المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما ينطق الحجر



GLADIATOR__mx
16-02-2001, 02:51 AM
سبحان الله لقد تبلد الإحساس وقست القلوب لدي كثير من الناس وإلا بأي قلب نعيش وكيف نهنأ بأكل وشرب ونحن نشاهد كل يوم على أرض فلسطين مشاهد مرعبة من الدماء والأشلاء والتشريد والتقتيل مشاهد يستحيل أن تمحوها الأيام يتعرض لها إخوة لنا مسلمون محاصرون يقصفون يقتلون والمسلمون ينظرون ينددون فإنا لله وإنا إليه راجعون ، إخوة الإيمان إنهم ليسوا كغيرهم فهم جيران لنا من بني جنسنا يتحدثون بلساننا يعيشون في قلب عالمنا ثم لا تدمع لهم أعيننا ولا تحترق من أجلهم قلوبنا حتى الدعاء ربما لا ترفع به أيدينا .
عجباً لقلوبنا كيف ننام ملىء جفوننا ونحن نرى صور الإمهات الثكالى وهن ينتحبن بجوار جثث أبنائهن وأزواجهن ، نساء ضعيفات ، عجائز كبيرات ، يرمقن الجنائز بعين الأسى والحسرة وقلوب تمزقها الحرقة واللوعة ، ضراء وبأساء ، وأيتام بلا آباء ، وآباء بلا أبناء ،وآلام وأشلاء ، وجروح ودماء ، ومع ذلك قلوبنا خواء ، وآذاننا صماء ، وأبصارنا عمياء ، فرحماك رب الأرض والسماء .
كلكم رأى تلك الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام ، صورة مؤلمة مبكية ، جلجلت بها الألسن ، دمعة لها الأعين .
صورة الطفل محمد أو رامي .... أو علاء أو سامي
مهما كانت الأسامي .... فكلهم بنوا الإسلامي
وكلهم يحترق لهم قلبي ويعاني.... وتتفجر آهاتي وآلامي
سبحان الله ، طفل في الثانية عشر من عمره يحاول الإختباء وراء والده يصرخ فزعاً خائفاً من رصاص جنود يهود ، وقد قبع خلف كتلة إسمنتية ، ووالده يحاول حماية فلذة كبده ، وثمرة فؤاده بجسده ولسان حاله يقول :
يا رامي إجلس يا ولدي ..... وتجنب قصفهم الدامي
يا رامي إجلس من خلفي ..... وتترس منهم بعظامي
إجلس يا ولدي من خلفي ..... لا تنهض فالموت أمامي
طلقات رصاص يا ويحي ..... إلصق في ظهري يا رامي
طلقات رصاص يا ويحي ..... ادخل في جسمي يا رامي

ولكن رصاص إخوة القردة والخنازير لن ترحم الصغير فاخرقت خمس رصاصات جسده النحيل ، وفجرت رصاصة عظم جمجمته ، فإذا الطفل رامي يخر جثة هامدة في أحضان ابيه ، واستمر جنود يهود بإطلاق الرصاص رغم توسلات الأب وصراخه .
طلقات رصاص ما بالي ....... لا أسمع صوتك يا رامي
يا فرحة عمري يا ولدي .... يا سر صفائي يا رامي
ما بال يديك قد إرتختى ..... ما بالك تجمد يا رامي
قل لي يا ولدي حدثني ....... بالغ في شتمي وخصامي
لكن يا ولدي لا تسكت ...... لا تقتل زهرة أحلامي
أنفاسك يا رامي سكنت ..... سكنت أنفاسك يا رامي
هل مات حبيبي هل طويت صفحته قبل الإتمام

نعم أيها الأب مات رامي ، فسقط الأب المسكين مثخنً بالجراح ، جراح جسدية خطيرة ، وجراح نفسية أليمة ، سقط وسط نافورة الدم وهو يردد الولد مات الولد مات ، فيحمل للمستشفى وهو يأن ويصرخ :

يا أهل النخوة من قومي ....... من يمن العرب إلى الشام
يا أهل صـلاة وخشـوع ....... يا أهل لباس الإحرام
يا كل أب يرحم إبناً ....... يا كل رجال الإسلام
يا أهل النخوة في الدنيا....... أولستم أنصار سلامي
أسلام أن تسرق أرضي ....... أن يقتل في حضني رامي
لن أنسى نظرته العطشى ....... لن أنسى مبسمه الدامي
لن أنسى الخوف يعلقه ....... بذراعي اليمنى وحزامي
حاولت إستجداء الباغي ....... وبعثت نداء استرحامي
لكن ندآتي إصطدمت ....... بجمود قلوب الأصنامي

..........................................................

كان هذا جزءاً من محاضرة للشيخ ابراهيم الدويش ( عندما ينطق الحجر ) جزاه الله عنا كل خير أردت بها التذكير حتى يظل رامي (محمد الدرة)حياً في قلوبنا .