المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في بيتنا مسرحية



كريستل
12-06-2012, 06:40 AM
الفصل الأول:


ضحكتْ حتى طفرتْ من عينيها دمعات، و اكتفى هو بأن رفع حاجبه الأيسر استغراباً دون أن ينطق بكلمة.

دارتْ حول نفسها و التفّتْ معها تنورتها السوداء الفضفاضة، و حين كادتْ أن تتعثّر ضجّت الغرفة بضحكاتها مرة أخرى.

ضربَ كفاً بكف و نَهَرَها دون أن يشعر بابتسامته:

_ يا مجنونة! نحن في جنازة! تمالكي نفسكِ قبل أن يسمعكِ أحد.

عضّت على شفتها السفلى، و لمعتْ عينيها الكبيرتين ببريقٍ يعرفه كما يعرف عدد أصابع يديه.

_ أوه، تبدوا غاضباً. اصفعني ان شئت، فعندها فقط قد أصدق أنني لستُ في حلم!

_ اطمئني، لستِ في حلم. بل أنا و أنتِ في منزل والدكِ العزيز، رحمة الله عليه، و لا يزال هنالك عشرات الضيوف بالأسفل، لذا..

تقدّم خطوتين و قبض على ذراعها بقوة، ثم تابع كلامه مبتسماً دون أن تتغيّر نبرة صوته الحادة: أخفضي صوتكِ لو سمحتِ.

طبعتْ قبلة خاطفة على خده، و رسمتْ شفتيها أعذب ابتسامة استطاعت تصنّعها، ثم همستْ كالهرّة: حاضر يا بعلي العزيز!

انسلّت من قبضته بخفة، و رمتْ بنفسها في أقرب مقعد مُطلقة تنهيدة سرور حارة و النشوة تكاد تطمس ملامح وجهها الأسمر.

_ خمسة ملايين دولار! هل تصدق يا (بيلي)؟ أنا لا أصدق! أصبحتُ مليونيرة..

أعادتْ نطق آخر كلمة بتلذّذ، و كأنها تتذوقها حرفاً حرفاً: "مليونيرة".. "مليونيرة". لا تزال هذه الكلمة غريبة على مسمعي، و لا أدري ان كنتُ سأعتاد على تكرارها.

_ هذه هي صدمة الثراء المفاجىء. ستتجاوزينها يا حلوتي.

تورّد خَدّيْها المكتنزين و هي تكتم ضحكتها: هل رأيت وجه زوجة أبي و شياطينها الصغار حين قرأ المحامي الوصية؟ بل حتى (جورج) - طبيب العائلة الهادىء المسالم - رمقني على الفور بنظرة حادة كشفرة خنجر! آه، لو كان بمقدور النظرات أن تقتل..

_ و ما شأنه هو؟ هل كان له نصيب من الميراث انْتَزَعْتِهِ منه لا سمح الله؟ و بمناسبة الحديث عن القتل.. متى ستبدأ اجراءات التحقيق برأيك؟

لوّحتْ بيدها بازدراء، كما لو كانت تطرد ذبابة طائشة عن وجهها: ربما بعد انتهاء مراسيم الجنازة ببضعِ أسابيع، من يدري؟ ليس هذا ما يهمني الآن.

رفع حاجبه الأيمن هذه المرة باستغراب، و سألها بطريقة شبه مسرحية: ألا يهمكِ اكتشاف هوية قاتل والدكِ يا مدام (لورا)؟

نظرتْ (لورا) إلى عينيه بثبات قائلة: أؤكد لك أنني لن أتقلّب في فراشي ليلاً لو خطرتْ فكرة هوية القاتل في بالي. و على أية حال..

عاد ذلك البريق المألوف يلمع في عينيها الحالكتي السواد، و وجد (بيلي) نفسه يحبس أنفاسه دون أن يعرف السبب.

غمزتْ له و أطراف أصابعها تعبث بخصلات شعرها القصير الأجعد الفاحم السواد، ثم قالت بكل بساطة: أنا أعرفه.

هتفَ قبل أن يتمالك نفسه: القاتل؟!

_ طبعاً.

صمتْ لدقيقة أو أكثر، ثم سألها بنبرة باردة امتزجتْ فيها الريبة بالملل: هل هذه احدى مزحاتك السخيفة؟

هزّتْ كتفيها بلا مبالاة، و اتّجهتْ إلى المرآة لتعيد تصفيف شعرها.

_ لا تصدقني ان شئت. لكنني أعرف من فعلها و كيف و لماذا. و أنوي الإحتفاظ بهذه المعلومات لنفسي... حالياً على الأقل.

التفتتْ نحوه ببطء، و خطر له في تلك اللّحظة وحدها أنها أجمل و أخطر مخلوقة وقعتْ عليها عيناه.

_ هل تحب أن نزيد من ثروتنا يا حبيبي؟

حسـ(باشا)ـان
12-06-2012, 10:32 PM
رائع جدا .... خصوصا الغموض القاتل في البداية .... رغم فرحتي بوجود قصة جديدة في المنتدى .... الا انني حزين جدا ... فبكتابتك هذه القصة يعني انك لن تكملي قصة مذكرات ساكن عمارة :02:

بانتظار التكملة

Heartbeat
18-06-2012, 01:45 AM
^_^
مثل هذه القصص تثير إشمئزازي
مثل هذا النوع من البشر لا احبه بل أكرهه

في البداية ظننت انها من شدت حزنها على والدها لم تصدق وكانت تظن انه حلم
ولكن في النهاية اكتشفت انها من الفرحه لم تصدق :)

كريستل
20-07-2012, 12:52 AM
أعتذر لكل هذا التأخير. :ponder: لولا عمليتي الجراحية لانتهيتُ من كتابة الفصل الثاني و الثالث كما كنت أتمنى، لكن قدّر الله و ما شاء فعل.

أنا الآن في مرحلة النقاهة المملة، لكنّي متحمّسة بشدة لإكمال هذه القصة! فادعوا لي بالتوفيق. :D

بحيرة العرب
23-08-2012, 09:52 PM
مشكور اخي الكريم على الموضوع و المجهود الرائع. نرجوا منك وضع المزيد من المواضيع المشوقة. 1

ام ابـراهيم
15-01-2013, 06:04 PM
{من المعروف القاتل زوجة الاب .
و البنت ستستعمل أسلوب الإستفزاز لكي تتحصل على مبالغ من زوجة ابيها .}


بداية القصة كثير حلوة أعجبني وصف البنت من الناحية الجسدية و الروحية .
شخصيتها كثير غامضة و مشوقة.
تركتنا في حيرة هل هي شخصية قوية و ماكرة أم هي شخصية مادية تحب المال فقط .
ليس ببعيد تكون هي القاتلة .
انتظر الأجزاء الباقية .
و الله يمن عليك بالشفاء العاجل .