المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رعب الرحيل !



رفعت خالد
19-05-2013, 05:34 PM
لماذا الرحيل مرتبط بالحزن إلى هذا الحد ؟
كم بكيتُ وأنا أجمع حاجياتي لأعود من المخيم الصيفي وقد كنتُ ساخطا عليه اليوم الذي سبق فقط !
وكم صعُب عليّ مفارقة كل قسم من أقسام الابتدائية وقد كنتُ أجلس في طاولتي مُختنقا طيلة العام تقريبا، ولم أتحمل وجودي بين تلك الكائنات العابثة !
وكم انتحبتُ بحُرقة حين رحيلي عن تلك القرية الصغيرة في منتصف سنوات الإعدادية لأترك تلك الوجوه الصغيرة المحبوبة التي تُمثّل عندي الطفولة ذاتها.. بكيتُ وأنا أدير ظهري لهم بعد أن ودّعتهم، حريصا على ألاّ يروا اهتزاز كتفي..
وكذلك انظر إلى المحتضر كيف يُنازع الموت حتى لا يأخذه - المسكين - وإن كان قد ذاق الأمرّين في هذه الدنيا، وربما كان يتمنّى الموت في قرارة نفسه من قبل !
لكنها الغريزة.. ذلك الطفل الذي كُنّاه يوما، لازال بداخلنا يخرج علينا في مثل هذه اللحظات ليبكي ويتمرّغ على الأرض حتى يبُثّ في قلب من يراه شيئا من الرّأفة..
لا نريد أن يُغادرنا أحباؤنا حتى وإن غادرناهم نحن أنفسنا !
لا نريد أن نرحل عن الدنيا وإن كنا نبكي من المعاناة والألم !
لا نريد أن نفارق بعض أموالنا حتى وإن لم نكن في حاجة ماسة لها !
إنه رعب الفراق.. رعب الرّحيل، حيث الوجهة التالية مجهولة، والحياة بعد الرحيل لن تظلّ كعهدنا بها..
أما أكبر رحيل ينتظرنا نحن معشر المسافرين فهو الرحيل من هذا الكوكب.. رحلة الموت. فهلاّ جمعنا حاجياتنا وحزمنا الأمتعة جيدا قبل أن يباغتنا الموعد.. إنه سفر طويل وشاقّ فعلا يا سادة.. فليُعنّا الرّب.


من سلسلة (من صنوف الرعب)

chris
20-05-2013, 05:53 PM
اهلا اخي العزيز رفعت خالد
وشكرا لك لهذا الابداع يا اخي و الوصف الجميل
اخي ان الرحيل او الفراق مرتبط دائما بفكرة الذهاب وعدم العودة ....
وخصوصا ان حزنك يزداد عدم يتعلق الامر بشخص ترك بصمة هائلة في عالمك
ولكن انعم الله على الانسان بنعمة تنقذه من بقائه عالق في دوامة الاحزان وهي نعمة النسيان
نعم يبقوا معنا في الذاكرة و في قلوبنا الا ان حزننا يقل

ولكن يبقى الامر على الراحل وخصوصا الراحل لخارج هذا العالم
فهذا الشخص قد يكون ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) (165) سورة البقرة.
وهم لشدة حبهم لله ينتظروا الموت بفارغ الصبر بل يتعجبوا من يبكون من حولهم
فقد آن الاوان للمسافر ان يرتاح
ولكن من يحب لقاء الله هم تلك الصفوة الطيبة التي ترجو رحمة الله وتعمل لاجل رحمته وتخاف عقابه وعذابه وتعمل للابتعاد عنها



سلام chris

رفعت خالد
21-05-2013, 02:39 PM
حياك الله أخي..

كلامك طيب بارك الله فيك.. فالشوق للقاء الله من علامات الإيمان القوي..

في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه.

ام ابـراهيم
24-05-2013, 11:16 PM
مقال رائع
الإنسان يخاف الموت لأنه ذاهب لعالم مجهول .
لكن من كانت أعماله ترضي الله و رسوله لا اتصور انه يخاف الموت .

أما بالنسبة لفراق الأحبة في الدنيا هو فراق وقتي و سنلتقي بهم في جنة الله إن شاء الله.

رفعت خالد
26-05-2013, 12:15 AM
بارك الله فيك أختي..
أسأل الله أن يرزقني وإياكم الجنة

Heartbeat
05-06-2013, 12:07 AM
يرتبط الرحيل بالحزن
لأن بـ الرحيل أنت تفتقد شيء قد إعتدت عليه , مهما كان ذاك الشيء
الرحيل هو الفقدان والإنسان لا يحب أن يفقد آمراً قد إعتاد عليه

كذالك هو الرحيل من هذه الدنيا , حزن لأنك تفقد ما كان بها ومن عاش عليها
ويختلف الأمر بين الحزن لفقدان الشيء , والخوف من الحساب بعد الموت
وقد يجتمع الأمران معاً

Iris
05-06-2013, 12:15 AM
شكرا لمشاركتنا هذه الاسطر,
يس الانسان اذا تعود على امر يخاف فراقه احيان, او تغيره,
مثل ما قلت قد يكره بعض الطلاب المدرسه لكن عند رحيلهم عنها يحسون بجانب من الخوف رغم سعادتهم بالنجاح و التخرج,

ونايس نقاشكم في الموضوع,
يس الحياة زائله والموت محتم, ربي احسن خاتمتنا و ارزقنا لقائك بالخير والجنه,

thamer ~
08-06-2013, 07:37 PM
جزيتي خيرآ