المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أقل توددك ..................



dajjani
14-02-2002, 06:50 AM
ما أقل توددك للحق!!

قالها الامام العارف ابن عطاء الله السكندري، متعجباً من جموع الغافلين الذين غرتهم الدنيا، والهاهم الأمل..فساروا على غير هدى، رأوا سعادتهم في سراب خادع، فأضاعوا زهرة اعمارهم لاهثين وراءه.. دون ان يحققوا من ذلك شيئاً، غير تعب من فوقه همٌ وتعب.. فتخرج هذه الكلمات من اعماق قلبه متأوهاً متألماً.. ما أكثر توددك للخلق، وما أقل توددك للحق.

مسكين هذا الانسان، غفل عن باب التودد لله تعالى فضل طريقه، وتاهت نفسه، وحارت روحه، وتعدد همه، فران على قلبه.

مسكين هذا الانسان.. لو فتح له باب التودد مع الله لرأى العجائب.. ركعتان في جوف الليل تودد ، عيادة المرضى تودد ، الصدقة على المساكين تودد، اعانة الاخ وقضاء حاجته تودد، اماطة الاذى عن الطريق تودد، والدعاء للمسلمين تودد ، والاهتمام بأمرهم تودد، والذود عن الحياض تودد، ومسح رأس اليتيم تودد، والاحسان الى الجار تودد، ما أكثر الطرق الموصلة الى هذا الباب لكن السيف المطروح يحتاج الى ساعد!!

باب التودد اليه هو الذي يوصلك الى قربه

فاياك ان تخرج من هذه الدار، قبل ان تلج هذا الباب فتطمئن بالجوار، وتأنس بالقرب، وتذوق حلاوة الحب، وليس حلاوة حبه في المأكل والمشارب، لانه يشارك فيها الكافر والدابة، بل شارك الملائكة في حلاوة الذكر، والجمع على الله تعالى، لان الأرواح لا تحتمل رشاش النفوس، فاذا انغمست في جيفة الدنيا، لا تصلح للمحاضرة، لان حضرة الله تعالى لا يدخلها المتلطخون بنجاسة المعصية فطهر قلبك من العيب يفتح لك باب الغيب، وتب الى الله، وارجع اليه بالانابة والذكر،ومن أدام قرع الباب يفتح له.

ومسكين هذا الذي يظن انه باب مغلق، او يخيل له ذلك، بل الأمر كما تساءلت رابعة العدوية، رحمها الله: ومتى اغلق هذا الباب حتى يفتح؟!

فدع الخلق وشأنهم.. ودع الخلق وضعفهم..

دع الخلق.. ولاترق ماء وجهك على عتبات احدهم.. برجاء او سؤال.

دع ابواب الخلق فانها موصدة.

وباب الحق مفتوح.. يناديك ويفرح بمقدمك، ويحب طرقك، ويأنس بعودتك مهما شردت وابتعدت.. يقول صباح مساء: هل من سائل فأعطيه مسألته؟! هل من تائب فأتوب عليه؟! هل من صاحب حاجة فأقضيها له؟!

يا عبدي لو جئتني بقراب الارض خطايا لجئتك بقرابها مغفرة..

فيا من نزلت به النوازل،وحطت بداره المصائب، وتاهت به السبل، وغلقت بوجهه الابواب.. دع الخلق فالحق جل جلاله ملاذك، وباب التودد اليه بانتظارك.. وركب السائرين فيه متسع.. فلا تتردد وأقبل، ولا تضع الوقت وقوفاً على ابواب لا تفتح وقلوب لا ترحم.. ونفوس قد غلفها الحرص والطمع.. فلا تُهن نفسك في مجالسهم.. او على ابوابهم..

فكم حصل لك الهوان بوقوفك على ابواب المخلوقين!! وكم أهانوك وانت لا ترجع الى مولاك

فقل لنفسك.. ارجعي يا نفس الى رضى ربك، طالما وافقتك في شهواتك، فتبدلي بعد البطالة بالاشتغال بالله، وبعد الكلام بالصمت، وبعد الوقوف بالأبواب: الجلوس بالخلوة، وبعد الانس بالمخلوقين الانس بالخالق، وبعد قرناء السوء: معاشرة أهل الخير والصلاح.

فأين الهمة.. في طرق باب التودد اليه سبحانه؟!.

من هنا نبدأ و في الجنة نلتقي

شـوق اللقـاء
14-02-2002, 01:00 PM
جــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيــــــــــــــــــــر آ يا أخي على الموضوع الرائع 00000 :p



وفقنــــــــــــــــا الله جميعــــــــــــــــــــــــآ:p :p

اميرة الكرام
14-02-2002, 01:31 PM
جزاك الله كل خير اخي الكريم

:D :D :D