afwa
16-02-2002, 09:32 AM
- قصه حقيقيه لم يصل الفجر
هذه قصه حقيقيه نشرها الدكتور الحفناوى فى جريدة الاهرام
فلنتعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ جميعا
قضايا و اراء
42063 السنة 126-العدد 2002 فبراير 4 21 من ذى القعدة 1422 هــ الأثنين
كلام معقول
بقلم:د. محمد حسن الحفناوي
** قاوم كسله المزمن كثيرا وهو يستمع إلي أذان الفجر.. الدنيا صقيع والخروج من تحت البطانية عملية انتحارية تحتاج إلي قوة دفع إيمانية يفتقد معظمها الآن, أو هكذا أوحت له نفسه الأمارة بالسوء.. شد اللحاف علي رأسه الثقيل بجهود يومه المضني بالعمل والهم العام.. قائلا الصباح رباح.. متجاهلا نداء سيدنا بلال بن رباح الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم, فقد مر عليها أكثر من ألف وأربعمائة عام أو يزيد..فجأة وبلا مقدمات عربد في صدره ألم يمزق أضلاعه من كل الجوانب, وكأن سكاكين المدبح كلها قد خرجت من أغمادها كي تقطعه إربا إربا.. كان الألم يتزايد في صدره بعنف مع مرور الثواني ويتجه إلي ذراعه اليسري وكأنه يبحث عن منفذ يمر منه إلي خارج الصدر الذي لم يعد يحتمل أي مزيد من هذا الألم المروع.. العرق يتصبب من جبينه والدنيا تنسحب من أمام عينية وغمامة سوداء تستبدل زوجته بشبح يغيب ويبتعد ويسحب معه علامات الذعر التي ارتسمت علي وجهها المهزوم أمام احتمالات الرحيل..غاب عن الوعي وعن الدنيا التي نعرفها لمدة لا يعرفها.. وفتح عينيه ليجد نفسه عاريا إلا من رقريقة قماش مفتوحة من كل حدب وصوب وجسده ملقي علي سرير غريب وجسمه مخترقا بعشرات الخراطيم والأنابيب, إيشي كاتم علي فتحات أنفه, وإيشي محشور في حنجرته, وإيشي غارز في أوردة ذراعه اليمني, وإيشي محشور في شرايين ذراعه اليسري, وإيشي معلق في زجاجة علي حامل.. وده ملتصق علي جلده.. وده جهاز رسم قلب راكب علي صدره.. وده رسم مخ متوصل بدماغه.. وده حاسب أوكسجين وغازات.. ودي أنابيب أوكسجين واقفة من حول سريره كشواهد القبور الحزينة علي حاله الذي وصل إليه في دقائق, بعد أن كان حيا يرزق وكل أجهزته تعمل بمشيئة بسيطة من السماء لا تحتاج لكل هذه الأجهزة المعقدة وكل هذه الغزوات الجسدية العنيفة والمؤلمة.. بل من دقائق كان يتثاءب ويتساءل في كسل أقوم أصلي الفجر ولا الصباح رباح؟!..مشكلة أنت يا هذا المخلوق المسمي بالإنسان وتحقد.. تتآمر وتخون وتغدر.. وتتكبر وتتجبر وتطمع وتطمح.. وتعاني وتكابد.. وتكره وتصارع وتتصارع.. وتريد أن تمتلك الدنيا وما عليها.. تكنز الذهب والفضة ولا تشبع ولا تكتفي ولا ترضي.. رغم أنك ومهما طالت بك الأيام فأنت مجرد ترانزيت ومسافر.. مسافر..** بعيدا عن السياسة:}} ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن الكريم.. وفي مجالس الذكر.. وفي أوقات الخلوة... فإن لم تجده في هذه المواطن.. فسل الله تعالي أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك..(من كلمات الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
هذه قصه حقيقيه نشرها الدكتور الحفناوى فى جريدة الاهرام
فلنتعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ جميعا
قضايا و اراء
42063 السنة 126-العدد 2002 فبراير 4 21 من ذى القعدة 1422 هــ الأثنين
كلام معقول
بقلم:د. محمد حسن الحفناوي
** قاوم كسله المزمن كثيرا وهو يستمع إلي أذان الفجر.. الدنيا صقيع والخروج من تحت البطانية عملية انتحارية تحتاج إلي قوة دفع إيمانية يفتقد معظمها الآن, أو هكذا أوحت له نفسه الأمارة بالسوء.. شد اللحاف علي رأسه الثقيل بجهود يومه المضني بالعمل والهم العام.. قائلا الصباح رباح.. متجاهلا نداء سيدنا بلال بن رباح الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم, فقد مر عليها أكثر من ألف وأربعمائة عام أو يزيد..فجأة وبلا مقدمات عربد في صدره ألم يمزق أضلاعه من كل الجوانب, وكأن سكاكين المدبح كلها قد خرجت من أغمادها كي تقطعه إربا إربا.. كان الألم يتزايد في صدره بعنف مع مرور الثواني ويتجه إلي ذراعه اليسري وكأنه يبحث عن منفذ يمر منه إلي خارج الصدر الذي لم يعد يحتمل أي مزيد من هذا الألم المروع.. العرق يتصبب من جبينه والدنيا تنسحب من أمام عينية وغمامة سوداء تستبدل زوجته بشبح يغيب ويبتعد ويسحب معه علامات الذعر التي ارتسمت علي وجهها المهزوم أمام احتمالات الرحيل..غاب عن الوعي وعن الدنيا التي نعرفها لمدة لا يعرفها.. وفتح عينيه ليجد نفسه عاريا إلا من رقريقة قماش مفتوحة من كل حدب وصوب وجسده ملقي علي سرير غريب وجسمه مخترقا بعشرات الخراطيم والأنابيب, إيشي كاتم علي فتحات أنفه, وإيشي محشور في حنجرته, وإيشي غارز في أوردة ذراعه اليمني, وإيشي محشور في شرايين ذراعه اليسري, وإيشي معلق في زجاجة علي حامل.. وده ملتصق علي جلده.. وده جهاز رسم قلب راكب علي صدره.. وده رسم مخ متوصل بدماغه.. وده حاسب أوكسجين وغازات.. ودي أنابيب أوكسجين واقفة من حول سريره كشواهد القبور الحزينة علي حاله الذي وصل إليه في دقائق, بعد أن كان حيا يرزق وكل أجهزته تعمل بمشيئة بسيطة من السماء لا تحتاج لكل هذه الأجهزة المعقدة وكل هذه الغزوات الجسدية العنيفة والمؤلمة.. بل من دقائق كان يتثاءب ويتساءل في كسل أقوم أصلي الفجر ولا الصباح رباح؟!..مشكلة أنت يا هذا المخلوق المسمي بالإنسان وتحقد.. تتآمر وتخون وتغدر.. وتتكبر وتتجبر وتطمع وتطمح.. وتعاني وتكابد.. وتكره وتصارع وتتصارع.. وتريد أن تمتلك الدنيا وما عليها.. تكنز الذهب والفضة ولا تشبع ولا تكتفي ولا ترضي.. رغم أنك ومهما طالت بك الأيام فأنت مجرد ترانزيت ومسافر.. مسافر..** بعيدا عن السياسة:}} ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن الكريم.. وفي مجالس الذكر.. وفي أوقات الخلوة... فإن لم تجده في هذه المواطن.. فسل الله تعالي أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك..(من كلمات الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه)