يارا
15-02-2002, 03:13 AM
لقد اسمعت لو ناديت حيا
---- ولكن لا حياة لمن تنادي
الحمد لله الذي يحكم ما يشاء ، ويفعل ما يريد ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فإنَّ مما يفت الكبد ، ويُمض القلب ، ما علمناه من حال إخواننا المجاهدين الصامدين الذين وقعوا في الأسر بأيدي قوات الصليب ومن تحالف معهم من المجرمين .
فلو رأيتهم وهم مكبلين بالأغلال ، مقيدين بالسلاسل ، قد عُصبت رؤوسهم ، وكُمِّمت أفواههم ، وكُبِّلت أقدامهم ، يركلون بالأرجل ، ويُداسون بالأقدام ، ويُصفعون بالأيدي ، ويجرون باللحى ، يساقون في ذلَّة وصغار إلى الزنازين المكشوفة ، ويقادون في هوان وانكسار إلى المحاكم العسكرية الكفرية التي تحاكمهم دون جريرة ، وتعاقبهم بغير جريمة ، فيتعرضون لألوان المهانة وصنوف الإذلال ما لا يخطر على البال ولا يحيط به الخيال .
والمسلمون أعجز ما يكونون عن نصرتهم حال كربتهم .
فمن لمن باع دنياه من أجل دينه ؟!
ومن لمن خرج من أهله وماله ودياره وأوطانه لنصرة دينه والذود عن إسلامه ، فوقع ـ بقدر من الله ـ في قبضة من لا يرحمه ، وفي أيدي من يفتنه عن دينه ، ويسومه سوء العذاب ، ويوقع عليه صنوف العقاب ؟!
فأين بواكيهم ؟ أين الساعون في فكاكهم ؟ أين الجادُّون في فدائهم من أيدي أعدائهم ؟!
إنها فتنة لهم كما أنها فتنة بهم ، فويل لمن نصر الشرِّ وهو لا يشعر !
أيعقل أن تتحرك دولة بريطانيا الكافرة بقضها وقضيضها حكومة وشعباً من أجل أسيرين بريطانيين مسلمين ، ونحن لنا المئات من خيرة شبابنا وصفوة رجالنا أسلمناهم دون السعي في تحريرهم من أسرهم ؟!
عن جابر وأبي طلحة الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله ـ ? : " ما من امرئٍ يخذُلُ مسلماً في موطن يُنتقصُ فيهٍ من عِرضه ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتهِ ، إلا خذلهُ الله تعالى في موطنٍ يحبُ فيه نصرته ، وما من أحدٍ ينصُرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ ، تنتهكُ فيه من حُرمتهِ ، إلا نصره الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتهُ "
فيا علماء الإسلام ! يا حماة الدين ! يا رعاة الشريعة !
يا من نعقد عليهم ـ بعد الله ـ الآمال ، وننيخ عند عتبتهم الرِّحال ، من لهم ـ بعد الله ـ إلا أنتم ؟!
من ينفِّس كربتهم ؟ و يفرج نكبتهم ؟
من لابائهم الحيارى ؟ وأبنائهم الثكالى ؟ وزوجاتهم الحزانى ؟
من لذويهم ومحبيهم إلا الله ثم أنتم يا من تحملتم أمانة العلم ومسئولية الكلمة ورسالة الدعوة ؟
أليس هذا أمر نبيكم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي تتشرَّفون بطاعته ، وتدعون لما يدعو إليه في سنته : " فكوا العاني ـ يعني الأسير ـ وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض "
إن الفرصة مواتية لكم لتكسبوا دعوات المخلصين من المؤمنين ، ثم لتعيدوا ثقتنا بكم ، فنحن في حاجة لفعالكم أكثر من حاجتنا لمقالكم ، وإنما العالم موقف ومبدأ ورسالة !
فلا تؤثروا دنياكم على دينكم ، فإن من صميم واجبكم نصرة إخوانكم والثبات على مبادئكم ، إلاَّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ، وعلى الدنيا السلام ، وهنيئاً لأعدائنا بنا وبكم !
عن أبي موسى الأشعري ـ ? ـ قال : قال رسول الله ـ ? :" على كل مسلم صدقة " قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال ـ ? :" يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق " ، قيل : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال ـ ? :" يعين ذا الحاجة الملهوف" قيل : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال ? :" يأمر بالمعروف أو الخير " قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال :" يمسك عن الشر فإنها صدقة "
لكم أن تستعرضوا كتاب التأريخ أمام أعينكم ، فكم مرَّ بالكون من أمثالكم ، وإنما خُلِّد منهم من وقف في وجه الظلم والطغيان ، وبلَّغ البلاغ المبين ، ولو تخطفته الطير ، ومُزِّق كلَّ ممزَّق ، وغلت به القدور ، وها نحن ندعو لهم ونثني عليهم بعد المئين من الدهور والعصور !
هذه الأمانة معروضة بين أيديكم ، وآمالنا معقودة ـ بعد الله ـ عليكم ، و ثقتنا ـ كبيرة ـ بكم ، بالقيام بواجبكم من السعي في نصرة المستضعفين من المأسورين ، وخصوصاً أنهم ما زالوا بأيدي الحكومة الباكستانية قبل تسليمهم للصليبيين الحاقدين .
فالبدار .. البدار ، قبل أن يعرضوا على الحديد والنار ، وحينها لن نسلم وإياكم من دعائهم وغيرهم علينا ، والله يسمع ويرى ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، والتاريخ يكتب في سطوره ، فكونوا في نوره ، وإلاَّ فباطن الأرض خير لكم من ظاهرها ، ونحن شهود عليكم ، خصماء بين أيديكم ، وعند الله يجتمع الخصوم !
عن أبي هريرة ـ ? ـ قال : قال رسول الله ـ : " من نفّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُربِ الدنيا نفس الله عنه كربة من كُربِ يوم القيامة ، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، سترَه الله في الدنيا والآخرة ، والله في عونِ العبد ، ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ " ودمتم في طاعة الله سالمين.
منقول
---- ولكن لا حياة لمن تنادي
الحمد لله الذي يحكم ما يشاء ، ويفعل ما يريد ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فإنَّ مما يفت الكبد ، ويُمض القلب ، ما علمناه من حال إخواننا المجاهدين الصامدين الذين وقعوا في الأسر بأيدي قوات الصليب ومن تحالف معهم من المجرمين .
فلو رأيتهم وهم مكبلين بالأغلال ، مقيدين بالسلاسل ، قد عُصبت رؤوسهم ، وكُمِّمت أفواههم ، وكُبِّلت أقدامهم ، يركلون بالأرجل ، ويُداسون بالأقدام ، ويُصفعون بالأيدي ، ويجرون باللحى ، يساقون في ذلَّة وصغار إلى الزنازين المكشوفة ، ويقادون في هوان وانكسار إلى المحاكم العسكرية الكفرية التي تحاكمهم دون جريرة ، وتعاقبهم بغير جريمة ، فيتعرضون لألوان المهانة وصنوف الإذلال ما لا يخطر على البال ولا يحيط به الخيال .
والمسلمون أعجز ما يكونون عن نصرتهم حال كربتهم .
فمن لمن باع دنياه من أجل دينه ؟!
ومن لمن خرج من أهله وماله ودياره وأوطانه لنصرة دينه والذود عن إسلامه ، فوقع ـ بقدر من الله ـ في قبضة من لا يرحمه ، وفي أيدي من يفتنه عن دينه ، ويسومه سوء العذاب ، ويوقع عليه صنوف العقاب ؟!
فأين بواكيهم ؟ أين الساعون في فكاكهم ؟ أين الجادُّون في فدائهم من أيدي أعدائهم ؟!
إنها فتنة لهم كما أنها فتنة بهم ، فويل لمن نصر الشرِّ وهو لا يشعر !
أيعقل أن تتحرك دولة بريطانيا الكافرة بقضها وقضيضها حكومة وشعباً من أجل أسيرين بريطانيين مسلمين ، ونحن لنا المئات من خيرة شبابنا وصفوة رجالنا أسلمناهم دون السعي في تحريرهم من أسرهم ؟!
عن جابر وأبي طلحة الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله ـ ? : " ما من امرئٍ يخذُلُ مسلماً في موطن يُنتقصُ فيهٍ من عِرضه ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتهِ ، إلا خذلهُ الله تعالى في موطنٍ يحبُ فيه نصرته ، وما من أحدٍ ينصُرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ ، تنتهكُ فيه من حُرمتهِ ، إلا نصره الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتهُ "
فيا علماء الإسلام ! يا حماة الدين ! يا رعاة الشريعة !
يا من نعقد عليهم ـ بعد الله ـ الآمال ، وننيخ عند عتبتهم الرِّحال ، من لهم ـ بعد الله ـ إلا أنتم ؟!
من ينفِّس كربتهم ؟ و يفرج نكبتهم ؟
من لابائهم الحيارى ؟ وأبنائهم الثكالى ؟ وزوجاتهم الحزانى ؟
من لذويهم ومحبيهم إلا الله ثم أنتم يا من تحملتم أمانة العلم ومسئولية الكلمة ورسالة الدعوة ؟
أليس هذا أمر نبيكم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي تتشرَّفون بطاعته ، وتدعون لما يدعو إليه في سنته : " فكوا العاني ـ يعني الأسير ـ وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض "
إن الفرصة مواتية لكم لتكسبوا دعوات المخلصين من المؤمنين ، ثم لتعيدوا ثقتنا بكم ، فنحن في حاجة لفعالكم أكثر من حاجتنا لمقالكم ، وإنما العالم موقف ومبدأ ورسالة !
فلا تؤثروا دنياكم على دينكم ، فإن من صميم واجبكم نصرة إخوانكم والثبات على مبادئكم ، إلاَّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ، وعلى الدنيا السلام ، وهنيئاً لأعدائنا بنا وبكم !
عن أبي موسى الأشعري ـ ? ـ قال : قال رسول الله ـ ? :" على كل مسلم صدقة " قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال ـ ? :" يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق " ، قيل : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال ـ ? :" يعين ذا الحاجة الملهوف" قيل : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال ? :" يأمر بالمعروف أو الخير " قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال :" يمسك عن الشر فإنها صدقة "
لكم أن تستعرضوا كتاب التأريخ أمام أعينكم ، فكم مرَّ بالكون من أمثالكم ، وإنما خُلِّد منهم من وقف في وجه الظلم والطغيان ، وبلَّغ البلاغ المبين ، ولو تخطفته الطير ، ومُزِّق كلَّ ممزَّق ، وغلت به القدور ، وها نحن ندعو لهم ونثني عليهم بعد المئين من الدهور والعصور !
هذه الأمانة معروضة بين أيديكم ، وآمالنا معقودة ـ بعد الله ـ عليكم ، و ثقتنا ـ كبيرة ـ بكم ، بالقيام بواجبكم من السعي في نصرة المستضعفين من المأسورين ، وخصوصاً أنهم ما زالوا بأيدي الحكومة الباكستانية قبل تسليمهم للصليبيين الحاقدين .
فالبدار .. البدار ، قبل أن يعرضوا على الحديد والنار ، وحينها لن نسلم وإياكم من دعائهم وغيرهم علينا ، والله يسمع ويرى ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، والتاريخ يكتب في سطوره ، فكونوا في نوره ، وإلاَّ فباطن الأرض خير لكم من ظاهرها ، ونحن شهود عليكم ، خصماء بين أيديكم ، وعند الله يجتمع الخصوم !
عن أبي هريرة ـ ? ـ قال : قال رسول الله ـ : " من نفّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُربِ الدنيا نفس الله عنه كربة من كُربِ يوم القيامة ، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، سترَه الله في الدنيا والآخرة ، والله في عونِ العبد ، ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ " ودمتم في طاعة الله سالمين.
منقول