية ـ السعودية، حيث برز في حرب الخليج، ولكن الامير فقد جزءا من تأثيره بعد وصول كلينتون للسلطة، ولهذا بدأ يقضي الكثير من الوقت في بيته الريفي في انكلترا.
انفجارات الخبر عام 1995، 1996، اعادت الاهتمام الامريكي في العلاقات مع السعودية، ويبدو ان هذا الاهتمام جاء متأخرا، فالمؤسسة الدينية كانت تتقدم وتبني صورتها ليس في السعودية بل في مختلف انحاء العالم. ويري عدد من المحللين ان الامريكيين الذين اهتموا كثيرا بالمال السعودي لم يفهموا طبيعة النظام الذي يصدر لهم المال والنفط، ولم يفهموا، خاصة تأثير المشايخ السعوديين علي النظام السياسي في البلاد.
وفي ضوء الاحداث الاخيرة في امريكا وانعكاساتها علي السعودية يري محللون ان السعودية ستدخل مرحلة الزيادة السكانية الهائلة، وتراجع اسعار النفط، مما سيترك اثره علي مصير العائلة المالكة، وبالضرورة، سيجد الاسلاميون ان امامهم فرصة كبيرة لتعزيز سلطاتهم وهذا يعني تحديا جديدا لامريكا في المنطقة.
لندن ـ القدس العربي :
في الملف الملتهب الان، والمثير للجدل بين السعودية والولايات المتحدة، يبدو ان الصحافة الامريكية، عاقدة العزم علي نشر غسيل العلاقات بين البلدين والتي قامت في البداية علي المصالح، فهي علاقة وان استمرت لاكثر من قرن الا انها كانت منذ البداية محكومة بضرورات تدفق النفط والخلافات الثقافية، والامن السعودي نفسه.
وهي كما يصفها تقرير مطول نشر امس في صحيفة واشنطن بوست كانت صورة عن زواج مرتب، وليست علاقة حب رومانسية، ولانها زواج مرتب، فقد شهدت الكثير من الصعود والهبوط، وقد وصلت ادني درجاتها في السبعينات، حينما اعلن الملك فيصل عام 1973 حظر تصدير البترول للغرب.
وعلي الرغم من رضي الطرفين عن هذه العلاقة، الا ان الصحافة الامريكية تضع اللوم علي السعوديين في منع الامريكيين من الاقتراب منهم وفهمهم. ويفهم من هذا الادعاء ان الامريكيين كانوا يرغبون بالتعرف اكثر علي اساليب اتخاذ القرارات السياسية في السعودية، والانخراط في صراع الاجنحة داخل العائلة المالكة.
وعندما اصبح السعوديون اغنياء، فقد اراد الامريكيون كما تقول الصحيفة مشاركتهم بالكعكة، ومن هنا ارسلت امريكا شركاتها وخبراءها للسعودية للمساهمة في عمليات الاعمار، ومع وصول الامريكيين الي السعودية، تم اختراع ما يسمي بالعمولة، حيث طالب الامراء السعوديون تقول الصحيفة ان عددهم يصل الي ثمانية الاف، شركات البناء والاعمار الامريكية والاجنبية بشكل عام بعمولة خمسة في المئة من العقود. وحسب اعتراف السفير السعودي في واشنطن، الامير بندر بن عبد العزيز فان من بين 400 مليار دولار امريكي التي انفقتها السعودية لبناء الدولة الحديثة، ذهب منها خمسون مليارا علي الفساد او سوء الادارة.
وبالمقابل فان واشنطن كانت تريد الحصول علي الاموال من السعودية بأي طريقة، فالاسعار التي طلبتها امريكا من السعوديين كانت الاعلي، مقارنة بالاسعار التي قدمتها لدول قريبة منها مثل اسرائيل وتركيا، وقامت وحدة المهندسين التابعة للجيش الامريكي بالاشراف علي عقود اعمار في السعودية تقدر بالمليارات، وقررت الادارة الامريكية نقل مركزها من ايطاليا الي الرياض من اجل الاشراف علي عمليات الاعمار.
وخلال العقود الماضية اشرفت الوحدة علي بناء ثلاث قواعد عسكرية تعد من اكبر القواعد في الشرق الاوسط، اضافة لمطارات دولية وغير ذلك.
هذا الي جانب نفقات السعودية علي التسليح والحصول علي احدث الاسلحة الامريكية، فقد انفق السعوديون اكثر من 100 مليار دولار امريكي.
وحسب الصحيفة فان السعوديين اصبحوا في فترة الازدهار النفطي اكثر فعالية في تصدير الاموال لامريكا اضافة للنفط. وخلال هذه الفترة توفرت للسعوديين فرصة تلقي التعليم واكمال الدراسة في الجامعات الامريكية، حيث تعرف السعوديون عن قرب علي الثقافة الامريكية التي احبوها، ونشأت في هذه الفترة، ثقافة النخبة السعودية المزدوجة، كما يحلو للامير بندر ان يصف نفسه، وتقدر الاحصائيات الامريكية ان اكثر من 100 الف سعودي درسوا في امريكا، واشتروا عقارات لقضاء العطل الصيفية فيها. واستخدم السعوديون اموالهم لتقديم الهدايا لمعارفهم الامريكيين او للذين عملوا بالمملكة.
وقد اصبحت سياسة الابقاء علي العلاقات مع العاملين او الدبلوماسيين الامريكيين السابقين في السعودية تقليدا متعارفا عليه، ولهذا يقول التقرير ان السعوديين اسهموا في كل المكتبات التذكارية التي انشأها رؤساء سابقون لامريكا، كما أسهم الملك فهد بعشرين مليون دولار لانشاء مركز للدراسات في اركنساس، ودعم حملة نانسي ريغان عام 1985 ضد المخدرات، كما قدم مليون دولار لباربرة بوش لدعم حملتها ضد الامية.
وخلال الفترة ما بين 1973 وهجمات (ايلول) سبتمبر 2001 كان الامير بندر اللاعب الرئيسي في هندسة العلاقات الامريكية ـ السعودية، حيث برز في حرب الخليج، ولكن الامير فقد جزءا من تأثيره بعد وصول كلينتون للسلطة، ولهذا بدأ يقضي الكثير من الوقت في بيته الريفي في انكلترا.
انفجارات الخبر عام 1995، 1996، اعادت الاهتمام الامريكي في العلاقات مع السعودية، ويبدو ان هذا الاهتمام جاء متأخرا، فالمؤسسة الدينية كانت تتقدم وتبني صورتها ليس في السعودية بل في مختلف انحاء العالم. ويري عدد من المحللين ان الامريكيين الذين اهتموا كثيرا بالمال السعودي لم يفهموا طبيعة النظام الذي يصدر لهم المال والنفط، ولم يفهموا، خاصة تأثير المشايخ السعوديين علي النظام السياسي في البلاد.
وفي ضوء الاحداث الاخيرة في امريكا وانعكاساتها علي السعودية يري محللون ان السعودية ستدخل مرحلة الزيادة السكانية الهائلة، وتراجع اسعار النفط، مما سيترك اثره علي مصير العائلة المالكة، وبالضرورة، سيجد الاسلاميون ان امامهم فرصة كبيرة لتعزيز سلطاتهم وهذا يعني تحديا جديدا لامريكا في المنطقة.