المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية عملية 'ناتسريم' أمس: الفلسطينيون حولوا 'الدبابة التي لا تقهر' إلى كتلة متفحمة



MandN
16-02-2002, 12:14 AM
الجمعة:2002/2/15
أثارت عملية معبر ناتسريم مساء الخميس جنوب شرق قطاع غزة و التي خلفت ثلاثة قتلى و جريحين يشكلون طاقم دبابة "مركافا" الإسرائيلية التي كانوا يستقلونها، هلعا غير معهود في أوساط المسؤولين العسكريين الإسرائيليين ليس فقط بسبب مقتل الجنود بل لأن مقاتلي التنظيمات الفلسطينية الجهادية اهتدوا أخيرا إلى الثغرة التي مكنتهم من تدمير الدبابة - مركافا 3 - رمز "الجيش الذي لا يقهر" في اعتقاد الصهاينة. و "المصاب جلل" بالنسبة لهؤلاء لأن الدبابة المذكورة التي تفحمت جراء تفجير عبوة ناسفة تزن حوالي 100 كلغ هي آخر طراز لسلسلة "مركافا" الإسرائيلية الصنع و التي تعد من أحسن ما توصلت إليه تكنولوجية الدبابات عبر العالم.
و لإدراك أهمية دبابة "مركافا 3" بالنسبة للجيش الإسرائيلي ينبغي التوقف عند مواصفاتها: فهي تزن حوالي 60 طنا و مجهزة بثلاثة مدافع رشاشة و مورتر ذي عيار 60 ملم و يمكنها إطلاق قذائف على مدى 7 كلم بواسطة مدفع عيار 120 ملم. و الأكثر من ذلك أن - مركافا 3 - مجهزة بأحدث الوسائل الإلكترونية و لها محرك قوي ذي 1200 حصان بالإضافة إلى تصفيح مضاعف مقاوم حتى للأسلحة الكيميائية.
و مع ذلك لم يقاوم "الوحش الحديدي" - حسب وصف وكالة الأنباء الفرنسية - عبوة ناسفة زرعها الفلسطينيون بذكاء و حولت المدفع إلى كتلة متفحمة دفنت في حفرة قطرها 1,5 مترا. و للتخفيف من هول الصدمة و التقليل من شأن النجاح العسكري للفلسطينيين، زعم الإسرائيليون أن المنفذين اتبعوا طريقة جديدة في قيادة العمليات العسكرية بواسطة الأسلحة الآلية و العبوات الناسفة شبيهة ب"طريقة حزب الله" في جنوب لبنان حيث أطلقوا النار أولا على قافلة مشكلة من سيارات مدنية بالقرب من مستوطنة نتساريم فأرسل الجيش الإسرائيلي دبابة - مركافا 3 - إلى مكان الحادث لدعم الجنود. و قال مصدر عسكري إسرائيلي أن الدبابة مرت عبر طريق ضيق هو الوحيد للوصول إلى المعبر و حيث زرع المهاجمون العبوة الناسفة مضيفا أن هؤلاء درسوا جيدا سلوك وحدات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
و يعتقد الإسرائيليون أن الفلسطينيين استعملوا نوعا جديدا من المتفجرات اكتشفوا من خلاله نقطة ضعف - مركافا 3 - غير أن أكثر ما يقلق الصهاينة هو تبني العملية لأول مرة من قبل مجموعة "الناصر صلاح الدين" التي تعتبر الذراع المسلح للجان الشعبية للدفاع الفلسطيني التي تضم ممثلي 13 فصيلا إسلاميا و وطنيا للمقاومة خرج من رحم إنتفاضة الأقصى و هو ما يعني في نظر الملاحظين أن التنسيق بين مختلف الفصائل وصل إلى مرحلة متقدمة متجاوزا بذلك المخاوف الجادة بخصوص إحتمالات الإختراق من الداخل عبر التنظيمات المختلفة من قبل مخابرات العدو. و عليه، خلصت صحيفة معاريف العبرية في افتتاحيتها يوم الجمعة أن عهد "صور الأطفال الفلسطينيين و هم يواجهون الدبابات بالحجارة قد ولى".

Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/32FCAC19-332B-40FF-9800-E055D6F3B90C.html)