المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقرير:أوّل حـوار حقيقي بـين الإنسان والآلـة:



Lara Croft
15-02-2002, 08:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

تفضلو إخواني رواد المنتدى هذا التقرير البسيط و أرجوا من الجميع أن يستفيد منه.

يمكن للألعاب الإلكترونية في المستقبل أن تتعرّف على شخصيات من يمارسونها وأن تحدّد قوّة ذكائهم، وسوف تكون جاهزة لفهم طلبات مستخدميها والاستجابة لرغباتهم· وتعمل الآن فرق من علماء كلّية كينج King,s College في لندن على جعل الحواسيب قادرة على التكلّم والتعلّم وربما التفكير أيضاً· وتمكّنوا في هذا المسعى من ابتكار تكنولوجيا جديدة تماماً أطلقوا عليها اسم جهاز اكتساب اللغة Language Acquisition Device الذي يحاكي من حيث وظيفته المهمّات التي يتكفّل بها الفصّ الجبهي من دماغ البشر المتخصص بمعالجة اللغة والعواطف·
ويقول البروفيسور جون تايلور من شركة لوبال تكنولوجيز التي تشرف على تطوير النظام: إن مانحاول إنجازه الآن يتعلّق بابتداع شخصيّات رقمية قادرة على تفهّم اللغة واستيعاب مدلولات ما نقصده من توجيه أوامر معيّنة، والاستجابة لرغباتنا بناء على ذلك بطريقة تنطوي على الدقّة والسرعة ·
ومن بين أهم الاستخدامات المنتظرة لهذه التقنية الجديدة وأكثرها انتشاراً هي الألعاب الإلكترونية التفاعليّة التي تهيىء للاعب نفسه فرصة المشاركة في اللعبة أو وضع أسسها وقوانينها الجديدة· ويضيف تايلور المزيد من الشروح على طريقة عمل النظام فيقول: تخيّل لو أن لديك فريقاً من الجنود الذين يعملون تحت إمرتك كعملاء، وأردت منهم إنجاز مهمات مختلفة· ولو كان في وسعهم فهم ماتقوله لهم، فإن اللعبة ستصبح في غاية الإثارة والتشويق ·

مراحل تطوّر النظام

وفي الوقت الراهن، أصبحت للنموذج الأول من جهاز اكتساب اللغة مقدرة على التعلّم تكافىء تلك التي يمتلكها طفل بلغ شهره الثامن عشر· وأشار البروفيسور تايلور وفريقه إلى شعورهم بالثقة من أن قدرة الجهاز على التعلّم سوف تبلغ قبل نهاية العام الحالي المرحلة التي تجعلها تكافىء قدرات الأطفال الذي بلغوا سن السادسة· ويعمل النظام باستخدام مايسمى في علم الذكاء الاصطناعي الشبكات العصبيّة neural networks حتى يحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ· ويذكر في هذا الصدد أن خبراء الذكاء الاصطناعي في معهد ماساشوسيتس التكنولوجي في بوسطن بالولايات المتحدة كانوا السبّاقين لبناء منظومات الشبكات العصبية التي تحاكي الوظائف المتشابكة لعصبونات الدماغ· وحققوا في هذا المسعى تطورات مهمة تثير الدهشة· ويمكن لمن يزور معرض الذكاء الاصطناعي التابع للمعهد أن يرى العديد من الأحياء الاصطناعية وهي تقوم بوظائفها الإدراكية التطوّرية كتخطّي الحواجز التي توضع أمامها بطريقة ذكيّة والاستجابة إلى الأوامر المنطوقة·
وفي النظام الجديد الذي نتحدّث عنه، يتمّ تعلّم اللغة بطريقة مشابهة لتلك التي يتبعها الأطفال، لا عبر قواعد النحو والصرف، بل عبر إجراء عملية الربط بين معاني ومدلولات الكلمات الواردة في كل جملة، وأيضاً عن طريق الأمثلة المتكررة· وكان البروفيسور تايلور أشار إلى مسألة بالغة الأهمية حول هذا الموضوع عندما قال في حوار أجرته معه قناة بي بي سي الفضائية البريطانية مؤخراً:
إن المشكلة الكبرى فيما يتعلّق بالتحادث الفعّال بينك وبين هاتفك المتنقّل أو حاسوبك، لاتكمن بالضرورة في أن هذه الأجهزة لايمكنها تمييز الكلام المنطوق، بل في أنها عاجزة عن فهم معناه· ونحن نحاول الآن زرع الدماغ ضمن نظامنا الجديد· ومعنى ذلك أن نجاح النظام يتطلّب تحقيق تقنيتين متكاملتين هما تكنولوجيا تمييز الكلام وتكنولوجيا فهم المضمون· وبحيث يصبح النظام برمّته قادراً على التلقّي والاستيعاب والفهم والامتثال للأوامر والإجابة عن الأسئلة المطروحة ·

الاعتبارات الأخلاقية

ويقارن البروفيسور تايلور طريقة عمل النظام بالطريقة التي يتبعها الأطفال عندما يبدؤون في تطبيق الأسماء على الأشياء التي يصادفونها في عالمهم قبل أن يتعلّموا نطقها أصلاً· وعبّر تايلور عن ثقته في أن هذا النظام الجديد سوف تكون له تطبيقاته المهمّة في المستقبل وخاصة في مجال تعليم الصمّ والبكم وأتمتة الوظائف المختلفة للمنزل الذكي واستعادة البيانات والمعلومات من الإنترنت وإضافة عناصر الإثارة والتشويق للألعاب الإلكترونية·
ويقول تايلور أيضاً: وإذا مانظرنا إلى نتائج ابتكار النظام على تطوّر الألعاب الإلكترونية وعلاقتها مع الناس الذين يمتلكونها، فإن هذا النظام سوف يعزّز من هذه العلاقة بين الطرفين ويجعل الألعاب الإلكترونية أكثر إثارة وانطواء على الواقعيّة · ويستدرك تايلور الأمور بعد ذلك عندما يشير إلى أن من شأن الشخصيات الذكيّة في ألعاب الفيديو أن تثير مسألة أخلاقيّة كبرى وخاصّة عندما ننجح في تحميلها بالوظائف الإنسانيّة كالمشاعر والعواطف والقدرة على الحبّ والكراهيّة ·

ملحوظة: الموضوع منقول من جريدة الإتحاد