المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الصحافة السورية والسعودية تجاهلتها.. ولندن ومصر قارنتها بمريم العذراء وجان دارك



Black_Horse82
13-02-2002, 08:48 PM
وفاء ادريس تتحول الي رمز للمرأة العربية الشهيدة .. والمتمردة علي التقاليد البالية
لندن ـ القدس العربي :
لاحظت دراسة مسحية قامت بها مؤسسة اسرائيلية ترصد ما ينشر في الصحافة العربية في فلسطين والعالم العربي ان وسائل الاعلام في السعودية ولبنان وسورية تعاملت بنوع من الحذر، ان لم يكن التجاهل، مع العملية الاستشهادية التي نفذتها الفلسطينية وفاء ادريس قبل اسبوعين، في الوقت الذي اعتبرتها فيه صحف عربية صادرة في لندن رمزا للشهادة في سبيل الوطن، وقارنتها برموز تاريخية مثل جان دارك، وموناليزا، وقوربت صورتها بوالدة السيد المسيح، مريم العذراء، وأكدت التقارير علي فعل ادريس البطولي الذي تجاوز انوثتها وجمالها والتي لم تقف عائقا امام تقدمها نحو اداء الواجب والشهادة.
فقد وصفها تعليق في صحيفة اردنية انها لم تحمل في يدها مساحيق التجميل ولكن متفجرات وعبوات الشهادة. وهي في خروجها تمردت علي الصورة النمطية للمرأة التي لا تتعدي العادي واليومي.
وركزت الصحافة العربية في لندن وتلك الصادرة في مصر علي الفعل البطولي الذي قامت به ادريس التي كانت تعمل في الهلال الاحمر الفلسطيني، وادي بها غضبها علي المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون الي القيام بعمل خلاصي ورمزي لتخفيف جانب من المعاناة اليومية الناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي.
ويعلق مركز بحوث اعلام الشرق الاوسط الاسرائيلي، والذي يهتم عادة بنقل وترجمة ما تنشره الصحف العربية، وتقديم نتائجه لجماعات الضغط في الولايات المتحدة الامريكية ان وفاء ادريس دخلت الوعي العربي كمقاتلة حقيقية .
ولاحظت الدراسة المسحية ان الصحافة العربية في داخل اسرائيل تعاملت مع العملية بنوع من الحذر، حيث تساءلت الاعمدة الصحافية والتقارير عن فعالية العمل الذي قامت به ادريس.
كما ان الصحف الصادرة في داخل مناطق السلطة الوطنية لم تتعامل مع الحدث كموضوع بارز لسبب بسيط هو استمرار الاحداث واعمال الانتفاضة. فقد برزت وفاء ادريس كحدث وقصة في الايام الاولي من العملية وبعد الكشف عن هويتها، ولكن الصحافة الفلسطينية تجاوزت هذا الحدث بحثا عن قصص جديدة فرضتها الاحداث المتتابعة في فلسطين.
وفي اطار آخر حاولت الصحافة تجاوز الموضوع وفتح نقاش حوله، خوفا من ردود الافعال التي لا تكون جيدة.
داخل هذا الجدل، جدل ديني حول العمليات الاستشهادية، ففي الوقت الذي يعتبرها عدد من العلماء والفقهاء كوسيلة من وسائل المقاومة والدفاع عن النفس الا ان اصواتا في مصر، وفي السعودية عبرت عن تحفظها السابق والحالي من العمليات الاستشهادية التي تتم داخل المدن، ولا تتركز علي الجنود الاسرائيليين.
ومن هنا جاء التعامل السعودي ليتجاهل الحدث علي ارضية دينية، لا تقبل به، سواء قام به رجل او امرأة فيما صمتت الصحافة اللبنانية والسورية علي العملية الاستشهادية لوفاء ادريس لاسباب اخري.
وتشير الدراسة المسحية ان عددا من الناشطين والعلماء المسلمين، وقادة الحركات الاسلامية قد عبروا عن تحفظهم من قيام امرأة بعملية استشهادية، ونسب تقرير صحافي شيئا من هذا الي الشيخ احمد ياسين الذي تحدث بحذر عن مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية.
والغريب في التقرير حديثه عن مشاركة المرأة في الجهاد حيث نقل تعليقا لمارتن كريمر، الباحث الاسرائيلي الزائر في جامعة برانديز في الولايات المتحدة قوله وفي لغة حاسمة وقاطعة ان العلماء المسلمين اجمعوا علي حرمة مشاركة المرأة في الاعمال الجهادية ، ولا يعرف من اين جاء هذا الباحث او الخبير بالشرق الاوسط بهذه المعلومات، لان مشاركة المرأة في الجهاد كمقاتلة ومحاربة وشهيدة معروفة في كل فترات التاريخ الاسلامي، فالسيدة عائشة قادت جيشا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم. وتنبأ الرسول عليه السلام لام سليم بنت حرام ان تكون اول امرأة تستشهد في اول غزوة بحرية، وقبرها الآن معروف في مدينة فاماغوستا في شمال قبرص. والشواهد عن جهاد المرأة وكفاحها معروفة، ولكن خبراء الشرق الاوسط او الاسلام لا يتورعون عن اطلاق الاحكام الجزافية دون دليل.